اسلاميو السودان يقصفون المساجد..السودانيون أمام خيارين :سقوط النظام أو سقوط ما تبقى من السودان

حيدر ابراهيم علي
توطئة:
حرمني خذلان الجسد- كما قال درويش-عن الكتابة والجلوس،رغم عظمة الاحداث.ولكن بالأمس بعد صلاة الجمعة وبينما اتابع الفضائيات،بثت بعض القنوات صورا لجندرمة المشروع الحضاري الإسلامي في السودان وهم يقتحمون المساجد بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاط.ومددت يدي لاحدي بطاقات البحث في التاريخ الإسلامي،فقرأت:” ضرب الأمويون الكعبة الشريفة بالمنجنيق مرّتين واحرقوها خلال حكمهم الجائر، تارةً في زمن يزيد بن معاوية وذلك بقيادة الحصين بن النمير، وأخرى في زمن عبد الملك بن مروان وذلك بقيادة الحجّاج بن يوسف الثقفي وبعد أن استعصى على الجيش الأموي إخضاع ابن الزبير، وضع المحاصرون المنجنيق ورمي الكعبة بالنار فاحترقت، ثمّ بقوا محاصرين للبيت الحرام عدّة شهور حتّى وصلهم خبر هلاك يزيد.فانفكوا عنها راجعين إلى الشام مغلوبين، وتفرّقوا أثناء رجوعهم لاضطراب أمرهم، فلاحقهم أهل مكّة والمدينة حتّى أخذوا أربعمئة منهم إلى الحرّة بالمدينة، وأمر مصعب بن الزبير بقتلهم، ثمّ بايع أهل المدينة أخاه عبد الله بن الزبير بالخلافة.”
يكرر الأمويون الجديد في السودان – الجبهة الإسلامية القومية- رغم الاختفاء في اقنعة من التسميات،آخرها المؤتمر الوطني،تاريخ الاستبداد في الدولة.ويدخلون الحركات الإسلامية الجديدة التي تبنت الديمقراطية وغيرت اسماءها في مصر وتونس والمغرب وتركيا،في حرج كبير بهذه الممارسات.ويحاول الاسلامويون التمسح بها،بينما يهربون منهم مثل هرب السليم من الأجرب.ولم تساندهم أي حركة ولم تصدر ادانة للمظاهرات لانه حق مشروع.كل هذه الاحزاب الإسلامية جاءت عن طريق انتخابات حرة ونزيهة،ونحن نحترم ارادة الجماهير مهما كانت مخالفة لمواقفنا.بينما تظل عدم شرعية الاسلامويين قائمة رغم الانتخابات المزورة،والتي اعطتها
العقل المختون و فكر الأزمة
من الواضح أن السودانيين يعيشون اختبارا حقيقيا أكبر من السياسة ونوع الحكام. فالامر يتعدي كل هذا حين يكون الشعب تحت رحمة طغمة تعزوها الحكمة والرحمة.وما اتعس الشعب الذي يكون سراته الكذّابون،الغشاشون،المدلسون.لاتري عقولهم الشمس،ولا تنطق السنتهم عن الحق،ولا تعرف بقايا ضمائرهم التأنيب.فقد دشنوا عهدهم بالكذب والتضليل:الذهاب الي القصر والآخر الي السجن!ثم لم تتوقف ماكينة الكذب حتي هذه اللحظة،هم وابواقهم المحرشين حقيقة.الأزمة أوضح من الشمس ولكنهم يدلسون ويكابرون رغم أن نظامهم قد سقط فعليا.فالسقوط ليس بالضرورة أن يكون الحاكمون في السجن أو هربوا خارج البلاد.ولكن حين يفشل برنامج وايديولوجية أي نظام، فقد سقط لأن ليس لديه ما يفعل أو ينجز.
يصعب تحليل تفكير وسلوك الإسلامويون السودانيون ضمن شروط العقل والعقلانية لأنهم أقرب الي الغرائز والإنسان الخام أو ما قبل انتشار العقل والحس السليم.فأول شروط انسانية المرء،الشعور أن الآخر هو ايضا يستحق ما تستحق،وعلي رأس ذلك الاحترام.ولكن من يتلذذ من ألم إنسان يجلد أو يرجم؛أو لا يحركه عناء من يتضور جوعا؛يصعب أن تدرجه في زمرة بني الإنسان إلا تجاوزا. و مع غياب القانون كرادع خارجي يبقي الضمير ولكن هذه مثالية لان من ضيع القانون لو لديه ضميرلابقي القانون كضمان للعدل.الامنوقراطي لو شغّل ضميره أو أحس بالتأنيب يفشل في اداء واجب القمع.وهنا تساءلت كيف حلل الحاكمون الأزمة الإقتصادية؟ لأن التحليل الصحيح قد يكون مقدمة لحل صحيح. وقد ظننت حين استمعت لخطاب البشير امام المجلس الوطني- في بداية الحديث،أنني استمع لتقرير يقدمه(كبج)او تحالف المعارضة.فهذا ما ظل يردده الحادبون علي الوطن وينكره المؤتمر الوطني.
