مقالات سياسية

المهدى يرفع الحرج عن المعارضة السودانية بتكوينه جسم جديد

عبدالحافظ سعد الطيب

قال مصطفى حجازى (يقولون إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكنه يُقَفِّى.. وأنا أُصدقهم!
ويقولون أيضاً إننا لا نستطيع أن نرى من مستقبلنا إلا بقدر المدى الذى نستطيع أن نراه من ماضينا.. وهذا ما أعتقده جازماً!
أن نرى الماضى هو أن نقرأه تاريخاً فيه فلسفة حدوثه.. وأن نرى المستقبل هو أن نشرع فى صناعته من الآن.. وهذا ما لا أعرف غيره ولا أنتوى غيره! وأعرف أيضاً أن بغير ذلك لا يعدو التعامل مع الماضى أكثر من كونه ثرثرة باسم سرد الأخبار أو التغنى بالأمجاد.. ويكون التعامل مع المستقبل ادعاء تمنٍ وكذب بالعواطف وأحلام يقظة تدين أصحابها أكثر منها تلهمهم أو تحفزهم.)

وقلنا ان السيد الصادق المهدى أحدى مصدات الثورة السودانية يرفع الحرج عن قوى المعارضة السودانية بتكوينه جسم معارض جديد منفردا شبيه باحزاب الموالاة التى ليس من مصلحتها تغير النظام لماذا لأنها فقط نخب سلطوية حزبية فككت من قبل السلطة لأضعاف احزابها الأم ,السيد الصادق كل يوم يؤكد للجميع يؤكد خوفه وهلعة من التغير القادم ويعمل على عدم حدوثه وهنا يلتقى مع سلطة الأخوان المسلمون والنخب السلطوية فى الاتحادى الديمقراطى الخوف من فقدان سلطتهم التاريخية سياسية اقتصادية وحتى الدينية على مستوى البيوتات
من الضرورة تتبع معاناة الشعب السودانى لنكون داخلها فاعلين فيها وليس مجرد ناقلى اخبار
لازالت الحرب اكبر كارثة تحصد ارواح ابناء الشعب السودانى واصبحت مناطقها معتقل وسجن كبير جنوب كردفان دارفور النيل الأزرق وجبال النوبة ومحاولات نشر القبلنه التى ظهرت فى جنوب امدرمان الان ومناطق الشمالية

ولازالت الحاجة للمساعدات الإنسانيه قائمة مصير شعوب هذه المناطق فى معتقل فقر وتفقير كبير ومعسكرات
بل معتقلات نازحين بها فظائع يشيب لها الراس ولازال السيد الصادق المهدى يهددنا بكارثة الدواعش وقبلها الصوملة من قبل الحركة الأسلامية صاحبة التفكير الأسلاعروبى التى يتحالف معه تاريخيا لازال السيد الصادق المهدى يغازل نخب التفكير العرواسلامى بالتهديد ممايسمية خطر اليسار فى مايطرحة من العلمانية والأفريقانية وان ذاكرة الشعوب ليس مثقوبة وتتذكر انه اى السيد الصادق هو اول من قام بتسليح القبائل العربية وهو اول من كان ينشر فى القبلنه منذ حواره مع اول نائب جنوبى برلمانى بوث ديو (البلد دى بلد عربية ولغتا عربية الدايرنا حبابة ) لازالت ذاكرتنا عالق بها الحوار الذى اجرته اركامانى فى طرابلس مع السيد الصادق المهدى فى 1984 وورد فيه على لسانة ولن ننزعة من سياقة سنعتبر الباقين اهل ازمة اى الأفارقة العنصر الأفريقى السودانى الأصيل الذى كان يشكل تهديد له بأعتبارهم مجرد كم برلمانى ضده جملة وتفصيلا فكان يسعى سرا وعلنا لفصله

