استهداف مبادرة شارع الحوادث لماذا

في بلد مثل السودان، بلد متخم بالخلاف والاختلاف بين الناس في توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية.. بلد حساسية أهله عالية تجاه الحقوق ووساوسهم حاضرة ومبررة أحيانا تجاه عملية إدارة شؤونهم وإدارة أموالهم.. من الطبيعي في مثل هذا الواقع المعقد أن يكون تفاعل المجتمع مع الكيانات الطوعية غير المسيسة وغير الموجهة أكبر بكثير من تفاعلهم مع الكيانات الرسمية أو الكيانات المنظمة في التجاوب مع نداءات التكافل والتبرع بالمال لخدمة المرضى أو الفئات الضعيفة في المجتمع.
وهذا بالضبط هو سر نجاح مبادرة شباب الحوادث وتمكنها من تنفيذ الكثير من مشروعاتها بنجاح..
وفي اعتقادي أن ما تعرضت له مبادرة شارع الحوادث من محاولات تشكيك في أجندتها وتشويه إعلامي قبل عدة أشهر كان قد أتاح الفرصة أمام بعض الفاشلين في قيادة القطاع الصحي الرسمي لتأليب السلطات على هؤلاء الشباب بالتشكيك في أجندتهم بل حتى في مصادر تمويل عملهم الطوعي الإنساني.
شعور بالغيرة الرسمية من جانب الحكومة على كيان طوعي إنساني استطاع أن يحقق ما تعجز وزارة الصحة عن تحقيقه من مؤازرة عملية ملموسة للمرضى داخل مستشفيات السودان المختلفة.
السيناريو بدأ بجهات ذات غرض نفسي مريض كانت قد قادت عملية التحريض والتشكيك في أجندة هؤلاء الشباب ثم دوائر صحية (غيرانة) كانت نشاطات المبادرة قد فضحت عجزها وفشلها، ساهمت تلك الجهات في تضخيم الشكوك ليبدأ مسلسل (المعاكسات) لأنشطة شارع الحوادث، من خلال طردهم وحظر عملهم في مستشفى الفاو بخطاب رسمي من المعتمد برغم تنسيقهم الكامل مع إدارة ذلك المستشفى وقيامهم بصيانة عنبر الأطفال وتقديم 40 وجبة يومية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية..
عرقلة الحكومة لعمل مبادرة شارع الحوادث واستهدافهم بهذه الطريقة يحقق معنى المثل السوداني (جو يساعدوه في حفر قبر أبوه دس المحافير).
لو كانت هناك أسباب موضوعية لاستهداف هؤلاء الشباب فعلى السلطات تنوير الرأي العام بها.. لو كانت نشاطاتهم صهيونية خبرونا.. لو كانت وجباتهم مسمومة حدثونا.. أما تلك الحجج الإجرائية التي طالعناها في رواية (الفاو) فلن تقنع أحداً.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..