مكي أبوقرجة .. وداعاً

ألملم الدمع العصي على البُكاء
لا النيل أرحم مما بنا
ولا الهجير يُبقي لنا الداء

أعرف النعي لا يجهل مقامك ، ولا أنت الصاحب الذي ينأى عن أحبته باختياره ، ولكن مولاك اختار رفقته ، ولسنا أمام سيد الاختيار نختار. بك انتعشت الدُنيا ، وبوجودك بيننا رفرف العُمر من حولنا ، وما لقيناك بالأحضان بعد توهمِ إلا كنتَ كعهدنا بكَ سباق الخُطى ، شوقك يسبق العينين الضاحكتين ، وتوزع في مجلسنا الفرح ، فبئرك الغني بالأمواه لا ينضب .

لا الحُزن فارقنا إلا حين استبشرنا بك بيننا ، أطللت علينا ,خاب كل مُخاتلٌ ألا نلتقي . وكنت همزة الروح إلى الوثوب . ما تركت أحضاننا إلا وبسمتك تُعطر . هذا الزمان صار كئيباً بدونك ، وبيداء كدحنا تعلفُ من مواضي أيامنا معك . كل الدنيا تدور من حولك ، وبرفقتك نطمئن أن العيون تكتحل وتعلق بشَغاف القلوب . ليس لمُحياك من طيب يفوح فوق ما وهبتنا ، خلال عُمرك القصير بيننا . كالبرق حللت بيننا وتركت هاماتنا تشرئب بأن لنا سندٌ من التاريخ حلّ جليساً بيننا نتسامر .

طبل المعارك يرن في أذاننا عندما نلقاك ، فيك الماضي خط في رسم البطولات مَحياك . رفع أجدادك السيف لمنال البطولة ، وجئت ببطولة قلمك التاريخ إلى قبضة يدك . كنتَ الأول وكنت الآخر ، فالصيف في غيابك زمهريرا ، والليل لا يصبح وأنتَ غيابُ .

وإنك نجم ووسادة الليل خيمة
وما ودعنا الحُلم الجميل غيمة

اللهم أرزقه طيبات ما ادخرت لأحبائك ، فما شهد بيننا شاهد إلا بذكرك احتفى وبصورتك في ذهن المحبة لا تترك مكان إلا وَسَمته . وعطر اللهم قبره وسيرته ومنتهى مآله ، فقد كان من الطبيبين والذاكرين إياك والحالمين بالقلوب الراضية بحكمك ، ومشيئتك .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا لله وانا اليه راجعون. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وان يوسع له في مرقده وان ينزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن اولائك رفيقاً وان يلهم اهله وذويه واصدقاءه وجمهور المثقفين الصبر وحسن العزاء،………. وانا لفراقك يا مكي لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي الله.

  2. انا لله وانا اليه راجعون. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وان يوسع له في مرقده وان ينزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن اولائك رفيقاً وان يلهم اهله وذويه واصدقاءه وجمهور المثقفين الصبر وحسن العزاء،………. وانا لفراقك يا مكي لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي الله.

  3. انا لله و انا اليه راجعون
    رحم الله مكى ابو قرجة فقد عرفته صحفياً بجريدة الاتحاد الإماراتية و ما زلت احتفظ بقصاصة من الصحيفة عمرها عدة عقود عن الكوة حسناء النيل الأبيض و ذلك لعلاقة وطيدة للمرحوم مع ابن الكوة الشاعر عبد الله شابو الذى عندما يغيب عن لقاء المجموعة لأيام يقول لهم نادانى هوى الكوة
    الذاكرة تحتفظ للمرحوم ليلة اعلان ميلاد كتابه التوثيقى عن اليهودية فى السودان بدار الجالية السودانية بمدينة ابو ظبى و الذى كان كرنفالاً ثقافياً و كان ذلك آخر عهدى به
    له الرحمة و لآله الصبر و حسن العزاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..