جنّبوا شعبكم مشقّة التغيير ما استطعتم

جنبوا شعبكم مشقة التغيير ما استطعتم
بقلم: خالد التيجاني النور
[email][email protected][/email]
حالة فريدة من الشفافية هبطت على الحزب الحاكم في السودان هذه الأيام بلغت حد تقديم قادته اعترافات نادرة غير مسبوقة تقر بأن الأداء الاقتصادي للحكم بلغ حداً من التردي قاد الدولة للوقوف على شفير الإفلاس مما يستدعي “تجرع سم” إجراءات قاسية للنجاة. تُساق هذه الحجة بإصرار عجيب, دون وعي بدلالاتها المنطقية والاستحقاقات السياسية الموضوعية التي يجب أن تترتب عليها, ليس من باب المصارحة والمكاشفة, بل لأن إقناع مؤسسات الحزب الحاكم نفسها التي استفاقت أخيراً على هول الكارثة وجسامة تبعاتها اقتضى ذلك, ولتمرير حزمة الإجراءات التي تحيل حياة المواطنين إلى حجيم لا يُطاق, والتي وصفها وزير المالية محقاً في نوبة صراحة آخرى بأنها إجراءات تتخذها دولة مفلسة, وهي تدابير تعاقب المواطن ضحية فشل الحكم في إدارة الشأن العام وتحمله المسؤولية, وتتفادى ببساطة مساءلة ومحاسبة الذين تسببوا في قيادة البلاد إلى هذا الحال البئيس.
وأخطر دلالات هذا الإقرار المثير بالفشل, وإن كان جاء أصلاً في كواليس مداولات الحزب الحاكم بغرض مواجهة المقاومة الواهنة التي لقيتها الإجراءات بادئ الأمر, قبل ان تصبح متداولة في الخطاب السياسي العام, أنها تمثل اعتراف السلطة الحاكمة بصراحة وبدون مواربة أن نتاج حصيلة ثلاث وعشرين عاماً من الانفراد بالحكم هو قيادة البلاد إلى أبواب الانهيار الاقتصادي, وإطلاق نذر ميلاد دولة فاشلة بامتياز.
ولو كان لهذا المأزق الكارثي من فائدة فهو أنه أجبر أخيراً قادة الحكم على النزول من أبراج الشعارات العالية وإنهاء حالة الإنكار المتواصلة, والاعتراف متأخراً بأن الأمور ليست على ما يرام, وأن خزانة “جبانة المال العام الهايصة” أضحت خاوية على عروشها لم يعد فيها ما يسد رمق آلة “النهب المصلح” الحكومية على حد وصف أطلقه الرئيس البشير شخصياً ذات يوم, ولم يعد فيها ما يلبي جشع فساد طبقة الرأسمالية المتوحشة المتدثرة بلبوس الإسلام, دعك من أن يود فيها ما يؤمن حتى القليل لإدارة دولاب الحكم. وهذا الاعتراف يعني بوضوح أن كل تلك الإنجازات التي كان يُتغنى بها وتستخدم كغطاء لإعطاء مشروعية للحكم أصبحت هشيماً تذروه رياح الحقيقة المرة حين استفاق الشعب السوداني لتقول له حكومته بعد أكثر من عقدين من السيطرة على السلطة, عفواً أصبحنا مفلسين وعليك أن تدفع الثمن.
والاعتراف في حد ذاته لا ينطوي على محمدة ما لم يقد إلى مساءلة ومحاسبة. ولكي تكون الشفافية كاملة, وليست انتقائية, يجب أن لا تُقال أنصاف الحقائق بزعم مواجهة الشعب بالواقع المر, فهناك ثمة أسئلة محورية ملحة لا يمكن القفز عليها يتفادى قادة الحكم طرحها أصلاً دعك من الإجابة عليها, وهي كيف ولماذا ومن أوصل الاقتصاد السوداني, الغني بموارده وفرصه, إلى هذه الحالة المذرية من فشل تاريخي ذريع غير مسبوق؟. لأن تقديم الأجوبة الحقيقية والصادقة على هذه الأسئلة المهمة هي السبيل الوحيد لتقديم تشخيص دقيق وصحيح للأسباب التي أفضت إلى هذا الوضع المأزقي, وتكمن في مضامينها الوصفة الوحيدة لخريطة طريق ناجعة لمعالجة هذه الأوضاع الكارثية التي تنذر بأن الأسوأ لم يأت بعد.
على أن أكثر الاعترافات مضاضة في الخطاب الحكومي, الإقرار بأن تقسيم البلاد وفصل الجنوب وتبعات ذلك كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير وأبانت كل أمراض الاقتصاد السوداني التي كانت تسترها أموال النفط السهلة فما أن ذهبت حتى خر صريعاً في أشهر معدودة. ومما يؤسف له أن قادة الفريق السياسي والاقتصادي في الحزب وحكومته الذي يقدمون هذا الاعتراف المتأخر, هم أنفسهم الذين ظلوا يصرحون علانية طوال السنوات الماضية مطمئنين الرأي العام بأن تفتيت البلاد وانفصال الجنوب سيكون مجرد نزهة لن يؤثر على الشمال, بل ويصرون بلا هوادة على أن البلاد ستكون في أحسن حال وهي تتخلص من عبء الجنوب, وللمفارقة هم أنفسهم الذين يأتون اليوم ليبرروا للمواطنين سوء الحال والمآل بأن هذا الجنوب الذي قالوا أنهم لن يذرفوا عليه دمعة, يبكي البلاد كلها ألما وحسرة على هذا الرهان الخاسر بامتياز الذي افقد البلاد وحدتها, ولم يحقق سلاماً, وأعاد إنتاج الحرب, وها هو يقود البلاد إلى فشل اقتصادي غير مسبوق, وليكتشف المواطن أن الشمال في الواقع هو الذي كان عبئاً على الجنوب وليس العكس. ومع ذلك فإن من يتوجب عليه أن يدفع ثمن هذه المقامرة بمقدرات البلاد هو المواطن المغلوب على أمره, وليس ولاة الأمر الذين طالما تباهوا بأن تلك الاتفاقية التي لم يطيقوا عليها صبراً هي أعظم إنجازات عهد الحكم الحالي.
والحماسة المفرطة والتصريحات اليقينية التي يبديها المسؤولون في الحكومة بأن السبيل الوحيد لمعالجة الانهيار الاقتصادي الوشيك حتمية اتخاذ هذه الإجراءات القاسية, استخفاف بعقول الناس واستهانة بذكائهم, وتعامل مع هذا الأمر الخطير بخفة وكأن هذه الأزمة الخانقة هبطت من السماء فجأة, أو جاء بها شياطين متآمرون يستهدفون الحكم, ويتجاهلون تماماً, ببراءة يحسدون عليها, مواجهة الحقيقة الواضحة أن الوصول إلى حالة الانهيار الاقتصادي هذه لم تأت صدفة, ولم تحدث عرضاً, لم يصنعها مجهولون, ولم يفرضها أحد, بل هي حصاد مر لسياسات النظام وأسلوبه في إدارة السلطة ورهاناته الخاطئة المتراكمة على مدار أكثر من عشرين عاماً. والاقتصاد على وجه الخصوص لا يمكن أن يتداعى بسهولة, حتى ولو كان اقتصاد جمهورية موز, لو لم ينخر سوس غياب الرؤية وقلة الكفاءة والفساد في عظامه على مدى طويل من الزمن, وحين يخر يتبين ولاة الأمر حينها فقط أن الشعارات البراقة لا تصلح لتغطية عورات الخواء السياسي.
لا يحتاج المواطنون لمصارحتهم بحقائق حال بئيس يعلمونه جيداً أكثر من حكامهم, يقاسون تبعاته, ويعايشونه بمرارة, ويدفعون ثمنه وحدهم, لا ينتظرون أحداً لينقل لهم خبراً قديماً, فحتى الأطفال باتوا يعلمون عمق حالة الانهيار الاقتصادي وقد تلاشت قيمة الدريهمات التي كان يجود بها عليهم آباؤهم إذ أضحت لا تقوى على شراء أقل ما كانوا يعهدونه لها من قيمة, ويرون الحسرة في عيون أهاليهم وقد عز الوفاء بأبسط متطلبات الحياة. لا يحتاج المواطنون لمن يحكي لهم قصص الفشل في إدارة شؤونهم, ولا لمن يسوق لهم مبررات واهية غير مقبولة عن أسباب العجز في تفجير طاقات بلد تعج بإمكانات وموارد قل نظيرها بين الدول, بل يحتاجون لقيادة تتحمل المسؤولية عن حصائد كسب أيديها.
ومسؤولية القيادة لا يحققها التباهي بالقدرة على اتخاذ قرارات قاسية من يدفع ثمنها حقاً مواطنون لا ذنب لهم فيما حدث من انهيار, تحملهم المسؤولية عما لم يرتكبوه, بل تكمن شجاعة القيادة وصدقها وعدم ترددها عندما تكون مستعدة حقاً لتحمل المسؤولية عما قادت إليه البلاد من إنزلاق إلى أتون التشرذم والإفلاس. ومحاولة القفز على المقدمات الموضوعية والأسباب الحقيقية الذي أدت إلى هذه الحالة المأزقية, وإلى الاقتصار على التعاطي مع نتائجها وكأنها نبت شيطاني, أو قدر لا محيد عنه, متجاهلة دفع الاستحقاقات السياسية للعجز عن تحمل المسؤولية بحقها, تعني بوضوح أن الأسوأ لا يزال قادماً, لأن الذهنية التي أنتجت هذه الأزمة, والتي تترفع عن المراجعة النقدية الجدية وتحمل المسؤولية عن تبعاتها, ستنتج أزمات أكثر كارثية لن تؤدي إلى إسقاط النظام فحسب, بل ستقود إلى سقوط الدولة السودانية ذاتها في أتون فوضى لا أحد يعلم مداها.
والسؤال ما الذي يجعل الإجراءات القاسية الحالية, والخالية من أية إصلاحات حقيقية جدية, وبلا رؤية مبصرة ولا استراتيجية مبتكرة, ستقود البلاد فعلاً للخروج من المأزق الراهن؟, وما الذي يجعل قادة الحكم مصرين على أنها السبيل الوحيد للحل؟. وما دام يملكون هذا الإصرار والإرادة على حل ويبدون واثقين منه فلماذا انتظروا حتى حلت الكارثة؟ وما هو هذا الاكتشاف العبقري الجديد الذي لم يكن معلوماً لديهم ليطرحوه هذه المرة, ومن أين جاء هذا الحل السحري الذي حصلوا عليها فجأة ليمثل طوقاً للنجاة؟.
