(بار) ابن امونة المجنونة…!!

لا يختار انسان على وجه البسيطة او كائن حى من تكون امه كما لا يملك احـد منا الخيار فى سحنته او لون بشرته او اهله او قبيلته او وطنه اوصبغيات جيناته المــــورثة من ابوه واجداده … ولكن حتما تبقى تلك العلاقة الوشيجة الممتدة عاطفة والمتواترة بين حنين الام الدفاق واشواق ابناءها اعطتهم كل الحياة ولا تنتظر منهم الا البروالاحسان…الامن شــــــذ لمرض ما فى نفسه او خلل فى عقله….
ثراء اسرتها لم يمنحها العافية ولم يشفع لها من اصابتها بالمرض العضال الذى لازمها ولم يترك لها فرصة الانفلات من براثنه منذ نعومة اظفارها شب معها الجنـون متملكا عقـــلها فاصبحت تغنى خارج السرب … والجنــون لا يترك لها المجال للتوازن فكانت امونة فى كل مراحل حياتها خارجة تماما عن شبكة العقل والفهم…..
وكما تشترى البضائع سعى اهل المجنونة الى شراء رجل يتزوج امـــــــونة والفلوس تغير النفوس او كما يقال ولكن السؤال كيف لانسان ان يقبل بهكذا ارتبـــاط محكوم بالخلل كامل الدسم لامحالة ….
ولم يطول بحث الاسرة عن شاب يتزوج لهم امونة المجنونة وبعض الرجال يجد صفقــاته الرابحة فى زواج ولو كان معتل الاركان وان كان اسميا مادام سيجــــــد فيــــه اهدافــــــه المنشودة وضالته المفقودة فالمال له سحره وبريقه الذى قد يغطى عن عيونهم العيـوب التى لايمكن السكوت عنها او تجاهلها مهما كان الثمن المدفوع ولكن لله فى خلقه شؤون…..
وجد اهل امونة المجنونة لابنتهم المسكينة …شاب متعطش للمال فقــــــط وكان له ما اراد وكان لهم ما ارادوا (ضل راجل ولاضل حيطة )…ورغم الخلل الذى بنى عليه الــــــزواج الذى لم يستوفى اركانه بغياب عقل امونة المجنونة ..كان بالنسبة لامونـــة بمثابة لعبــــــــة
اهديت الى طفلة بريئة …..
لم تكن تعلم امونة للزواج معنى وفاقد الشى لا يعطيه …ورغم مرضها المتمكن من عقلها وعدم درايتها لما يدور حولها حبلت امــــونة لان هنالك غائب ينتظرها وبعناية الله انجبت امونة المجنونة طفلها صالح ….
وتمضى الايام تاكل بعضها وتنطوى السنوات ويهرب زوج امــــونة بعد ان حقق مأربــه ووجد صيده السمين من المال الذى اكتنزه من اهل امونة….تاركـــا طفله صالح للمجهول فى ايادى زوجته المجنونة التى لا تعلم يمينا ولاشمالا ولاصرفا ولاعــــدلا لولا عناية الله الذى سخر لها بعض اقاربها لابتلعها الضياع اكثر مما هى عليه خاصة بعد وفــاة والديها وقد نضب المعين وجفت انهار الاموال التى كانت…
وماكانت قصة سيدنا موسى والخضر الا درسا لنا بان حكمة الله اكبر من عقلنا واشمل من فكرنا واجل من تقديرنا وتحت هذا النفهوم كبر صالح ابن امونة المجنونة…وكان حقا اسما على مسمى.. وقد تحرمك الحياة من شىء ويمنحك الله من خزائنه مايشاء…
فانت ترى الحياة ومافيها بعينك البسيطة المجردة ولكن عين الحكمة بيد الله كيف يشاء لتمضى سننه محققة اقداره التى لاتدركها الابصار..
وكبر صالح وكبر معه بره لامه تزوج صالح …ولم تنقصه الايام والمشاغل من بـــره بل زادت رحمته بها…واكرمه الله كما اكرمها واكثر….
كان صالح لايخرج من البيت حتى يطعم والدته بنفسه ولا يطمئن حتى يتاكد من تنظيفها ويدخلها الحمام بنفسه… ولايترك المجال لغيره فى برها …عرفت صالح الرجل الانسان الذى لاينام حتى يتاكد تماما ان امه المريضة قد استسلمت لسلطان النوم…
اذكر انه لما كان يضيق اهل الحى بصرخات امونة المجنونة ظل يتسع لها صـــدر ابنها صالح الرجل البار فيحتضنها ويعانقها وقد يبكى حتى تهدأ ثائرتها ويقبلها حتى تعود الى سكونها …
انه صالح الذى يحمل امه بين ذراعيه حين كبر سنها ورق عظمها … فـــاى رجــــل انت ياصالح ومن اى معدن اصيل خلقت ….ايها الاحباب انها قصة واقعية عايشتها وشاهدتها حياة سطرها رجل صالح مازال يعيـــــــش الى يومنا هــــــذا بارا بــــوالدته امـــــــــونة المجنونة….اسعدك الله ياصالح…وكثر من امثالك…والله المستعان…
[email][email protected][/email]
سيدخله هذا البر بوالدته جنة عرضها كعرض السموات و الأرض ان شاء الله، لا نزكيه على الله و لكن نحسبه على خير، نسأل الله ان يجزيه خيراً.
لا نزكي احد على الله ولكن نحسبه من الصالحين وهذا عمل رجل صالح ونعلم ان الجنة تحت اقدام الامهات وبر الوالدين جزاءه عند الله عظيم لا يمكن تصوره . وصالح هذا رجل صالح انشا الله .