الجوطة كـ(تكتيك) في الحزب العتيق

أذكر أنني سمعت أو ربما قرأت كلمة لمولانا خلف الله الرشيد؛ رئيس القضاء الأسبق رحمه الله، وهو من هو في مجالات القضاء والقانون علماً وخبرةً وتأهيلاً وحكمةً، لخص فيها مراجعاته القانونية والدستورية في عبارة جامعة ومانعة مثّلت أبلغ وصف وأدق تعبير للذي يدور في أروقة الحكم، إذ قال بدارجة فصيحة ما معناه: (ده كلو غلط والبيحصل في ناس ما عاوزين الناس يفهموا، عشان كده يجوطوا جوطتهم دي ويبقوا في السلطة)، وكلمة مولانا هذه التي قصد بها التأكيد على أن (الجوطة) يمكن اتخاذها كأسلوب أو تكتيك متعمد ومعتمد لبلوغ هدف ما، تذكر بالعبارة الشهيرة التي أطلقها الاتحادي المخضرم والوزير الأسبق المرحوم محمد توفيق حين اضطرته ظروف مماثلة للتي أغضبت مولانا الرشيد لتقديم استقالته من منصب الوزير الذي كان يشغله، فحين سُئل عن سبب خروجه من الحكومة قال بغضب (لقد خرجت من الجوطة)، ومن أمثلة الجوطة التي تستخدم كـ(تكتيك) أذكر أيضاً الأسلوب الذي يتخذه بعض الحرامية والنشالين حين يجعلون أحدهم يفتعل مشكلة مع من يتصيدون نشله، ثم يبدأون في التجمع ويشكلون حلقة حول الضحية بادعاء كونهم (أجاويد وحجازين)، بينما هدفهم الحقيقي هو إحداث جوطة وجلبة وضجيج لتشتيت انتباه (الصيدة) ليسهل نشله…
الشاهد هنا أن من غير المستبعد أن تكون حالة (الجوطة) والخرمجة والعشوائية التي عليها اليوم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) في أصلها نوعاً من التكتيك المتعمد، ولعل قراءنا الكرام قد لاحظوا هذه الجوطة والخرمجة التي ضربت أركان هذا الحزب العتيق، حتى إن (الكلام دخل الحوش) كما يقول المثل الشعبي في مثل النزاع المستعر الآن بين الحسن الميرغني وابن عمه إبراهيم الميرغني، وكلاهما يدعي وصلاً بمولانا وأنه مفوض فيما يقوله ويفعله من أباه الكبير مولانا الكبير (الرابض في لندن)، وهكذا تتالت على الناس الأقاويل والأفاعيل والتصريحات والكتابات والأحاديث المتضاربة والمتقاطعة التي ينسخ بعضها بعضا، فاختلط حابل كل شيء بنابل أي شيء في هذا الحزب، وجاطت الأشياء داخله للدرجة التي أفقدت الناس مصداقية كل ما يخرج عنه، ولم يدروا من هو المخول ومن (المتسلبط) ومن انتحل شخصية مولانا أو سرق لسانه، ومن يمثله ويتحدث بلسان صدقه، فالحسن يقول إنه مفوض وإبراهيم يقول إنه مخول وفلان يقول إن مولانا قال لي وعلان كذلك و(يونس الاخيدر) أيضاً (مين يونس الاخيدر دا)، ومع هذه الخرمجة لن نتهم أحداً بالتزوير أو انتحال الشخصية، ولكن من حقنا أن نتشكك في كون هذه الجوطة سياسة متعمدة من مولانا الكبير…
[email][email protected][/email]
ومين حيدر المكاشفى ..ده .. دعها تجوط ان السلطه اذا لم تجوطها وتخرمجها مع بعض
سوف لن تكون طاعمه ..!!
ومين حيدر المكاشفى ..ده .. دعها تجوط ان السلطه اذا لم تجوطها وتخرمجها مع بعض
سوف لن تكون طاعمه ..!!
هو بالله لسه فى حزب اسمو اتحادى دمقراطى وحزب اخر اسمو حزب امه….انا كنت فاكر انها ماتت من زمن نميرى عليه الرحمه …لكن يبدوا لسه فيها باقى روح والجوطه البقول عليها اخونا الكاتب دى علامات خروج الروح من الجسد يعنى لسه نحن احياء لكن بلا ارجل …نعم تجاوزنا الزمن بفعل الوعى العام والانترنت والفضائيات المفتوحه وازاعات اف ام وهواتف ذكيه …راح زمن شيل الاحزيه ووضعها تحت الابطين والتمرق بالتراب …الناس اتعلمت ومع العلم تدفن الخرافات والى الابد…وان غدا لناظره قريب…؟؟
لا يوجد بلد فى الدنيا يدار بها الشأن العام بهذه الطريقة..هذه الأحزاب انتهت منذ عهد طويل.. و هى تعى ذلك.. و الحالة الراهنة ما هى إلا دليل على خواء و موت هذه الأحزاب..البلاد لا تحتاج لكل هذا التمدد الحزبى الفلكى.. البلاد تحتاج فقط لحزبين ةسياسيين يحكمهما قانون و تمولهما الدولة تموبلا ذكيا..ليس بالمال بالضرورة..خواء الأحزاب السودانية و نخبويتها و إحتراف قادتها التكسب من السياسة هو الذى حال دون إستدامة الديموقراطية إثر كل الثورات الشجاعة التى خاض غمارها الشعب السودانى منذ الأستقلال و مرورا بأكتوبر و أبريل..