لم يقل لنا ولاة الامر ما الذي حل بما سمي ب”البرنامج الإسعافي الثلاثي” الذي تم تبنيه قبل بضعة أشهر فقط وأُدعي بأنه الطريق السديد إلى التعافي الاقتصادي في غضون سنوات ثلاث, ثم ما لبث ان أنهار الوضع الاقتصادي كله في أقل من نصف العام. ولمإذا فشل هذا البرنامج الذي حُشد له دهاقنة الاقتصاديين في الحزب الحاكم وجرى تسويقه على أنه عصا موسى, ثم يأتي هؤلاء انفسهم ليحدثوننا أن ذلك كان مجرد مزحة ثقيلة, وأن الحل الجديد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, هذه الإجراءات القاسية المخترعة هذه المرة بحسبانها سفينة نوح هالك من لا يركبها.
كيف يصدق المواطن هؤلاء القوم, الذين قالوا له إن السماء ستمطر ذهباً بعد التخلص من “أوشاب الجنوب” فإذا هي تمطر سحقاً وقحطاً, وكيف يصدقون الذين يقفزون من برنامج إلى آخر من بين غمضة عين وانتباهتها, ويصيحون في كل مرة وجدتها وجدتها, دون حتى أن يهتموا أن يشرحوا للناس على الأقل لماذا فشل البرنامج السابق, دعك من أن يتحملوا مسؤولية عن ذلك, لم يتركوا للناس سبيلاً ليصدقوا شيئاً.
ثم أين ما قيل أنها استراتيجية ربع قرنية للنهضة الشاملة, وأين الخطة الخمسية الأولى في هذه الاستراتيجية التي انقضت العام الماضي, وأين ما قيل أنها النهضة الزراعية التي شرع فيها قبل بضع سنوات, وانتهت بنا لأن يصبح السودان مستورداً للغذاء ببلايين الدولارات؟ والعبرة بالنتائج لا بالتمنيات, وليس بسوق التبريرات. أيعقل أن يأتي قادة الحكم والحزب بعد كل تلك الوعود, وبعد كل هذه السنوات ليقولوا ببساطة أننا نواجه انهياراً اقتصادياً لا قبل لنا به بغير إجراءات تنتزع آخر في ما جيوب المواطنين الخاوية, بدعوى ألا حل إلا بذلك, ثم ينجو من تسببوا في هذه الكارثة ليس من المساءلة فحسب, بل يكافئوا أنفسهم تشبثاً بالسلطة ولو كان ثمن ذلك ذهاب ريح الوطن, وإزهاق أرواح مواطنيهم بالمسغبة.
ومن يسمع تبرير الإجراءات المعيبة هذه بأن الهدف منها رفع الدعم الذي يستفيد منه الأغنياء على حساب الفقراء يكاد يحسب أن أغلبية مواطني السودان من الموسرين أهل الدعة, ولا احد يجهل أن الكثرة الغالبة هم من الفقراء أهل الصفة الذين لا يسألون الناس إلحافاً. وأيهما أجدى وأسهل محاسبة القلة النادرة على ما يتمتعون به بما لا يستحقون, أم العمل بمبدأ الشر يعم الأغلبية الكاثرة, والخير يخص أهل الحظوة.
يحاول الحكم تسويق مزاعم للإصلاح ضمن هذه الإجراءات بما سًمي إعادة هيكلة الدولة, وتخفيض مخصصات الدستوريين, وترشيد الإنفاق العام. وهذا اعتراف آخر مثير للاستغراب, فما دام هذا الأمر ممكناً أصلاً فلماذا مارسه قادة الحكم ابتداءً, ولماذا السفه في إهدار الأموال العامة حتى ولو كانت تملك الدولة خزائن الأرض والسماء, دعك من أن تكون عاجزة حتى عن إنتاج كفايتها من الغذاء, وما الذي اضطرها لممارسة تعرف أنها تكلف خزينة الدولة ما لا طاقة لها بها, ولا تبدي استعداداً للتراجع عنها إلا بعد أن وقع الفأس على الرأس. والطريف في الامر أن مثل هذه التدابير ذاتها أعلن عنها الحزب الحاكم في العام 2006 حين اتخذ إجراءات قاسية مماثلة, ولكن ثبت أنها وعود غير جدية لمجرد ذر الرماد في العيون لم يتحقق منها شيئاً, خاصة وأن العائدات النفطية السهلة التي توفرت بعد ذلك أسهمت في المزيد من الإهدار للموارد العامة والفرص التاريخية للنهوض, ولكنها بددت جميعاً لان لا أحد اهتم سوى بالقصور المشيدة, وأهملت الآبار المعطلة.
والمسألة التي يغفل عنها المنتقدون لترهل الهياكل الحكومية, ليست تلك المصاريف التي تتكبدها الخزانة العامة لتمويل امتيازاتهم التي لا حصر لها فحسب, ومع ذلك تبقى أمراً زهيداً, حين تحسب الكلفة الحقيقية لتبعات قلة الكفاءة وتواضع الأداء وبؤس مردود جيوش المستوزرين “والدستوريين” الذين لا يكاد أغلبهم يصدق أنه بلغ من الدنيا هذه الحظوة, دعك من ان يكون مهيأ للعب دور منتج في إدارة شأن الدولة. والمسألة ليست هي حسابية أو عددية, بل ما هي قيمة ما ينجزون فعلاً وما الذي يمكن أن يضيفونه.
ومن الغرائب مما أتت به التبريرات الحكومية في شأن الترهل غير المسبوق في هياكل الدولة ما سمي بضرورات “الإرضاء السياسي” توسعاً في التوظيف على حساب المال العام دون أدنى عائد تنموي, وسمعنا اعترافات نادرة أن الولايات والمحليات تقتطع في السودان لأول مرة على اسس عنصرية وعشائرية لإرضاء تلك القبيلة, أو لاستمالة الآخرى, بمعنى آخرى تم تحويل الدولة السودان وارتدادها إلى عهد الإقطاعيات. ثم الزعم أن ذلك التوسع غير المسبوق اقتضته اتفاقيات السلام التي لا حصر لها ولا عد لها مع تلك الجماعات التي نازعت الحكم سلطته ففاوضها ورفعها من مرتبة عصابات شذاذ الآفاق التي كان يصفها به, إلى مرتبة حكام يقاسمونه القصر الجمهوري والمناصب السياسية والتمتع بامتيازات ومكاسب,
ولا يمكن للحكم أن يشتري الولاء السياسي لخصومه ومؤيديه على حد سواء فقط من أجل البقاء في السلطة بأي ثمن, ثم يأتي ليبررالعجز بالكلفة العالية “للإرضاء السياسي”. ولا عزاء للمواطن المغلوب على أمره فهو في نهاية الأمر من يدفع فاتورة ذلك.
وفي الواقع فإن ذلك ليس إرضاءً سياسياً, بل ابتزاز سياسي بامتياز ظل الحزب الحاكم يحضع له إذ أثبت أنه لا يستجيب إلا لمن يقارعه بالسلاح, ولا يبدو مستعداً للاستماع لصوت العقل والحكمة. وطريق الإرضاء السياسي الحقيقي واحد لا ثاني له, تأسيس نظام حر ديمقراطي مكتمل الأركان تتوفر له مؤسسات حقيقية تتوازن فيها السلطات وتتوفر فيه مبادئ المحاسبة والمساءلة والعدالة, يقرر فيه المواطن بكامل حريته وإراداته الكاملة وفي عملية سياسية سليمة وشفافة لا التفاف عليها من يحكمه.
وثالثة الأثافي نواب البرلمان الذين خضعوا لضغوط الحكومة كالمعتاد ليثبتوا مرة آخرى بتمريرهم للإجراءات الحكومية التي لم تأبه حتى للاعتبارات الشكلية إذ شرعت في تنفيذ قراراتها حتى قبل نيل موافقتهم المضمونة عليها, وليتأكد أن البرلمان جهاز سياسي مترهل آخر زائد عن الحاجة, تنفق عليه أموال طائلة لغرض الزينة. والأولى ان يحل لتوفير نفقاته في أغراض آخر طالما أظهر دائماً أنه مستعد للبصم على قرارات الجهاز التنفيذي, وما يستوجب حله ليس هذا فحسب, بل عجزه عن الوفاء بواجبه, وإلا فأين كان هذا البرلمان واقتصاد البلاد يتداعى أمام أعين نوابه طوال السنوات الماضية, ولو كان برلماناً حقيقياً لما وقف متفرجاً على فشل الجهاز التنفيذي وعجزه عن إدارة اقتصاد البلاد حتى قادها إلى حافة الإفلاس. ثم لا يجرؤ أن يحاسب أو يسائل أحداً على قصور وفشل لم يعد سراً.
لا ينبغي لقادة الحكم أن ينتظروا أحداً ليحاكمهم “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا”, عليهم فقط أن ينظروا في صحيفة أعمالهم ويحاسبوه انفسهم على تعهداتهم للشعب في بيان الانقلاب, وعلى الشعارات المرفوعة ل”إنقاذ البلاد”, وان الحكم “لله لا للسلطة ولا للجاه”, وليقدروا بأنفسهم أين هم. وأين البلاد من تلك الوعود المغلظة, ولو نظروا في بيان الانقلاب وللمفارقة أن هذه الأيام تصادف ذكراه الثالثة والعشرين, لأرتد بصرهم وهو حسير. فكل تلك التعهدات انقلبت إلى نقيضها, وعادت البلاد إلى وضع هو أخطر مما كان كائن يومها, تم تقسيمها, واتسعت رقعات التمرد فيها, وباتت مهددة بالمزيد من التشرذم, وها هي تصبح على شفير الإفلاس.
“لا, لست راضياً فقد كان هناك الكثير الذي ينبغي علي عمله, ولم أنجزه, وفشلت في أشياء كثيرة, ولكن لن أقول انني لم آخذ فرصتي كاملة, ها قد حانت فرصة الآخرين”. بهذه الكلمات ذات المضامين الرفيعة رد الزعيم الماليزي المعروف د. محاضر محمد على الصحافيين الذين سألوه عن عشية تنحيه بطوع إرادته عن الحكم, بعد نحو اثتين وعشرين عاماً قضاها رئيساً منتخباً لوزراء بلاده. لم يكن محاضر يتصنع التواضع, وهو مدرك لحجم النجاحات والإنجازات الضخمة التي حققها لماليزيا حتى تبوأت مرتبة متقدمة بين اقتصادات الدول الكبرى, وأضحت نموذجاً يُشار له بالبنان إقليمياً ودولياً, ولكنها إشارة إلى مكونات شخصية القيادة الفذة التي تدرك أن لطموح البقاء في السلطة حدوداً حتى ولو كنت صاحب إنجازات خارقة. وأن الأمة أبقى من زعمائها مهما بلغ شأوهم, وأنها تستحق باستمرار أن تتاح أمامها الفرص لتجديد الدماء والأفكار والرؤى والقدرة على العطاء.
