من هو خليفة اسامة داوؤد

رغم ان رواية الحكومة ومبرراتها لتمرير قرارها بفك احتكار القمح فيها كثير من المنطق الشكلي الا ان للحكاية بقية وتوابع ودوافع اخري لكنها تظل هكذا خلف الاستار الحديدية وبعيدا من فضول البشر والذين قراؤا حيثيات القرار الحكومي ومنطلقاته او كانوا يبحثون عن تلك الخفايا هم الان ينتظرون كيف تنفذ الحكومة قرارها ؟ ومن هم ” الراسمالية” الجديدة التي ستخلف رجل الاعمال اسامة داوؤد الذي اطلقت عليه الصحافة لقب “امبراطور القمح ” ..تسريبات عديدة وتفسيرات هنا وهنا حاولك فك الشفرة التي ابعدت هذا الامبراطور من اهم سلعة سياسية واستراتيجية في دولة لازالت تلهث وتهرول ما بين فكرة واخر من اجل توفير اقوات المواطنين ولكن رغم وضاعة هذه الافكار فلازالت الاسر السودانية تكابد بليلها ونهارها في سبيل توفير الحد الادني لمعائشها .
سيذهب اسامة داوؤد او بالاحري ستسقط امبراطوريته التي بناها من سلعة القمح وربما تسقط مستعمرات اخري تابعة له حال استمرار “المؤامرة” او سيناريو الاقصاء الي نهاياته ولكن الاهم من كل هذا هو الحقائق التي ستتكشف من عملية البحث عن اجابات لاسئلة عديدة حائرة فمثلا : من الذي يخطط للحكومة لاتخاذ مثل هذه القرارات المثيرة للجدل ؟ ..هل هو برلمانها ..ام حركتها الاسلامية ام هو المؤتمر الوطني ورجالاته الذين غشيتهم موجة التغيير ..ام هي الدولة العميقة التي لازالت تمارس فضيلة التخفي والابتعاد عن الاضواء والسطح السياسي هي اذن تساؤلات عديدة ومشروعة في دولة لا تشرق فيها شمس الشفافية وتتعطل فيها قوانين الحق العام .ولان قرار فك احتكار الدقيق شغل مجالس المدينة وحرك الكثير من البرك الاقتصادية الساكنة فان ردود فعله وتداعياته لازالت تتوالي وتتفاعل فخرجت الكثير من التفسيرات والتحليلات البعض يعتقد ان مسوؤل كبيرا ونافذا سابقا كانت له علاقات بالقمح “بذورا ودقيقا” هو الذي يقف خلف هذا القرار ..واخرين يعتقدون العملية في اساسها مجرد صراع استراتيجي يخدم المصالح الخاصة اكثر من كونه رؤية دولة تبحث عن قرارات وسياسات اقتصادية راشدة وبالامس بدأت اولي مراحل تفكيك امبراطورية القمح “المدعوم “حيث ظهر (البنك الزراعي السوداني) وهو يبحث عن موردين وعطاءات لتوفير كميات من القمح لاغراض صناعة الخبز والايام حبلي يكشفن كل جديد ومثير فالننتظر كيف ستغيب شمس اسامة داوؤد ؟
حينما تختل الشوري ..!
هي حالة اشبه “بالنعي” او اجترار الاحزان حينما يتحدث السيد رئيس الجمهورية بان حزبه المؤتمر الوطني يعاني من حالة مرضية في شوراه وفي اداءه التنظيمي بالولايات كافة تلك هي الحقيقة التي كانت تخفيها “الميديا” المحلية وتتحاشاها التقارير الخاصة ويظن البعض من جماعة الضفة الاخري من المؤتمر الوطني وخصومه ان حالة المؤتمر الوطني بشكله الحالي اسوا بكثير مما اعترف به السيد رئيس الجمهورية ورئيس الحزب علي الاشهاد غير ان بقايا “مايو” والاتحاد الاشتراكي اغضبتهم مرافعة السيد رئيس الجمهورية حينما حزر “جماعته” في المؤتمر الوطني من المآلات التي انتهي اليها الاتحاد الاشتراكي .
ودائما ما يغطي حزب المؤتمر الوطني ثغراته وسقطاته “بهالة ” ضخمة من الخطب والحملات الاعلامية التي تبتلع عائداتها صحافة “جائعة” وتلك هي الحالة او الفائدة الوحيدة التي تجني ثمارها الصحف الفقيرة حينما يسقط الحزب في “الوحل” والمستنقعات السياسية الآسنة فتتسابق صحافتنا الي رسم صورة مصنوعة بلا مضامين لحزب يتكي علي “عكازة” السلطة .
فالمؤتمر الوطني اذن يعاني مرض حقيقي في ممارسته للشوري وبالتالي فهو مواجه بتحد صعب في الكيفية التي سينجز بها وعده والتزامه للقواعد التي حملته علي اكتافها الي حيث المكاتب الفخيمة (والقبة)الرحيبة رغم ضعف هذه القواعد وهوانها وفقرها وبؤسها واحباطاتها .
جيوش بلا سيوف ..!
يا للهول ..40 الف وظيفة شاغرة الان باقسام ووحدات المراجع العام تنتظر خريجي المحاسبة كبشري ووعد قادم لهؤلاء المنتظرين اعلنها الامين العام للجنة الاختيار حسن محمد مختار ..بكل بساطة هل المراجع العام يمكنه استيعاب كل هؤلاء الموظفين الجدد ؟ ثم كم هو حجم الموظفين القدامي ؟ بالتاكيد هو اكبر بكثير من هذا العدد .
