ربع قرن..

· اكتمل ربع قرن بالتمام والكمال والسودان يبحث عن الحياة الديمقراطية التي فقدها بسبب الانقلابات العسكرية- اللعنة التي اصابت البلاد منذ استقلالها، فكلما تبدأ الحياة الديمقراطية وقبل ان تترتب الاوضاع وتنضج التجربة ياتي انقلاب عسكري لتتلاشى الاحلام وتضيع الآمال، ولا فرق هنا بين انقلاب عسكري عسكري او انقلاب عسكري حزبي، النتيجة واحدة..

· ربع قرن والمواطن السوداني مسير في حياته اليومية لا يستطيع ان يشارك في الحياة العامة ولا في تغيير الحكومة مهما فشلت ومهما أخطأت..

· تتوالى الازمات الاقتصادية وتنهار العملة وتتزايد الحروب الاهلية، وتتفشى الجهوية والقبلية وترتفع الاصوات المنادية بتقسيم السودان، والشعب لا يمتلك حق ان يقول (لا) أو (نعم) مغيب تماما ولا حق له في اختيار حكامه ومعاقبة المخطئ..

· الطبيعي هو استمرار المطالبة بالديمقراطية وفصل السلطات وتاسيس دولة مدنية اصل المواطنة فيها الحقوق والواجبات، ومهما استمر الحكم الانقلابي ومهما تلون وتجمل بمساحيق الديمقراطية الزائفة ستظل المطالبة مستمرة ولن تشهد البلاد استقرارا سياسيا اواقتصاديا اواجتماعيا مالم تات ديمقراطية كاملة الاركان..

· نعم عندما تبدأ الحياة الديمقراطية ويطلق سراح الحريات، وتعود الحقوق لاهلها ويصبح الحاكم الفعلي هو الشعب، لن يعود الاستقرار في يوم وليلة، قطعا سيحتاج الامر لوقت حتى ينشأ جيل كامل على التربية الديمقراطية ويتعلم كيف يستخدم الحريات، وكيف يحترم حقوق الآخريين وكيف يختار الأصلح..

· ولكن الان المهم هو عودة الحياة الديمقراطية والحريات العامة، فكلما تأخرت العودة تأخر الاستقرار، وكلما استمر الحكم الانقلابي كلما استمر التوتر وعدم الاستقرار والخاسر هو الوطن والمظلوم هو الاجيال القادمة..

ودمتم بود

الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..