في نهاية رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” يورد الطيب صالح على لسان بطلها مصطفى سعيد وهو يوصي الراوي بطفليه قبل ان تبتلعه امواج النيل “جنبهما مشقة السفر ما استطعت” يريد بذلك ألا يعيدا إنتاج مأساته التي عاشها بعد سفره إلى مجاهل عالم الغرب.
ونصيحتي الأخيرة لقادة الحكم “جنبوا شعبكم مشقة التغيير ما استطعتم”, وهديتي إليكم الحديث النبوي الشريف”ولا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً”.
لو كان لدينا نظام سياسي ديقراطي حقيقي لدعونا لانتخابات مبكرة تفضي إلى ميلاد نظام حكم يتمتعه بمشروعية شعبية تمكنه من الخروح من عنق الزجاجة الحالية, وبما ان ذلك لا يمثل حلاً في ظل طبيعة الأوضاع الحالية المفتقرة لتقاليد ممارسة ديمقراطية حقيقية راشدة, فإن أسلم السبل لحل وطني شامل التوافق على وضع انتقالي جيد الترتيب حقيقي التمثيل يمهد لقيام نظام سياسي جيد يعبر بالبلاد إلى بر الأمان. فإن الأزمة في جوهرها سياسية قبل أن تكون اقتصادية, وما نخشاه على وطننا سيادة منطق “سيناريو الانتحار الجماعي”. , وليحفظ الله البلاد والعباد ويهيئ لها من أمرها رشداً.
عن صحيفة “إيلاف” السودانية
الأربعاء 27 يونيو 2012
كتاحة كتاحة
اعصار ودوامة
طلاب شيوخ ورجال
نسوان بنات اطفال
الناس هناك لآمة
ام در وارض القاش
جرافا ديامة
كتاحة قبلية تبرق أمل وشعاع
تحمل صراخ الجاع
تهتف بصوت مسموع .. عن ظلم ساد أنواع
تبكي الصرير المر.. من شدة الأوجاع
كتاحة تلغي فساد .. وتقلع قلع من باع
تنقذ بلد قد ضاع . .. من خائنا جعجاع
كتاحة غربية … ومرات جنوبية
وفجأة شرقية ….. تقلب شمالية
شايلة البرق والرعد
شايلة الأمـل والوعد
تحمل دعاش وعبيـر
لثورة التغير ..كتاحة للتغير
كتاحة تحت وفوق .. تكسر قـيود الطوق
تقذف يمين وشمال… تنسج خيوط الفال
كتاحة للتعبير عن ثورة التغير
الحكم ما هو خلـود
بكرة الظلم حيفوت
الكبت والجــبروت
لو كان دوام لســـواك
ما كان بترجع ليك !!
والله أحسن ليك … فالنفس لوامة
حسرة وأسف وندامة
والحالة مش دوامــة
كتاحة كتاحة… إعصار ودوامــة
طلاب شيوخ ورجال
نسوان بنات وأطفال
ام در وارض القاش
ساحات هناك لأمـــة
جرافا ديامة .. الكل نزل وأجاب
عفارم تمام …صاح الكلام … كده يا شباب
كتمت خلاص بلغ النصاب
لمن الانجليز الحقوا جنوب السودان بشماله ماكانت المسألة عبث. في الوقت داك ماكان في بترول لكنهم وجدوا نصف الشعب رعاة يتجولون ببقرهم بين الجزءين العزيزين، كان من الممكن الحاقه بأي بلد اخر مثل اثيوبيا او كينيا لكن الانسان الجنوبي فيه قيم فاضلة كثيرة منها الانفة والجود ولاتجدها الا في الشمالي.
ولمن صوت الجنوبيين ب99% للانفصال انا بصراحة واحد ناس اتفاءلت شديد لانو ده تصويت مغسة اكتر منو تصويت تفكير: مغصة من نخبنا الحكمت ومانجحت في ادارة بلدنا واستيعاب التنوع البشري فيه من 56، ومغصة من الكيزان التموا الناقصة وجعلوهم نمرة اتنين باسم الدين، ومغصة من سلبيتنا نحن الشماليين الماطلعنا ولامظاهرة واحدة دفاعا عن الوحدة. لكن اطمنكم الشباب الطلع ده هو الوعد الحقيقي لاعادة اللحمة بين الشمال والجنوب.
أيها الخالد التيجاني أها وبعد ما اسعفتنا بتحليل وتفسير الماء بالماء ولم تقل حرفا” واحدا” جديدا” في مقالك أريد أن أسألك سؤالا” واحدا” وبرئيا” ما هو رأيك في هذه الجموع السودانية التي خرجت ضد نظام “التوجه الحضاري ” بل ما هو رأيك في رد فعل نظامكم للمظاهرات؟؟ خالد لماذا لم يفتح الله عليكم بكلمة واحدة وأنت ولا عبد الوهاب الأفندي ولا حتي الطيب زين العابدين بكلمة إدانة ولو واحدة ضد من يضربون ويعتقلون ويسجنون ابناءنا الشباب والطلاب العزل يوميا” لا لشيء غير المطالبة بحقوقهم المشروعة كبني آدمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نقولها بالدارجي الفصيح كده عليكم الله يا معشر الرجال إختشوا خالد أنت تعرفني جيدا” هادي بإسمي الحقيقي غير المستعار أستحلفكم بالله إختشو التاريخ سوف يسجل لكم هذه المخازي ، سييبك من التاريخ إستحوا من الخالق رب العباد الذي يراكم ويسمعكم ..لاحول ولا قوة إلا بالله ..
لكل ما ذكرت ..لابد من رحيل هذا النظام اليوم قبل الغد ..لانه لايستقيم الظل والعود اعوج
عقلاني …انا احترم كتابات الأجل دا
حديث النيل (المقطع الاول)
يا نيل هل مرت عليـك حــوادث
قد كنت عنـها غافـــلا وجهــولا؟
مـا عهـدت مـذ خبـرتــك قابضـا
كفيك عـن وطــن الجمال فتـــيلا
وطن بــه بـدت المحاسـن جهـرة
بآيــات حســـن تنزلـــت تنــزيلا
كـل حسـن يدهشك حسن صـنوه
ولـن تلــقى لــه أو لـذاك بديـــلا
كـم تـأوه عنـــد شطــــك مدنـف
وكــم آسيــت مضيـعا وعليــــلا
كنـت فـي دجـر الليالــي مؤانسا
لمن جـاء يشكـو وحشة وخليـلا
أما زلت في الصهد واحة ظامئ
أما زلت في سدف الدجى قنديلا
رويـت جدبـا بالنـدى فتمايلـــت
أفنانـــه ثمــلى وذللــت تذليـــلا
بكـل صـوب مـن نداك شواهـد
هــي للجمـال تمـــثلا ودليــــلا
سقـي بنوك مـن سلافــك نخـوة
وعـزة نفـس مـا لهـــن مثــــيلا
غفـوت من طول المسير هنيهة
ام العشريـن كان وقعهـن ثقـيلا
فهـل بـك مــرت جحافل غـادر
أمسى عزيزهـا مدبـرا وذليــلا
إن مسنا ضـيم تدافعــنا صوبـه
أخـو المذلـة لا يعيــش طويـلا
الحق أن تحـيا الحيــاة بعــــزة
وألا تمشـي بيــن الأنــام قتـيلا
مـن أيــن أتــى هؤلاء تســاؤلٌ
أفـلا أجبـت سؤالنــا يــا نيـلا؟
حملناك بيــن الحنـايـا حقيــقـة
وهمسـات شعـر رتلت ترتيـلا
شمال يستنطـق التاريـخ رملـه
وباسقـات بـه كم رفـدن خليـلا
هل بكيـت علـى جنوبنـا حســرة
وذرفــت دمعـا مثخــنا وعويــلا
لما يمسك الشعـر عــني حسانــه
وما غصت يوما بالعبـاب طويلا
وغربنا أبـدى بـه الحسـن رسمـه
بـه المكــارم قــد عشقــــن حلولا
وشرقــنا أيــات حسـنه أشرقـــت
بهــا المحاســن بكـــرة وأصــيلا
والجزيــرة مــن نــداك فريــــدة
توشحت من تيجان السـنا إكليــلا
مبسوطة الكفـين سائغــة الجنــى
نشوى تجمــل بالجمــيل جميـــلا
إن عتبـتُ فــلا أخــالك زاجـــرا
وهل علـى ولــه المحـب سبيـلا؟
وهل رأيـت من بنيك على المدى
يجـر علـى أرض الكـرام ذلـيلا؟
يا نيل هــل مــرت عليك عمائـم
فأنكرت منـها التكبـير والتهليلا؟
هل أجيـبك ام تجبــني كأنــــــنا
أخذنا مـن جـلل المصاب ذهـولا
مــن أولاء؟ أهـم بنــوك حقيـقة؟
ام شابهـوا الأصل فأتقنوا التمثيلا
أمـا خبـرت فــي بنــيك سماحــة
وطهر نفــوس لا تحسـن التأويلا
مـا يجيــش علــى اللسـان سجيـة
ولا تعــرف الغدرات والتبديـــلا
أبنــاؤك در نضــــيد وجوهـــــر
صغارهـــم وشبابهـــم وكهـــولا
ما ينفع الناس يبقى الدهر خالـدا
ما ضـر ليـس له لعمري مقيــلا
يذهـــب الزبـــد جفــاء لعلــــــة
كيـف استباح شواطـئا وسهـولا؟
فاصفــر منـه بعـد ينعــه قضـبه
وافســد منـــا أنفســـا وعقـــولا
فاقــد الشــئ لا يعطــــيه وإنمـــا
ينضـح الإنـــاء بمــا بـــه مجبولا
فان كـان ما فيــه طيـــب أذاعــه
إن خبــث بــات بأســره مكبــولا
يجهــد إخفــــاء القبيــح بإصـــبع
ويحسب الطـل مـن عمـاه سيـولا
يـرى انه الرأس فـي كـل موطـن
رجرجة مـا عـداه بـل وذيـــــولا
من ظن أن العلم أضحى برهــنه
لــم يــدر منـــه خوافـيا وفصـولا
نــور الحـــق لا يواريـه باطــــل
مهمـا تدثــر فـي الخداع طويــلا
—–
ان شاء الله البقية تترى!!
توقيع:زول ساكت
أخبار سارة واتجاه صحيح … لا بد من الاعتصامات بجانب التظاهر, وليس أنسب من محل كساحة مسجد عريق وتاريخي وله مكانة روحية ووهج خاص مثل مسجد الأنصار في ودنوباوي…
… لى تحفظ وحيد على هذه التسمية (لحس الكوع) .. لماذا نستلف لغة النظام … يجب أن نفعل لغتنا الخاصة بنا … لغة النظام رديئة وتعبر عن أزمته هو .. ولا ينبغي لنا أن نجاري النظام في لغته…. حتى ولم من باب الرد على تحديات شخص مأزوم كأبي العفين.
