مقالات سياسية

وحدة المعارضة ومراجعة التجارب وتحديد الاهداف

تحدثنا فيما سبق عن ضرورة واسس وحدة المعارضة كشرط لازم لعمل حقيقى لازالة النظام وليس تحسينه أو ترقيعه ، لانه بطبيعته ليس قابلا للتحسين أو الترقيع . ازالة من الجذور ، أو كما قال مولانا على أيام “سلم تسلم “! وتحدثنا أيضا عن بعض التجارب الرئيسية التى مرت بها المعارضة بغرض أخذ الحكمة ، ونأتى الآن الى تحديد الاهداف :

الاول : ازالة النظام بالكامل ، لان مازرعه طوال ربع قرن ويزيد ،قد جعل أرض السودان لاتصلح لزرع جديد يثمر الا بازالة الحشائش السامة وحراثة الارض وتطهيرها . لاأقول هذا على سبيل المجاز ، لاننا اذا نظرنا فقط لما حدث للانسان السودانى لوجدنا ان الخسائر فيه تحتاج الى عشرات السنين من الاصلاح الجذرى . فبعد ان كان ذلك الانسان ينجح مؤتمرا للاشقاء العرب قبل حوالى نصف قرن ، يصبح مضرب الامثال ، اصبح ذلك الانسان ، فى قمته الممثلة ، يهرب من بلد آخر بنفس الطريقة التى يحاول بها بعض المهاجرين دخول بلدان المهجر ، وذلك باخفاء جوازاتهم عن سلطات تلك البلاد ؟!
ثانيا : وضع دستور متفق عليه من الجميع ، على نفس الاسس التى اقترحتها وثيقة حزب الامة التى استعرضناها فى مقالنا السابق ، على ان يكون مؤسسا على نظام ديموقراطى يكفل الفصل التام بين السلطات ، وبين أيدينا من اهمية ذلك ما حدث فى جنوب افريقيا الديموقراطية.

ثالثا : فترة انتقالية طويلة تمكن من الكنس ووضع الاسس الجديدة فى كل مجالات الحياة من اقتصاد وترسيخ للاساس الديموقراطى وخدمات خصوصا فى مجال التعليم والصحة ، الى جانب ازالة عوائق العلاقات الخارجية ابتداء بالجنوب والبلدان الافريقية والعربية ثم المجتمع الدولى بشقيه السياسى والاقتصادي . ويجب ان يتم الاتفاق على هذه الاسس قبل ازالة النظام وكشرط لازالته . وخصوصا بالنسبة لطول فترة الانتقال ، وذلك اعتبارا بتجارب الماضى ، حيث كانت القوى التقليدية تتعجل نهايتها لتصل للانتخابات مضمونة النتائج بالاشارة !

ليتم هذا بالفعل ومن غير مصادمات وحساسيات فلابد من البدء بتجهيزه من الآن وكذلك اعلام الآخرين به :
فمن ناحية هناك كثير من المهنيين والعاملين فى شتى مجالات العمل والمعرفة المنتشرين ? بفضل الانقاذ ? فى جميع قارات العالم ، والذين اكتسبوا معارف وخبرات جديدة ، وجميعهم يتحرقون شوقا للمشاركة فى وضع خارطة مستقبل السودان . ينقص فقط الاتصال بهم واشراكهم. ولا أجد سببا يمنع ذلك اللهم الا مرض الاحتكار العضال . الغريب فى الامر ان هذا المرض لم يصب الانقاذ فهم يحاولون اشراك كل من معهم بل وكل من يعلن الرغبة فى الانضمام اليهم ، واعتقد ان هذا أحد أهم اسباب بقائهم !

اقترح ان نبدأ مع السودانيين بالخارج بموضوع القناة الفضائية : دراسة وتمويلا وتنفيذا وادارة ، فمن هنا ، كما الححت نبدأ. فنحن اذا اعددنا تصورنا لكل ماتنوى القوى المعارضه فعله بعد ازالة النظام ، ثم نشرنا هذا للملأ ، فاننا سنضمن ان ينضم الينا من ينضم ولايفعل من لايريد عن بينة . ليس هذا فحسب ،بل ان القوى الخارجية ستحدد مواقفها بناء عليه .الآن بعض تلك القوى تخاف من تغيير ثورى جذرى ولذلك تتخذ مواقف أما مترددة بين النظام والمعارضة ، أو يتخذ بعضها موقفا ظاهريا ضد النظام بينما يتعاون معه فى واقع الامر . ومن ناحيتى لاأظن ان أحدا فى المعارضة ، بما فى ذلك اليسار ، يطمع فى خلف ثورى لمثل هذا النظام الذى دمر حتى عناصر اليمين المعتدل !

عبدالمنعم عثمان
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..