قصة قصيرة ( البلاويت …الناس البلا )!!!

لحن الحياة اينما عزف فالانسان اولي به حبا في العطاء والتبادل الايجابي وجني الفوائد من الاسفار والاختلاط وسبر اغوار المجهول وارتياده لكشفه واحد من عذابات الانسان المجنحة بالاشواق لفض بكارة المجهول لاسكتناه باطنه خيرا وبركه وكانت هجرات اهل الشمال لكل انحاء البلاد لكسب العيش وتعمير الارض مصنعا لنسيج المجتمع لقماشة تتقوي بذلك ضد عاديات الزمن من الانسان ضد اخيه الانسان وضد طوارق الليل والنهار فكانت الرحلات باتجاه الشرق كثيفة ومشوقه للمدينة الساحلية التي فتحت ذراعيها ببهج مريح لاناس ما عرفوا هناءة العيش الا في العمل والعمل المضني حتي اذا ارتاحوا هنيهه عرفوا معني الراحة والسعادة وطعم الحياة حيث وصلت الي هناك سكه وبدات الميناء تتشراب كنهود حسناء مارقه للتو والحين من عنفوان المراهقه متطلعة لشبق الحياة محتضنة لكل قادم فهي تعطي البحر ما بالداخل ويعطيها من انفاسة العطرة ما بالخارج لذلك كله سكان المواني في كل الدنيا حالة استثنائية في كل شئ وهكذا دخلوها من مدخل واحد وغزوا احشائها بخبراتهم وعاداتهم وجدهم وهزلهم وعيهم وسكرهم سهرهم ونومهم عرقهم ونظافتهم اطعموها مما اكلوا واكلوا مما عندها فكانو عمالا في تركيب الكرينات وفي كلات المخازن (العتالة ) وفي دريسة سكه حديد ، شيدوا هناقر المخازن عرفوا الورديات وتقسيم العمل ، كانوا ايضا موظفين في بداية السلم الوظيفي امناء مخازن وفورمات في الكرينات وسواقين لها واستولوا علي سكه حديد عمالا وقطرجية وعطشقية ومحولجية وتجدهم في المحالج عمالا وموظفين ودخلوا تجار جمله وقطاعي ومسكوا القهاوي لعبوا الضمنه والورق عرفوا السجاير ومستجدات الخمور وكان اهل الشرق ينظرون اليهم وما رابتهم ريبه اولا الا بعد ان توطن وصار الوافدون رؤساء بفكرهم ومكرهم وحيلهم وربما بظرفهم وهذا طبيعي للموروث الحضاري المتنوع الثر بين نهد النيل وفخذ الجرف فعرفوا معني العشق للحياة لم يتركوا مهنه الا وكان لهم فيها نصيب ها هو ابكر ود احمد يحوم في الاحياء القديمة تجارته البليلة وهو يغني بصوت عذب و شجي سحر كل الاحياء حتي خشب البيوت كان يطقطق طربا وهو ينشد :ـ
البليلة ام ملحا نضيف
حبه لوبي وحبه عيش ريف
اليشوفك يحرن يقيف
يا حلاتك في الشلاليف
وها هو ابو صلاح ابتكر بيع الخضار بين الاحياء جوالا بحماره منشدا بصوته العذب :ـ
الخدار وا ناري أنا الخدار
الخدار احلي من النضار
الخدار يا ناس الخدار
شايلنو فوق الحمار
وجاكم جنب الدار
وها هو كودي استقل ازمة المياة واشتري حمارا وصار يوزع الماء من كشك المياة الحكومي حيث لم يكن امداد الماء بالمواسير قد دخل المنازل وتلك الاحياء وهو حل نحتاجه حتي في الوقت الراهن حيث صارت الماء سلعة باهظة التكاليف من ذلك السرف الالهي المنبعث من بطون الجبال الذي لا يعرف له احد منبع وكودي هذا رغم صرامته في عمله الذي احتكره الا ان الناس اكتشفوا ظرفه في ختان انجاله واقام الاحتفالات لمدة ثلاثه ايام ابهج الحي القديم كله ولكن بعض الخبثاء احتجوا علي الازعاج لدي الشرطه فما كان الا ان ذهب وجاء بتصريح للاحتفالات لمدة اسبوعين وظل ينتهي من عمله باكرا ثم ياتي ويدك الدلاليك ويرقص هو زوجته في الشارع طول النهار ثم بعد الغداء الي منتصف الليل مما جعل الشارع والحي القديم يعيش احلي ايام من الفكاهه وكانه مسرح علي الهواء !!! حتي قال احدهم :ـ
الله انا من كودي
فرحان ينطط زي الكودي !!!