… على الثوار انجاز لغتهم الخاصة بهم ….
… أقترح تغيير هذا الاسم بسرعة سموها ( جمعة عودة الروح… جمعة الكرامة السودانية … جمعة مهيرة بيت عبود.. جمعة الكنداكة.. جمعة غضبة الحليم … جمعة كرري (كانت معركة كرري في يوم الجمعة) .. جمعة الصمود العظيم … ) أي اسم آخر غير هذا (لحس الكوع)!!! اللغة أيضاً ساحة معركة وينبغي أن نتفوق على النظام في معركة اللغة ونجعله هو الذي يستعير لغتنا ولا نستلف نحن من لغته أو لنجعل لغته القبيخة سلاحاً ضده هو !!!!!
… على العموم , اذا لم يتم تغيير الاسم الرجاء أن ننجز أسماء خاصة بنا في الجمع القادمة التى نرجوا ألا تطول .. وهناك مؤشرات أن جمعات السودان لن تطول ان شاء الله …
… دفوعات النظام عن نفسه أضحت بائسة كبؤسه , فهو يتحدث عن تحريك الشارع وعن أن المواطنيين لم يستجيبوا للمعارضة وكأن المعارضة ليست جزءاً من الشارع وليست جزءاً من الموطنيين.. لماذا تعقدون الاتفاقات مع المعارضة اذاً, اذا كانوا غير مهمين في نظركم ؟؟؟؟؟ أي بؤس هذا ؟؟؟؟؟
وليكتشف المواطن أن الشمال في الواقع هو الذي كان عبئًا على الجنوب وليس العكس. كل العالم غربى
وعربى يعلم ان الحصاد المر الذى يمر به وطنى .. هو من صنيعة ابنائه المتاسلمين المتكبرين المغرورين
الكذابين اللصوص الخونة المرجفين ..وطبعا سمعت حديث صاحب الجنسية البريطانيه المدعو خالد المبارك
وهو يدافع عن حكومته وخالد المبارك يستنكر فسادالجنوب ويدافع عن فساد الشمال ويقول الفساد موجود
حتى فى امريكا وبريطانيا . ولكن مذيع البى بى سى زين العابدين توفيق ألقمه حجر وجعله يرتجف ..
لك الود اخى على الحديث الطيب المر ..
حينما يقول إسلامي لأهل النظام “جنبوا الشعب مشقة التغيير” أنما يعني هذا وبطريقة غير مباشرة “يا جماعة الحكومة حاولوا رضدوا الناس الثائرة دي علشان مصالحنا ما تنقطع” لأن معظم الأسلاميين عندهم مصدر رزق يتفوق علي ما عند عامة الكادحين من الشعب السوداني، يتفاوت الاستثمار كل حسب طبيعة مهنته ، أما الذي يمكث “صفر اليدين ” ولا يتمني زوال هذا الحكم بانتفاضة شعبية فهو من النوع الآخر الذي يعتقد أن هذا النظام هو إسلامي (مهما فعل حتي لو زنا كبار مسؤوليه في الفنادق ذات الخمسة نجوم .. وبين الذي “يستجدي اخوانه السفلة -سارقي قوت السودان ، وبين “المغبيين” يضيع السودان وشعبه المسكين ، ثم ثانيا” وأستاذ خالد التجاني النور متي إشتكي لك الشعب وقال أن التغيير شاق عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أنه شاق عليكم أنتم لأن النظام قد حاباكم واعطاكم ما لم يعطه الآخرين ولكن اصبروا جاياكم إنتفاضة تونسكم في قبوركم والحساب ولد وليكم كلكم يوم ، لا تقول لينا أنا كنت من الأصلاحيين ولا زفت ، لماذا تتهربون من تأييد إنتفاضة تعلمون تماما” أنها ضد حكم فاسد؟؟ إذا جاك الموت اليوم وسألك نكير “لماذا لم تناصروا اهلكم المغلوبين وأنتم تعلمون كل شيء فماذا أنتم قائلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أسأل نفسك وأنت تذهب لفراشك اليوم لتنام ،
مقال جيد يعكس مدي الوعي والزاكرة القوية التي يتمتع بها الكاتب حقيقة الي مدي قريب كان يصرح معظم مسوؤلي النظام بان بترول الجنوب تاثيره موش كبير ويزكروا ارقام من وحي خيالهم هذه عائدات ماعارف الذهب الصمغ العربي طيب انت بعد 23 سنة النتيجه كلاتي تقسيم السودان تحطيم شريان الاقتصاد السودان مشروع الجزيره حروب طاحنة تحصد شباب السودان لعلم كل كوز وكل سودان تم تصنيف السودان ثالث افشل دولة في العالم ياخي مديونية السودان 40مليار
السلام عليكم يا أهل الراكوبة
أنا المشتهي الكمونية عانيت خلال الأيام الماضية من صعوبة الدخول الى موقع الراكوبة لإغلاقه مع مواقع أخرى بواسطة حكومة السجم والرماد والتي أضحت تخاف من ضلها ،، الآن ساعدني أشخاص لديهم خبرة في شبكات المعلومات على الدخول ،، أعود للتأكيد على عزمي قطع لسان المدعو نافع الشهير بأبو العفين وأحب أن اؤكد لكم بأنني شرعت في التحضير لهذا الأمر بالفعل وقد انضم لي عدد من الأشخاص لتنفيذ هذه العملية وبدأنا فعلا في مراقبة مقار عمل وسكن المذكور تمهيدا لاختيار اللحظة المناسبة للانقضاض عليه وقص لسانه ،،، لن ألتفت للأصوات التي تنادي بعدم أخذ القانون بيدي وأقول لهؤلاء أن أبو العفين ليس لديه سند قانوني للتطاول على الشرفاء من أبناء هذا الوطن ويجب أن يدفع ثمن العجرفة وقلة الأدب التي يخاطب بها جماهير الشعب ،،، سأقطع لسانه سأقطعه ولن يثنيني من ذلك مانع وسترون وستسمعون أنه صار أبكما وسأفعل به ذلك حتى لو لحس كوعه أو أي مكان آخر من جتته النتنة
أهلي ، اخواني ، اخواتي الشرفاء خروجكم الى الشارع في جمعة لحس الكوع واجب تمليه مصلحة وطننا ، أخرجوا جماعات ووحدانا ، اهتفوا للوطن وأرفعوا شعارات التحرر والانعتاق من نظام العصابة المجرمة الفاسدة ، ، ، العصابة خائفة ومرعوبة ومذعورة وخروجكم غدا يمهد الطريق لإقتلاعهاوتحرير الوطن من شرورها،،،، أيها الشرفاء نجاح جمعة لحس الكوع يعينني في مسعاي لقطع لسان أبو العفين
أكبر ما ميز هذا النظام غياب الرؤية تماما ومثال ذلك التطمينات قبل الانفصال ثم التباكي بعد الانفصال غياب الرؤية في كل شي ثم عدم الكفاءة ثم الفساد أغلب الناس في هذه الحكومة كفاءتهم أقل منأن يؤتمنوا على زريبة بهائم ناهيك عن مستقبل وطن وشعب وتاريخ وإرث وحضارات وأرض مليون ميل مربع هذا الأمر يقرأه تلميذ في الابتدائية على أرض الواقع
البشير التنبول بعد الانفصال قال السودان كان جاري ليه ترلا ؟
وقال في القضارف المره لو طلبت الطلاق بقولوا ليها شنو … سكت وتاني رد قال علينا يسهل وعليهم يمهل
اكثر مايغضبني ان الترابي إختار حمارا ليقود به انقلاب علي الديمقراطيه
غدا موعدنا ياشعبنا العظيم ,,, بجمعه لحس الكوع فالتخرجوا جميعا ضد من راهن على ان تلحسوا كوعكم ,,, وبكره حنشوف منو الحيلحس كوعه يانافع المتعافن ابو العفين ,,, واخرجوا بكره ضد البشير الذي وصفكم بشذاذ الآفاق ,, والمحرشين ,, مين فينا شذاذ آفاق ,,, شعب السودان العظيم ,, ولا انت وعصابتك ولصوصك يابشير ,,,خسئت يابشير الله اكبر عليك وعلى كل ظالم متجبر ,,,,, غدا موعدنا ياشباب ,,, ثورة ,,, ثـــــــــورة حتى النــــــــصر
الحل واحد رجعو لينا قروشنا وبعدين يمكن نتفاهم بالقانون ولاخليكم كده وبعدين بنطبق قانون العيدان
تعرفي يا مزاهر لوقت قريب أنا كنت مفتكر خالد التجاني دا صحفي حر وصاحب ضمير يتألم لمعاناة الشعب السوداني خاصة أيام كانوا يستضيقوة في قناة المستقلة مع البوق الصادق الرزيقي حيث كانت كل مداخلات المشاهدين تشيد بتحليلاتة لكن من خلال تعليقك ومعرفتك الشخصية لة يدرك المرء أن تنظيم الكيزان متعدد الألوان والاشكال ومن نظريات هذا التنظم أن تظهر تعاطفك وتضامنك مع الضحية من دون أن يغيير هذا الأمر من قناعاتك مهما كانت الحالة النى وصل اليها الضحية هذا الكلام ينطبق على خالد التجاني .
كل خوفي أن يظهر الترابي بثوب جديد بعد أن يستولي على أحلام وتطلعات الشباب الثائرين ربنا يستر .
“وإطلاق نذر ميلاد دولة فاشلة بامتياز”.
إنه عيد الميلاد الثالث والعشرون لدولة المشروع الحضاري الفاشلة.
اليس من المفارقة أن يتمني شعب دولة المشروع الحضاري ان تقوم القيامة.
أجمل تعليق أقرأه علي هذا المقال من خالد حسن في غضبته علي إستخدام الترابي للحمار البشير كقائد لانقلاب يونيو 89 بس يا خالد كده إنت ظلمته الحمار ظلماً تستحق العقاب عليه ،، وبعداك ظلمته شعب السودان فلا تنسي كيف تكونوا يولي عليكم،، ربنا يصرفوا مننا
يا ثوار أكتوبر يا صناع المجد هتف الشعب من أعماق التطهير وأجب وطني التطهير وأجب وطني
ايها الشعب انتفضوا انتفضوا لكنس هؤلاء اللصوص من أرض الوطن باذن الله النصر لنا من أجل الحرية والديمقراطية لكي يستقر الشعب ويتمتع بالرفاهية نتمني لكل الشعب عن يقفوا وقفة رجل واحد عشان نتفضي بصور منظمة يلا نصنع التاريخ للارض شعبنا واليوم نرفع راية الحرية واسقاط النظام
ا ثوار أكتوبر يا صناع المجد هتف الشعب من أعماق التطهير وأجب وطني التطهير وأجب وطني
يا أخوانا ركزوا علي شيء واحد وهو ازالة هذا النظام .. وتوحدوا ولا تفرقوا ولا تسيئوا لبعض ,, فهذا يصب في مصلحة الحكومة ,,
لا تنسوا يوم الجمعة ,, فهي البداية الحقيقية للانتفاضة ,,
نافع ,, نافع ,, يا جبان ,, لحس الكوع في الميدان
قاتل مجرم يا البشير ,, لن ترتاح يا سفاح ,,
مليون شهيد وضع جديد ,, لن يحكمنا لصوص كافوري ,, والله اكبر والعزة للاسلام والسودان
وما نامت اعين الجبناء ,, والي اللقاء في يوم الجمعة ..
