قصة قصيرة (بت ….الدانقا )!!!

في المدينة الساحلية وفي واحد من اقدم احيائها تهاجن الناس بالجوار والعمل وما عرفوا لصداع الهوية من سبيل الي ذواتهم المبنية علي التسامح وحب الحياة الذي اجبرهم علي هذه الهجره من موطنهم الاصلي قبائل وافخاذ واعراق جاءوا وما عرفوا لتلك الاشياء من غوائل مارسوا حياتهم بالفه ومحبة كانت الطابع الاساسي لربط الحياة بمنهج عز نظيره وتداخلوا عبر البيوت الخشبية تلك التي ما سترت صوت ولا همس ولا جنس وكانت العفه والقيم هي الستر الاكبر من رقراق الخشب وكانت بيوتا صفيرة متلاصقه بمحبة كانوا اكثرهم عمالا في الميناء والمخازن والمحالج وسكه حديد مع بوادر وظائف لا تفرق كثيرا الا في الهيئة بين العمال والموظفين هذه الجيرة صارت اهل ونسب فان الخشب صمد ضد الرطوبة مع قلة في التكلفة الا انه كان موصلا جيدا للصلات بين الجيران افضل من اي هاتف مما اغني الجيران عن النفاجات مما جعل التواصل اكثر حميمية ودفء واحيانا التفاهمات خاصة بين النساء تتم بنقرات اقرب الي صوت نقرات التلغرافات القديمة بمكاتب البريد مما جعل البيوت وكانها مفتوحة علي بعض او في حوش واحد لذلك لا حاجة للنساء للاجتماع للانس فهم لا يفصل بينهم فاصل الا هذا السلوفان الخشبي والذي به احيانا عيون خشبية تفضح كل شئ من الجانب الاخر لكنهم جميعا في حياء القرية كانت مدينة شابة للتو والحين من ربق القرية بهدوء وتهاجن بديع بين قيم القرية ومدينة ساحلية ناهضة بنهود حسناء شبقه نحو التمدن وبين كل البيوت كانت اربعة منازل متلاصقة خلف خلاف تاطرت العلاقه بينهما بشكل اكثر حميمية ربما من اثر انهما قادمين من بقاع نيلية واحده تكاد تكون متلاصقة وبينها ارحام وصلات سابقه اولها بيت (امني ) زوجة الخليفة الامام امراة رغم طولها الفارع وسمرتها الكاكاوية الا نها هادئه جدا وتدعي كثيرا انها لا تسمع كناية عن انها لا تحب سماع النميمة والقطيعه وان بيتها قبلة ومضيوف ولا يخلو من حركه مطلقا رغم ضيقه الا ان الناس تحملها القلوب والنفوس الطيبة وجارها مباشرة الاعزب (ود سالم ) رجل سبعيني احدب قصير نظيف نظافة منقطعة النظير ليس له حس غير (نحنحة ) تدل علي انه حي وبداخل منزله والي ذلك له صوت اجش مخيف يؤدب اطفال الشوارع كلها بجلدته المعهودة اما الجيرة من الناحية العكسية منزل (بت دوشي ) المراة التي صوتها يسمع الشارع من اوله لاخره ولا تصمت وكانها اذاعة وعندها كل الاخبار وتوزعها من منزلها بصوره فكه (معاها توم وشمار ) لو كانت في هذا الزمان لاطلقوا عليها (اذاعة شمارات ) بل احيانا تترجم احاديث الاطفال لاهلهم الكبار من منزلها كما حدث ذات يوم في بيت (امني ) اذ كان الحفيد المريض ياكل احدي الوجبات مع تناول الدواء وبقربه والدته اذ دخل خاله (عبده ) وهو قادم لاهثا من ميدان الكرة فخطف كامل الوجبه وادخلها في فمه فما كان من اخته الا ان (كبست) شقيقها وتعاركا عراكا عنيفا حتي