شبعان واقف تدي
المويه نساها لايجيب لا يودي
وها هم يدخلون شيلات غنائية في كلات العتالة علي طريقة موسم الحصاد في مسقطهم الاصلي بنشيد شجي ينسيهم الارهاق وينشط من عزائمهم :ـ
الله يا ناس الله
ما لينا غير الله
يلا شيلو الصلا
للرسول الصلا
واخرين هناك ينشدون:ـ
هيلا هيلا
يلا شدو الحيلا
للحلوه الجميلة
شوقنا لي مقيلا
واخرين ينشدون في المحالج :ـ
يا بت الحاج
وين الحاج
الشوق هاج
الله يجيب الحاج
كل هذا بتسيق عجيب وغريب كانهم في كورال مرتب بموسيقار ماهر يعزف لحن الحياة بمهاره عز نظيرها !!!
وهاهم العتالة في المخازن يمارسون مقالبهم ترويحا لانفسهم في سينما من غير فلوس ها هم يقومون بمقلب مع عبيد التلب العتالي الذي تزوج مرتين ولم ينجب حيث انشد عروسته الاولي الجميلة (عشوشة )حين اتي بها للحي القديم :ـ
عشوشه المو كشوشه
عشوشه التمر مال حوشه
عشوشة بالريحه مرشوشه
شفتك قلبي دقا وجاتني روشه
لكنه طلقها لعدم الانجاب ناس يقولوا ما قدر عليها واحدين في المخازن قالوا (جملوا ما قاعد ياكل الخدار ) كناية عن العجز وربما لجمالها الباهر جدا ثم اقترن بالخدار واحده من اجمل النساء في الرقص الشعبي وغني لها :ـ
الخدار الله يا الخدار
من شوفتك قلبي طار
الله من خلاني معاك
في قمرة في القطار
لكنه طلقها قائلا (ديل حلوات وجمالن مسحور ما بلدن ) فارتبط بروضة من قريه اخري لكنه ما كان ملما باحوال النساء جيدا لبعض غشامه وعلم ناس كلته ان المره حامله وهو زول( اكله) ارادوا ان يجعلوه يدفع ولا ياكل وتشاوروا مع زعيم المقالب مهدي قائلين يا مهدي عبد الجن أكال اكل الجن دا حين نوقفوا كيفن والله بالحاله معاهو الا نرز فدبر لهم المقلب التالي ، حين علم مرتو حامله حيث سالوه :ـ
الجماعة :ـ دا حين المره مو حاملي
عبيد :ـ والله قاعد تتوحم
الجماعة :ـ ابت شنو في الاكل
عبيد :ـ والله داير تجنني اي حاجة فيها بصل او ريحتو او لحم المهم جنها وجن الزفاره !!!
الجماعة :ـ نان يا شقي في البكر دايما الراجل يتوحم مع مرتو عشان الجنا يمرق ويعيش نوع من السبر !!!
عبيد :ـ نان آكل شنو !
الجماعة :ـ تاكل زي المرا ما تاكل يعني تتوحم معاها عديل كدي !!!