الثورة انتلقت ولا مجال للرجوع الى الوراء
وستسقط حكومة الكيزان باذن الله وهذه اسماء جمعة فلان ربما يختار الشباب احد الاسماء فياترى فى اي جمعة ستيقط حكومة اللص كافورى
1. جمعة . لحس الكوع
2. جمعة . الطلاب
3. جمعة . العطش والجوع
4. جمعة . الشعب
5. جمعة .اول رمضان
6. جمعة .الهجرة
7. جمعة . فتح مكة
8. جمعة . العيد المبارك
9. جمعة . السودان
10.جمعة . الاحرار
11.جمعة . الاجداد
12.جمعة . الاباء والامهات
13.جمعة . التغير
14.جمعة . المستقبل
15.جمعة . دارفور
يا اخوانا اعملو دون لود ل Tor…. طريقه تنزيله ساهله جدا وبفتح الراكوبه وغيرها … وغيره وغيره وغيره فى…. نشوف حيقفلو شنو ويخلو شنو…
التحيه لدكتور خالد التجاني الرجل الشجاع المحترم انا من المتابعين لكتاباته منذ امد بعيد تجد فيها التحليل العميق للقضيه مسار النقاش وتحدث عن هذا الحال المائل منذ امد بعيد وقدم النصح ولكن (كلام القصير ما بنسمع الا الحر تجمي) والان قد حمي الجحر واستلف رئيسنا العينه عبارات الطاغاه الذين سبقوه في هذا المضمار (جرازين وشذاذ افاق وهلموا جرا) ولكن حتما ليل الظلم الي زوال وحبل الكذب قصير مهما شدوه وجملوه. فسوف تاتي جمعة فرح الجرازين الحزاني وسوف تاتي جمعة يترنم بها شذاذ الافاق باغيتهم المفضله ( بلي وانجلا) وحينها يلحس كوعه من لم يجرب ذلك من قبل ويومها الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب والحال يطيب ويعود سودان شذاذ الافاق الي ايامه اليبض قبل الكذبة الكبري الانقاذ المشؤومة المنحوسة التي فعلت ببلدنا واهلها الافاعيل وعاش كفاح الشعب السوداني ولن يرتاح السفاح وزمرته الذين عذبوا الرجال وشردوهم من بلدهم.
كنت أتمني ألا تكون قراءاتي الاقتصادية صحيحة لهذه الدرجة
لأن معاناة الشعب السوداني تصل أوجها بهذا التردي الاقتصادي حسب ما قاله الأستاذ التيجاني وخسب ما أحذر منه قبل أعوام وأسميه كارثة وانهيار اقتصادي
وقد استعمل الأستاذ الفاضل كلمة سبق أن نشرتها في اجمالي استنتاجاتي في صحيفة الصحافة علي يد المحرر محمد صديق ورفضت الانتباهة أن تنشر مقال مماثل قبل عام ونصف رغم أنها نشرت سلسلة مقالات لي مؤخرا تحمل نفس المعني
ولكن بعد فوات الأوان
استعملت في مقالاتي ملمة الدواء المر الذي ينقلب إلي سم زعاف وردد أستاذنا الفاضل الكلمة
أشكره علي ذلك لأنه اعتراف من كاتب أمين وحريص علي الوطن حتي لو كانت له ولاءات أخري ولكنه سوداني صميم يخاف علي وطنه
بقيت توصياتي التي أرددها دائما وهي نشرت علي صحف عديدة وتنص علي أنه لا توجد حلول متبقية وحقيقية إلا إعادة الهيكلة الاقتصادية والادارية بصورة كاملة وحقيقيةوعاجلة
ولكني أعرف في صميم قلبي أنه لن يوجد من يسمع لأن هناك اعتبارات أخري تحكم مقاليد الأمور غير الاقتصاد وستمنع حدوث أي تغير حقيقي وفعال
ورغم اقتناعي الكامل بذلك فإنني أضع كلماتي حيث يجدها باحثون أو أكاديون أو مؤرخون لهذه الحقبة
قيل كثيرا أن السودان مهدد بالتفتت وكنت أحد القائلين في ورقة أكاديمية توزع مجانا علي الشبكة تحت عنوان محنة أمة
ولكني اليوم أقول أكثر من هذا وهو أننا مهددين بما هو أسوأ من ذلك وأن ما يحدث من انتهاكات في الصومال سيكون ضئيلا لما يمكن أن يحدث في السودان مع إنهيار نظامه النقدي والمالي والاقتصادي وبالتالي الاجتماعي
إذا أردنا المقارنة عندما كنا نعاني في زمن نميري والصادق بعده فلم يكن هناك هذا الانحدار السريع في النظام الاقتصادي ، بلا قطاعات انتاج حقيقية وبعيدا عن رأسمالية طفيلية تمتص بعون سلطات الدولة ماء الحياة من المواطن
لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
أين روح الوطن
أين روح الرحمة
أين أسلامنا
اللا وطني يتهم الشعب بالتخريب.
والشعب خرج في مظاهرة سلمية يطالب بحقه (وهو أعزل)
وعندما اعتدى العسكر على الشعب بالغاز المسيل للدموع والهروات
ثار الشعب ودافع عن نفسه بكل ماأوتى من قوة .. وهل الدفاع عن النفس (تخريب)
هؤلاء الكيزان لاينفع معهم التفاوض .. نعم سوف تمتلىء السجون (مرحبا بالاعتقالات ، وتتعطل الحياة فى جميع انحاء السودان. ولابد من أن تتوقف جميع مصالحهم .(نعرف عناوينهم (دار دار)
ونردد فى جمعة 29 يونيو:
العصيان.. العصيان يا شبان
قرفنا .. كرهنا الكيزان
هدفنا العدل والميزان
صمام للبلد وأمان
العصيان.. العصيان يا شبان
وإحذروا غضبة (المارد)
آخر المحن بحكمنا (شارد)
اعذروه مجنون مُخه شارد
سودان الخير صبح بلد طارد
لافطور لا عشاء لا ببيسي بارد
أطلق شباب حركة التغيير الآن نداء 27 يونيو ، إستعداداً لجمعة 29 يونيو ، جاء فيه :
ارتفع إلى مستوى الحدث و قم بدورك
?? الجمعة 29 يونيو 2012، ستكون أكثر صخبا: سوف نصنع فرقا، وسوف نستمر في الاحتجاج، تغطية الأحداث، وتبادل المعلومات. امن نفسك، كن سلميا، كن جزءا من التاريخ وانضم إلى الثورة، نحن جميعا مهمون و علينا جميعا يقع واجب الثورة. لقد فعلنا هذا مرتين من قبل، و اليوم سوف نجعل أطفالنا فخورين بنا و نصنع تاريخ بلادنا، لقد حان وقت الخروج. لقد تكلمنا ولن نتوقف حتى ننتصر!
? ?. بعد 23 سنة من الصبر، قرر الشعب السوداني أن يقول كفى،احتجاجا على هذه البيئة الخانقة, من العنف و القمع . و يقول بأن وقت التغيير قد حان.ان الاحتجاجات التي بدأت من طلاب الجامعات الشجعان قد انضم لهاالآن الشعب بمختلف طبقاته. هذه الاحتجاجات على الرغم من أن ما أشعل فتيلها في البداية هو الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، هي في حقيقتها أكثر من ذلك، إنها احتجاج ضد الديكتاتورية،الفاسدة المستبدة، والحكومة المنحطة التي كذبت علينا لعقدين من الزمن، و التي حان الان وقت ذهابها.
حياتنا، خدمات الصحة، التعليم، وسبل العيش في البلاد، كرامتنا، تنوعنا، أرضنا وحريتنا,كلها قد شوهت من قبل حزب المؤتمر الوطني. اليوم بتنا مضطرين لتحمل وطأة أزمة اقتصادية هي نتيجة لنظام سياسي وحكومة فشلت بشكل منهجي في إدارة الشؤون المالية لهذا البلد، بسبب قصر النظر، الجشع، والفسادوانعدام الكفاءة, بالاضافة الي حروبها السياسية ضد شعبها.
نحن ندعو ? مرة أخرى ? وسائل الإعلام الدولية لدعم هذه الثورة. ان انعكاس هذه الثورة في وسائل الإعلام الدوليةحتى الآن طفيف جدا و غير ملموس, نحن نطالبهم بتحسين تغطية احداث الانتفاضة و لفت نظر العالم اليها. دور وسائل الإعلام الدولية يعد أمرا حاسما لضمان حماية المدنيين وممارسة الضغط على الحكومة للاستماع إلى مطالب الشعب. ونحن ندعو جميع الصحفيين إلى استخدام خبراتهم المهنية لالتماس الحقيقة، و نطلب منهم أن يغطوا الأحداث بجد, دون انتظار أن تأتيهم الأخبار. نحن لا نريد الدعاية، نحن نريد فقط أن نظهر واقعنا على الأرض ليراه العالم!
المقاومة مستمرة وستنتصر
حركة التغيير الان
27 يونيو 2012
الي جمعة لحس الكوع
الي جمعة لحس الكوع
الي جمعة لحس الكوع
الي جمعة لحس الكوع
يا جماعة يجب استحضار الاستقراءات والتوقعات ليوم غدٍ الجمعة والتحسب لكل ما هو ممكن وجائز الحدوث والوقوع. أنا أتوقع وجود مكثف لقوات الشرطة والأمن والمخبرين والمصادر والعناصر منذ الصباح الباكر في كل المداخل والمخارج المؤدية إلى ومن مسجد ود نوباوي من باب رصد التحركات واستعراض القوة وتخويف الناس وترهيبهم واحتمال منعهم من الوصول الى باحة المسجد. ربما يكون هناك استخدام مفرط للعنف والقوة بغية تفريق الناس ونسأل الله أن لا يحدث ذلك ويكون الإحتجاج سلمي من بدايته الى نهايته وأن يتفهم الإخوة الشرفاء الذين يعملون في مختلف الأجهزة الأمنية ذلك وعلينا نتحسب لكل صغيرة وكبيرة ونسأل الله أن يحفظ الجميع .