السيد الصادق المهدى قلنا للمتتبعين تاريخه السياسى انه واحد من مصدات الثورة السودانية منذ الأستقلال حتى هذه اللحظة التى يرفع فيها الحرج عن قوى التحالف الوطنى باعلانه تكوين جسم معارض جديد يترأسة تحت تسمية قوى المستقبل تقبل الحوار مع السلطة
الان السيد الصادق المهدى رفع الحرج عن تفكير النخب المستريحة داخل قوى التحالف التى تتحدث أن السيد له قاعده جماهيرية لايمكن تخطية ولاإغصائة عن قوى المعارضة لااتحدث هنا عن قاعدته التاريخية التى دخل ابنائها امدرمان واطلقوا قذيفة على قبة المهدى وكانت بمثابة رساله تاكد له وللمحللين الكثير جدا عن المتغيرات فى التركيبة السكانية تاكد له الكثير فى المتغيرات السياسية تاكد له الكثير عن المتغيرات فى الأنتماء

لماذا فى رأيكم يصر المهدى فى مسالة الحوارمع هذه السلطة التى رفضتها جماهير الشعب السودانى فى آخر استفتاء السلطة الفاسدة التى افسدت كل مناحى الحياة وتلتف عن الواجب الأساسى الملح وهو قضية وهو وقف الحرب والمساعدات الأنسانية فى مناطق الأزمات وقضية تجاهل الغلاء المتسارع فى الصعود
(طماطم وويكة وعدس وسكر ذرة بصل زيت ولحم ، والماء الصالح للشرب وفاتورتة المسبقة الدفع ولتحصيلها دمجت مع تحصيل الكهرباء رغم الأشارة وتوعية الجماهير بضرورة تغير شبكات المياه فى المناطق القديمة وهى شبكات مواسير الأسبستوس وهى مؤكدة من قبل هيئات الصحة العالمية بانها مواد مسرطنة أزمة الدواء والفجوة الدوائية التى ستؤدى فى الايام القليلة القادمة الى كارثة تضاف الى الكوارث الاخرى

ازمات المتأثرين من السدود والخزانات مشاكل الأراضى الزراعية مشاكل مسارات الرعى الأستثمارات التى تؤدى الى دمار الثروات الأقتصادية دون ان يستفيد منها اهالى المناطق
المفاوضات السرية والمدفوعة من قبل الخارج وقطر الوسيط المشبوه لدفع اموال التفكيك وزرع الجواسيس فيها لهذه الأغراض واهداف التصفية والأضعاف، للحركات المسلحة هى مزايدات لتهدئة المناطق المشتعلة لتسهيل حركة المال الطفيلى وامتصاص مزيدا مما تبقى من خيرات هذه المناطق فى إعتقادى الحركات المسلحة تعلمت بتكلفة باهظة جداً من هذه العلاقة الثنائية التفكيكية التى لاتخدم مصالح جماهيرها بل العكس من ذلك مزيدا من الحروب والقتل

تكتيك هذه العصابة لأنها اثبتت لنفسها اولاً انها ليس حزب سياسى له ايدولجية وتفكير معروف واثبتت لغالبية جماهير الشعب السودانى انها ابعد مايكون لكريم اخلاقها بل وقلبت ظهر المجن لكوادرها ومن قبل لزعيمها لانها اختلفت فقط فى تقسيم المال الذى تعثر تدفقة كما فى السابق واخيرا فصلت الجنوب الافريقى المسيحى والذى يشكل كتلة برلمانية ضد مصالحهم

ولتحريك هذا التدفق وتحفيز الراسمال الطفيلى العالمى والأسلامى للدخول مرة اخرى لابد من الأستقرار النسبى والهدوء وأخفاء آثار الحروب كيف يتم ذلك لابد من استمرار التكتيك السابق ابعاد وتخويف التحالف الوطنى الذى استستسلم لذلك بعدم التصاقة بالجماهير فى احتجاجتهم المطلبية من تدمير مستشفياتهم العامة والغلاء المتصاعد اليومى فى كل الأشياء ومخاطبة القبلنه والانفصال فى الحركات االمسلحة ومخاطبة وغزل التفكير السلطوى ونجحوا مع العدل والمساواة وغيرها من الحركات ومن قبلها تم نفس هذا الغزل مع الحزبين اليمينين الكبيرين وقد نجحوا على مستوى النخب ولم ينجحوا بالتاكيد على مستوى جماهيرهم لآنهم مرتبطين بالمعاناه الحقيقية ولايمكن ان ينفصلوا عن إحتياجاتهم الأنسانية اليومية وهذه بحد ذاتها أزمة جديدة للحزبين وفى تركيبة جماهيرية حزب الأمة والأتحادى ولكن قطع شك فى صالح التغير الثورى الكامل
هذا التفكيك الذى تمارسة العصابة الأسلامية لخلق فوضى تسهل حركة الرأسمال الطفيلى ومتابعة غسيل الأموال السوداء والسلع السوداء المسرطنه يجب ان تنتبه اليه فصائل الثورة

