أخبار السودان

بارك الله في من زار ..ولكن …!

مأسي الإنسان السوداني غير المنتمي لمنتفعي هذا النظام الحاكم ..أنها باتت مزدوجة مابين الداخل الطارد والمغامرة في الخروج الُمذل !
ربما لايدرك البعض أن هنالك الألاف من الأسر المتعففة التي تقطعت بها السبل في دول المهجر وضاقت أحوالها أن باتت تتكفف عيشها في ابسط مقوماته وتفاصيله لدى الجمعيات الخيرية و من أهل الخير و لا تألو الأندية الإجتماعية وأهل النخوة من بني جلدتنا الأفاضل في مجتمعات الإغتراب عن تقديم العون لتلك الأسر التي مات عائلها أو إنتهت خدماته أو هو بات عاجزا عن الحركة ..و لم تعد تعرف طريقاً للعودة الى الوطن الذي أصبح كل يوم ٍ يدفع بأبنائه وبناته من كل الفئات العُمرية الى خارج حدوده ولو الى جوف الموج و..بطون الحيتان .. أو إحتراقاً بالأسلاك المكهربة عند حدود إسرائيل ويا للعجب !
وأهل الحكم مهمومين بتجميع شعث الحركة الإسلامية لتحكم هي فقط بلاداً ولو أفرغت من كل شعبها .. إلا صفوتهم البدرية من أهل القبلة لدوام صلاتهم في إتجاه بيع هذا الوطن بعد ذهاب من يعتبرونهم غثاء السيل عنه!
الآن إتسعت بكل أسف ظاهرة تجارةتأشيرات الزيارة السياحية التي قد يحصل عليها أي إنسان رجلاً كان أو أمرأة . بمقابل معلوم ..والوجهة هي دول الخليج .. و أنا أتحدث عن دولة الإمارات العربية المتحدة تحديداً التي تتمتع بمقومات سياحية تجعلها تفتح صدرها للقادمين من كل حدب وصوب .. ولكن وفق ضوابط صارمة تقيد صلاحية مدة الزيارة التي لا تتيح لحاملها حق العمل بأجر أو بدون أجر بل هي غير قابلة لتتحول الى إذن عمل لمن وجد فرصة نادرة إلا بعد مغادرته بغرض الفصل بين غرض الزيارة وتلك الفرصة !
الناس في السودان يصورون لحامل هذا النوع من التاشيرات بأن مجرد أن وطأت قدماه أرض الدولة هنا فإن أبواب السعدقد فتحت على كل ِ مصاريعها أمامه أو أمامها .. ولكن الواقع المرير يظل هو ما يواجهه هؤلاء وهم قادمون دون زاد مالي يحفظ ماء وجههم فيسقطون في حفرة المحظور لاسيما حينما يغامرون بالطناش بعد إنتهاء صلاحية تلك التأشيرة التي تترتب عليها غرامات يومية لا فكاك عنها وفقاً لتلك الضوابط التي تنظم بقاء حامليها داخل الدولة ومغادرتهم في الموعد المحدد !
لا يمكن وصف حالات الالاف من الذين باتوا يهيمون على وجوههم الحائرة في كل إتجاهات الذلة ومد اليد بل وإرتياد ما جعل سمعة السودان تتراجع بصورة مخجلة خاصة إنحراف بناته من اللائي وظفن تلك الزيارات لأعمال يعف القلم عاجزا ًعن الشرح فيها وهن يوهمن أسرهن في الوطن عند العودة الظافرة بالحقائب والأجهزة أنهن يقمن بأعمال شريفة لتبرير ما يحملنه من الهدايا و النقود !
السفارات ليس في إستطاعتها تتبع كل هذا الزخم من الإنفلات ليس لضيق الإمكانات فحسب بل هي في الواقع مشغولة أكثر بجني الجبايات والرسوم المضاعفة..لذا فإنها لا تفكر اصلاً في إيجاد الآليات اللازمة لتدارك هذه الماسي التي طعنت في كبرياء إنساننا وجعلته في الخارج من أكثر الجاليات تنكيساً
لراس كنا نباهي بارتفاعه كل شعوب الدنيا !
