كان الله فى عونك يا وطن..!!

كم من دولة نالت استقلالها بعدنا تحررت من قيود الاحتلال وتحررت كذلك من ذل الحاجة للغير بفضل مجهودات أبناء خُلص تعلقت قلوبهم بأوطانهم حقاً وكان الناتج تنمية ورفاهية تحققت ..
مازلنا سادتى والزمن (ماشى) فى بحثنا عن لقمة عيشنا العصية …
بعضاً ممن شهدوا خروج المستعمر بل شاركوا فى تلك الأيام مازال بعضهم يتوق للجلوس فى مقاعد الحكم الوثيرة ، منهم من حالفهم الحظ بعد أن ألت إليهم مقاليد الحكم زماناً ثم فرطوا فيها ، هم كذلك الأن ينتظرون دورهم فى الحكم مجدداً وكأن حواء السودان هذه لم تُنجب غيرهم ، من هم فى سُدة الحكم الآن يُراهنون على البقاء بفضل الهيمنة على مفاتح الحكم فى وطنٍ مُقعد مأزوم كان الله فى عونه..
الشعبى الحزب الذى انشطر بعد المُفاصلة الشهيرة من المؤتمر تاوطنى استبدل لهجته الصارمة بأخرى ناعمة ، ربما طمعاً فى الوصول إلى الحكم بأى شكل من أشكال الممارسة والمشاركة ، لم نعد نسمع تصريحات كمال عمر والترابى نفسه يأمل فى حوار يعود به السودان زى ما كان أيام أن دنت أمريكا وروسيا من العذاب وحينها ربما تلم أمريكا جدادها وسيعود كل (شئ لله) الحوار ده لله..
مع من الحوار ..ومن أجل من.. هل فيكم من يعلم..؟
حركات دارفور بعيداً عن الجدال فى من كان السبب فى دمار دارفور واشتعال نيرانها كانوا هم أحد الأسباب المباشرة فى مايجرى هناك باتخاذهم أرض أهلهم الطيبين مسرحاً للقتال وكان الخاسر الوحيد فيها هو مواطن دارفور الذى أصبح نازحاً لا حول له ولا قوة ، بعضهم مضى الى ربه بلا ذنب جناه ، ستظل دارفور تحترق إن لم يعُد الكل الى رشدهم للحفاظ على ما تبقى ، إن كان هناك من مُتبقى..
الجنوب ولى إلى غير رجعة..
النيل الأزرق وجنوب كردفان الحالة لا تسُر ..
الجزيرة الحال يُغنى عن السؤال لجان تنعقد وتنفض بلا شئ لتنعقد أخرى ، والٍ يذهب وآخر يأتِ والمشروع يحتضر …
الخرطوم لم تعد تستطع حمل المزيد من الناس وما فيها يكفيها..
الشمالية والشرق لم تُحل قضاياهم..التململ بات واضحا..
حلايب وشلاتين موضوع طويل أطول من أبيي وما جاورها..
بقية الكم الهائل من الأحزاب الأخرى تطمع هى الأخرى فى حكم هذا الوطن أو المشاركة فى حكمه..
ودائع مليارية يُحدثنا عنها أهل الشأن الدولار يتحداها ويسحق الجنيه وبلا رحمة..
كاد عقلنا يذهب من الذهب (الروسى) الذى ذهب إلى باطن الأرض ثانية وغاص بعيداً عند اختلافنا فى من يُخرجه إلى ظاهر الأرض ، تريلونات من الدولارات هربت هى الأخرى وما زال البحث جارياً عنها ..
لن ينصلح لنا حال بلا انتاج حقيقى والسلام…
صحيفة الجريدة…
[email][email protected][/email]