الهوة القائمة والفعل المطلوب

كلام الناس
> نور الدين مدني
> الهوة القائمة والفعل المطلوب
> *نعترف بأن الحكومة استطاعت إفشال مظاهرة قوى التحالف التي كان من المقرر
> قيامها في ميدان أبو جنزير؛ للتعبير عن مساندتهم للثوار في تونس ومصر
> وليبيا…الخ، بعد أن سبقتها بالتصريحات المفخخة وأتبعتها عملياً
> بإجراءات أمنية مشددة في الشوارع عامة، وحول وفي ميدان أبو جنزير بصفة
> خاصة.
> *المدهش أن الذين كتبوا عن فشل المظاهرة من الموالين أنهم ادعو أنها كانت
> من أجل إسقاط النظام، وهم يعلمون كما تعلم الحكومة أن الذين يريدون إسقاط
> النظام لا يعلنون عن أنفسهم، ولا يأخذون إذناً من أحد- من زعيم أو حزب
> أو إيديولوجيا معينة- كما قال الشيخ الجليل راشد الغنوشي.
> *الأمر المدهش الآخر هو الحديث عن الزعامات السياسية بالأعمار وهم يلقون
> بكل أخطاء الماضي وسلبيات الممارسة السياسية والتنفيذية عليهم، وينسون
> أخطاء الحاضر التي لم يقم بها الشباب بالطبع، ونرى في كل هذا معارك في
> غير معترك، وليس من مصلحة الحكومة ولا المعارضة السير في اتجاه مثل هذه
> الحروب الكلامية التي لن تخدم للوطن والمواطنين قضية.
> *هناك مشاكل حقيقية تواجه البلاد وهي مشاكل معروفة وملموسة سياسياً
> واقتصادياً وأمنياً وعدلياً وتنموياً وثقافياً، بل إن سبل إصلاحها معروفة
> أيضاً، ولكن للأسف هناك من يريدون أن تستمر حالات الاستقطاب والخلافات
> مهما كانت آثارها المدمرة، فقط لحماية مصالحهم ومكتسباتهم الذاتية التي
> يظنون أنها ستكون بمنأى عن هذه الآثار المدمرة.
> *حتى الشباب الذين يكثرون الحديث عنه لا يكادون يولون غالبيته اهتماماً،
> ونتفق مع كل الذين يعولون على الشباب، ولكن للأسف شبابنا يعاني مادياً
> ومعنوياً، ونخشى عليه من الضياع والإحباط والانحراف والاختلالات النفسية
> والعصبية، ونرى أن تكثف الجهود عملياً للأخذ بيده.
> *إن الهوة القائمة بين الأجيال الآن تحتاج إلى مد جسور التواصل، وليس
> التكسب منها سياسياً بافتعال معارك في غير معترك، تشكك في كبارنا ورموزنا
> وتقلل من قيمة إنجازات الحركة الوطنية السودانية والتجارب السياسية التي
> ينبغي أن تدرس وتعاد قراءتها للاسترشاد بها في بناء مستقبل الوطن الذي
> تتهدده الجهوية والقبلية المسيسة والمسلحة.
> *على العقلاء في كل جانب أن يحزنوا لفشل قيام المظاهرة السلمية وأن
> يبحثوا في السبل التي تمكن المواطنين من التعبير عن مواقفهم السياسية
> بطريقة حضارية وأن يحزنوا أكثر لتنامي تيار المواجهة والحراك المسلح؛
> لأنه لا يهدد الحاضر فقط بل المستقبل كله.
> *على العقلاء أيضاً أن يعززوا تيار الحوار الجاد ليس فقط مع أحزاب
> المعارضة المعروفة، والحركات الدارفورية التي ما زلنا نطمح أن تتوحد
> كلمتها حول مطالبها المشروعة، وإنما حتى مع الذين اختاروا الانفصال من
> إخوتنا الجنوبيين بدلاً من أن ندفعهم دفعاً نحو القطيعة التامة بل العداء
> الذي ليس في حاجة إلى من يغذيه.
مافى تانى نرجع الى الخلف
هم لن يستمعو ابدا الى العقل
الخيار المتبقى امام الشعب هو المقاومه