ما بعد جوهانسبيرج: ما الموقف الذي يجب أن تتخده المعارضة السودانية تجاه حكام دول افريقيا ؟.

شهدت مدينة جوهانسبيرج بجنوب افريقيا في الفترة من 14 ? 15 يونيو 2015 أعمال الدورة الخامسة والعشرين للقمة الأفريقية، التي عقدت تحت عنوان (2015 عام تمكين المراة والتنمية نحو تحقيق اجندة العام 2015)، وهو نفس الشعار الذي أتخذته القمة الرابعة والعشرون والتي عقدت باديس ابابا في يناير 2015 علي مستوي وزراء الخارجية، وكان شعارها (عام تمكين المراة لتواكبه مع الاحتفال بالزكري الخامسة والعشريه للمراة الافريقية 2010 -2015). وبالرغم من أن شعار القمة هذة المرة ذو أبعاد أجتماعية يجعله جازباً (المراة والتنمية) ، الإ انه مثل غيره من الشعارات ذو الابعاد الاقتصادية والبيئية والثقافية التي لا يستغرق مناقشتها وقتاً طويلاً من روؤساء وقادة الدول الافريقية الحاضرين لهذة القمم ومن ثم تمريرها، وفي الغالب يتم تمريرها وإقرارها وفق المسودات المرفوعة من قبل المفوضية او ممثلين الدول الدائميين أو حتي اجتماعات وزراء الخارجية والمكتب التنفيذي للقمة عند كل دورة، وهنا لابد من الأشارة الي إنعدام فرص المجتمع المدني الأفريقي والنشطاء في وضع هذة الأستراتيجيات والخطط في مرحلة النمو والتكوين الاولي، فالقضايا السياسية والامنية التي لا يسمح للشعب مناقشتها وهي في اعلي درجات القداسة السلطانية وربما لا تكون في العادة شعار القمم الافريقية تكون في الغالب هي المسيطرة علي جدول الاعمال للقمم، ودائماً ما تفرض نفسها علي جدول الاعمال سواء كانت ملحة عاجلة برزت علي السطح قبل القمة ، او حتي تلك المستمرة والممتدة منذ زمن طويل ولاكتها الالسن لعدد من الجلسات، والتي عادتاً ما يتم تجاهلها عند اختيار شعار القمم الافريقية ? الامنية والسياسية – ، ويتم اختيار القضايا الاجتماعية لوضع شعار القمم الافريقية ليكون جاذباً.
تهربت سكرتارية الاتحاد الافريقي من اختيار شعاراً للقمة من اكثر القضايا السياسية ذو الطابع الانساني المستفحلة حالياً، مثل أزمة السودان وقوات الاتحاد الافريقي بدارفور والازمة الانسانية بجبال النوبة والنيل الازرق، وأزمة جنوب السودان منذ 2013 ومالي 2012 واللتان تجاوزتهما القمة الاخيرة بجوهانسبيرج، وظلت هذة القضايا اهم القضايا التي كانت اساسية في النقاش ونال النقاش فيها النصيب الاكبر من القضية الاساسية المستوحي منها شعار القمة (تمكين المراة والتنمية)، ويلاحظ ان القضايا الاربعة التي شكلت محور القمة الافريقية الاخيرة بجوهانسبيرج هي موقف القادة الافارقة من المحكمة الجنائية الدولية، والأزمة السياسية في بورندي، وأزمة الصحراء الغربية، وتكوين قوات الانتشار السريع الأفريقية، وكل هذة القضايا الاربعة السابقة مرتبطة بالصراع حول كرسي الحكم بين الروؤساء والخصوم السياسين للروؤساء الذي حضروا القمة والمعارضين لسياساتهم من المعارضة السياسية او المسلحة، والغريب أن الاوضاع الماساوية التي أفرزتها هذة الصراعات لا تحظي بالنقاش والاهمية والاشاره لها يكون عبر حائل كثيف من الوعود وتوضع كشعار فقط للقمم الافريقية، مثل وضع المراة والاطفال والبيئة والضرر الذي يصيب المجتمعات والبيئات المحلية.
