مَصْيَدَةُ الإسْهَال للإيقَاعِ بِكِيزانِ الاسْتِهْبال

مسطول اشترى كمية من الذرة و خلطها بسم الفئران و ذهب بها إلى البلدية معلنا أنه أوقفها و خصصها للفقراء و المساكين فقط على أن تقوم البلدية بتوزيع الذرة لمن تراه مستحقا. بعد يومين توفي 30 من موظفي البلدية و أربعة ضباط اداريين و خفير المخزن و الباشكاتب و صحفي و لم يُصب أحد من الفقراء بأذى.

لا عجب أن تسحب دول الخليج الثقة من الحكومة السودانية لكل ما تقدمه من معينات و مساعدات و ذلك لأنها وقفت بالأدلة و البراهين القاطعة أن ما تتبرع به من مال أو خيام أو حتى الأطعمة و الأدوية تذهب مباشرة إلى فئة المسؤولين و إن ظهر في الإعلام خبر مصحوبا بمقاطع تبين عملية تسليم تلك المعينات للفقراء المستحقين فإنما يفعلون ذلك لإيهام الجهات الداعمة و الرأي العام أنهم قد قاموا فعليا بتسليمها لمستحقيها و لكنها عينة ليست إلا.

في أحدى الفنادق السياحية الاسبانية دأبت إدارة الفندق على توزيع الحليب مجانا للنزلاء و خشية الإزعاج كانت توضع قوارير الحليب أمام الباب و لكن وصلتهم شكاوى من أكثر من نزيل بعدوم وصول الحليب إليهم فاهتدت إدارة الفندق إلى حيلة إضافة مادة مسهلة غير ضارة على الحليب و انتظروا من يأتي إلى عيادة الفندق يشتكي من الإسهال و كان و للأسف أن تسعين بالمئة ممن جاء ممسكا ببطنه كانوا من العرب و أثبتت العينات أنهم تناولوا من الحليب ذات المادة المسهلة و دعمت كاميرات التصوير الواقعة.

كان بالإمكان تطبيق ذات عملية التسهيل على الكيزان و لكن للأسف فإنهم لا يتناولون أطعمة العامة و بدلا عن ذلك فإنهم يقومون ببيعها و لا يخفى عليكم ما صار عُرفا لدى الكيزان قضية الكموشن (نصيب) المسؤول الرسمي من أي عملية استثمارية أو تصاديق رُخص تجارية و إلا فإن تلك العلميات لن ترى النور مما خوّف المستثمرين و رجال الأعمال.

سبق أن تورمت شدقاء البشير و انتفخت شفتاه غضبا عندما سأله الطاهر التوم عن قضية الفساد و عندها أنكر البشير أن هناك أي فساد و تحدى أن من يملك دليلا أن يقدمه و ذهب سلطاننا العادل إلى أن كوّن أو سيكون ما يمسى بمشروع إبراء الذمة و جعل وزير العدل وقتها دوسة مسؤولا و نذكر أن الوزير قال بصوت جهوري أن لا كبير على المساءلة و لكن كما أسلفنا فإن القضايا عندهم تموت بمجرد إغلاق الميكروفون لأنهم مهمومون إما بإغلاق قضية فساد نتنة أو فتح أخرى جديدة.

ظهرت قصة الفساد و اختلاس المال العام عند غالبية القياديين و حتى قواعد الكيزان سيما بعد تدفق أموال البترول في تلك الفترة و فجأة بدأت بعض أحياء الخرطوم تتطاول السماء بالبنايات و المعروف أنها تقوم بين يوم و ليلة دليلا على أن السيولة متدفقة و عكس ذلك تماما بنايات المغتربين التي يبنونها ( قشة قشة) و قد تأخذ سنوات ذوات العدد.

المجتمع السوداني كان يعرف الأثرياء و كانت عبارة عن بيوتات أمثال الشيخ مصطفى الأمين و أبو العلاء و لكن أين أولئك الآن من الطفيليين الذين ظهروا على حين غرة و أصبحوا لا نقول مليونيرات و لكن ملتيمليارديرات كأنما السماء فتحت لهم أبوابها إلا أن الظاهر من تلك الأموال بداخل السودان لا تساوي شيئا مقارنة بالضياع و الأموال بالبنوك الأجنبية.

عندما جاءت حكومة الانقاذ قامت بتمزيق فاتورة القمح و رفعت شعار نأكل مما نزرع و نلبس مما نصنع و رأينا العبط كيف أن أفواجا من كل أنحاء السودان جاءوا لحفر ترعة مشروع كنانة و الرهد و أصفها بالعملية العبيطة لأنها كانت يدوية و كان مشروعا فاشلا قبل أن يبدأ لأن مخصصات إعاشة من لم يقدر على حفر شبر من الأرض كانت كبيرة و مستنزفة. جاءت حكومة الانقاذ و كانت تهدد بضرب أمريكا و تتوعد بعذاب روسيا و رأينا الآن كيف أنها تستعطفهما لرفع القيود عنها و العمل على الحيلولة دون القبض على الجناة منهم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أختنا الغالية شريفه .. في البداية رمضان كريم ..

    في مقالك هذا ما قلتي إلا الحقيقه .. ودا الحاصل في بلدنا السودان.. لكن الحل قريب إن شاء الله … الثوره قادمه قادمه .. وسيزال النظام وحتظهر كترة فضائح خليها على الله ساكت .. ويومها لم ينفعهم شيء لا مالهم ولا جاههم المزيف… أعمدة الكهرباء مستعدة لوضع المشانق عليها .. وصدقيني كل الكيزان أو الحلم في نومه أنه كوز سيتم اعدامهم من قبل الثوار وهم الأن يعدون القوائم بهم وبسمائهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..