خنقته علي الارض واخرجت كامل الوجبه من فمه لدرجة انطفا الفانوس الوحيد اذ كانت المنازل لا تعرفها الكهرباء يومها ولما دخل الجد من الصلاة وجد البيت مظلما فتساءل فما كان من الحفيد الا ان قال بكلام غير مفهوم ( الولا ابت اكتلو كتلو الرون ) فظل الجد محتار يكرر قلت شنو يا ولدي وظل الحفيد يكرر كذلك حتي هبت (بت دوشي ) من خلال الخشب قائلة (يا خليفة يقولك الولد يعني عبده واختو اتكتلو كتلوا النور ) ومرة اخري وفي نفس ايام مرض الحفيد عاد عبده من تمرين الكره وبرجليه تراب التمرين كانه شرابات كاكي سكه حديد او الجيش ورقد جنب الحفيد فبكي الحفيد قائلا( ياعبداه ودي ركعيك ماكوشه ) وظل يبكي والجميع حياري لا يستطيعون فهم ما يريد حتي هبت (بت جوشي ) دون استئذان عبر الخشب قائلة (سجمي الشافع يقول لخاله يا عبده انت وسخان ودي كرعيك الكوشه ) !!! اما البيت الرابع منزل (مريم الدباويه ) امراه ربعه في القوام كزوجها (ابوعلي ) لكنها امراة وجيهه لونها اصفر فاقع يسر الناظرين واعتناء بنفسها حتي وان انقطع عنها الارب فهي مجيهه طول اليوم الحناء والدخان لا تفارقها وابتسامتها الساحرة المضيئة اكثر ما يشغل الناس اضافة الي خفة دم وصوت يستمتع الشارع كله بشقفشاتها الضاحكه بغنج مثير لم يخدش لها جانب وهي صاحبة مزاج عال في شرب (المريسة والدكاي ) وكانت لها علاقه غريبة الاطوار وبريئة بصورة مثيرة للدهشه مع شقيق الخليفة زوج (امني ) وابنه الصبي بشير وكان هذا ما يحير (بت الدوشي )التي اعجزها سبر اغواره حتي حانت فرصة ذات مره حيث سافر الحليفة وزجته وترك ولديه (عبده وبشير ) وعمهما بالمنزل وذات نهار في صيف غائظ اتفق العم (ود الشيخ ) ومريم وبشير واتوا بشراب من الاندايات القريبه مع (وقه لحمه ) وبدا مجلس انسهم وبت رائحة الشية تكرفها (بت دوشي) التي ظلت طيلة النهار تحاول معرفة شئ دون جدوي وتقول في نفسها (يا يمه الراجل المصيبة دا الليلة كااتلو كتله اشم في الريحه بس لا حركه ولا نفس ياربي المعاهو منو ) وظلت تحاول بشتي الوسائل عبر الفاصل الخشبي دون جدوي في حين بشير اكثر ما كان يخاف الا من حضور شقيقه عبده الذي يشبه لحد كبير (بت دوشي) لذلك كان بشير في كل مرة يمشي الي الباب ويكفي الاحذية جريا علي العادة القديمة ويقول :ـ
يا سيدي الحسن
اقيف علي طولك
واتحزم لا شطورك
بديك حق طيور
عبده يتوه في بحورك !!!
ومعناها الا ياتي حتي لا يفتضح امرهم !!! واكثر ما يغيظ (بت دوشي )انها انها لا تري غير بشير يحوم وتقول (يا يمه غير بشير والريحه ما لاقي شي الراجل الشقي ان كان ما قاعد يصلي ويقيم الليل وسبحتو طول النهار في يدو كان سوي العجايب …كر كا في البلا من دي حاله ) وها هو بشير يعود للباب للمزيد من كفي الاحذية :ـ
يا جدودي الكمل
الماكم همل
يا يابدول ساتي
عبده اخوي ما ياتي
يشيل حسنا وتفضح حالتي
ويار بي تعمي وتتطرش (بت دوشي ) خالتي
