قفة الملاح والسادن المرتاح

ارتفع كيلو الطماطم من 10 جنيهات إلي (15)جنيه في أسواق الخرطوم،وقال الجهاز المركزي للإحصاء أن التضخم انخفض من 24%إلي 19%.
وصارت العجورة الواحدة من وزن الريشة بمبلغ 3 جنيهات(حتة واحدة)،وقال وزير المالية أن برنامجه الخماسي،نهض بالاقتصاد.
وتقطع الكهرباء في اليوم لأكثر من 6 ساعات،رغم أن الدفع مقدم عن طريق الجمرة الخبيثة،ومع ذلك يقول المسؤولون أن الإمداد الكهربائي متوفر،وليست هنالك مشكلة.
وتنقطع المياه لأيام وليالي،ويشتري الناس برميل الموية(الملوث)بمبلغ 80 جنيه،ويصهين(ناس الموية)عن تفسير ما يجري،ولكن يقال المدير ويعيّن مدير،ولا مياه في المواسير.
ويطلع الناس في مظاهرات في الصحافة وجبرة فتوزع عليهم المياه عبر التناكر الحكومية،وتعود المياه للمواسير بأسرع وقت،ويعتذر المسؤولون عما حدث،ويقولون كما يقول المغني(عاتبني خت اللوم علي).
وعندما يطالب المزارعون بحل الإتحاد الحكومي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة،فإن الحكومة تصدر قانوناً بإلغاء إتحادات المزارعين،واستبدالها بقانون المهن الإنتاجية.
وعندما يطالب أهل دارفور بالإقليم الواحد،تقسمه الحكومة إلي خمس ولايات،تلهف وظائفها الدستورية،كل الإيرادات المالية،فلا يجد المواطن الدواء،ولا التعليم،والعيش الكريم.
ولو طالب المناصير بتوطينهم حول البحيرة،جاءت القوات العسكرية وطردتهم إلي الصحراء،حيث العطش والعقارب،ولو قال أهل بورتسودان أين نصيبنا من السلطة والثروة،ضربوا بالرصاص،دون هوادة.
ولما طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق في جرائم دارفور،قال السدنة(نحن ذاتو ما عايزين اليوناميد)وافتعلوا معركة مع المجتمع الدولي حتي ينسي ما حدث .
ويتبجح سادن بائن بأن الحكومة ليس من مسؤوليتها توفير(قفة)الملاح للمواطن،وهو لا يدري أن القفة انعدمت منذ إنقلابهم المشؤوم في يونيو 1989،وحلّ محلها كيس النايلون،والمرقة،والمس كول،والكجيك،وأصبر ومعناها كراع الجدادة.
والحكومة التي ليس من مهامها توفير قفة الملاح للمواطن،ليس من مهامها أيضاً أخذ الضرائب من المواطن،وصرفها علي السدنة والتنابلة والسلاح .
تصرف الحكومة يومياً علي أمنها ودفاعها مبلغ 41 مليون جنيه.
ويستمتع القطاع السيدي(القصر الجمهوري وملحقاته)يوميا بمبلغ 8 مليون جنيه.
ولكن الصرف علي الأدوية المنقذة للحياة والعمليات الضرورية يعادل 82 ألف جنيه في اليوم،أقسم علي 37 مليون مواطن،ومعناها أن الحكومة تعطي المواطن (قرش)واحد كل خمسة أيام.
وطالما أن هذا القرش الواحد لا يشتري(قرضاية)واحدة من سوق ام دفسو،فعلي المواطنين أن يموتوا أو(يتكرفسوا).
في عالم اليوم نوعين من الحكومات،حكومة تأتي عبر صناديق الإنتخابات،وحكومة تأتي علي ظهر دبابات.
النوع الأول يوفر للشعب،المأكل والمشرب والعلاج(الصاح)،والنوع الثاني لا يلتزم بتوفير قفة الملاح،لأن علي رأس كل مرفق حكومي تمساح،وحرامي في شكل مدّاح،لكن سقوطها بيد الجماهير عندما تهتف(لن ترتاح يا سفاح).
Kamal salam i garee that all right
رائع ي استاذنا ولكن متي تهتف الجماهير
(لن ترتاح يا سفاح). لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح لن ترتاح يا سفاح