مقالات وآراء سياسية

إعلام (البستفة).!ا

حديث المدينة

إعلام (البستفة).!!

عثمان ميرغني

بالله عليكم تابعوني في هذه السطور التالية.. بقليل من الصبر وكثير من الفكر.. زارني قبل يومين.. المستشار الإعلامي في السفارة الهندية وهو دبلوماسي قادم لتوه لم ير السودان في حياته.. من بين ثنايا حديث كثير متصل.. ألقى بجملة عفوية لكنها محتشدة بالدلالات.. قال إنه ارتعب من فكرة أن يعمل في السودان عندما أخطروه بمقر عمله الجديد.. فالسودان في ذهنه كان صورة قاتمة تفيض بالخطر.. ولكنه عندما وصل الخرطوم وباشر عمله لعدة أسابيع.. دهش للفارق الكبير بين الصورة التي رسمها في خياله والحقيقة التي وجدها.. واختصر المشهد قائلاً.. (أنا هنا أكثر أماناً..). ملاحظة الدبلوماسي الهندي تصنف في خانة ( الصورة الإعلامية).. فهل تدرك الحكومة خطورة هذه (الصورة الإعلامية!!).. سأقدم لكم الدليل.. تابعت المؤتمر الصحفي للفريق أول صلاح قوش مستشار رئيس الجمهورية للأمن.. والذي يرد فيه على السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية.. حسناً (شوتة.. بشوتة) والبادئ أظلم.. لكن ألم تدرس الحكومة الجدوى الإعلامية من مثل هذا (التشاوت).. باقان أموم أخطأ في تصريحاته.. لكنه القادم لتوه من أتون النضال في الغابة وعمره (في الدولة) لا يزيد عن خمس سنوات.. لماذا تجاريه الحكومة بكل خبرتها الطويلة في الحكم وهي تعلم أن الموضوع كله سينسج صورة (قاتمة) للسودان في الخارج.. خاصة في مخيلة وأذهان المستثمرين ورجال الأعمال.. الذين ربما سولت لهم أنفسهم أنه بعد انتهاء حكاية وحدة وانفصال.. وبروز دولتين جديديتن أن السودان سيكون أكثر استقراراً.. فإذا بهم يواجهون تصريحات متحدية تقول للجنوب (أوقفوا البترول.. إن استطعتم..) و(سنضع القلم.. ونرفع البندقية).. سيقول الغرباء عنا ( ألم يشبع شعب السودان من البندقية بعد!!) مثل هذه (الرجالة) والـ(مطالعة) (المطالعة بالمعنى الذي كنا نردده صغاراً فنقول لمن يتحدانا “طالعني”).. تعكس صورة (إعلامية) هي ذات ما رسمت خيال الدبلوماسي قبل وصوله إلى السودان.. نحن الآن أمام واقع ما بعد الإنفصال.. نريد أن نغير صورة السودان في الخارج.. الصورة التي رسمتها حروب الجنوب ودارفور و(مطالعات) الساسة.. وتغاضبهم الذي لا ينتهي.. نريد رسم صورة وطن مستقر منفتح متعايش متسامح.. والخطاب الإعلامي الرسمي هو رأس الرمح في رسم هذه الصورة.. قبل عدة سنوات عاتبت أحد كبار أساتذتنا.. كاتب مشهور دخل في ملاسنة صحفية مع سياسي كبير معروف.. وصلت الملاسنة مرحلة شتائم وصف فيها أحدهم الآخر بأنه (يشبه القرد).. قلت له لماذا تشاتمه إلى هذه الدرجة.. رد عليَّ ضاحكاًً(إذا لم أرد عليه .. القراء سيقولون “بستفو”.. وبصراحة أنا خايف من “البستفة”). هل خافت الحكومة أن يقال.. إن الحركة (بستفتها).. فردت على (البستفة) بـ(بستفتة)!! هل هذا هو عمق خطابها الإعلامي.. لكن الضحية ستكون صورة السودان لأن عالم اليوم ليس مجرد قرية بل( حجرة) مضاءة بـ(لمبة) واحدة.. بصراحة الحكومة فاشلة إعلامياً وتمعن في الفشل.. لأنها تترك صناعة الإعلام للساسة.. لماذا لا تعطوا الخبز لخبازيه..

