حتى لا تقولوا.. ( Too Late.. يا وطني)..

اهتز المجتمع السوداني بشدة للأخبار التي سرت في الأسافير ونشرتها صحيفة “التيار” أمس في صفحتها الأولى.. عن مأساة بعض الشابات السودانيات اللاتي وجدن أنفسهن تحت مُسمَّى (خادمة منزلية) رغم أنهن حاصلات على مؤهلات جامعية.. ولم تنتهِ المصيبة هنا بل تعدتها إلى الوضع المزري تحت سياط الإهانة والإذلال ومخاطر التحرش الجنسي.
الوجه الأول في القضية.. أن الشابات تعرضن للخداع والاحتيال هنا من مكاتب تعمل في تسفير الراغبين في العمل بالخارج.. وهي مكاتب مذكورة في رواياتهن بالاسم والعنوان والمبالغ الطائلة التي تقتنصها من جيوب الفتيات اليانعات قبل أن ترسلهن إلى المجهول.
فالمكاتب تقنع الفتاة بأن المهنة المسجلة في عقد العمل (صورية) لتجاوز التعقيدات الرسمية.. لكنهن سيتمتعن بوظائف تناسب مؤهلاتهن.. وتبدأ المأساة من لحظة وصولهن مطار الدولة المقصودة.. حيث يكتشفن أن النظم المتبعة تحتم بقائهن في غرفة خاصة لحين استلامهن بواسطة المخدمين.. ثم يتفاجأن بأن الوظيفة هي (خادمة منزلية) بكل تضاريس هذه المهنة.. التي تجعلهن تحت رحمة (حسن الطالع) لا أكثر..
وتصبح الفتاة بين عارين.. عار البقاء والقبول بمثل هذا الوضع المهين.. وعار العودة إلى بلدها لتحكي القصة.. قصة أنها تغربت من وطنها ومن مؤهلاتها لترضي بذل الحياة مقابل الفتات الذي تحصل عليه..
الفقر ليس عيباً ولا جديداً على السودانيين والسودانيات.. لكن الجديد والعيب هو (عمائله)!! والخوف أن يضج الأثير الاجتماعي السوداني بقصص الفتيات هذه.. ويذرف الدموع والآهات الثقال ويثور ويفور.. ثم مثل الحليب في النار، يعود بعد فترة إلى موضعه الأول.. وننسى.. ويأتي يوم تقام فيه حفلة في كافتيريا بـ(عفراء مول) لصديقات يحتفلن بوداع زميلتهن الحاصلة على (ماجستير هندسة مدنية) وهي في طريقها للعمل (خادمة) في قصر منيف براتب ألف ريال..
أفجع ما في هذه القصص المؤلمة ليس الضحايا البريئات اللاتي نحمل كلنا ذنبهن على عاتقنا.. بل إحساسنا أن (الحل) عند الآخر.. الآخر هذا قد يكون الحكومة.. قد يكون حزب المؤتمر الوطني.. قد يكون الامبريالية العالمية.. أي شيء لا يهم المنطق في تقدير علاقته بالمأساة.. فقط مطلوب (آخر) نتكئ عليه مثل حائط المبكى.. ونبكي..!! بعد التأكد من توفر المناديل التي تمسح (عار) دموعنا العارية من الخجل..
الحسرة هنا لا تكفي.. ولا الدموع.. فلا يجب أن نبكي كالنساء على شعب لم نحافظ على كرامته كالرجال..
صدقوني.. والله العظيم ينقبض قلبي عندما يساورني كابوس أن يأتي يوم يُكتب في آخر سطر في سيرة هذا البلد.. ( Too Late.. يا وطني)..
التيار
مقال رائع ياباشمهندس ،ويعبر عن حبك العميق لوطنك والدفاع عن كرامة السودانيين ،كما يدل على ،إفتخارك بسودانيتك،فمثل هذا الأسلوب الهادف هو الذى يجب أن يسير عليه كل الصحفيين السودانيين.فقط لى طلب واحد من الأستاذ/عثمان ميرغنى وحتى يكون معبراً ما يجيش بدواخل كل السودانيين فى مثل هذه المأسى التى تحط من قدرهم وكرامتهم،أن يعلن وبالصوت العالى وأمام الملأ أنه قدأصبح قومياً أو قل مستقلاً ولا ينتمى لأى حزب أو حركة.
ونحن فى الإنتظار
نحن لانبحث عن “(الحل) عند الآخر..” ياعثمان مرغني ربيب وصحفي هذا النظام المأفون
بل مبتئسين عن من اوصل هذا الوطن الى هذا الدرك السحيق والاجابة باعلى صوت هو انتم ايها الكيزان الميكافليين.
قال ( Too Late.. يا وطني)..!!!
فعلا كما يقول المثل رمتني بدائها وإنسلت !! بل الافصح تبيانا انكم تحاولون اليوم التملص من جرائمكم بحق هذا الشعب وانسانه
ومقالتك تأتي بتناسق مثير مع دفعتك في الامن بصحيفة السوداني وبوق الحكومة سونا
هل فجأة اتضحت لكم الامور؟؟ هل فجأة صحيت ضمائركم؟؟
لا اعتقد فلاضمائر لكم
وهل بقيت على هجرة النساء؟؟
دعني اقول لك
ياعثمان مرغني في الشهر الماضي فقط يوليو استقبلت السواحل الاوربية 6 الاف سوداني بالتمام والكمال واقول لك بينهم نساء واطفال ركبوا مغامرة شق البحر من ليبيا وهم على يقين ان موتهم اقرب من نجاتهم ويمكنك ان تحسب اعدادهم طوال الشهور السابقة!!
هل فتح الله عليكم بكلمة لماذا يفضل هؤلاء الموت من ان يرجعوا لسودان الهوس الذي انتجتموه؟ لم يحدث ولن يحدث ايها الرعديد
هل سألت نفسك منذ مجيء نظامك الذي هللت له وانت تعلن عن انتمائك للمشروع الحضاري منذ فترة ساحات الفداء
*كم عدد من غادر السودان منذ 89؟؟ اجيبك 11 مليون بالتمام والكمال
*كم عدد النازحين في اصقاعه من لامأوى ولا مأكل له منذ ؟ دعني اجيبك 4 مليون بالتمام والكمال
* كم عدد من تأويهم وتشرف على مأكلهم ومشربهم منظمات الامم المتحدة في معسكرات الزل التي لايعرفها امثالك؟ اجيبك ياعثمان 3 ملايين بتعداد اليوم
ثم اسأل نفسك كم تبقى من تعداد السودان يروح تحت جبروتكم؟؟
أخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
اختشي
من أين أتيتم؟؟