بعد وصول الإخوان إلى قمة السلطة بمصر

مثيانق شريلو-جوبا

أثار صعود الإخوان المسلمين إلى قمة السلطة في مصر تساؤلات متزايدة في جنوب السودان, رغم أن الحكومة ترى في الأمر على المستوى الرسمي فعلا ديمقراطيا يخص الشعب المصري، إلا أن محللين يرون أن هنالك العديد من المؤشرات الغامضة التي قد تخيم على العلاقة بين البلدين, في ضوء النزاعات والخلافات المتجددة بين دول حوض النيل حول حصص المياه.

ويرى محللون أنه ينبغي على الحكومة الجديدة في القاهرة أن تنظر إلى جوبا باعتبارها الدولة المؤثرة التي رفضت التوقيع على اتفاق “عينتيبي” الداعي إلى إعادة تقسيم مياه النيل من جديد, الأمر الذي يضر بمصر، ومن ثم عليها أن تتعامل بخصوصية مع الدولة الوليدة.

وأعلنت جوبا ترحيبها بفوز محمد مرسي برئاسة مصر، وقالت على لسان الناطق الرسمي باسمها ووزير الإعلام برنابا مريال إنهم يرحبون بما أسفرت عنها الممارسة الديمقراطية في مصر.

وقال مريال للجزيرة نت إن حكومة الجنوب تراقب باهتمام شديد التطورات السياسية المحتملة إزاء فوز مرشح الإخوان بالرئاسة المصرية، ويأملون استمرار العلاقات بين الدولتين وتبادل كافة المصالح والمنافع.

وطيلة فترة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في السودان والتي سبقت الانفصال، كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان مرتبطة بعلاقات متميزة مع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث كانت تعتبر القاهرة محطتها الرئيسية لدول الشرق الأوسط, فضلا عن وساطة القاهرة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
وعقب التوقيع على اتفاقية السلام الشامل، سارعت القاهرة إلى تقديم العديد من المنح الدراسية للآلاف من المواطنين الجنوبين، فضلا عن عدة مشاريع تنموية في مجال التدريب وتنقية المياه والصحة أنجزتها في عدة مدن بجنوب السودان.

مخاوف الهيمنة
من جهته يرى زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان والقيادي بحزب الحركة الشعبية الحاكمة أتيم قرنق، أن من المهم لجوبا أن تتابع المتغيرات السياسية في مصر لأنها ترتبط بشكل مباشر باستقرار المنطقة، لا سيما دول حوض النيل. وطالب في حديثه للجزيرة نت الحزب الحاكم بالإسراع في تكوين لجان فنية لمتابعة تلك الأوضاع التي قال إنها ستلقي بظلالها على العلاقة مع جنوب السودان.

وأعرب قرنق عن تخوفه إزاء فوز مرسي بالرئاسة، وبيّن أن علاقة جوبا مع القاهرة ستعتمد على تبادل المنافع إذا ما انتهجت الحكومة المصرية الجديدة نهج الديمقراطية.

ويرى أن النظام الجديد في مصر ربما سيحاول الدخول في برامج المفاعلات النووية من أجل فرض هيمنة عسكرية على دول حوض النيل، بسبب اتفاق عينتيبي الخاص بتقسيم مياه النيل.

لكن الصحفي أتيم سايمون يرى أن مصر استطاعت المساهمة مبكرا في تنمية القدرات البشرية بجنوب السودان منذ فترات سابقة لقيام الدولة وبعدها.

ويقول سايمون للجزيرة نت إن الشارع العام في جوبا ينظر إلى حرص القاهرة على تقوية علاقاتها مع دولة جنوب السودان، نسبة لما يمكن أن تشكله من قوة ضاغطة إقليميا في قضية مياه النيل تحديدا، بعد إعلانها دولة مستقلة عن حكم الخرطوم “الذي تهيمن عليه سياسات نظام إسلاموي مستمدة من نفس المعين الأيدولوجي الذي أتى بمرسي إلى سدة الحكم في مصر”.

وهنا يتساءل سايمون عن العلاقات المستقبلية بين القاهرة وجوبا, قائلا إن الخطوات الرسمية بعد تسلم مرسي للسلطة تجاه جنوب السودان هي التي ستحدد المسارات.
المصدر:الجزيرة

تعليق واحد

  1. وايضاً لدينا أخوان مسلمين ،جماعة صادق عبد الماجد عندما قالوا .الدين بحر فنحن كيزان نغرف منة ،وقد تتلمزوا على يد حسن البنا ثم إنشق منهم جماعة الترابي ،وكونوا الجبهة الاسلامية،،لم يدرس الترابي في الجامعات الاسلامية ،وليس لدية خلفية إسلامية ولم يتتلمذ على يد اي شيخ كان -والغريب كل افراد المحفل الخماسي ليست لديهم خلفيات دينية ويحكمون باسم الاسلام–ومثلما يطلق الشعب السوداني على البنغالي -خواجة ،كذلك يطلق على الذنديق الترابي شيخاً ودكتوراَ -وعلي طة شيخاً

  2. الحركة الشعبية في الجنوب يجب أن تدرس إتجاهاتها السياسية جيداً وتعلم أن الثورة المصرية قامت ضد سياسة حسني مبارك والذي كان يبارك السياسات الصهيونية في المنطقة ولا يهتم بوحدة السودان وعلى الجنوبيين أن يعلموا أن صلاتهم بإسرائيل ليست في مصلحة دولتهم وعليهم تحسين علاقتهم مع المسلمين والدول الإسلامية والدول العربية والوضع الاقتصادي في أوروبا والغرب عموماً ليس كالسابق وما تعرض له الجنوبيين في إسرائيل خير درس لهم ومستقبل الجنوبيين في علاقتهم مع الشمال ومصر ولس في كسب عداوة الشمال ومصر والعرب والمسلمين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..