التيار

تعليق واحد

  1. ستظل هذه اللغة السوقية هى المسيطرة على الأنقاذيين ولن تفارقهم ابدا ابدا،لأن

    هذا هو منهجهم وفكرهم الأرهابى وتربيتهم النفسية التى طبعت أخلاقهم وهم صبية

    بالمدارس ،ومن شب على شئ شاب عليه ?لا فكاك منها ستلازمهم للنهاية

  2. تأكيد المدح بم يشبه الزم….انت تقول ان الامن مستتب ولكن الحكومة فشلت اعلاميا في تسويق هذه الفرضية هذا كلام عاري من الصحة..لان استتباب الامن ينعكس ايجابا علي المواطن وبالتالي يشعر بالاستقرار والذي بدوره يؤدي الي شعور المواطن بانه انسان كرمه الله من بين سائر مخلوقاته ..وهذا عكس ما نراه الان بالسودان(؟) (؟)

  3. انت ذاتك يا استاذ عثمان بكلامك ده قاعد تبستف فينا —-انا لا اقول ان ليس هناك امان لكن الامان شى نسبى —- ونسال الله ان يدينا نعمة الامان

    -هل فى امان اذا الواحد طلع وقام بمظاهرة؟
    -هل فى امان لبناتنا اذا مشو مظاهرات (البضمن شنو ما حيتحرشبيهوم ناس (الامن والامان) او يغتصبوهم؟
    -هل فى امان اذا مشت واحدة فى الشارع لابسة بنطال الو اى كان؟
    -هل السودان دا الخرطوم بس؟ هناك دارفور والجنوب الذى لم يصبح دولة براهو!
    – هل فى امان اذا ماشى فى الشارع واى واحد فى الشرطة او بتاع امن اتعرض ليك تقدر تقوليه شى ولا دايما بتكون حذر وتتوخاه عشان ماتقع فى مشكلة؟
    – و هل وهل —- الامان نسبى

    ام بالنسبة للاعلام فليس تلفزيون السودان هو وحده ينقل فهناك محطات كتيرة مابتنقل الخرطوم بلد الامان لكن بتمشى الاماكن الفيها التوترات. وللتاكيد ان لا يوجد الكثير ممن يشاهد الاعلام السودانى —–

    انت بس ماتبستفنا ورينا:
    – المقترح بتاعك بتاع تطوير ال عمل الحكومى وصل لشنو؟
    – الوالى عمل شنو للزول؟
    – هل انت مع التغيير فى السودان وما موقفك من الحاصل حولنا؟

  4. فى موضوع سابق علقنا وقلنا السودان آآآآمن جدا ، وليس ذلك بسبب بسط الحكومة للامن وتفانيها للحفاظ على امن المواطن وخدمته والعمل على راحته ، لكن لاننا اصلا شعب اصيل والامن والامان متجذر فينا ومولود معنا ولا نحتاج لحكومة ان تجتهد فى فرضه ويامننا الغريب قبل الصديق ، لكن هذا قدرنا كسودانيين إبتلانا الله بسياسيين هم سبب بلاوي السودان منذ إستقلاله وحتي الآن . وكأنهم فى مسابقة عن من يؤذي أكثر .

  5. احب اطمئنك ياعثمان بان حديث قوش لم يؤثر علي صورتنا!!! ليش لان لااحد يتابع شاشتنا الا القليل حتي في داخل البلد!!!!! فلاتقلق!!!!
    واصلوا كلام السفير والغفير ناتج من احداث دارفور وهو الذي سمع به ومايزال يتردد في الخارج!!!
    وانا كنت في دولة خلجية جائني احد الشباب المعين للعمل في سفارة دولتة بالسودان وزجته تنتحب بهستيرية ووالدته وقد طلب مني ان اطمئنهم رغم اجهاشه بالبكاء مع اهله!!وكنت في غاية الحرج !!والاستياء للصورة التي يحملها الناس لبلدي الذي كان قبلة للسام والاستقرار!!! فالصورة المرسومة تحتاج لعمل جاد ووقت كثير لتتغير فلن يغيرها اعلامنا المحلي في ظل الاوضاع الانسانية المتردية في الشرق والغرب!!! انما تتغير باحلال السلام في ربوع البلاد وحلحلة التوترات!!! اما البربقندا والاعلام الزائف فهو كمسح المساحيق علي قبح الواقع!!

  6. لماذا يا استاذ عثمان تريد ان تمسك العصا من الوسط دائما؟يستحيل ان تنال رضاء الشعب والحكومة في آن واحد….لا توجد منطقة وسطي …..انت في نظر الشعب واحد من الاسلاميين اس البلاء والعذاب….لن يضيرك شئ ان تسبح بحمد السلطة آناء الليل واطراف النهار فالشعب يدرك جيدا من تكون وكيف تفكر….

  7. يا هندسة – كيف السودان امن – والعاصمة فيها (50) تنظيم مسلح باعتراف النظام – واي استثمار تتحدث عنه بعد الانفصال – والشعب طحنه الغلاء – استحي على نفسك عندما تتحدث عن هندي عاش في اعرق دولة ديمقراطية في العالم الثالث واصبحت نووية – هل تعتقد هناك مغفل من يستثمر في دولة رئيسها مطالب للعدالة بسبب جرائم حرب وابادة لشعبه – اتق الله عندما تطالب الضحية بالكف عن الشكوى والبكاء فالذي يدافع عن المجرمين مجرم وانت بذلك تدخل في هذا الاطار حتى تثبت عكس ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..