هذه حرب إبادة بكل المقاييس !

ما قالته منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي عن (حرب الإبادة في جبال النوبة) .. قلناه بالحرف قبل عام ونصف العام في (حريات) ومواقع أخرى. نعيد نشر المقال لفضح صمت ما يعرف بقبيلة المثقفين السودانيين وساسة زمن الحيرة!
—————–
في جبال النوبة : هذه حرب إبادة بكل المقاييس !
——————– 18 يناير 2014
قال الشاعر الدجاغي العظيم رسول حمزاتوف مخاطباً جموع كتاب آسيا وأفريقيا في (ألما أتا) في الستينات ? وكانت حرب فيتنام في أوجها ( أنتم يا أدباء آسيا وأفريقيا أمام خيارين إثنين فقط : إما أن تقفوا مع أطفال فيتنام ، وإما أن تقفوا مع قتلة أطفال فيتنام) ! ونعرف أن الضمير العالمي كله وقف إلى جانب أطفال فيتنام ، وهزمت آلة الدمار الأمريكية شر هزيمة.
ولعلي أقتبس مضمون ما قاله حمزاتوف وأبعث به لجموع المتعلمين والمثقفين والأدباء في سودان اليوم قبل فوات الأوان، فالتاريخ لنا بالمرصاد. الصمت لا ينفعكم ، وليس من طريق وسط فيما نحن فيه: فإما أن تقفوا مع أطفال جبال النوبة ، وإما أن تقفوا مع قتلة أطفال جبال النوبة!
هل الذي تقوم به الآلة العسكرية لنظام الخرطوم الفاشي ? وطيرانه الحربي خصوصاً ? منذ سنوات في جبال النوبة يمكن أن يجد تسمية غير حرب الإبادة؟
ودون أن نغرق في وحل القواميس في تعريف مصطلح ?إبادة? أود أن أقول إن هذا المقال يرمز للمعنيين: التعريف السياسي المحدود وهو القتل المنظم لشعب بأسره ! والكلمة استخدمت أول مرة في إشارة إلى محاولة النازيين القضاء على اليهود خلال الحرب الثانية. ثم برزت إلى الخارطة السياسية مرة أخرى في إشارة لحرب الصرب ضد مسلمي البوسنة وكذلك الحرب الإثنية في رواندا عام 1994 حيث قضى الهوتو على آلاف التوتسي. كما إن حرب نظام (الإنقاذ) على شعب دار فور استحقت دولياً حيازة مصطلح (إبادة Genocide)
بما خاض فيها من فظائع.
وحين نتحدث عن الحرب في جبال النوبة فإننا نضيف إلي المعنى السابق معنى آخر يدخل في مشتقات الكلمة وتفسيرها من حيث علم دلالات الألفاظ (semantics) .. فالإبادة في حرب الإسلامويين في جبال النوبة سعت منذ 1991 إلى إبادة شعب الجبال إبادة جماعية (الموت حرباً مضافاً إليها التهجير من الموطن إلى ما عرف بمعسكرات السلام..بحيث يتم إفراغ المنطقة من أهلها!) ..وفي نفس الوقت تستمر آلة الدمار في حربها الضروس بقصد إنهاك المواطن وجعل الحياة في موطن آبائه وأجداده غير ممكنة! وهذا ما عرف حديثاً ب(الإبادة عن طريق الإنهاك Genocide by attrition ? وشاع المصطلح بالإنجليزية ليصبح مرادفاً للأول.
ولعل صموئيل توتين في سفره القيم (حرب الإبادة بالإنهاك : جبال النوبة السودانية) قد رصد الحالة الإنسانية هناك رصدا جيدا بما قام به من حوار أعطى فيه المواطن البسيط فرصة ان يصف المأساة بلغته ومن رؤاه دون تلقين. بحيث نقرأ كيف أن هدف النظام هو إفراغ الأرض من أهلها بإنهاكهم حرباً وتجويعاً
. وأركان النظام الحالي ? وهو نظام يفصح عن عنصريته كل ساعة من ساعات اليوم ? قام بتطبيق نظرية الإبادة بالإنهاك والحرب معاً في دار فور (طائرات ودبابات ومليشيات جنجويد) قبل أن تفضحه المنظمات الحقوقية ومن ثم يكشر المجتمع الدولي عن أنيابه ! وتراجع أكثر حين دخلت مقاومة أبناء دار فور الملعب لتقابل الرصاصة بالرصاصة! نقول إن النظام حشد منظماته الإسلاموية بعد 1992 في الجنوب وفي جبال النوبة لتقوم بدور هو أبعد ما يكون عن الغرض الإنساني النبيل. كانت ?منظمة الدعوة الاسلامية? و?الموفق الخيرية? و?البر العالمية? و?نضال الجهاد? قد بدأت برامجها الأيديولوجية تحت ما عرف بالنداء الشامل الذي أطلقه النظام ? ولعلم القارئ فإن كل هذه المنظمات أجنبية ولا تمت للسودان بصلة! كان هدفها إقامة ما عرف بقرى السلام وجلب الطعام إليها بعد أن يضرب النظام القرى الآمنة بالطيران ! لكن الخارطة على الأرض تغيرت بعد نيفاشا.. وبصورة أكبر بعد قيام الجبهة الثورية السودانية بإفشال كل محاولات النظام التقدم شبرا في عمق جبال النوبة. فما كان من النظام الفاشي في الخرطوم إلا أن يعمد إلى استخدام الطيران وضرب القرى وتشريد أهلها.
