خرمجة حزب البشير و خطاب نميري الأخير

خرمجة حزب البشير و خطاب نميري الأخير
أحمد يوسف حمدالنيل

.. ربما يعيد التاريخ نفسه. و ربما ينتشل الشعب نفسه من هذا النوم العميق. و قد تكون الضائقة الاقتصادية هي المحرك الوحيد للثورة. عندما تسلم الشعوب أمرها لله في ظل الدهشة و الاستغراب. فكثرة الكلام قد تؤدي الى الملل. و قديما قالت العرب ” خير الكلام ما قل و دل” و لكننا بمنطق الثورات نقول : ” كثرة الفساد ما ظهر و دل” فهذه الأيام تذكرنا بخطاب الرئيس السابق جعفر نميري رحمه الله قبل أيام من ثورة 6 أبريل 1985م. و التي قد كتبنا جزءا منه و الذي قال فيه:
“سبب زيادة الأسعار هو انخفاض سعر الجنيه السوداني أمام الدولار, و لأنني رفعت الدعم عن جميع السلع فالدولار أصبح الآن “يدوخ” جميع العملات و قد يأتي وقت تمتلئ فيه جيوبكم بالجنيهات و تكونوا غير قادرين على شراء شيء. الصحف تكتب عن صفوف السيارات أمام البنزين و هي لا تعلم أنني غير قادر منذ شهر و نصف على شراء جالون واحد لسبب بسيط هو انه لا يوجد المال الذي اشتري به . و قد توقفت 80% من طاقة المصانع لنقص الوقود. نحن يا جماعة بنتعرض لمؤامرة تستهدف شل حركتنا عن الإنتاج لنكون سوقا ً للتوريد. منذ أيام أهدى لي أحد الأصدقاء عمة سودانية اشتراها من سويسرا. عمة سودانية تصنع في سويسرا !! اذا لم تصدقوا تعالوا عندي في البيت و شوفوها!!
علينا أن نقتصد في كل شيء , من يأكل ثلاثة و جبات يأكل وجبتين , و من يأكل وجبتين يأكل واحدة , و من يأكل وجبة واحدة يأكل نصف وجبة. و لماذا نشتري المعلبات الغذائية و الصلصة؟! نحن يا جماعة نأكل الويكة”
من الخطاب الأخير للرئيس جعفر نميري
في مجلس الشعب مساء الثلاثاء 26/3/1985م
هل نأكل الويكة كما قال الرئيس السابق نميري و الآخرون يأكلون (الجداد المشوي) بحق الشعب؟
هل نأكل نصف و جبة و يأكلون وجبات دسمة و الفاتورة يدفعها الشعب المغلوب على أمره؟
و لكن نميري نسي أن يقول ” و من يأكل وجبة واحدة ألا يأكل و لا وجبة”
لكن وزير المالية في عهد الجبهة البائس قال يجب إن ترجع الناس(لعواسة الكسرة) في كل مدن السودان و هو يعيد للأذهان و بعدها (ختر نميري الى أمريكا الخترة الياها).
اذاً ملامح تآكل نظام الجبهة ربما يكون على يد وزير المالية(المستجد) الذي ربما لا يكون لديه أي رؤية و لا مفهوم للاقتصاد. لقد استلم الوزارة و هي خاوية على عروشها و هو يكابر. و غير الكلام الخطير الذي قاله في حق الطلاب الخريجين.
هل يشتري نافع على نافع الأراضي (بالكوم) من الجزيرة بعد ما شبع من شرق النيل و الشعب السوداني جائع؟
أراضي (الخشان) تابعه ل (ألتي) و التي تبعد64 كيلو جنوب الخرطوم قد ورثها نافع و صاحبه عبد الوهاب محمد عثمان (من أهالي ألتي) و هو وزير حالي في الحكومة فاختلطت أموال دانفوديو بأموال نافع و قد ورثوا هذه الأراضي من (البادراب) و ابنهم ابن المنطقة الشريف عمر بدر و هو (شريك) معهم بمبلغ 120.000.000مليون جنيه (بالرخصة) و ما أدراك ما الشركة الوطنية للدواجن (الكويتية) التي اشتراها نافع و من (نفعه) عبد الوهاب و هي لا تبعد عن ألتي ولكن هذه ب 150.000.00مليون دولار تقريبا . و يقضي نافع و من (نفعه) عبد الوهاب كل جمعة في تلك الضاحية الهادئة نزهة و لا أستبعد أن يكون معه كلاب الصيد و خيول النزهة و الذي منه. و يتم تسريح العمال في هذا اليوم (يوم الجمعة) إلى دخول الليل فيعودون بعد ذهاب نافع و من (نفعه) كما يقول المثل (بارك الله فيمن نفّع و استنفع). اما الشعب (فليه الله و عيشة السوق) . فالاقتصاد السوداني هذه الأيام يدار بواسطة نظام الإقطاع و الناس تعمل بنظام (السخرة) من أجل نبلاء الجبهة. فليخلصنا الله منهم آمين يا رب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..