يحتاج لأكثر من وقفة بذات الصراحة والوضوح

*أتابع الحوار الفريد الذي أجراه صديق دلامي لـ”السوداني” مع المدير العام الأسبق لجهاز الامن الوطني والمخابرات صلاح عبدالله قوش لغزارة المعلومات التي أدلى بها في شتى القضايا الحية.

*ليس هناك خلاف حول الدور الذي يؤديه جهاز الامن الوطني الذي أصبح في عهد الإنقاذ يتعامل في الهواء الطلق رغم طبيعة عمله التي تقتضي السرية في كثير من الأحيان? وظهرت هذه الممارسة العلنية بصورة واضحة مع تطبيق إجراءات الرقابة القبلية على الصحف.

*معروف الدور المهم لجهاز الامن في حماية أمن الوطن والمواطنين? وهذا يختلف عن حماية أمن النظام الحاكم وملاحقة السياسيين المعارضين والمخالفين له في الرأي? لذلك سأركز مداخلتي على بعض الإفادات المهمة اللصيقة الصلة بالشأن العام.

*لا خلاف حول الدور المهم الذي تؤديه أجهزة الأمن في العالم وأنها تكاد تحكم العالم? وانها كما قال قوش : تسلح الحكام بالمعلومات في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لكي يقيموا الأزمات ويتخذوا لقرار المناسب حيالها? لكن ذلك لا يجعل جهاز الامن يقود العمل السياسي.

*قال المدير الأسبق لجهاز الأمن في ذات الحوار إنهم يقودون العمل السياسي وضرب مثلاً بما قامت به مستشارية الأمن في وقت سابق بتنظيم حوار مع الاحزاب السياسية، الأمر الذي تحفظنا عليه حينها? لأن دور جهاز الأمن كما قال قوش نفسه أن يمد الأجهزة المختصة في الحكومة بالمعلومات ويترك لها امر التنفيذ والمتابعة? كأن يترك أمر الحوار السياسي للحزب كما حدث بالفعل مؤخراً.

نقول أيضاً أن تصوره للحزب الحاكم – رغم أنه ليس بعيداً عن التصور القديم الهادف لجعله تنظيماً جامعاً – لن يحقق الإصلاح المؤسسي والتغيير المنشود وإنما سيبقى الحال كما هو تحت مظلة الحزب الحاكم وفي داخله بعض الموالين “من مدارس مختلفة من علمانيين وسلفيين وصوفية وجمهوريين وحركة اسلامية وأي افكار اخرى لها وجود في المجتمع” كما قال قوش في ذات الحوار.

*إن تجربة التنظيم السياسي الجامع فشلت عملياً قبل الإنقاذ كما فشلت طوال فترة الإنقاذ ولا يمكن إعادة تدوير عجلتها من جديد تحت مسميات أخرى مثل النظام الخالف أو غيره ? لأن ذلك لن يغير الواقع باختناقاته السياسية والاقتصادية والامنية وسيظل الاستقطاب الحاد قائماً بين الحكومة والمعارضة وستستمر النزاعات المسلحة وتداعياتها المؤسفة على حياة الناس ومعاشهم.

*جاءت إفادته حول ملابسات توقيف الصحف غامضة حين قال : إنها إجراءات معقدة وتحتاج لشرح لفهم العلاقة بين الصحافة والسياسة وإن أشار إلى أن سبب ذلك يرجع لحزمة تقديرات سياسية? الأمر الذي يحتاج في رأينا إلى مراجعة ضرورية تزيل الفهم الخاطئ لدور الصحافة التي ينبغي أن تقود الرأي العام والمجتمع لا أن تكون تابعة وخاضعة للجهاز التنفيذي.
*هذا الحوار الفريد يحتاج لأكثر من وقفة بذات الصراحة والوضوح لتجاوز أخطاء الممارسة السالبة التي أثرت على الحراك السياسي والاقتصادي والصحفي والمجتمعي.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..