إن الحرب التي يشنها نظام الإنقاذ في جبال النوبة منذ سنين هي حرب قصد بها: إبادة شعب عن طريق القتل المنظم (حرب قصد بها ألا تنتهي) ! إضافة إلى إنهاك هذا الشعب بحرق قراه ومزارعه (وهو أمر على مدار اليوم تقوم به طائرات الأنتينوف). وهذا يعني أيضاً إضعاف هوية هذا الشعب وطمسها.
ما ينبغي أن يعيه النظام العنصري الحالي في الخرطوم هو أنّ المقاومة الجبارة لآلته العسكرية اليوم تجيء من أبناء الشعب الذي أراد إبادته وطمس هويته. ومما يعطي الأمل بانتصار هذا الشعب الأصيل أنّهم اختاروا ?الكراكير? و?الكهوف? مأوى ليظلوا في تراب الآباء والأجداد بدلاً من هجرانها رغم قساوة الظروف.
أختم بما بدأت به: يا مثقفي وأدباء ما تبقى من السودان ، أمام ناظركم شعب دحر على الأرض الآلة العسكرية لنظام الخرطوم الفاشي ، ليلجأ النظام إلى طائرات الأنتينوف لإبادته على مدار الساعة. إن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة بكل نظريات علم الإقتصاد السياسي. لكنه ينفث غله وحقده على شعب رفد الجندية السودانية عبر تاريخها بأصلب المعادن وساهم في ثقافة الوطن بنصيب وافر من الفولكلور الأفريقي الراقي وله مساحة من الأرض هي أحد كنوز ما تدخره بلادنا لاقتصادها عند الحاجة. أخرجوا من صمتكم أيها المثقفون والأدباء واسمعوا المجتمع الدولي صوتكم لنصرة شعب جبال النوبة. فأنتم لا خيار لكم: إما أن تقفوا مع أطفال جبال النوبة أو أن تقفوا مع قتلة أطفال جبال النوية!
فضيلي جماع
[email][email protected][/email]
【تبّاً لهُمْ
تبّاً لنا
من أيّ لعناتِ السماءِ وسخْطِها حَلّتْ بنا ؟
صار الفخارَ العارُ
صار العارُ غاراً
ثم أُبْدِلَتِ المَكارِمُ خِّسةً
أضحى التّنافسُ جُرْأةً
في هتكِ عِرْضِ الجارِ أقْربُ ما يكونُ
وأكْلُ مالَ السُحْتِ
مِن أفواهِ أطفالٍ تَهَاوَوْا في
المجاعات التي تمّتْ مُتاجَرَةٌ بها
مُتَسَوِّلٌ يَفْتَنُّ في إبرازِ عاهَتِهِ ليَسْتَجْدِي الفضولْ
أَ ذَا هُوَ الوطَنُ ؟
أم ذا هو الكَفَنُ ؟؟
جعلوك قبراً للنفايات التي يوماً
ستقْبُرُنا
وتُهْلِكُ نَسْلَنا وتنالُ مِنَّا
يا أيُّهَا الوطنُ الذي اغتالوكَ سِرّاً
يا أيها الوطنُ المُبَاعُ المُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّأً
من أيّ أصقاعِ الجحيم تلوحُ صاعقةُ العذابِ الهُونِ عاصفةً حُسُوما ؟
ليس فينا قومُ عادٍ
لا
وما كُنّا ثموداً
نحنُ لم نعْقِر النّاقةَ يا قومُ
ولا الوادي إرَمْ
لكنّما هيهاتَ أنْ يجدِي الندمْ!
