فستان العيد .. لا يكسو جسداً

* اجتهدت غالبية الجمعيات الخيرية والبيوتات الكبيرة والافراد الموسرين والخيرين في عالمنا الاسلامي ,والعربية جزاهم الله خيرا لتوزيع ملابس العيد للفقراء والاسر المتعففة لادخال الفرحة والسرور لنفوس الصغار .. ففستان العيد الملون والمزركش يعدل المزاج ويستنهض الفرحة من مكامنها لرونقه وجمال الوانه .. ونحن صغارا كنا نحتضنه ليلا ونتفاخر به بين رفيقاتنا والزائرين للمعايدة نهارا .. انه كفانوس علاء الدين الذي تنتظره الطفولة البريئة منذ الازمنة الباهية الجميلة حينما كانت البطون ممتلئة والبيوتات امنة والاوطان واسعة جامعة محتضنة لاهلها وناسها.
* يا ترى ماذا يفعل ” فستان العيد ” لاطفال الملاجيء ومشردي الاوطان الذين ناموا على أصوات الانفجارات وتكسرت حيطان منازلهم وادراج مقاعد درسهم وتمزقت كراساتهم .. هل ما زال فستان العيد يغطي الركب والارجل الحافية التي فقدت التوازن واختلت تحتها الارض ومن فقدوا الامومة الحانية ودفء الاهل والاوطان .. هل يعوض فستان العيد الايتام واطفال الشوارع والاوطان التي تبللت ارضها بالدماء وعطشت اجوافها من قلة تدفقات الماء السلسبيل في عروق ابنائها المشتتون في بقاع الدنيا .
* ” فراس حمدان ” صاحب أحد متاجر الملابس بقرية كفركنا في الجليل بالاراضي الفلسطينية المحتلة قدم دعوة مفتوحة عبر حسابه بالفيس بوك للايتام لاخذ كسوة العيد مجانا ودون ان ينشر في حسابه صورهم أو اسماء عائلاتهم .. جاء الايتام من بلدات مجاورة كالناصرة وطمرة وغيرها واخذوا الفساتين الملونة والمزركشة .. والكثيرون يفعلون مثله ويقدمون مبادرات لحفظ ماء وجه الفقراء والمساكين واصحاب الحاجات وبرغم ذلك فالفرحة بفساتين العيد تنكمش وتقصر مقاساتها التي كانت واسعة لان بيوتنا عارية واوطاننا مجروحة تنزف دماء حمراء فاقع لونها .
” فساتين العيد ” احتفظت بكرنشاتها والوانها الزاهية وموديلاتها المبتكرة وهي ما زالت تصل لاجساد الاطفال المنهكة الضامرعودها في الملاجيء والمشافي، في الازقة وتحت ظلال الاشجار وشمسها الحارقة .. لكنها ما عادت تسكن النفوس طويلا .. لان فرحتها عاجزة عن ان تستنهض الهمم وتحفظ الكرامة الانسانية لان البطون جائعة وحجارة الاوطان التي تكسرت في ظل اصوات المدافع التي تنطلق صباح مساء تحرق الاشجار وتلوث الهواء والماء السلسبيل وتجرد الصغار من فرحة العيد حتى ولو امسكوا بفستان العيد الملون بكلتا اياديهم الراجفة لان قلوبهم مجروحة واوطانهم مسلوبة أو مرهونة تحت دوي الرصاص والانفجارات القاتلة لاسرهم ولفرحتهم ..
عواطف عبد اللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
همسة : غدا سيأتي العيد ويلبس الصغار فساتين العيد ,وتنبت اشجار الياسمين والتين والزيتون .
البتكلم عنهم عندهم عذر شرعي ودولي …. المشكلة فستان الناس الما عندهم عذر شرعي ودولي والفستنان ما يغطي الركب