وفعلا صدق عبيد وظل ياكل زي ما تاكل مرتو حتي جاء يوم لصلاة المغرب في الزاوية وبعد الصلاة دخل مع الجماعة بيت الخليفة الامام ودور شراب الشاي باللبن وعندما وقف الحفيد بالصينية امام عبيد فاذا به يرفض قائلا بشرب سادة فما كان من الخليفة الا ان ساله ملاحظا في هذا الاثناء ان مهدي وابو القاسم من كلته دخلا الي الصاله :ـ
الخليفة :ـ يا ولد مالك تشرب سادة
عبيد :ـ والله يا خالي باقي المرا الجديدة حامل !!!
الخليفة :ـ مبروك يا ولدي الله يتمو علي خير !!!
عبيد :ـ الله يبارك فيك يا خالي !!!
الخليفة :ـ يا ولد جيب الشاي الحليب لي عبيد !!!
عبيد :ـ لا لا لا يا خالي بشرب سادة !!!
الخليفة :ـ ليشن
عبيد :ـ باقي قاعد اتوحم مع المرا !!!
الخليفة :ـ تتوحم مع المرا ليشن !!!
عبيد :ـ الجماعة قالو سبر !!!
الخليفة :ـ قاعد تاكل شنو
عبيد :ـ اي حاجة فيها زفاره ولا لبن ما دخلت خشمي لي دورين !!!
الخليفة :ـ يا مهدي يا ابو القاسم الله لا كسبكم دايرين تكتلو جنا الناس عيشتو في ضراعو بالله انتو ناس ود عمكم تسوو فيهو كدي انتو جنون ولا ناس…. الجنا داير يروح فيها …غير ضراعو ما عندو شئ …وسبر يخمكم يا كره والله من يوم الليلي اسمعكم سويتو زي دا ما تشوفو مني طيب ولا تدخلو البيت دا تاني (وهم يضحكو بي جوه الكتله الليلة العب فضحنا فضيحة ..زول غشيم ما عندو ستره )!!!
الخليفة :ـ يا عبيد اشرب واكل زي ما داير ما تسمع كلام المطاميس ديل والله الا يسقطوا حجرك واي حاجة تسمعا منهم تجيني نامن مرتك ربنا يحلها بالسلامه !!!
وهكذا عطرت الحياة النيلية بداوة اهل المدينة الساحلية فتانسوا بدهشه معهم وبدت بينهم علاقات غاية في اللطف والظرف زادت من وهج تماسك الحياة وتبادل الخبرات والعادات بتناسق بديع اكد سرمية الحياة وبدا السكان الاصليين يسربون بمزاح ساخر معهود فيهم وذكاء عريض مثل الصحراء وطول الجبال بايحاء مضحك انهم وافدون عليهم وانهم سيكون سبب المصائب والبلا ولكن كل هذا كان يتم باريحية تكللها الضحكات ولم يحدث ما يعكر صفوهم الا في لحظات ضغط العمل حين يضغط الرؤساء علي العمال الاصليين لمزيد من تجويد العمال مؤكدين لهم انها تنفيذ اوامر الرؤساء الكبار من الخواجات !!!