أ ذا هو الوطنُ الذي في ساعةٍ
(كرري) يُقدِّمُ مَهْرَهُ الدّمويّ في رأْدِ الضُّحى
عشرةَ آلافٍ من الفرسان
يَنْشَقّون في ساحاتِ عُرْسِ المجد
نِيلاً أحمر في موْجِه
يَتَأَصّلُ الوطن الأصيلْ
أ ذا هو الوطنُ؟
أودتْ بهِ الإِحَنُ!
وهُوَ الذي كان (الخليفةُ) في المُصَلّى رابِضَا كالّليثِ
مُؤْتَزِراً وِشاحَ الصّبْرِ
والإيمانِ يَفْنَى صامِدَاً في الذَّوْدِ عنهُ
يمينُهُ ألقُ الفداءِ
وفي شمائِلِهِ الجَّسارةُ والشهادةْ!
إنْ كان ذا الوطنُ
فما هو الثمنُ ؟
أَ هُوَ الذي (دينارُ) وَطّنَ نفْسَهُ في الجانبِ الغربيِّ مِنْهُ
ليستعيدَ بمؤمنينَ تَدَرّعُوا
عزْماً وصبراً في البلاءِ
وأقْسَمُوا يردُوا المنونَ حياضَها
أو يدْرِكونَ الثّأْرَ لليومِ
الجليلْ
أم ذلك الوطنُ الذي (عثمانُ) في شَرْقِيِّهِ أسداً يُزَمْجِرُ فاتِكَاً فيَدُكّ صرحَ البَغْيِ
حِصْناً بعد حصنٍ، خلْفُهُ
” الله أكْبَرُ ”
صرخةٌ تَعْلُو فيرْتدُّ الصّدَى حِمَمَاً تُدَمّرُ سطوةَ
البَاغي الدخيلْ
كأنْ لمْ يأْتِ للوطنِ المُبَاعِ سبيّةً
زمنٌ مِنَ التاريخِ كانتْ رايةٌ زرقاءُ خافقةً على
(سنّار)
خيلُ العِزِّ تركضُ في مرابعها
ومنْ فرسانها (بادي) بكلِّ شموخِهِ
و(شلوخِهِ)
وجسارةُ (الزاكي)
ونصرُ (عمارة الفونجِ) العريقِ
ومَكْرُماتِ الموتِ
في شرَفِ القَبيلْ
عجباً
ولكِنْ كيف هانَ وكيف هُنّا!
والأمسُ ذاك
فكيف كُنّا؟
إذاً هو الكفنُ؟
أم ذا هو الوطنُ ؟
في جوفه تتلاقحُ المِحَنُ!
وما هو الثمنُ؟
من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً
تنداحُ من كفّيك معجزةٌ
فتعتشبُ
الروابي معجزاتْ
هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ
معجزةً تطهّرُنا بها
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا
من رجْسِها
حتى تصالحَنا السماءُ
وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ
تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ
اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني
وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا
الحياةَ ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ
كانت تئنُ على وسائدِ شوكها والقهرُ يوخزُها
ويُقْعِدُها التوجُّسُ
هلْ ستُوْقِظُها طبولُ العِزّ بعدَ سُبَاتِها زمَناً
وما نامَتْ
وهاهِيَ ذِي تُجَددُ معجزاتٍ
طالَمَا عُرِفَتْ بِهَا دوماً
لِتَنْهَضَ من جديدْ】
عالم عباس محمد نور
مارس/ ابريل 1985
نقلاً عن ديوان شعاع من شمس المعشوق الى قمر العاشق ص 99 – 103
ما اشبه اليوم بالبارحه!
يا اشعر (من بقي لنا من) الشعراء السودانيين
العبقري القامة عالم عباس محمد نور
لدينا جموع متعلمين ومثقفين وأدباء في سودان اليوم يتسمون بالنفاق والكذب والعنصرية والجهوية … فهم لا ينفكون يسيلون كثير من حبر النفاق والتعبير عن الأنتماء الزائف من أجل غزة وأطفال غزة ويتناسون مأساة أطفال على بعد ضع كيلومترات من مقر آلة صناعة نفاقهم، في كردفان ودارفور وجبال النوبة…
أنها عزيزي الشاعر فضيلي جماع، روح العنصرية والجهوية التي تتلبس أغلب هؤلاء المثقفين والشاعراء والكتاب الراتبين أو أنها حالة الخوف من العزلة الأجتماعية وردة الفعل في حالة المثقفين والأدباء “الربائب” والمنتمين لمناطق الحرب
ايها العنصري الحاقد المعقد : طلعت عينا بكتاباتك الكلها عنصريةدي .