والحقيقة التي يجب الوقوف عندها هنا انه كلما ذادت اليات الضبط والرقابة والاحكام كلما قلت او تلاشت في مقابلها كل حالات ومظاهر الاعتداء علي المال العام لكن يبدو ان هذه المعادلة مختلة تماما او مقلوبة باعتبار ان المشهد العام فيه كثير من التشوهات والمظاهر المالية الفاسدة فالدولة الان يبني الفاسدين فيها “اعشاشهم” وينخرون في جسدها كالسوس فتبددت طاقاتها واهدرت مواردها واوشكت قدراتها علي الانهيار رغم وجود منظومة كبيرة من آليات الرقابة وقوانينها وجيوشها “الوظيفية” مرورا بمفوضياتها لكن يبدو انها جميعها “تحرث” في بحر متلاطم من الفساد او كالجيوش بلا سيوف ولهذا فان اكثر ما يؤذي بلادنا ويعمق جراحاتها هي حالة الاسترخاء واللاقانون تجاه قضايا الحق العام ..وهنا من حقنا ان نتساءل ..هل نحن في حاجة الي 40 الف وظيفة ادارية او محاسبية جديدة بكل هذا الحجم حتي نوقف نزيف المال العام ؟ ثم اين تقارير المال العام ؟ لماذا لا تنشر للراي العام ان كنا فعلا ننشد دولة الشفافية والقانون ؟ عزيزي المواطن تمهل ولا ترهق نفسك كثيرا فهناك آليات ولجان اخري خارج الاسوار ولكنها بكامل التفويض لممارسة “التحلل والتسويات” .
(ام هجيليجة) تستغيث ..!
كتلة سكانية لا يستهان بها تتعايش فيما بينها منذ مئات السنين تحتضنها قرية (ام هجيليجة) وهي منطق ضاربة بجزورها في تاريخ السودان القديم والحديث تقع علي بعد 12 كيلو غرب تندلتي بولاية النيل الابيض مواطينها اعطوا الدولة كامل حقوقها واسهموا ولازالوا في تغذية اسواق الابيض وكوستي وربك والاخريات بقدر وافر من الحبوب والمنتجات الزراعية الاخري واخلصوا كذلك لقياداتهم الحزبية ولكن للاسف لا احد يسأل عنهم وكل هذا الوفاء لم يرتد اليهم لا من الحكومة الولائية ولا حتي من برلماناتها او قياداتها التي اخذت تفويضها الشعبي او الانتخابي ثم هربت دون رجعة وتركت قواعدها وحدها تبحث عن خدمات وعن حياة بحدها الادني .
والمواطنين هنا في منطقة “ام هجيليجة” بالنيل الابيض طال انتظارهم وحفيت اقدامهم وبحت اصواتهم منذ اكثر من اربعة سنوات في سبيل البحث عن “تخطيط” يذهب عنهم المشقة والعناء في مسيرة تواصلهم وتنقلاتهم من والي منطقتهم رغم انهم مارسوا كل الاغراءات لولاة الامر بمحلية تندلتي لكن لاجدوي ويبحثون كذلك عن كهرباء وعن مشفي وحتي المركز الصحي الوحيد الذي جادت به جيوب الفقراء كجهد شعبي منذ اكثر من اربعة سنوات سقط مغشيا عليه قبل ان يدخله اي مساعد طبي توفره حكومة الولاية والمنطقة الان يغطيها الظلام رغم ان الخط الرئيس الذي يغزي “عروس الرمال” يمر بفضاءاتها ومجالها الجوي وحدودها الجغرافية فاهل ام هجيليجة هناك يتساءلون في حيرة من امرهم لماذا لا يغشاهم هذا الامداد الكهربائي اليس هم مواطنين من الدرجة الاولي ؟ تلك هي قضيتهم ومطالبهم المشروع بحق الولاء السياسي والانتماء للدولة وبحق الواجب والمسوؤلية للراعي تجاه الرعية فماذا انت فاعل سعادة الوالي كاشا ؟..وماذا انت فاعلة ايتها المحلية فهذه هي استغاثة اهل “ام هجيليجة” فهل من مغيث ؟ .
الملف التائه ..!
علي طريقة ..(ساخر سبيل) .. في اي محطة من الاهمال يتوقف الان مشروع طريق “المناقل / القرشي/ ابوحبيرة” ؟ ..اين الملف هل هو عند الدكتور مكاوي محمد عوض وزير الطرق ؟..ام ذهب به الوزير السابق عبد الواحد يوسف الي فاشر السلطان ؟ ام تناثرت اوراقه داخل مكاتب شركة ذادنا ؟ نرجوكم دلونا عليه فاهل غرب الجزيرة طال انتظارهم وعشمهم في السيد “ايلا” من بعد الله هو البحث عن هذا الملف ثم نفض الغبار عنه وضخ روحا جديدة في اوصاله .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فالننتظر كيف ستغيب شمس اسامة داوؤد ؟ التعليق: شمس اسامة لن تغيب لان شمسه اشرقت ظهور اللصوص والمنافقين وشمسه لم تستع اصلا بسبب كوتات القمح،، وهو كرجل اعمال ناجح مرحب به في اي دولة،،،
    والموضوع لا علاقة له بالموضوع اطلاقا
    اكتب من جديد احسن

  2. فالننتظر كيف ستغيب شمس اسامة داوؤد ؟ التعليق: شمس اسامة لن تغيب لان شمسه اشرقت ظهور اللصوص والمنافقين وشمسه لم تستع اصلا بسبب كوتات القمح،، وهو كرجل اعمال ناجح مرحب به في اي دولة،،،
    والموضوع لا علاقة له بالموضوع اطلاقا
    اكتب من جديد احسن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..