لايمكن لعقلية عصابة المافيا الأسلامية ان تدير بلاد لها تاريخ فى الحريات فشلت التجربة الأيرانية والان تجربة الأخوان المسلمون فى السودان الفاشلة تفتح زراعيها لسلطة اخوان مصر ازمتهم فى تونس وفى ليبيا
وتتحدث عن عدم وجود اى تفاوض مع كتلة الجبهة الثورية ويمكن التفاوض مع الحركات المسلحة منفردة
و زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدى يلتقى معهم فى الخوف من التغير الكامل وانجاز مراحل الثورة السودانيه التى تعنى التغير الثورى لكل العلاقات القديمة وتهزم فكرة اقتصاد السوق وحركة المال الطفيلى والشركات عابرة القارت التى تستفيد من دمار القطاع الزراعى والحيوانى والتعدين وبل التشريد للخبرات المحلية لصالح العمالة الرخيصة العالميه وهو ضد مصالحهم كطبقة طفيلية جديدة صاعدة فى الأقتصاد السودانى

هذا هو الرأسمال وتفكيره يعتبرون الأنسان شئ او سلعة يمكن الأستغناء عنها ماذا قال الزبير محمد صالح فى الشمالية فى تعبئته لجيوش المجاهدين للجنوب دايرن ربع الناس يستشهدوا عشان يعيش الباقى كويس فنظرية مالتوس عن السكان التي تقول ان هنالك فائض سكاني هائل هو الذي يسبب الفقر و المجاعات , فيعتبر هؤلاء حسب نظرية مالتوس بأنهم سلع كاسدة (زائدة) و يجب القضاء عليها

هل هنالك اختلاف عندما تخلصوا من شعب الجنوب القديم والان سائرون فى نفس الأتجاه للجنوب الجديد
لنخطو خطوات اتجاه الثورة وهى التواجد الفعال اليومى وحشد الجماهير فى قضاياها اليومية لتضيق الخناق أكثر على السلطة
لاسبيل غير التواجد اليومى لكوادر الأحزاب فى القضايا المازومة فى مناطقها
لاتكون الخطابات الجماهيرية مفيدة فى القاعات بل فى محطات الأزمات حيث الجماهير حيث المعاناة
أولا ان تعلن قوى التحالف والحركات الثورية تكوين سلطة الثورة السودانية فتدفع بذلك الثورة الى المربع الأول
فلتدفع الأحزاب كوادرها فى أزمة المواصلات لرفع الهتاف
فلتدفع الأحزاب كوادرها فى أزمة تدمير المرافق الصحية لرفع الهتاف والتصدى
فلتدفع الأحزاب كوادرها فى أزمة الغلاء المسعور لرفع الهتاف
فلتدفع الأحزاب كوادرها فى أزمة الأجور لرفع الهتاف
فلتدفع الأحزاب كوادرها فى أزمة الحريات لرفع الهتاف
حينها فقط سنكون من هذه الجماهير وإليها وحينها فقط ستقول الجماهير ماهى الأدوات القادمة للتغير

عبدالحافظ سعد الطيب
[email protected]

