شاهدت فى الراكوبة المآسى المصورة من مناطق الحرب

شاهدت خلال الاسبوع الماضى فيلمين من مناطق الحرب فى السودان : الاول الفيلم الذى صورته قناة العربية منذ العام 2005 ولم يعرض منذ ذلك الزمان لاسباب غير مذكورة ولكن يمكن للانسان ان يتكهن بها بسهولة ، وهو عن فظائع الحرب على المدنيين ، وخصوصا النساء والاطفال ، فى دارفور . الثانى فيلم حديث نسبيا نشرته جريدة النيويورك تايمز عن نفس الفظائع التى تقع على نساء واطفال جبال النوبة .
الفيلم الاول عرض غارات طائرات الانتينوف ، واغتصاب النساء ، الواحدة مقابل عشرة من الاشاوس العرب والشماليين . قال مخرج الفيلم انه زار كل معسكرات اللاجئين فى دارفور ولم يجد فردا واحدا من القبائل العربية ! عرضت احدى النساء وهى تحمل طفلا ، أقرت هى وزوجها انه ابن أحد الجنجويد الذى اغتصبها . وتصوروا انها وزوجها قررا تربيته مع بقية الابناء .يتمسكون بالاخلاق التى زرعها فيهم الدين القويم بينما من فعل الفعلة الشنعاء يتصور انه على الحق الذى يدخل الجنة ، فهو من بنى اسرائيل “شعب الله المختار !”
أما الفيلم الثانى فكان أدهو وأمر: الكل يقذف بانتينوف وارد روسيا ، ربما بطياريها ، والمقذوفون كالعادة هم النساء والاطفال الذين لايستطيعون حيلة للهرب فيختبؤون فى الكهوف المليئة بثعابين الكوبرا. اختبأت أحدى الاسر هناك باطفالها الخمسة ، احترقوا جميعا من اثر القنابل ، واستطاع الطبيب الامريكى الوحيد الموجود فى المنطقة ،والذى يبدو من حديثه انه رجل دين “مسيحى ” ان ينقذ واحدا منهم بقليل الامكانيات التى لديه .
فى نهاية نفس الاسبوع جاءنى عدد من الاهل من الخليج ومن السودان .وكالعادة لم تخلو “الونسة” من السياسة .عبروا جميعا عن اندهاشهم لاستمرار هذا النظام ، الذى فصل الجنوب ، واستمر فى زيادة اوار الحرب فى دارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان تمهيدا لالحاقهما بالجنوب ، واجاع البشر ماعدا القلة السارقة المارقة من رحمة الله .. و..و
الحاجات الميلات الباقيات ! سألتهم : هل رأيتم فيلم العربية والتايمز المنشور على الراكوبة؟ قالوا جميعا :لا ! هل سمعتم بالذى حدث من حرب قبلية فى ريفى جنوب أمدرمان ؟ قالوا :اللهم لا ! وهكذا اسأل وهكذا استمرت الاجابات . فقلت : ياسادة اذن لم تستغربون استمرار وجود من فعل هذا باهلنا فى الداخل والخارج ؟!

عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]