فالرئيس البشير رئيس السودان قتل ملايين الاشخاص خلال فترة حكم مستمرة منذ العام 1989، وازمة بورندي السياسية خلفت في العام 2014 3.650 قتيل والصراع في الصحراء الغربية هجر مئات الالف، والقوات الافريقية المشتركة لمواجهة بوكو حرام بنجيريا خلفت اكثر من 6.000 قتيل و25.000 نازح يصمت الجميع عن معاناتهم، فجرائم القادة والروؤساء الافارقة لا تمثل شيئاً لتحظي بالاهتمام من سكرتارية المفوضية وجدول اعمال القمم الافريقية منذ تكوين الاتحاد الافريقي الي القمة الافريقية الاخيرة بجوهانسبيرج، والتي انتهت بفضيحة تهريب الرئيس السوداني من قبل المسئولين بالدولة المنظمة بالرغم من علمهم بخرقهم دستور دولتهم المستضيفة لاعمال القمة الافريقية، وهذا يؤكد أن الرئيس السوداني لم تستحوذ جرائمة في حق شعبه وماراتكبه من جرائم ضد الانسانية علي اهتمام الموظفين والسكرتارية والقادة والرزؤساء بالقمة الافريقية الاخيرة، بقدر الاهتمام بمناهضة مزكرة التوقيف الصادرة بحقه منذ العام 2009 لارتكابه جرائم بحق السودانيين، وصمتوا كذالك عن جرائم الرئيس الكيني أوهورو ونائبه وما إرتكبوه من جرائم بحق الأنسانية خلال انتخابات 2007 التي أدت الي مقتل اكثر 700 شخص وأخرين غير معلوم عددهم من جرائم الاختفاء القسري حتي اليوم.
فالقمة الافريقية الاخيرة التي ناقشت بقوة المواقيت الزمنية لقوات التدخل والانتشار السريع للأقاليم الافريقية الخمسة لتصبح جاهزة نهاية العام 2015 ولم تفلح فيها، ولم تحسم قضية بورندي أيضاً، وأججت من جديد أزمة الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر، هربت وبسرعة من مناقشة قضايا شعار الدورة المراة وحقوق الانسان والتنمية، الي مناهضة مزكرات التوقيف لجرائم الروؤساء والقادة، القادة الافارقة حريصون علي تكريس وتوفيق أوضاعهم في السلطة علي حساب الشعوب الافريقية وخداعهم بمحافل وهمية ، القادة الافارقة يحرصون علي حضور القمم ومناقشة كيفية الأبقاء علي حصاناتهم وممارسة الانتهاكات في حق شعوبهم، فنجاح القمم الافريقية في نظر القادة والروؤساء الافارقة دائماً يكون بالتاكيد وتكريس حصانة الروؤساء الافارقة علي حساب الشعوب دون الالتزام بدستور بلدانهم والاتفاقيات التي توقعها، ودون التطرق لتفعيل بعض أليات العدالة الافريقية لمحاسبة هولاء الذين يرتكبون الجرائم وينتهكون حقوق وحريات الشعوب، القادة الافارقة وروؤساء الدول الذين يحضرون هذة الجلسات هم الاحق بالمحالكمة علي جرائمهم بحق شعوبهم وعلي ممارستهم الخداع بشعارات زائفة للقمم فاشلة لا تنظر للقضايا التي تهم الشعوب ويرفضها الحكام والقادة المستبدون في أفريقيا.
[email][email protected][/email]
معارضة تتخذ مواقف ضد حكام افريقيا؟؟
والله يا اخي الفاضل سنهوري عشمك كبير بشكل،، في ناس المعارضة!!
هم يا اخي المعارضة غير افريقيا عندهم ملاذ؟؟
وحتي افريقيا ذاتها اغلب دولها مقفلاها عليهم،،، غير مصر قاعدين وين؟؟. ومصر ذاتها ما حرين فيها ومكتمنها عليهم والبرقع رأسو يطردوا ،،، والقاعدين فيها ديل كراع برة وكراع جوة،،،
هي أصلا معارضتنا قدرت تتخذ ولو موقف واحد من الحكومة ؟؟؟. كل مواقفها متخذه ضد المعارضة الشريفة الآخري اذا اعتبرنا المعارضة هي الأحزاب الديناصورية الثلاث ،،وعينك شافت كم توقيعات وكم لقاءات وكم تجمعات وتحالفات كلها المعارضة اتخذت ضدها مواقف،،،
تقولي تتخذ مواقف ضد حكام افريقيا؟؟