وهكذا هذا المسلسل مستمر و(بت دوشي )تزوزي في بيتها زي القينقرد والنار مولعه فيها والجماعه اخر مزاج وبعد الشية سلقوا العطام واكلوا الفته واخفوا كل الاثار من عبدة وبت الدوشي التي ظلت طيلة هذه الفترة مهرولة بين الساتر الخشبي بين البيتين وبين باب بيتها (تنتاوق ) علها تصطاد مريم علها تستجلي شيئا يشفي غليلها حتي ظفرت اخيرا بضحكات مريم قادمة من الناحية العكسية فهرولت نحو بابها وما انفتحته حتي وجدت مريم امام منزلها تهم بالدخول وهي تقول (يا مريم الراجل المصيبة دا الليلة كاتلو كتلة بس لا حس لا خبر غير بشير يزوزي ما في حركه دا حين ما عندك خبرو ) فترد مريم المبسوطه بضحطه معطرة بالعلكه من امام بابها (بر يا يمه يا كافي البلا دا شنو… اليشوفو ماسكه السبحه تقول يروب الموية ) وتقاطعها (بت دوشي ) قائلة (نان انتي كنت وين جاي من فوق كدي ) وترد مريم بخفتها المعهوده وكل اعضاء جسمها تتكلم (كنت عند بت الدانقا الغرباوية المسكينة وديتلها لقمة كسرة ونطفت بيتها ونطففتها باقي لي ليا يومين ما مشيت عليها ان شاء الله تبقي طريقنا للجنة يا كريم ) وهي تدخل بيتها قائلة في نفسها (شيشك ياكتاب وتضرب كتفها الشمال ) كناية عن تنبيه ملك السيئات ما يكتب عليها كذبه كفاية عليها ذنبها الخاص قائلة مع نفسها ( من الله علي بت الدانقا قاعدي في امان ربها هجمنا فيها شيشك يا كتاب )!!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جميل والله سياحة زمانية ومكانية مرتبطة بالاعمار اكثر من ال 35 سنة فقط وما دون ذلك من الصعب جدا فهمهم لبراءة ماضي الريف السوداني الجميل في نظر كثير من الناس ولكن راي الخاص .
    ان الزمن الجميل تلك هي كان عباطة وخبل وسكون عقول زوينا في تلك الفترة كان لا يفكرون يطلقون كل الامر للشيخ او الامام فقط ويسبموا بما يقرره للامام الذي يحف جزء عم فقط دون فهم معانيه او للشيخ الذي يكبرهم سنا او الذي الت اليه المشيخة بالوراثة , في حين ان تلك الفترة التي انتعشت فيها المجتمعات في التجارة والصناعة ونحن مستمتعين بما تجود به لنا الطبيعة بطريقة بدائة جداحتى ابسط نظم الثقافة الغذائية لم يعرفوه اي انهم لم يتمكنوا من الخروج علي مشتقات انبثاقات محصزل الدخن او الماريق .
    اعتقد ان الزمن الحالي مقارنة العهد البائد الان اجسن في كل النواحي مع وضع الاعتبار لذيادة الكثافة السكانة وحداثة الاساليب الا ان الحسنات من نفس الموارد القديمة صلاة وصوم وعمل الخير , الذنوب ايضا من نفس الموارد القيمة ايضا بس موارد الحسنات وذادت شوية وحصل لها بعض التحسينات .
    لكن يبدو اننا بهذا التواضع قد وصلنا الي قمتنا المكتوب علينا ولا يمكن لنا ان نسيروا مستقيمين !!!!!!!ولا يمكن لنا ان نقفو هنا !!!!!!!!
    اذ نحن في تقهقر الي الوراء ولكن يبدو انها للوراء ولكن في اتجاه اخر …..
    الشكر لك نتمني ان يكون اناس كما انت تذكرونا بالماضي المظلم التي شكلتنا هكذا