ياخي خليك في الشعر بتاعك دا .
شايلين سلاح عايز يقابلوهم بالورود ؟
ختو السلاح في الارض الابادة البتقول عليها دي بتقيف .
قاعد لي في فندق 5 نجوم وتجي تنظر واهلك المساكين يموتوا ؟
ياخي اختشو وبطلو متاجرة بقضايا اهلكم .
المشكلة الاخ فضيلي ان كل المثقفين الذين يمسكون بالقلم اليوم ويكتبون في الشان السوداني يعانن من فوبيا نتيجة احداث تاريخية مذلة لهذه المجموعات مثال اتفاقية البقط الجائرة وقبول اسلافهم ها مما اضاع هوية سودان كوش ومحوة من الوجود فصاروا مسخا بلا هوية يستجدي هوية الاخرين رغم انهم هم احفاد بناة اولى الحضارات على الارض واعني تحديدا العناصر النوبية المعترفة منها بنوبيتها وتلك الزايغة كما قال الفنان العظيم وردي وهم ( الدناقلة المحس الشايقية البديرية الجعليون بفروعهم المختلفة ) والحدث الاخر هو انبطاحهم المزرى امام جيش محمد على باشا ولم يقاوموه الا قليلا بينما صمد اشقاؤهم في الجانب الغربي في كردفان المسبعات وقاتلوا حتى النهاية– والحدث الثالث هو مؤازرتهم المخذية لجيش كتشنر وونجت مهما صيغت الاسباب والملابسات في ذلك — والحدث الرابع عدم قيامهم باي ثورة ضد المستعمر طيلة وجوده في السودان بينما ساهمت اجزاء الوطن الاخرى بثورات مقدرة مثال دون حصر ود حبوبة في الجزيرة عثمان دقنة في الشرق علي الميراوي في جبال النوبة السلطان عجبنا السلطان على دينار ثورة عبد الله السحيني في نيالا كلها كانت محاولات ضد الاستعمار بينما كانوا هم سندا له بكل شئ معلومات تجسسية واعمال اخرى مساندة فاطمئن لهم المستعمر وقربهم اليه وسلمهم حكم السودان ليديرهم بالرموت كنترول ما داموا ينفذون سياسته التى رسمها لهم المتمثلة في السبطرة العسكرية الامنية تهميش بقية اهل السودان حتى لا يتحدوا الادمان لسياسة فرق تسد حتى لا يكون هناك سودانيون ذوى ارادة موحدة لبناء هذا الوطن الذي يملك كل شيء الا القيادة الرشيدة الواعية المدركة لمصالح اهله دون تحيز او كراهية او عنصرية — هذه الاشياء تركت في انفسهم خوفا اصبح غريزيا ضد الاخر وتحديدا في الهامش الغربي والجنوبي والشرقي فهم لا يستطيعون التفاعل مع قضاياه حتى لو ارادوا ذلك نتيجة هذا الخوف او الفوبيا الغريزية المتعمقة في نفوسهم ونتيجة التخويف الذي ياتي من الخارج من الجهات ذات المصلحة في تصدع السودان وتجزئته — فهم لم يتفاعلوا مع ثورة 1924 بقيادة على عبد اللطيف بل عملوا على اجهاضها ( مذكرة كرام المواطنين مثال) واخيرا لم يتم اغتيال جون قرنق والخليل ابراهيم — الاغتيال الذي فرحوا له وهللوا وكبروا بواسطة جهات خفية عالميه واقليمية ووطنية الا انهم يحملون فكرة سودان موحد كبير يضم الجميع ويحترم الجميع ويعمل على ترقية وطن موحد قابل للحياة — فهم الان في حيرة حقيقية اذ لا يستطيعون ابادة هذه الشعوب المتحفزة لانشاء وطن يحفظ كرامة اهله ولا يستطيعون قبول التعايش معهم بقدم المساواة والعدالة — والله المستعان
ملحوظة — القبائل العربية في السودان لا دخل لها في هذا الموضوع وان حاول هؤلاء المتنصلون عن هويتهم تقريبها واستخدامها لصالحهم واعني تحديدا عرب السودان من الكواهلة وفزارى والشكرية والهواوير والكبابيش والحمر وكل جهينة المتمثلة في قبائل البقارة من كنانة والصبحة شرقا الى اولاد راشد غربا مرورا بالحوازمة والمسيرية والرزيقات والتعايشة فهؤلاء كان معظمهم الوقود الحقيقي لثورة الاستقلال الاولي بقيادة المهدي عليه السلام