حزب الامة القومي يعلن العصيان المدني رسميا ضد نظام الانقاذ
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
الله اكبر ولله الحمد
بيان
إلي جماهير الشعب السوداني
نخاطبكم اليوم والبلاد تعيش في أسوء حالاتها حيث بلغت الأوضاع المعيشية مستوي يصعب تحمله بفعل سياسات الإنقاذ الخاطئة .
لقد جاءت الإنقاذ في يوم 30 يونيو المشئوم من العام 1989 م وانقضّت علي نظام ديمقراطي صحيح النيابة عن الشعب وأعلنت في بيانها الأول أنها جاءت لتحسين الأوضاع المعيشية وإيقاف الحرب و من اجل وقف تدهور العملة الوطنية حتى لا يصل الدولار إلى عشرين جنيه وبعد أكثر من عقدين من الزمان حولت الإنقاذ السودان إلي محمية دولية حيث بلغت جيوش الأمم المتحدة أكثر من 40 إلف جندي أجنبي مما سبب انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وقسمت الإنقاذ السودان بعد فصل جزء عزيز منه وأشعلت فيما تبقي منه الحروب (دارفور جنوب كردفان جنوب النيل الأزرق) وولقت في دماء السودانيين حيث بلغ عدد قتلاها ألي الآن أكثر من 500 الف قتيل من أهل القران وحفظته في دارفور وغيرها وأدخلت البلاد فى حرب مع الأسرة الدولية عندما ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وأصبح رئيس النظام مطلوبا للعدالة الدولية .
تورط قادة الإنقاذ في جرائم فساد لم يشهد لها السودان مثيل فنهبوا المال العام وحولوه الي مؤسسات حزبية يعبث بها كبار قادة الإنقاذ وصغارها فتطاولت منازلهم وانتفخت جيوبهم و بالمقابل انخفضت دخول أهل السودان وساءت أحوالهم وبعد كل هذه المساوئ أطلت علينا الإنقاذ بسياسات تقشفية بعد أن عاش أهل السودان مساوئ سياساتهم ووقع عليهم من الضيم والظلم ما لم يتحمله بشر .
الشعب السودان الكريم أن هذه السياسات التي أحالت حياة المواطنين إلي جحيم يجب مقاومتها بكل السبل . نعم أنهم يستخدمون القوة المفرطة لقمع احتجاجات الشعب ويتهمون المتظاهرون بالخيانة والعمالة و لكن الهدف الاسمي لا يأتي ولا يتحقق إلا بالتضحيات أن الشعوب العربية التي انتفضت وقدمت أرتالا من الشهداء وعددا من الجرحى تحققت أهدافها في العدالة والديمقراطية والكرامة فلا حياة مع الذل و المسغبة .
جماهير شعبنا الأبيّ
إننا نهيب بشباب السودان وشيوخه ونساءه وكافه قطاعاته أن تعبر عن رفضها لسياسات الإنقاذ وحزبها المستبد الفاسد ورموزه التي أفسدت الحياة السياسية والاقتصادية . ندعوكم للخروج والاعتصامات السلمية حتى تتحقق مطالب شعبنا برحيل هذا النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي.
حزب الأمة القومي
27 / 06 / 2012
فل يكتب كلا منا اسماء الجمعة الفلانى ربما يختار الشباب احد الاسماء وبالحقيقة اسم جمعة الاخ ثائر مناسب جدا
1. جمعة . لحس الكوع
2.جمعة .الطريق القصر
3.جمعة . قرفنا
4.جمعة .مافى رجوع حتى يسقط
5.جمعة . الصبر انتهى
6.جمعة .الكيزان هربو
7.جمعة .البشير انتهى
8.جمعة . المعيشة الصعبة
اقترح تكون الجمع قصيرة بقصر اجل النظام
1- جمعة الكتاحة
2- جمعة ألحس كوعك
3- جمعة شذاذ الافاق
4- جمعة الشحادين
5- جمعة الريس وينو موصو واشربو
حزب الامة العملاق النائم لسنين طويلة قد استفذ في داره بقصد الاهانة والتقليل من شأنه والجماعة من كثرة ما برطعوا ظنوا انهم ملكوا السودان وباستطاعتهم بيع الناس في سوق النخاسة ومعهم حق في ذلك لأن الناس تركوا لهم الحبل على (الغارب) والحبل على (الغارب) هي الصحيحة وليست الحبل على (القارب) والغارب المعنى هو مقدمة ظهر الجمل اي كناية على انه ليس هناك من يقوم بتوجيه القافلة…..
يوم الجمعة غدا هو يوم غضبة الرجال وليست جمعة لحس الكوع او جمعة شم المناخر لأن حزب الامة يعتبر عرين الرجال متى ما تنادوا فلن يرضوا بانصاف الحلول مع عدم التقليل مع باقي الكيانات السياسية الاخرى واذا اراد النظام منازلة او معارك صدامية دامية فرجال حزب الامة لها وليكن مايكن وبارك في الامام الصادق المهدي لأنه لم ينفخ في بوق النفير وكان بامكانه ذلك من زمان ولكن الرجل لديه من الحكمة ما يضاهي لحكمة لقمان…..
جماهير حزب الامة في وقت السلم والامن والسلام تسرح وتمرح بعيداً اما اذا نادى المنادى فهم حاضرون وعلى اهبة الاستعداد والنظام قد اضطرهم للتنادي بالاضافة الى حال السودان الذي وصل اليها والتي لا تفرح ولا تسر…..
عموماً الوضع متأزم وبايظ شديد ولا بد من ايام للمحاص تفك الحق عن الباطل…….
والى اللقاء غداً والله اكبر ولله الحمد والعزة للسودان ولشعب السودان الحر الأبي…….
تابعوا أخبار الثورة على قناة ( سكاي نيوز العربية ) على نايل سات ، فهي أفضل من يغطي , ولا نامت أعين الجبناء في قناة الجزيرة وغيرها .
لست عرافا ولا اعلم الغيب ولكن لدي احساس بان هنالك شيئا كبيرا ما سوف يحث غدا التاسع والعشرون من يونيو شيئا يغير الكثير في السودان لسبب بسيط هو ان الرقم تسعة ارتبط كثيرا بالاحداث السياسية في السودان وهذة بعض الامثلة١٨٨٩ ١٨٩٩ -مايو ١٩٦٩ الانقاذ ١٩٨٩ استقلال السودان ١٩ديسمبر انقلاب ١٩ بوليو موت الخليفة عبد اللة ١٩ مارس ؟ انفصال الجنوب ٩ يوليو :١٩٩٩الرئيس البشير يحل البرلمان ويعلن حالة الطوارئ عقب صراع على السلطة مع رئيسه حسن الترابي 9 يوليو/تموز: زعيم المتمردين السابق جون قرنق يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس السوداني. ويجري توقيع دستور يعطي حكما ذاتيا واسعا للجنوب.٠٠٠٠٠ التسعة طويلة
يوليو ٩ قرب
لاحزب الامه ولا قيرو ثوره ثوره صفوه صفوه صفوة شعب
نلتقيك اليوم
يا
وطنى
لقاء الأوفياء
قد تنادينا…
خفافاً
كخيول الريح
فى
جوف العتامير
تنادينا
لك يا أرض البطولات
وميراث الحضارات
نغنّى اليوم فى عُرس
الفداء
نلتقيك اليوم يا
وطنى
هاهنا هاهنا..هاهنا
يبتسم النهر القديم,,,
لبعانخي ..ولتهراقا
وللمهدى
لعلى عبدالّطيف
ولعبدالقادر الحبوب
للقرشى
لصمود العزم فى كررى
وللموت الفدائى العصيب..
هاهنا هاهنا هاهنا…
نزكر الآن الآن
جميع الشهداء
كلّ من خط على التأريخ
سطراً بالدماء
نزكر الآن,,الآن جميع
الشرفاء
كلّ من صاح فى وجه
الظلم
لا..لا لا لا
نحن أبناؤك فى الفرح
الجميل
نحن أبناؤك فى الحزن
النبيل
ونغنّى لك
يا
وطنى
كما
غنّى….. الخليل
مثلما غنّت مهيرا
تلهم الفرسان… جيلاً
بعد .. , .. , جيل
ونغنّى لحريق
المكّ فى
قلب
الدخيل
للجساره
حينما أستشهد فى مدفعه عبدالفضيل
ونغنّى لك يا
وطنى
نُحقل اليوم مآخينا بمرواد
الصلابه
وبإمان كإمان
الصحابه
سوف نفديك
دواما
ونناجيك
هياما
فالتعش حراً
أبياً
فى
مهابه
فى مهابه,,, فى مهابه فى
مهابه.
جمعة النصر بإذن الله , ولنسدّ الفُرق ونشدّ الهمم لإجتثاث الخونه.
والتحيه لكل الشرفاء فى هذا البلد المعطاء ولنترحم على ارواح أبناء وطننا البرره, ممّن وهبوا حياتهم فى سبيله لا سيّما فقدنا للمناضلين الأستاز محمد إبراهيم نقد ,الموسيقار محمد وردى وشاعرنا حمّيد.
النص الكامل للمقال الخطير الذى نشر مبتوراً بجريدة الصحافة ..
جنبوا شعبكم مشقة التغيير ما استطعتم
بقلم: خالد التيجاني النور
[email protected]
حالة فريدة من الشفافية هبطت على الحزب الحاكم في السودان هذه الأيام بلغت حد تقديم قادته اعترافات نادرة غير مسبوقة تقر بأن الأداء الاقتصادي للحكم بلغ حداً من التردي قاد الدولة للوقوف على شفير الإفلاس مما يستدعي “تجرع سم” إجراءات قاسية للنجاة. تُساق هذه الحجة بإصرار عجيب, دون وعي بدلالاتها المنطقية والاستحقاقات السياسية الموضوعية التي يجب أن تترتب عليها, ليس من باب المصارحة والمكاشفة, بل لأن إقناع مؤسسات الحزب الحاكم نفسها التي استفاقت أخيراً على هول الكارثة وجسامة تبعاتها اقتضى ذلك, ولتمرير حزمة الإجراءات التي تحيل حياة المواطنين إلى حجيم لا يُطاق, والتي وصفها وزير المالية محقاً في نوبة صراحة آخرى بأنها إجراءات تتخذها دولة مفلسة, وهي تدابير تعاقب المواطن ضحية فشل الحكم في إدارة الشأن العام وتحمله المسؤولية, وتتفادى ببساطة مساءلة ومحاسبة الذين تسببوا في قيادة البلاد إلى هذا الحال البئيس.