سرني جداً أن قرات بالأمس مقالا لأحد الأخو المقيمين في أروبا طرح فيه تنويراً لطبيعة شروط وقوانين الهجرة هناك التي تختلف من دولة لاخرى .. لكن القاسم المشترك بينها أنها باتت أكثر صرامة وحرصاً على أن يكون المهاجر مستوفياً لشروطٍ بعينها يصبح دونها المغامر عرضة لمخاطر عويصة لا تحمد عقباها !
دول الخليج التي لطالما إحتضنت الوافدين على مدى عشرات سنوات نهضتها التي تكاد تكون إكتملت الآن بتولي ابنائها وبناتها للوظائف في شتى التخصصات بما في ذلك إرتيادهم العمل في القطاع الخاص بإلزام من الدولة في نسب تفرضها القوانيين على ذلك القطاع .. فهي لا زالت ترحب بالناس زواراً كانوا أو عاملين تبعاً للقوانين المنظمة لكل غرض بعينه .. وهي في سبيل تحصين ذاتها وحماية مجتمعاها لاأحد يلومها في كل خطوة تصون حدودها من التفلتات التي تنعكس عليها الكثير من التبعات الأمنية من جريمة وتسول وحتى الإرهاب الذي دخل على الخط في السنوات الأخيرة كسرطان يهدد بنيتها المستقرة .. وهي تقول لمن زار .. بارك الله فيك إن كنت ضيفا خفيفا .. ولكن لا تلمنا إن أنت أثقلت المقام بخرق قوانينا ..!
أما نحن من أهل الوجعة بنى السودان فنقول عند قرعنا لجرس الخطر ..أن السيل قد بلغ الزبا .. وننصح كل من يريد الخروج وهذا من حقه أنه لابد له أن يحسب خطواته قبل التحرك جيداً ومن ثم يتحسس جيبه ويتفحص شروط الزيارة في البلد الذي يقصده ولا ينبغي أن يكون الخروج في حد ذاته دون تحديد الأهداف والمرامي هو المبتغى الذي سيتحول سراباً يجعل الضياع المر داخل الوطن أحلى الخيارات الى أن يفرجها المولى بموت الأمير أو حتى موت الفقير أو موت البعير إن كان الموت أخف وطأة من إرتياد العيب في بلاد الغير.. أو الحياة دون كرامة في وطن باتت فيه الكرامة لغير الكيزان ترفاً دونه خرط القتاد !
أو إن كانت هنالك أسر لم تتمعن جيداً في خروج بناتها دون التقصي جيداً عن الأمر وتقليبه من كل جوانبه ..فالحال هنا يغني عن السؤال بعد أن باتت الجاليات تقف عاجزة عن فعل شي ملموس لتدارك ذلك الخطر الداهم وهي التي اثقلت كاهلها أحمال المعيشة و تبعاتها من تكاليف التعليم والصحة وخلافه فبات ما فيها يفيض عن طاقتها وكما يقول المثل فرأس غربتها أكبر من طاقية دخلها !
فيالها من معادلة صعبة بات يتأرجح فيها الإنسان السوداني بين معدم يفضل الموت غرقا في بحار المجهول .. وبين مترفين يسعى أبناؤهم الى الإرتماء في أحضان محارق داعش والغبراء .. و الترابي لا زال يفكر في إستحداث نظام جديد يسميه خالف تعرف .. وكأن العالم لم يتعرف بعد على عوراتنا التي سترناها بعروضنا في كل الأزمنة الى أن تكشفت في عهد المشروع الحضاري .. الذي دفع بالكرام الى الذلة في بلاد الآخرين و الحرائر الى إرتياد الرذيلة خارج حدود إذا أبتليتم …!
اللهم إني بلغت فاشهد ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .. وكل عام والجميع بخير ..!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اقتباس…………..؟
    فيالها من معادلة صعبة بات يتأرجح فيها الإنسان السوداني بين معدم يفضل الموت غرقا في بحار المجهول .. وبين مترفين يسعى أبناؤهم الى الإرتماء في أحضان محارق داعش والغبراء .. و الترابي لا زال يفكر في إستحداث نظام جديد يسميه خالف تعرف .. وكأن العالم لم يتعرف بعد على عوراتنا التي سترناها بعروضنا في كل الأزمنة الى أن تكشفت في عهد المشروع الحضاري .. الذي دفع بالكرام الى الذلة في بلاد الآخرين و الحرائر الى إرتياد الرذيلة خارج حدود إذا أبتليتم …!
    المشروع الحرامي الذى سرق السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..