سرقة التأريخ

يا ترى من الذى يطلق الأسماء على الشوارع في ولاية الخرطوم؟ فجأة نفسك تكرر اسماً ما على طريق تستخدمه كل يوم وأنت لا تعرف سر تسمية هذا الطريق ومن هو هذا الشخص الذي أطلق اسمه على هذا الطريق.

مثلا أنا أعبر كل يوم شارع النيل أم درمان هذا الطريق الحيوي والذي أحدث نقلة كبيرة في اتجاه فك الاختناقات المرورية في هذه المدينة المزدحمة فتصادفني لافتة مكتوب عليها (شارع السبسي) وأظل أتساءل من هذا السبسي الذي اشتهر هذا الطريق باسمه وأنا هنا أعتذر مسبقاً لحقيقة جهلي بمعرفة هذا الشخص؟ هل هو طبيب شهير أم أنه أديب وكاتب نحرير أم هو ضابط في الجيش بذل روحه ودمه من أجل الوطن ثم ما هي الجهة التي أطلقت هذا الاسم على هذا الطريق؟ هل هي جهة رسمية أم أهليه؟ أم هي أسرة السبسي ذات نفسها؟

في أم بدة طريق داخلي مشجر كله وبشكل أنيق ويطلق على هذا الطريق اسم شارع الفيل ويقال إن الفيل هذا هو صول في الشرطة أشرف على تشجير هذا الطريق والله أعلم.

في منطقة الرياض يمتد شارع أوماك الشهير ، والأصل لهذا الاسم أن عمنا عثمان محمد خير كان قد أطلقه على سوبرماركت معروف كان يمتلكه قبل ثلاثين عاماً في هذا الطريق فطغت الشهرة وتدفقت لتغمر كل الشارع فأصبح اسمه كله شارع أوماك.

ولعمنا عثمان قصة مظلمة طويلة ومؤسفة وقعت عليه سنعود إليها بالتفصيل ذات يوم.

هنالك طرق تتعرض لمحاولة تغيير أسمائها بصورة رسمية بغرض إطلاق اسم أحد الشخصيات العامة تكريماً لها مثل شارع الستين الذي تمت إعادة تسميته ليكون شارع بشير النفيدي ولا يزال البعض يتمسك بالاسم القديم.

المؤرخ المعروف العقيد معاش محجوب برير محمد نور ذكر يوم أمس في جلسة خاصة أن شارع البلدية في وسط الخرطوم اسمه الحقيقي شارع عبد الله الفاضل الذي كان نجم نجوم مجتمع الخرطوم في الأربعينات والخمسينات وهو والد السياسي المعروف مبارك المهدي وذكر محجوب برير أن تسمية البلدية جاءت نسبة لوجود كشك تابع لبلدية الخرطوم كان يقع في أول هذا الشارع وغيرته مايو في إطار محو آثار الحزبية.

استوقفني أكثر أن الخرطوم كلها لا تطلق رسمياً على أحد شوارعها اسم الإمام المهدى مؤسس السودان الحديث وصانع استقلاله الأول ، وحتى الشارع القصير والميت الذى يقال انه يسمى شارع الإمام المهدي مكتوب عليه في اللافتات الرسمية شارع الطابية ويقال إن جهة ما انتزعت اسم الخليفه عبد الله من الشارع الأكبر في أم درمان وأصبحت تسميه شارع الوادي.

عملية تسمية الشوارع ليست بالعملية البسيطة والسهلة ويجب ألا تخضع للأمزجة أو حسابات الاختلاف السياسي بل يجب أن تكون عملية موقعة تستوعب ملامح ورموز التاريخ بأوزانها المعتبرة وتستوعب الرموز الاجتماعيه والأدبية الفنية.

الصيحة

تعليق واحد

  1. كلام صح ومليان اويد بشدة وربنا يوفقكم وركابوتنا دي احسن لينا من اي مكان الله بس يكفينا شر البرد والمطر :)

  2. أتدرى ياشيخ حسن اين تكمن المشكله .. انها تكمن فى شارع الانقاذ الذى ركبه الشعب
    السودانى مجبرا والشعب ينادى سير .. سير .. يا كشير .. حتى وصل الى مفترق الطرق
    السؤال الذى يتبادر الى الذهن من هو الذى يجرؤ على أقتلاع لافتة هذا الشارع ..!!

  3. خلاصة المقال والمفهوم هو اعتراضك علي عدم تسمية الشوارع ب اسماء القادة المهديين ومحاولة مسحها من الذاكرة م عدا النفيدي ولا ادري هل هو حزب امة اقول ليك كما علمتنا الحياة كل التاريخ يبدا من اي حكم عسكري نميري حاول ان يبدا تاريخ السودان من 25 مايو 69البشير حاول ويحاول منذ 30 يونيو حتي اللحظة اقول دائما الاسماء الشعبية وليدة اللحظة والمكان والزمان هي التي تحفظ وصادقة وتخرج من الداخل ام الرسمية غير نابعة من العمق مهما بهرتها ب البهارات وتبلتها وقفلتها تخرج ماسخة علي الدولة ان تسمي شوارعها ب السنة البسطاء وليس ب لسان الكسارين وهو زبد او زبده تسيحها الشمس

  4. والله عجسي أمر السودان مين اللي بيقرر تسمية الشواع و الأماكن فيهو ليس في العاصمة فحسب إنما في كل السودان تصوروا ?مافي مكان أو شارع مسمي علي أسم السلطان الشهيد على دينار بينما أسم الزبير وعلي عبد الفتاح وغيرهم في أي ركن .ليه موش عارف ولولا علي دينار هل كان يمكن ان تكون دارفور نفسها موجودة مثلا؟؟ اسم زى الخليفة التعايشى لا يوجد له أي تخليد في أي ركن من دارفور ولا في السودان الا الميدان والذي صار يتجاذبه مع اسم اخر اليوم. بصراحة يزعجني اسم محمد نجيب وجمال عبد الناصر لانهم بيمثلوا تخليد لرموز استعمرت السودن شانها شان غوردون باشا وويتجيت باشا. بقدرة قادر نجح ربائبهم في تسمية أطول شارع بالخرطوم باسم أحدهما أما ناصر فلا حرج حتي جامعة الجزيرة العزيزة بدأت ياسم كلية طب ناصر وقاعدة ناصر (وادى سيدنا ) الجوية وإمتداد ناصر ومدرسة جمال عبد الناصر الثانوية…لماذا نحتقر أنفسنا بإحتقار رموزنا بهذا الشكل؟؟؟؟؟؟؟ وخلي الباقين في عصر ما بعد الحداثة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..