أبوقوتة ود الإدر عماراً ما وِدِرْ !!
@ كلما يأتي ذكر أسم أبوقوتة تعود بي الذاكرة لأيام خوالي في زمن الصبا الماضي ، لم أكن حريصا علي معرفة معني كلمة ابوقوتة لأني لم أستغرب الكلمة و داخل الاسرة اسم (قوتة) كان لجدتنا والتي كنا نداعبها كثيرا و نحن أطفال بذكر إسمها لغرابته و تبددت غربة الاسم بعد أن إقترن بمنطقة أبوقوتة التي إقتحمت الذاكرة و إحتلتها تماما في أواخر الستينات و مطلع السبعينات عندما التقيت بأحد كرام رجالات ابوقوتة الشيخ محمد عبدالرحمن إدر أحد قيادات المزارعين ومن أوائل الشيوعيين في ابي قوتة والذي ارتبط بأسرتنا لعلاقته التنظيمية مع شقيقي الاكبر المرحوم الاستاذ فاروق وراق و تطورت العلاقة بعمق كما هي شيمة الشيوعيين لتصبح علاقة أسرية قوية .
@ ما أذكره عن المرحوم محمد عبدالرحمن إدر أنه كان دائم التواجد بمنزلنا خاصة ايام الخريف عندما تنعزل منطقة ابوقوتة عن العالم وفي الايام الأخر اذكر جيدا كان يقضي ليلتان معنا ، الاولي عندما يأتي من ابي قوتة ويصل الحصاحيصا بعد الظهر ويقضي يومه وليلته الثانية عندما يهم بالرجوع باكرا الي ابي قوته بعد أن يقضي مهمته بمكاتب الحكومة و أحيانا يمضي أكثر من ليلتين .عرفت سر تواجد الراحل إدر و زياراته المتكررة للحصاحيصا و تواجده (الحميم) مع الاسرة . كان عقب أداء صلاة العشاء يسخرني لشغله الشاغل وهو يحضر شنطة أنيقة من الجلد قبل ان يعرف الناس (شنطة تمكنا) . كان إدر منظما جدا يحتفظ بالكثير من الملفات المتعلقة بمنطقة ابوقوتة ويحرص جدا و هو يطلب مني أن أكتب ما يمليه عليّ بخطي الذي كان يعجب به ليخاطب المسئولين في مجلس الحصاحيصا وفي المديرية بود مدني و مسئولي التخطيط والصحة والتعليم والحكم المحلي ولجان تطوير القري والريف وغيرها .
@ علي الرغم من أن الراحل إدر كان يستغل وقتي كله في كتابة خطاباته للمسئولين ورفع المذكرات والشكاوي المتعلقة بأبي قوتة إلا أني كنت أجد متعة في كتابة ما يمليه علي بلغة بليغة و مفردات متفردة تتخللها آيات قرآنية واستدلالات من الحديث والسيرة إستفدت منه كثيرا و زاد إعجابي اكثر من شخصيته و كاريزميته و حبه لمنطقته و أهلها وهو يتكبد مشاق السفر المرهق وقتها من أجل أن يظفر بتصديق لمدرسة أو شفخانة أو محكمة وتزويد تلك المرافق بالكوادر و المعينات وغيرها . تعلمت من شيخ إدر كتابة الخطابات الرسمية و معني أن تحب أهلك و مواطنيك و أن تضحي من أجلهم بوقتك و مالك وجهدك دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا . كان يدرك أنه أخذ مني وقتا أدخره لخصوصياتي ولكنه يفعل ذلك من باب التربية التي (ما وقعت واطا) وكان يصر جدا ان ينفحني (حق السينما) كما كان يقول لي بأن السينما مدرسة فاحرص عليها .
@ تذكرت ابوقوتة و بسالات عمنا محمد عبدالرحمن إدر من أجل تنميتها و تطويرها و أنا أطالع الجهود الضخمة التي تقوم بها هيئة تطوير مدينة ابوقوتة و تسخير الجهد الشعبي لتفجير الطاقات من أجل تحقيق الكثير من الانجازات في ظل عجز الحكومة مقابلة التزاماتها في توفير الضروريات من مياه شرب نظيفة و طرق معبدة و توفير احتياجات التعليم والصحة والاهتمام بصحة البيئة والتخطيط العمراني الحديث و توفير فرص عمل هذه أساسيات ما تحتاجه ابوقوتة و تتصدي له هيئة التطوير عملا بحكمة (ما حك جلدك مثل ظفرك) وهو ذات النهج الذي اتبعه الراحل إدر وسار علي دربه قيادات ابوقوتة الشعبيين وعلي رأسهم الشيخ الجليل الاستاذ يوسف مضوي الرجل المهموم بابي قوتة .
@ ليس بالجهد الشعبي وحده ترتقي ابوقوتة و (فردتها) الرِبِع ثنائي الوحدات الادارية المهمشة و المظلومة من التنمية . هذه المنطقة تحتاج لمعالجة إدارية (ذكية) تقوم علي الاستقلال من ولاية الجزيرة اداريا والتفكير في شكل اداري آخر أو محلية منفصلة لظروفها الخاصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية والحكم المحلي لان بعد المسافة عن رئاسة المحلية في الحصاحيصا و عن رئاسة الولاية في مدني يجعلها بعيده عن عين المسئولين و بعيدة عن القلب الامر الذي رسخ في ذهنية الاداريين الفاشلين تلك المقولة الشهيرة (ابوقوتة يا تجوطا و يا تفوتا) وهذه هي مشكلة ابوقوتة الحقيقية التي لم تستغل قوة تأثير قياداتها في حزب المؤتمر الوطني بالولاية وبالمحلية وعليهم (الرك) و كما يقال لولا جماعة ابوقوتة والربع لانهار المؤتمر الوطني بمحلية الحصاحيصا . .
@ يا كمال النقر ..الراحل محمد عبدالرحمن إدر ، أيقونة نضال و تضحية مضي و بقيت أعماله !!
التحية إليك أستاذ حسن وراق لإفرادك هذه المساحة للحديث عن أستاذنا عبدالرحمن إدر و عن منطقة أبوقوتة هذه المنطقة المغلوب علي أمرها من تدني في الخدمات و تهميش المركز لها سوي كان علي المستوي الولائي او الرئاسي , الان أبوقوتة بها نوابغ و شباب يسعي إلي النهوض بها و توفير أدني سبل العيش الكريم ل محمد أحمد هذه النهضة تحتاج إلي تضافر الجهود من قبل مواطني أبوقوتة شيبآ و شباب و أهم نقطة يجب أن يغير المركز وجهة نظره حول هذه المنطقة و تغيير كل الديناصورات القديمة وضخ دماء جديدة هدفها التنمية .
تسلم الاخ حسن وراق واسلم فمك ،،،على قولة الحق ،،وايضا وانت تذكر بالخير الرجل القامة محمد عبدالرحمن ادر ،فقد كان منارة ومدرسة نهلنا منها الكثير ،،،