رسالة من طفل الى رئيس الجمهورية

فى زيارة لاحد الاصدقاء ادهشنى ابنه مازن الطفل الذى لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره حين اطلعنى على وريقة مكتوبة بخطه الجميل كان فحواها يدور حول الوطــــــن ومافيه من ماسى كتبها معبرا بكلمات جريئة بسيطة رائعة المضمون عبر مازن بكل مصداقية عن مــا يدور فى خلده من حب نحو السودان ومافيه من معاناة وشجن والم دفين احسه واستشعره فؤاده اليـــــافع وعقله الكبير المستنير…
لم يكن يدور فى خلدى مطلقا ان الاطفال يحملون كل هذا الزخم المتميز مـــن الاحاســـــــيس الايجابية الملتهبة بالمحبة نحوهذا الوطن الغالى.. وان لهم نظرة ثاقبــــة واعيــــــة الى مايدور حولهم من واقع متباين الصور فى بلادنا متدهور التقلبات كثير العقبات تسترسل تضاريسه فى خارطة حياتنا اليومبة المتعرجة المــــلامح ….
كتب مازن خطابا عميقا موجها كلماته الى السيد رئيس الجمهورية عمر حسن احمد البشير مبـــاشرة .. ابتدر مازن خطابه بكلمة فيها من المعانى الكثير وتحمل بين ثناياها العمق الذى يعيشه كل بيت سودانى والحزن الذى يدثر كل فرد والالم الذى يعتصر كل مــواطن يقــــول الابن مـــــــازن او الكاتب الصغير كما يحب ان يسمى نفسه:-
شكرا لكم سيدى رئيس الجمهورية لقطعك عنا الماء من بيوتنا فبفضلكم اصبحنا نعرف معنى العطش واصبحنا نجوب الطرق بحثا عن عربات السقا شكرا لكم ونحن الاقرب الى ماء النيل العظيم وبلادنا اليوم تكاد تاكل الثرى من العطش…
شكرا سيدى الرئيس ونحن لا نجد التيار الكهربائى الذى اصبح غائبا عنا طـــوال ايام السنة وشكرا لكم فقد علمتونا ان نحيا كالخفافيش فى الليل البهيم لاننا لم نعد نجد اضاءة فى بيــــوتنا الحالكة حتى اعتدنا بفضلكم سيـــــدى على هذا الظلام الدامس الذى غطى كل ارجـــــاء البلاد فشكرا لكم سيدى…
شكرا لكم سيدى الرئيس ونحن لانجد الخبز وما نقتات به فى بلادنا الخصبة التى ادت زيادة ضرائبكم الى هروب المزارعين من اراضيهم وتركها خوفا من جبـــــــاية من تركتم لهـــم الحبل على القارب فنهبوا وسرقوا باسم الدين والدولة فشكرا لكم سيــــدى بعد ان اصبحــت المخابز خاوية من الدقيق حتى شبعنا تمـاما بفضلكم من الجوع….فشكرا لكم سيدى……
وشكرا لكم سيدى والعلاج اصبح مستحيلا فى بلد سلبتم من اهلها سبل العيش الكريم وازدادت العطـــالة والبطالة ونهش جسدها المرض وغاب الدواء وغادرها بفضلكم افضل الاطباء..
شكرا سيدى الرئيس لعهدكم الغنى بالفقر …والفقير الى العـــدل عهدكم الطويل الذى لم نعرف غيره حتى اليوم واصبحنا شهود عيان للظلم والفساد والفتن والغلاء والمحن الاجحاف الذى لا تستطيــع سعادتكم محاربته شكرا سيــدى لتعينكم فى المناصب اشخاص غيــــــر المؤهلين لها ولا الاكفاء.. فلكم ايهـــا الرئيس تحيـــاتى وشكرى على ما قدمتم لنا ولهذا الوطن……..
توقيع/ الكاتب الصغير….مازن……..
كانت فرحتى غامرة بان يبث طفل ما فى وجدانه الغض ونفسه البريئة من شجن وحزن وهـو يستشعر فداحة ما اصاب وطنه واهله من ظلم وانهيار وفساد وبهذه الكيفية الجـريئة والواثـــقـة المؤثرة انه دليل ايجابى لشخصية لها روح الفكر والقيادة والمبادرة والارادة ان شاء الله….
ولى ان اقول لك ايها الكاتب الصغير مازن لك التحية ولامثالك من الاطفال والشباب الذين لم تتجاوز سنوات اعمارهم هذا العهد الذى شرخ وجداننا وضيع احلامنا …لك التحية ايها الشبل الشجاع على كلماتك الضافية الكافية وحروفك الوافية وفقك الله يابنى واسعدك بالعلم والعافية
[email][email protected][/email]
و اضيف لكلمات الشبل الصغير مازن … شكرا لك سيدى الرئيس لقد كنت اكثر رؤساء السودان عمرا و احلكهم ليلا و نهارا فأعتقنا يا فخامة الرئيس … اعتقنا لوجه الله .. لقد سودت حياتنا و جوعتنا وظلمتنا وقتلتنا.. ارجوك ارجوك ان تعتقنا لوجه الله … لقد اعيتنا معك الحيل و اخطاك دعاءنا عليك ليل نهار فأعتقنا لوجه الله .. لقد حكمتنا اكثر من غيرك ولم تهمك قرارات اوكامبو ولا فاتو فأعتقنا لوجه .. سأدعو لك بالغفران و الجنة شريطة ان ترحل و تعتقنا لوجه الله ..