يوما وفي موسم مزدحم بالعمل بالذات كان موسم قطن رهيب سكه حديد تنقل اللواري تنقل الشاحنات علي قلتا شغاله تش الواحد ما يصدق حتي والخريف نازل هبطرش القطن يوصل من كردفان وجبال النوبه باللواري الاوستن والبدفورد …وانظر الان رغم تمدد الطرق ماذا ياتي من هناك غير النازحين واحزان الحرب انها محنة النخب … مما جعل المحالج تدور من الساعة خمسة ونصف صباحا الي خمسة ونص عصر وما ملحقين عمك حسن مصطفي يحلف يقول والله الخمسة اوقات في المحلج تقول حق ابوي ولا دايرين يورثوني فيهو لكين حاجة ممتعه صوت المكنات بقت لينا زي الموسيقي كمان القروش وارا ور وفي هذه الزحمة وفي شفاطة المحلج كان يوما عصيبا مزدحما لدرجة فظيعه ومندوبا شركة ايفانز (مهدي وختوم ) واقفين علي رجل كلب فوق العمال كوراك شديد (يلا يا ادروب فرفروا ….فرفروا ….فرفروا ) وهي تعني تهيئة تفكيك تلبك كتل القطن حتي ينساب في خراطيم الشفاطات بسهوله ويسر وطبعا رغم الكمامات القماشية العطسي واقع نسبة للغبار والنفو والايريات شغاله ترسل شوالات القطن لساحة الشفاطه وما تسمع غير صوت الشفاطه كانه شخير اللواري الوحلانه في رمال اب ضلوع قبل امدرمان واصوات العطسي وكوراك مهدي وختوم فوق الادروبات مما جعلهم يتراطنون فيما بينهم قرب ساعة الغداء دون ان يدركوا ان (مهدي وختوم ) يجيدون لغتهم كانها لغتهم الام وكانهم يطبقون الحكمة ( من علم لغة قوم امن شرهم ) وكان معني ما قالوه (متي يموت كل هؤلاء البلاويت ومتي يرحلوا عنا ويرجعوا هؤلاء البلاويت اي البلا الجانا ) فما كان من مهدي وختوم مع جرس الغداء ان قالا لكل الكله (يا ادروبات اليوم الغداء علينا في المطعم داخل المحلج لانو ما في زمن تمشو بره او البيوت اليوم الزمن نص ساعة والنص التاني نعتبرو عمل اضافي ) فابتسموا راطنين (البلاويت جنو ولا شنو ) !!!
وبطريقة ذكية جلس مهدي وختوم علي طاولة واحده مع من رطنوا ضدهم بهدوء شديد وبدأ الاكل مع نكات وضحك تهدئة لتعب هؤلاء ونفوسهم واستمر ذلك حتي في شراب حتي قال مهدي (يا ادروب ليه تتمنو موتنا او نفوت من هنا ) فما كان منهم الا فغروا فاه الدهشة قائلين ( انتو بنفسكم كلام بتاعنا تفهمو والله بلاويت كتير وكبير ) فضحكا مهدي وختوم مما يعني الايجاب ثم اردف ختوم بصوره فكهه وهم في طريقهم للعمل راجلين قائلا (طبعا نحنا كلنا بنمشي ما عندنا مشكلة بس اي حاجه سويناها هنا يا بنشيلا معانا او نكسرا او مثلا نرمي الكرينات في البحر ونكسر الرصيف ونهدم المخازن والمحالج ونسوق اولادنا الدكاترة والممرضين والمهندسين معانا وكل موظفين الشركات والحكومة والتجار الجملة والقطاعي ونهدم بيوتنا ونشحن خشبا في القطر لي بلدنا ونقلع كل خطوط سكه حديد الداخلية وفي اخر قطر راجع بينا نكسر المحطة نجيب اولادنا عمال الدريسة يقلعو القطبان الرئيسية يختوها في القطر ويمشومعانا اها رايكم شنو !!! وكانوا قد وصلوا صالة الشفاطه فرد الادروبات وهم يضحكوا بسخريتهم المعهوده ( والله جيتو بلاويت وتمشو بلاويت كبير ) يعني جيتكم بلا ومشيكم بلا اكبر ثم اردفوا بسخرية ( انتو بنفسكم تمشو نموت عديل كدا ) فكان الرد (يلا فرفروا ….فرروا ) فكان احد الادروبات وهو يضحك ويقول ( نفرفروا نفرفروا عشان بنفسنا نحيا ونفرفر!!!)وصارت كلمة بلاويت واحدة من احلي خيوط سخرية المجتمع وتماسكه لانس الحياة ولكن هذا المجتمع المتهاجن المتعاطن بالحياة ادرك ان البلاويت عليهم هم نخبة هذه البلاد وتلك حسرة ما بعدها حسرة كانهم يقولو (قبضنا الريح في ولادنا ) !!!
