غبت فعدت ووجدت.. الحِمّيِر في طينه

شواغل خاصة حجبتني عن هذه المساحة أياما عديدة.. فعذرا أولا للغياب.. ثم إنني خلت أن أمورا عديدة قد تغيرت.. وعاد المعوج إلى وضعه الطبيعي.. كموقف مجلس الأحزاب الغريب.. والقائم على رفض الاعتراف بكل شيء.. بدءا من سلطة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل على شؤونه.. وحقه في تنظيم ومحاسبة ومراقبة عضويته.. مرورا بنتائج الانتخابات.. وانتهاء بالمراسيم الجمهورية التي أصدرها الرئيس بناء على تفاهمات ومفاوضات مع القيادة الشرعية للحزب.. انتهت بتعيين الرئيس المكلف للحزب مساعدا أول للرئيس.. ولكن في كل هذا.. فقد فوجئت بأن مجلس الأحزاب ما زال عند محطة عدم الاعتراف بأي شيء..!

ليس هذا فحسب.. بل إن الحزب ما زال يخاطب أعضاء سابقين بالحزب.. فُصل أحدهم قبل عامين بقرار من رئيس الحزب نفسه.. يخاطبهم المجلس باعتبارهم مندوبي الحزب المعتمدين لديه.. ويقع المجلس في تناقضات غريبة تبدو وكأنها تجري في مسرح للملهاة لا علاقة له بالواقع.. فمن جهة يصدر المجلس قرارا ببطلان فصل مجموعة ما اصطلح على تسميتها بالدواعش.. ويطالب قيادة الحزب التي لا يعترف بها بإعادتهم إلى الحزب.. والمجلس يعلم.. وراعي الضأن في الخلاء يعلم.. أن الحزب لم يستجب لقرار المجلس ذاك.. أي أن هذه المجموعة لا تزال عمليا خارج الحزب.. ورغم ذلك يأتي مجلس الأحزاب ويحدد سبتمبر المقبل موعدا لانعقاد المؤتمر العام للحزب.. ويُشكر مجلس الأحزاب على كل حال.. على إهتمامه بإنعقاد المؤتمر العام للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل.. ولكن ثمة أسئلة لا بد لمجلس الأحزاب أن يجيب عليها.. مثل: لماذا الاهتمام بمؤتمر الحزب الاتحادي دون غيره من الأحزاب..؟ ومن مخول له الدعوة وتنظيم المؤتمر العام للحزب وفق رؤية مجلس الأحزاب.. وكيف يخاطب مجلس الأحزاب جهة غير ذات اختصاص لعقد المؤتمر.. وهو يعلم أن هذه الجهة نفسها كان قد أصدر قرارا لإعادتها للحزب.. ولن يستطيع المجلس أو من يمثله الادعاء بأنه تلقى ما يفيد أن هذه الجهة قد أصبحت جزءا من الحزب ذات شرعية تخول لها الدعوة لعقد مؤتمر عام.. من المفارقات.. أن من يسمونهم بـ (الدواعش) كانوا قد زعموا بأن مولانا الحسن الميرغني يقف من خلفه المؤتمر الوطني داعما ومؤازرا.. ومحرضا.. ليفرض سؤال جديد نفسه في المقابل.. فمن يقف وراءهم إذن.. ليستصدروا في كل صباح جديد.. قرارا جديدا من مسجل الأحزاب.. من يقف خلفهم ليجبروا مجلس الأحزاب على إرسال خطابات رسمية صادرة لحزب ما إلى.. السوق.. لا إلى مقار ذلك الحزب المعروفة.. وأخيرا.. متى تتفق إرادة مجلس الأحزاب مع إرادة الدولة السودانية؟.. ومتى يقلع مجلس الأحزاب أو من يمثله عن.. نشوزه؟.. حتى يتسق أداؤه مع أداء الدولة العام.. وأخيرا جدا.. لما لا يستدعي السيد مساعد أول الرئيس السيد الأمين العام لمجلس الأحزاب ليسأله سؤالا واحدا.. لأي دولة ينتمي هذا المجلس.. ولمصلحة من يعمل..؟ أم نتوقع أن يفاجئنا مجلس الأحزاب بموقف آخر مشاتر.. وهو يرفض المثول أمام مساعد أول الرئيس بدعوى عدم الشرعية..؟؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ليتك لم ترحع لان الحمير تفهم احيانا . الصحفي المحترم لا يكتب بالقيل والقال لو قرأ القرار الصادر لوجد انه طبق دستور الحزب الاتحادي نفسه لا غير . الم يعرف الصحفي ان المجلس لا يمكن استدعاءه في قراراته من قبل اي شخص ومن له سند فاليلحأ الى المحكمة الدستورية طاعنا في القرار لا استدعاء للمجلس . ان قرار المؤتمرات العامة صادر في مواجهة اكثر من 40 حزب ليس الاتحادي وحده . وانت تلعب لعبة قذرة ضد الاتحادي ومن يقف خلفك انت وهدفكم استقلال الصراع لضرب الحزب . تظهر كانك تقف مع الحسن الميرغني ، وانك ثعلب ماكر قابض للثمن