وأخطر دلالات هذا الإقرار المثير بالفشل, وإن كان جاء أصلاً في كواليس مداولات الحزب الحاكم بغرض مواجهة المقاومة الواهنة التي لقيتها الإجراءات بادئ الأمر, قبل ان تصبح متداولة في الخطاب السياسي العام, أنها تمثل اعتراف السلطة الحاكمة بصراحة وبدون مواربة أن نتاج حصيلة ثلاث وعشرين عاماً من الانفراد بالحكم هو قيادة البلاد إلى أبواب الانهيار الاقتصادي, وإطلاق نذر ميلاد دولة فاشلة بامتياز.
ولو كان لهذا المأزق الكارثي من فائدة فهو أنه أجبر أخيراً قادة الحكم على النزول من أبراج الشعارات العالية وإنهاء حالة الإنكار المتواصلة, والاعتراف متأخراً بأن الأمور ليست على ما يرام, وأن خزانة “جـــبانة المال العام الهايصة” أضحت خاوية على عروشها لم يعد فيها ما يسد رمق آلة “النهب المصلح” الحكومية على حد وصف أطلقه الرئيس البشير شخصياً ذات يوم, ولم يعد فيها ما يلبي جشع فساد طبقة الرأسمالية المتوحشة المتدثرة بلبوس الإسلام, دعك من أن يود فيها ما يؤمن حتى القليل لإدارة دولاب الحكم. وهذا الاعتراف يعني بوضوح أن كل تلك الإنجازات التي كان يُتغنى بها وتستخدم كغطاء لإعطاء مشروعية للحكم أصبحت هشيماً تذروه رياح الحقيقة المرة حين استفاق الشعب السوداني لتقول له حكومته بعد أكثر من عقدين من السيطرة على السلطة, عفواً أصبحنا مفلسين وعليك أن تدفع الثمن.
والاعتراف في حد ذاته لا ينطوي على محمدة ما لم يقد إلى مساءلة ومحاسبة. ولكي تكون الشفافية كاملة, وليست انتقائية, يجب أن لا تُقال أنصاف الحقائق بزعم مواجهة الشعب بالواقع المر, فهناك ثمة أسئلة محورية ملحة لا يمكن القفز عليها يتفادى قادة الحكم طرحها أصلاً دعك من الإجابة عليها, وهي كيف ولماذا ومن أوصل الاقتصاد السوداني, الغني بموارده وفرصه, إلى هذه الحالة المذرية من فشل تاريخي ذريع غير مسبوق؟. لأن تقديم الأجوبة الحقيقية والصادقة على هذه الأسئلة المهمة هي السبيل الوحيد لتقديم تشخيص دقيق وصحيح للأسباب التي أفضت إلى هذا الوضع المأزقي, وتكمن في مضامينها الوصفة الوحيدة لخريطة طريق ناجعة لمعالجة هذه الأوضاع الكارثية التي تنذر بأن الأسوأ لم يأت بعد.
على أن أكثر الاعترافات مضاضة في الخطاب الحكومي, الإقرار بأن تقسيم البلاد وفصل الجنوب وتبعات ذلك كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير وأبانت كل أمراض الاقتصاد السوداني التي كانت تسترها أموال النفط السهلة فما أن ذهبت حتى خر صريعاً في أشهر معدودة. ومما يؤسف له أن قادة الفريق السياسي والاقتصادي في الحزب وحكومته الذي يقدمون هذا الاعتراف المتأخر, هم أنفسهم الذين ظلوا يصرحون علانية طوال السنوات الماضية مطمئنين الرأي العام بأن تفتيت البلاد وانفصال الجنوب سيكون مجرد نزهة لن يؤثر على الشمال, بل ويصرون بلا هوادة على أن البلاد ستكون في أحسن حال وهي تتخلص من عبء الجنوب, وللمفارقة هم أنفسهم الذين يأتون اليوم ليبرروا للمواطنين سوء الحال والمآل بأن هذا الجنوب الذي قالوا أنهم لن يذرفوا عليه دمعة, يبكي البلاد كلها ألما وحسرة على هذا الرهان الخاسر بامتياز الذي افقد البلاد وحدتها, ولم يحقق سلاماً, وأعاد إنتاج الحرب, وها هو يقود البلاد إلى فشل اقتصادي غير مسبوق, وليكتشف المواطن أن الشمال في الواقع هو الذي كان عبئاً على الجنوب وليس العكس. ومع ذلك فإن من يتوجب عليه أن يدفع ثمن هذه المقامرة بمقدرات البلاد هو المواطن المغلوب على أمره, وليس ولاة الأمر الذين طالما تباهوا بأن تلك الاتفاقية التي لم يطيقوا عليها صبراً هي أعظم إنجازات عهد الحكم الحالي.
والحماسة المفرطة والتصريحات اليقينية التي يبديها المسؤولون في الحكومة بأن السبيل الوحيد لمعالجة الانهيار الاقتصادي الوشيك حتمية اتخاذ هذه الإجراءات القاسية, استخفاف بعقول الناس واستهانة بذكائهم, وتعامل مع هذا الأمر الخطير بخفة وكأن هذه الأزمة الخانقة هبطت من السماء فجأة, أو جاء بها شياطين متآمرون يستهدفون الحكم, ويتجاهلون تماماً, ببراءة يحسدون عليها, مواجهة الحقيقة الواضحة أن الوصول إلى حالة الانهيار الاقتصادي هذه لم تأت صدفة, ولم تحدث عرضاً, لم يصنعها مجهولون, ولم يفرضها أحد, بل هي حصاد مر لسياسات النظام وأسلوبه في إدارة السلطة ورهاناته الخاطئة المتراكمة على مدار أكثر من عشرين عاماً. والاقتصاد على وجه الخصوص لا يمكن أن يتداعى بسهولة, حتى ولو كان اقتصاد جمهورية موز, لو لم ينخر سوس غياب الرؤية وقلة الكفاءة والفساد في عظامه على مدى طويل من الزمن, وحين يخر يتبين ولاة الأمر حينها فقط أن الشعارات البراقة لا تصلح لتغطية عورات الخواء السياسي.
لا يحتاج المواطنون لمصارحتهم بحقائق حال بئيس يعلمونه جيداً أكثر من حكامهم, يقاسون تبعاته, ويعايشونه بمرارة, ويدفعون ثمنه وحدهم, لا ينتظرون أحداً لينقل لهم خبراً قديماً, فحتى الأطفال باتوا يعلمون عمق حالة الانهيار الاقتصادي وقد تلاشت قيمة الدريهمات التي كان يجود بها عليهم آباؤهم إذ أضحت لا تقوى على شراء أقل ما كانوا يعهدونه لها من قيمة, ويرون الحسرة في عيون أهاليهم وقد عز الوفاء بأبسط متطلبات الحياة. لا يحتاج المواطنون لمن يحكي لهم قصص الفشل في إدارة شؤونهم, ولا لمن يسوق لهم مبررات واهية غير مقبولة عن أسباب العجز في تفجير طاقات بلد تعج بإمكانات وموارد قل نظيرها بين الدول, بل يحتاجون لقيادة تتحمل المسؤولية عن حصائد كسب أيديها.
ومسؤولية القيادة لا يحققها التباهي بالقدرة على اتخاذ قرارات قاسية من يدفع ثمنها حقاً مواطنون لا ذنب لهم فيما حدث من انهيار, تحملهم المسؤولية عما لم يرتكبوه, بل تكمن شجاعة القيادة وصدقها وعدم ترددها عندما تكون مستعدة حقاً لتحمل المسؤولية عما قادت إليه البلاد من إنزلاق إلى أتون التشرذم والإفلاس. ومحاولة القفز على المقدمات الموضوعية والأسباب الحقيقية الذي أدت إلى هذه الحالة المأزقية, وإلى الاقتصار على التعاطي مع نتائجها وكأنها نبت شيطاني, أو قدر لا محيد عنه, متجاهلة دفع الاستحقاقات السياسية للعجز عن تحمل المسؤولية بحقها, تعني بوضوح أن الأسوأ لا يزال قادماً, لأن الذهنية التي أنتجت هذه الأزمة, والتي تترفع عن المراجعة النقدية الجدية وتحمل المسؤولية عن تبعاتها, ستنتج أزمات أكثر كارثية لن تؤدي إلى إسقاط النظام فحسب, بل ستقود إلى سقوط الدولة السودانية ذاتها في أتون فوضى لا أحد يعلم مداها.
والسؤال ما الذي يجعل الإجراءات القاسية الحالية, والخالية من أية إصلاحات حقيقية جدية, وبلا رؤية مبصرة ولا استراتيجية مبتكرة, ستقود البلاد فعلاً للخروج من المأزق الراهن؟, وما الذي يجعل قادة الحكم مصرين على أنها السبيل الوحيد للحل؟. وما دام يملكون هذا الإصرار والإرادة على حل ويبدون واثقين منه فلماذا انتظروا حتى حلت الكارثة؟ وما هو هذا الاكتشاف العبقري الجديد الذي لم يكن معلوماً لديهم ليطرحوه هذه المرة, ومن أين جاء هذا الحل السحري الذي حصلوا عليها فجأة ليمثل طوقاً للنجاة؟.
لم يقل لنا ولاة الامر ما الذي حل بما سمي ب”البرنامج الإسعافي الثلاثي” الذي تم تبنيه قبل بضعة أشهر فقط وأُدعي بأنه الطريق السديد إلى التعافي الاقتصادي في غضون سنوات ثلاث, ثم ما لبث ان أنهار الوضع الاقتصادي كله في أقل من نصف العام. ولمإذا فشل هذا البرنامج الذي حُشد له دهاقنة الاقتصاديين في الحزب الحاكم وجرى تسويقه على أنه عصا موسى, ثم يأتي هؤلاء انفسهم ليحدثوننا أن ذلك كان مجرد مزحة ثقيلة, وأن الحل الجديد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, هذه الإجراءات القاسية المخترعة هذه المرة بحسبانها سفينة نوح هالك من لا يركبها.
كيف يصدق المواطن هؤلاء القوم, الذين قالوا له إن السماء ستمطر ذهباً بعد التخلص من “أوشاب الجنوب” فإذا هي تمطر سحقاً ######طاً, وكيف يصدقون الذين يقفزون من برنامج إلى آخر من بين غمضة عين وانتباهتها, ويصيحون في كل مرة وجدتها وجدتها, دون حتى أن يهتموا أن يشرحوا للناس على الأقل لماذا فشل البرنامج السابق, دعك من أن يتحملوا مسؤولية عن ذلك, لم يتركوا للناس سبيلاً ليصدقوا شيئاً.