[email][email protected][/email]
احبابنا اهل الشمال اينما حلو عمرو وهاش هاشوك ايتانينا اكوبام
والحاجات الدايرين تشيلوها معاكم دى جبتوها من الشمالية , ما لقيتوها موجودة مع الادروبات ديل , عشتو بالاستغلال لجميع اقاليم السودان لان منطقتكم ما فيها حاجة وناشفة
بالله عليكم اقرأوا هذه الألفاظ واحكموا انتم … // المجنحة بالاشواق لفض بكارة المجهول// كنهود حسناء مارقه للتو // عنفوان المراهقه متطلعة لشبق الحياة محتضنة // دخلوها من مدخل واحد وغزوا احشائها// وسكرهم سهرهم // والورق عرفوا السجاير ومستجدات الخمور// المتنوع الثر بين نهد النيل وفخذ الجرف فعرفوا معني العشق للحياة//
اما سخافة الموضوع وركاكة الأسلوب وضعف اللغة فدع جانبا
كسائر قصص سيف الخواجة القصيره فهذه القصة غنية تنضح موهبة وادبا شيق المحتوي والشكل السردي، الا انها تحتاج الي التنقيح لتنافس رائعات الكاتب نفسه مثل “الرواسي” او “السكاكة” مثلا. هنا بعض الاقتراحات:
1.【لحن الحياة اينما عزف فالانسان اولي به حبا في العطاء والتبادل الايجابي وجني الفوائد من الاسفار والاختلاط وسبر اغوار المجهول وارتياده لكشفه واحد من عذابات الانسان المجنحة بالاشواق لفض بكارة المجهول لاسكتناه باطنه خيرا وبركه و】
الفقرة اعلاه لا داعي لها. وتؤخر بدء السرد.
2. 【وهو حل نحتاجه حتي في الوقت الراهن حيث صارت الماء سلعة باهظة التكاليف من ذلك السرف الالهي المنبعث من بطون الجبال الذي لا يعرف له احد منبع】
【…وانظر الان رغم تمدد الطرق ماذا ياتي من هناك غير النازحين واحزان الحرب انها محنة النخب … 】
الفقرتان اعلاه، ايضا، تضعفان القصة لانهما تندرجان تحت بند الصحافة لا الادب، ويبدوا انهما كتبتا بلسان حال الحاضر لا بلسان الراوي عن الحال قبل 60 سنة او يزيد.
3. 【لكنه طلقها لعدم الانجاب ناس يقولوا ما قدر عليها واحدين في المخازن قالوا (جملوا ما قاعد ياكل الخدار ) كناية عن العجز وربما لجمالها الباهر جدا ثم اقترن بالخدار واحده من اجمل النساء في الرقص الشعبي وغني لها :ـ】
هذه الفقرة مربكة بغض الشي!ظني انه حدث خلط في ترتيبها، وانها يجب ان تكون كما يلي (والله اعلم):
لكنه طلقها لعدم الانجاب. ثم اقترن بالخدار واحده من اجمل النساء في الرقص الشعبي ( وطلقها هي الاخري؛ناس يقولوا ما قدر عليها! واحدين في المخازن قالوا (جملوا ما قاعد ياكل الخدار ) كناية عن العجز وربما لجمالها الباهر جدا) وغني لها :ـ
4.شكرا سيف الخواجة
And keep up the good work
انت زول بليد ساكت البلويت جوا بعراريقهم ونظفوا واشتغلوا وسرقوا وارتشوا من الميناء شكلك زول جاهل وعايش في وهمة انوا الناس تخقد علينا اصحى بريش نظفوا نفوسكم وظنكم واحمدو الله والله لو قعدت في الشماليه هسا كان تكون راكب حماره
نشيل خشبنا ووو واولادنا الدكاترة والمهندسين !!!!! ؟ ما فضل الا تشيلوا معاكم البحر
العقلية (( الشمالأوسطية )) بائنة وواضحة من ( القصة ) !!! كذلك (( الأنا )) والنظرة للغير بمنظار :- ((( أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا ))) !!!!!! ولعمري لو كان ذلك كذلك لعمّروا أرضهم هم !!! ولماذا تركوا أرضهم قاعاً صفصفا وعمّروا أرض الآخرين ؟؟؟؟؟؟؟ ويأتي بعد كل هذا ويقول بعقليته المتحجرة الإقصائية : ( سنأخذ معنا كل ما عملناه ) !!!!! وكأنه قد عمله من مال أبيه !!!!! ونسي هذا الأبله المتحذلق الفارغ أن شماله ووسطه لم يعمل فيه شيئاً وإلا كان حقاً ( للإنجليز ) أن يأخذوا معهم (( مشروع الجزيرة والسكة حديد والكباري وأيضاً القصر الجمهوري )) !!!!!!! وما بال ما أخذوه هم من القطن ؟؟؟ وما بال ما أخذه هؤلاء ؟؟؟ .