تعليق واحد

  1. انت الظاهر لم تفهم قصد المهدى . فهو يقول بانه مع الحوار الداخلى ولكن لا بد ان تكون هنالك ضمانات بربطه بمجلس الامن الافريقى وبمجلس الامن الدولى حتى يكون ما يتم الاتفاق عليه ملزما ومسنود بقوة دولية (مجلسا الامن الافريقى والامن الدولى ) . اما فيما يتصل بتكوين جسم معارض جديد الغرض منه توحيد المعارضة الخارجية التى تتمثل فى الحركات المسلحة والقوى الثورية وحزب الامة وربطها بالحوار الداخلى وهذا ان دل على شئ انما يدل على جدية الرجل فى مسالة حل مشاكل البلد. اما احزاب الموالاه والاحزاب الاخرى الصغيرة والتى تشارك فى الحوار الداخلى فانها لا تفيد البلد بشئ لانها احزاب انتهازية هدفها السلطة فقط ولذلك فانها لا تريد حوارا شاملا لان ذلك يقلص من نصيبها فى كعكة السلطة . فيجب ان لا نتناول المواضيع بصورة سطحية حتى لا نظلم الرجل ونحن نعلم جيدا بانه عفيف اليد واللسان واذا كان هدفه السلطة فان الانقاذ سبق وان عرضت عليه بالمشاركة فى السلطة بنسبة 50% ولكنة رفض ذلك وما اختلافه مع مبارك الفاضل الا دليل على ذلك . فالرجل يعلم جيدا بان حل مشاكل البلد لا تتم بالمشاركة فى السلطة فقط وانما تتم باتفاق شامل بعقد اجتماعى جديد يشمل كل القوى المعارضة بحيث لا يستثنى احد وكل مدافعات ومجاهدات الرجل تؤكد على هذا الاتجاه. الالتزام بالموضوعية والحيادية فى النقد هو الضمان لنجاح الكاتب والعكس يؤدى الى الفشل .

  2. تحليل غير موفق ويناقض توجهات الرجل على الاقل الحاليه رسالتك دي اقرب لاستراتيجيات الانقاذ ومواليها الساعية بتشويه مواقف الرجل اما الدعوة بتشكيل قوى المستقبل فهو نداء لتوسيع قاعدة نداء السودان لتشمل قطاعات الداخل فلا تظلم الرجل فان كنت انت معارض حقيقي للنظام وليس من المندسين في صفوفها فلا يمكن تفسير دعوة الرجل بانها تصب في مصلحة النظام ، لقد اصبحنا بكثرة ما تعرضنا له من خدع الانقاذ واسلاميوها نملك مناعة تمنعنا من تصديق مثل تحليلاتك المغرضة هذه

  3. (قال المهدي او لم يقل ) لا يعني ذلك شيئاً اطلاقاً لا للشعب السوداني بل وحتي للحاكمين
    اليوم…عرف الشعب السوداني بكل قطاعاته المختلفةرجالاً ونساءً ان السيرة الذاتية للمهدي ملئة بالمواقف المتناقضة وعلي سبيل المال لا الحصر:-

    1- طالب بفصل الامامة عن السياسة في الستينات ليقصي عمه الهادئ ثم اعاد المطالبه
    في الجمع بينهما في نهاية الثمانينات ايضاً ليسد الباب امام احمد المهدي وغيره.

    2- زعم انه حارب من أجل الديمقراطية والحريات وعند تسلمه السلطة في 1987 طالب
    بتعطيل البرلمان ومنحه تفويضاً لادارة البلاد وحده (هو ديكتاتوري من الطراز
    الاول باسلوب (يا أنا فيها أو ……)
    3- ظل ينادي بتطبيق الشريعة طيلة فترة وجوده بالمعارضة ونجر (برنامج الصحوة)
    وصوله الحكم نسي الموضوع تماماً وأكثر من الكلام والتنظير والصراع مع الاتحاديين
    وتوجيه كوادر حزبه بالنوم اثناء جلسات البرلمان.
    4- يوقع اتفاقيات وعهود وينقضها بلا مقدمات او اخطار ولايصدقه احد بعد الآن فهو
    نقض العهد مع الشريف حسين الهندي ودخل البلاد عضواً في الاتحاد الاشتراكي ثم كرر
    نقض العهد وخان التجمع الوطني ودخل في مصالحة مع النظام كانت نتيجتها تفتيت
    حزبه الي فصائل.
    ختاماً ضيع الحزب هو وأبنائه عبدالرحمن ومريم وبتاع الأمن داك واملنا ان يعي الانصار
    الدروس ويبعدوا هؤلاء الضعفاء من قيادة الحزب (تقزم الحزب في أربعة افراد)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..