ثم أين ما قيل أنها استراتيجية ربع قرنية للنهضة الشاملة, وأين الخطة الخمسية الأولى في هذه الاستراتيجية التي انقضت العام الماضي, وأين ما قيل أنها النهضة الزراعية التي شرع فيها قبل بضع سنوات, وانتهت بنا لأن يصبح السودان مستورداً للغذاء ببلايين الدولارات؟ والعبرة بالنتائج لا بالتمنيات, وليس بسوق التبريرات. أيعقل أن يأتي قادة الحكم والحزب بعد كل تلك الوعود, وبعد كل هذه السنوات ليقولوا ببساطة أننا نواجه انهياراً اقتصادياً لا قبل لنا به بغير إجراءات تنتزع آخر في ما جيوب المواطنين الخاوية, بدعوى ألا حل إلا بذلك, ثم ينجو من تسببوا في هذه الكارثة ليس من المساءلة فحسب, بل يكافئوا أنفسهم تشبثاً بالسلطة ولو كان ثمن ذلك ذهاب ريح الوطن, وإزهاق أرواح مواطنيهم بالمسغبة.
ومن يسمع تبرير الإجراءات المعيبة هذه بأن الهدف منها رفع الدعم الذي يستفيد منه الأغنياء على حساب الفقراء يكاد يحسب أن أغلبية مواطني السودان من الموسرين أهل الدعة, ولا احد يجهل أن الكثرة الغالبة هم من الفقراء أهل الصفة الذين لا يسألون الناس إلحافاً. وأيهما أجدى وأسهل محاسبة القلة النادرة على ما يتمتعون به بما لا يستحقون, أم العمل بمبدأ الشر يعم الأغلبية الكاثرة, والخير يخص أهل الحظوة.
يحاول الحكم تسويق مزاعم للإصلاح ضمن هذه الإجراءات بما سًمي إعادة هيكلة الدولة, وتخفيض مخصصات الدستوريين, وترشيد الإنفاق العام. وهذا اعتراف آخر مثير للاستغراب, فما دام هذا الأمر ممكناً أصلاً فلماذا مارسه قادة الحكم ابتداءً, ولماذا السفه في إهدار الأموال العامة حتى ولو كانت تملك الدولة خزائن الأرض والسماء, دعك من أن تكون عاجزة حتى عن إنتاج كفايتها من الغذاء, وما الذي اضطرها لممارسة تعرف أنها تكلف خزينة الدولة ما لا طاقة لها بها, ولا تبدي استعداداً للتراجع عنها إلا بعد أن وقع الفأس على الرأس. والطريف في الامر أن مثل هذه التدابير ذاتها أعلن عنها الحزب الحاكم في العام 2006 حين اتخذ إجراءات قاسية مماثلة, ولكن ثبت أنها وعود غير جدية لمجرد ذر الرماد في العيون لم يتحقق منها شيئاً, خاصة وأن العائدات النفطية السهلة التي توفرت بعد ذلك أسهمت في المزيد من الإهدار للموارد العامة والفرص التاريخية للنهوض, ولكنها بددت جميعاً لان لا أحد اهتم سوى بالقصور المشيدة, وأهملت الآبار المعطلة.
والمسألة التي يغفل عنها المنتقدون لترهل الهياكل الحكومية, ليست تلك المصاريف التي تتكبدها الخزانة العامة لتمويل امتيازاتهم التي لا حصر لها فحسب, ومع ذلك تبقى أمراً زهيداً, حين تحسب الكلفة الحقيقية لتبعات قلة الكفاءة وتواضع الأداء وبؤس مردود جيوش المستوزرين “والدستوريين” الذين لا يكاد أغلبهم يصدق أنه بلغ من الدنيا هذه الحظوة, دعك من ان يكون مهيأ للعب دور منتج في إدارة شأن الدولة. والمسألة ليست هي حسابية أو عددية, بل ما هي قيمة ما ينجزون فعلاً وما الذي يمكن أن يضيفونه.
ومن الغرائب مما أتت به التبريرات الحكومية في شأن الترهل غير المسبوق في هياكل الدولة ما سمي بضرورات “الإرضاء السياسي” توسعاً في التوظيف على حساب المال العام دون أدنى عائد تنموي, وسمعنا اعترافات نادرة أن الولايات والمحليات تقتطع في السودان لأول مرة على اسس عنصرية وعشائرية لإرضاء تلك القبيلة, أو لاستمالة الآخرى, بمعنى آخرى تم تحويل الدولة السودان وارتدادها إلى عهد الإقطاعيات. ثم الزعم أن ذلك التوسع غير المسبوق اقتضته اتفاقيات السلام التي لا حصر لها ولا عد لها مع تلك الجماعات التي نازعت الحكم سلطته ففاوضها ورفعها من مرتبة عصابات شذاذ الآفاق التي كان يصفها به, إلى مرتبة حكام يقاسمونه القصر الجمهوري والمناصب السياسية والتمتع بامتيازات ومكاسب,
ولا يمكن للحكم أن يشتري الولاء السياسي لخصومه ومؤيديه على حد سواء فقط من أجل البقاء في السلطة بأي ثمن, ثم يأتي ليبررالعجز بالكلفة العالية “للإرضاء السياسي”. ولا عزاء للمواطن المغلوب على أمره فهو في نهاية الأمر من يدفع فاتورة ذلك.
وفي الواقع فإن ذلك ليس إرضاءً سياسياً, بل ابتزاز سياسي بامتياز ظل الحزب الحاكم يحضع له إذ أثبت أنه لا يستجيب إلا لمن يقارعه بالسلاح, ولا يبدو مستعداً للاستماع لصوت العقل والحكمة. وطريق الإرضاء السياسي الحقيقي واحد لا ثاني له, تأسيس نظام حر ديمقراطي مكتمل الأركان تتوفر له مؤسسات حقيقية تتوازن فيها السلطات وتتوفر فيه مبادئ المحاسبة والمساءلة والعدالة, يقرر فيه المواطن بكامل حريته وإراداته الكاملة وفي عملية سياسية سليمة وشفافة لا التفاف عليها من يحكمه.
وثالثة الأثافي نواب البرلمان الذين خضعوا لضغوط الحكومة كالمعتاد ليثبتوا مرة آخرى بتمريرهم للإجراءات الحكومية التي لم تأبه حتى للاعتبارات الشكلية إذ شرعت في تنفيذ قراراتها حتى قبل نيل موافقتهم المضمونة عليها, وليتأكد أن البرلمان جهاز سياسي مترهل آخر زائد عن الحاجة, تنفق عليه أموال طائلة لغرض الزينة. والأولى ان يحل لتوفير نفقاته في أغراض آخر طالما أظهر دائماً أنه مستعد للبصم على قرارات الجهاز التنفيذي, وما يستوجب حله ليس هذا فحسب, بل عجزه عن الوفاء بواجبه, وإلا فأين كان هذا البرلمان واقتصاد البلاد يتداعى أمام أعين نوابه طوال السنوات الماضية, ولو كان برلماناً حقيقياً لما وقف متفرجاً على فشل الجهاز التنفيذي وعجزه عن إدارة اقتصاد البلاد حتى قادها إلى حافة الإفلاس. ثم لا يجرؤ أن يحاسب أو يسائل أحداً على قصور وفشل لم يعد سراً.
لا ينبغي لقادة الحكم أن ينتظروا أحداً ليحاكمهم “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا”, عليهم فقط أن ينظروا في صحيفة أعمالهم ويحاسبوه انفسهم على تعهداتهم للشعب في بيان الانقلاب, وعلى الشعارات المرفوعة ل”إنقاذ البلاد”, وان الحكم “لله لا للسلطة ولا للجاه”, وليقدروا بأنفسهم أين هم. وأين البلاد من تلك الوعود المغلظة, ولو نظروا في بيان الانقلاب وللمفارقة أن هذه الأيام تصادف ذكراه الثالثة والعشرين, لأرتد بصرهم وهو حسير. فكل تلك التعهدات انقلبت إلى نقيضها, وعادت البلاد إلى وضع هو أخطر مما كان كائن يومها, تم تقسيمها, واتسعت رقعات التمرد فيها, وباتت مهددة بالمزيد من التشرذم, وها هي تصبح على شفير الإفلاس.
“لا, لست راضياً فقد كان هناك الكثير الذي ينبغي علي عمله, ولم أنجزه, وفشلت في أشياء كثيرة, ولكن لن أقول انني لم آخذ فرصتي كاملة, ها قد حانت فرصة الآخرين”. بهذه الكلمات ذات المضامين الرفيعة رد الزعيم الماليزي المعروف د. محاضر محمد على الصحافيين الذين سألوه عن عشية تنحيه بطوع إرادته عن الحكم, بعد نحو اثتين وعشرين عاماً قضاها رئيساً منتخباً لوزراء بلاده. لم يكن محاضر يتصنع التواضع, وهو مدرك لحجم النجاحات والإنجازات الضخمة التي حققها لماليزيا حتى تبوأت مرتبة متقدمة بين اقتصادات الدول الكبرى, وأضحت نموذجاً يُشار له بالبنان إقليمياً ودولياً, ولكنها إشارة إلى مكونات شخصية القيادة الفذة التي تدرك أن لطموح البقاء في السلطة حدوداً حتى ولو كنت صاحب إنجازات خارقة. وأن الأمة أبقى من زعمائها مهما بلغ شأوهم, وأنها تستحق باستمرار أن تتاح أمامها الفرص لتجديد الدماء والأفكار والرؤى والقدرة على العطاء.
في نهاية رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” يورد الطيب صالح على لسان بطلها مصطفى سعيد وهو يوصي الراوي بطفليه قبل ان تبتلعه امواج النيل “جنبهما مشقة السفر ما استطعت” يريد بذلك ألا يعيدا إنتاج مأساته التي عاشها بعد سفره إلى مجاهل عالم الغرب.
ونصيحتي الأخيرة لقادة الحكم “جنبوا شعبكم مشقة التغيير ما استطعتم”, وهديتي إليكم الحديث النبوي الشريف”ولا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً”.
لو كان لدينا نظام سياسي ديقراطي حقيقي لدعونا لانتخابات مبكرة تفضي إلى ميلاد نظام حكم يتمتعه بمشروعية شعبية تمكنه من الخروح من عنق الزجاجة الحالية, وبما ان ذلك لا يمثل حلاً في ظل طبيعة الأوضاع الحالية المفتقرة لتقاليد ممارسة ديمقراطية حقيقية راشدة, فإن أسلم السبل لحل وطني شامل التوافق على وضع انتقالي جيد الترتيب حقيقي التمثيل يمهد لقيام نظام سياسي جيد يعبر بالبلاد إلى بر الأمان. فإن الأزمة في جوهرها سياسية قبل أن تكون اقتصادية, وما نخشاه على وطننا سيادة منطق “سيناريو الانتحار الجماعي”. , وليحفظ الله البلاد والعباد ويهيئ لها من أمرها رشداً.
عن صحيفة “إيلاف” السودانية
الأربعاء 27 يونيو 2012