  2. quote
    وأخيرا جدا.. لما لا يستدعي السيد مساعد أول الرئيس السيد الأمين العام لمجلس الأحزاب ليسأله
    دي تبقى كارثة
    إذ ان الأصل في هكذا مجالس استقلاليتهاعن سلطة الحكومة بإعتبارها حكما بين الاحزاب بما في ذلك حزب الحكومة .

  3. في سفور شديد اعلن الاستاذ لطيف انه المدافع الاول عن السيد الحسن الميرغني.
    و المؤسف محاولة ارهاب مجلس الاحزاب.

    ما المقابل لذلك هذا ما ستحدث به الايام.

    اقلام للبيع و الشراء.

    مهازل.

  4. الأستاذ محمد نجيب يثبت كل يوم علمه الغزير بالأمور السياسية وقوله الرصين
    وعفة لسانه ورجاحة تحليله للأمور ولايظنّن أحد أ، هذا الكلام نابع من معرفة أو صلة – بيد أني مثله ننتمي للولاية الشمالية – لم أقابله وليس بيني وبينه أي معرفة سوى أني أقرأ له متى ماتيسرت لي فرص الاطلاع على ما يكتبه وياليت أن ترد عليه الجهات التي انتقدها نقدا بناء حيث الهدف الوصول الى الحقيقة اذا كانت مع مجلس الأحزاب أم لا اضافة الى التدخلات التي تحدث عنها الأستاذ محمد نجيب .

  5. الآن ما رأيك يا محمد لطيف الصحفي المدافع الأول عن الحسن الميرغني ؟؟؟؟
    أنت أكثر من يعلم بصحة موقف (الدواعش) وانت كصحفي كنت تتعامل مع من في الحزب الإتحادي طيلة السنين الماضية إن لم يكن معهم واتحدى ان تكون قد سمعت بإسم الحسن إلا لماما طيلة الفترة الماضية. الآن تحاول لي عنق الحقيقة وتنكر على مجلس الأحزاب حقه في ممارسة دوره وتلوح بأن المجلس اختص الحزب الإتحادي فقط بقراره والسؤال هنا: انت كصحفي هل مر عليك حزب جديد أو قديم لم يعقد مؤتمراً عاما قط طيله نصف قرن؟؟؟ نحن نشد على يد مجلس الأحزاب بشدة ونأمل ألا يلتفت لأي حزب آخر في الساحة حتى يعقد الحزب الإتحادي مؤتمره!! ياخي هو الحزب الاتحادي دا 3 أشخاص بس؟؟؟ راح الولد جاء أخوه والرئيس ابوهم ؟؟؟؟ ليعقد الحزب مؤتمره أو فليذهب غير مأسوف عليه قال الديمقراطي قال ياخر سامحونا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..