يا خواجة ؟ ويا خواجات أرحلوا ( تصحبكم اللعنات ) وخذوا أشيائكم – ولكن قبل ذلك أرجعوا لنا ما أخذتموه !!! .
يا خواجة : ما هكذا تورد الإبل – ولو كنت أديباً حقاً ! لكتبت عن ما يجمع الناس وليس عن ما يفرقهم .
سيف ، تحية لريشتك، و هي ترسم صورا مغموسة بحب تلافيف أرضنا، رباها و نهودها و سهلها. ثم تستنطف حكاوينا الشعبية، و الدوبيت، و السماع المجاني في شوارع
احياء بلادي التى كانت.
و لكن،،
لا أظن أن هذه قصة قصيرة، بالمعنى الذي نعرفه عن القص، و إنما ذلك شيء آخر!!
هو نوع من الحكي، المغموس في نثر، يعالج و يتفاعل مع همومنا اليومية.
القصة القصيرة تركز على شيء واحد، يركز القاص فيه تركيزا مهولا، حتى إذا فرغ القارئ من مطالعة القصة، عرف، حتى لو لم يكن من أهل ذلك الفن، ما هو الموضوع الاساسي، و حتى لو لم يعرف، فانه يحس بذلك الشيء الذي يسميه منظري القصة القصيرة وحدة الأثر: و هو الانطباع الذي يجده القاريء بعد الفراغ من القصة.
فكاتب القصة لا يمكن أن يتقافذ، و لا أن يطيل، و لا أن يسهب، و إنما يمضى مباشرة، في أقل كلمات ممكنة إلى غرضه من الكتابة.
ذلك كان فيما يخص الموضوع، الذي يعالجه الكاتب.
أما فيما يخص اللغة، فهي جميلة جدا، فأنا تأسرني لغتك، و لكن ينقصك مراجعة القصة بعد كتابتها، تنقيحها و تمحيصها. و هناك شيء مهم جدا أيضا يعاب على شكل اللغة، وهو أن الجمل و الفقرات، ممطوطة و طويلة، و خالية من الوقفات، و التقطيعات، و الشولات، و علامات التعبير؟؟ و التعجب!!! مما يجعلها كسبك محطوط، ليس فيه شواهد الانفعال التي تجعل الحكاية تتنفس، و تميس، و تتنهد.
تلك المقعدات اللفظية، و الموقفات، بمثابة بناء فني، عندما تخلو من شكل اللغة، فكأنما خلت البيوت من أبوابها و المشاعر من رطوبتها، و كأنما خرج رجل من الحمام إلى الشارع ، حاملا جردل الماء ليدلقه في الشارع، ثم تأخذه سرحة، فإذا به يعود داخلا، مرة أخرى، و الوعاء في يده، مملوءا كما كان.