  2. 1. هذه قصه اخري في منتهي الروعة من القاص المبدع سيف الخواجة! يظهر الكاتب هنا (ومرة بعد اخري) تمكنه المدهش _ لحد العبقرية _ من فن كتابة القصة القصيرة، وتملكة المقتدر _ الساهل الممتنع _ من كل مكونات انتاجها كفن مكتمل: من مواضيع انسانية بضة،
    وشخوص متعددة مدهشة وثلاثية الابعاد، وحوار يقطر مصداقية من كل كلمة، وصدق في رسم الزمان والمكان واللسان والتقاليد والتراث، اضافة الي اسلوب سرد مميز بديع.

    2. تصويبات
    صفيرة = صغيرة؛ بينهما = بينها؛ انهما = انهم؛ بت جوشي = بت دوشي؛ الرابع منزل = الرابع فكان منزل؛ واعتناء = وذات اعتناء؛ بشقفشاتها = بقفشاتها؛ اغواره = اغوارها؛ الحليفة وزجته = الخليفة وزوجته؛ الا من حضور = هو حضور؛ انفتحته = ان فتحته؛ مع نفسها = لنفسها
    3. شكرا سيف الخواجة

    And keep up the good work

  3. القصة هايفه و سوقيه و لا تحمل اى معنى … اضافة ان حبكتها هزيله و تفتقد للترابط الزمنى والمكانى … شخوصها فارغى المحتوى …. عموما القصة مقبوله لانها شبة الراكوبه. تمنيت لو اهتم الكاتب بالكورة بتاعتو

  4. جميل والله سياحة زمانية ومكانية مرتبطة بالاعمار اكثر من ال 35 سنة فقط وما دون ذلك من الصعب جدا فهمهم لبراءة ماضي الريف السوداني الجميل في نظر كثير من الناس ولكن راي الخاص .
    ان الزمن الجميل تلك هي كان عباطة وخبل وسكون عقول زوينا في تلك الفترة كان لا يفكرون يطلقون كل الامر للشيخ او الامام فقط ويسبموا بما يقرره للامام الذي يحف جزء عم فقط دون فهم معانيه او للشيخ الذي يكبرهم سنا او الذي الت اليه المشيخة بالوراثة , في حين ان تلك الفترة التي انتعشت فيها المجتمعات في التجارة والصناعة ونحن مستمتعين بما تجود به لنا الطبيعة بطريقة بدائة جداحتى ابسط نظم الثقافة الغذائية لم يعرفوه اي انهم لم يتمكنوا من الخروج علي مشتقات انبثاقات محصزل الدخن او الماريق .
    اعتقد ان الزمن الحالي مقارنة العهد البائد الان اجسن في كل النواحي مع وضع الاعتبار لذيادة الكثافة السكانة وحداثة الاساليب الا ان الحسنات من نفس الموارد القديمة صلاة وصوم وعمل الخير , الذنوب ايضا من نفس الموارد القيمة ايضا بس موارد الحسنات وذادت شوية وحصل لها بعض التحسينات .
    لكن يبدو اننا بهذا التواضع قد وصلنا الي قمتنا المكتوب علينا ولا يمكن لنا ان نسيروا مستقيمين !!!!!!!ولا يمكن لنا ان نقفو هنا !!!!!!!!
    اذ نحن في تقهقر الي الوراء ولكن يبدو انها للوراء ولكن في اتجاه اخر …..
    الشكر لك نتمني ان يكون اناس كما انت تذكرونا بالماضي المظلم التي شكلتنا هكذا

  5. 1. هذه قصه اخري في منتهي الروعة من القاص المبدع سيف الخواجة! يظهر الكاتب هنا (ومرة بعد اخري) تمكنه المدهش _ لحد العبقرية _ من فن كتابة القصة القصيرة، وتملكة المقتدر _ الساهل الممتنع _ من كل مكونات انتاجها كفن مكتمل: من مواضيع انسانية بضة،
    وشخوص متعددة مدهشة وثلاثية الابعاد، وحوار يقطر مصداقية من كل كلمة، وصدق في رسم الزمان والمكان واللسان والتقاليد والتراث، اضافة الي اسلوب سرد مميز بديع.

    2. تصويبات
    صفيرة = صغيرة؛ بينهما = بينها؛ انهما = انهم؛ بت جوشي = بت دوشي؛ الرابع منزل = الرابع فكان منزل؛ واعتناء = وذات اعتناء؛ بشقفشاتها = بقفشاتها؛ اغواره = اغوارها؛ الحليفة وزجته = الخليفة وزوجته؛ الا من حضور = هو حضور؛ انفتحته = ان فتحته؛ مع نفسها = لنفسها
    3. شكرا سيف الخواجة

    And keep up the good work

  6. القصة هايفه و سوقيه و لا تحمل اى معنى … اضافة ان حبكتها هزيله و تفتقد للترابط الزمنى والمكانى … شخوصها فارغى المحتوى …. عموما القصة مقبوله لانها شبة الراكوبه. تمنيت لو اهتم الكاتب بالكورة بتاعتو

  7. العزيز سيف الدين لك الود . رأيت اسمك وسارعت بالدخول . قرأت القصة واردت ان اسجل اعجابي ولكن وجدت اسمي في مداخلة سخيفة . لماذا البعض علي هذا القدر من اللؤم . لك تحياتي واعجابي .

  8. العزيز سيف الدين لك الود . رأيت اسمك وسارعت بالدخول . قرأت القصة واردت ان اسجل اعجابي ولكن وجدت اسمي في مداخلة سخيفة . لماذا البعض علي هذا القدر من اللؤم . لك تحياتي واعجابي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..