حين وصل البشير الي الحلول والمخرج،قفز الي الشعوذة والتهويمات،ليختم بالقول:-“نحن شعب متوكل على الله مقلب الأمور ، واهب الحياة ، المعطى المانع ، نُعْطَى العطية من الله فنشكر ، ونُبتلَى بنقص من الأموال والأنفس والثمرات فنصبر ، وذلك شأن أهل الله الذين لا يستطيع بشر أن يقهرهم ، ولا تقدر قوة غاشمة على تطويعهم . وإن في حياة الأمم لحظات فيها يحق الحق وتتمايز الأمور ، والقيادة الصادقة لا تتردد ، ولا تنكص عن النظر في الخيارات والتدابير ، والاخذ بأحكمها بعد المشاورة والاستخارة . ذلك أنه لا خير في قائدٍ لا يقود ، ولا رجاء في رائدٍ يكذب أهله
.إن هذه الحزمة من السياسات ليست معالجة مجزوءة أو طارئة لوضع طارئ بل هى امتداد للاستراتيجية القومية ، والبرنامج الاقتصادى الثلاثى ، وهى خطوة باتجاه ترشيد الاداء الاقتصادى ، وخفض التضخم وزيادة النمو .هى بعض فكرنا واجتهادنا وجهدنا ، نسأل الله أن يبرم لنا بها خطة رشد لبلادنا. وأن يبارك لها في مُدَّها وصاعها ، وناتجها ومنتوجها ، وأن يهدى مساعينا جميعاً إلى سبل الرشاد ، فلا هادى سواه إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والسلام عليكم و رحمة الله.(الاعلام18 يونيو2012)
هذه حلول بالشعوذة والغيبيات والخزعبلات وليس بينها والدين أو التدين الصحيح أي صلة.وهذا ليس بغريب علي الإسلامويين،فنحن لم ننس في مناقشة الاستراتيجة القومية الشاملة في أول سنوات الانقاذ،فقد جاء في اخبار الجلسة الاولي:-“تحدث الدكتور عمر احمد فضل الله عن ايمانه بامكانية الاستعانة بالجن المؤمن في كافة مجالات التطور والنهضة وقال إن استعانة الانس بالجن هي مسألة واردة وهنالك سوابق كثيرة علي ذلك..وقال الدكتور اننا نستطيع ان نستعين بالجن السوداني المؤمن في تفجير الطاقات وكافة الاستخدامات المطلوبة”.وعوضا عن زجر “الدكتور” رد الفريق البشير رئيس المؤتمر،علي صاحب الاقتراح بالآية الكريمة:(وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم)وطلب منه اعداد ورقة شاملة عن الجن!(صحيفة السودان الحديث22ديسمبر1991).
الأزمة الاقتصادية هذه المرة قاتلة للنظام الذي استنفذ كل فرص المناورة والكذب والاستهبال.فالأزمة كفيلة بنفسها-حتي لو فرضنا جدلا أن الشعب لم يخرج- فالتآكل الذاتي والداخلي سوف يكون سببا في الانهيار.إذ لا يوجد مفكرون يقترحون حلولا عقلانية،كما يواصل الطبّالون والحواة ،التضليل وتزييف الوعي.ومن الامثلة الغرائبية نقرأ:-” ..وكذلك دور المفكرين في السودان تضاءل فالسياسة نفسها أصبحت كأنها غير موجودة، والكثير من الطرق مسدودة للمفكرين ولغير المفكرين والظروف صعبة ، وأنا كثيراً ما أعذر القائمين على أمر السودان، لأن هناك عدواناً مبيتاً على السودان وعدواناً متواصلاً، لكن طبعاً أعتقد أنه وبخطئنا أو بغفلتنا سهلنا مهمة الآخر المعتدي لكن اللطف الإلهي يحيط بنا، أنا أرى اللطف الإلهي يمشي في شوارع مصر مثلما سار في شوارع مصر سيدنا موسى وسيدنا يوسف ودخلها المسيح ابن مريم ومعه الحواريون فهذا تنزيل للمشيئة الإلهية. أعتقد الآن أن اللطف الإلهي هو الذي يسير وليست المقدرات العادية للمفكرين الإسلاميين سواء كان في السودان أو في مصر أو في تونس كلنا مغلوبون على أمرنا وكلنا بدون طاقة وبدون “مروءة” فيبقى الله لطيفاً بعباده ولذلك المغلوبون والمهضومون الآن فقط التجليات الإلهية واللطف الإلهي هو الذي يسهل لهم الأمور وييسر لهم ما استصعب.(الجريدة 12/6/2012 مقابلة مع حسن مكي).
تفتقت عبقرية مفكر آخر وهذا رجل عملي وليس منظرا.فقد جاء في صحيفة(آخر لحظة)بتاريخ21 يونيو2012،ما يلي:” سلم الداعية الإسلامي والمحاضر بجامعة الخرطوم الدكتور صديق الحاج أبو ضفيرة أمس الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني بواسطة مكتبه بالمركز العام، مذكرة أسماها (الربيع السوداني)، شعارها (الشعب يريد الحكم بالإسلام وإرشاد النظام) حوت على 14 مقترحاً قال إنها تعيد ثقة المواطن المفقودة في النظام لفترة طويلة وأشار أبو ضفيرة إلى أن هذه المقترحات محكمة وواجبة التنفيذ وأنها متمثلة في أن يقوم القادرون من أعضاء المؤتمر الوطني بترك وجبة الإفطار لمدة يومين، وأن يحولوا ثمنها لجملة طعام الأطفال المشردين وأمهاتهم، وأضاف من لا يتحمل الجوع يسلم مبلغ الوجبتين إلى القائمين بأمر الحملة وأشار إلى ضرورة أن تقوم الحملة بحصرهم والكشف عليهم وكسوتهم، ودعا المؤسسات الحكومية للتبرع بنصف نثريات شهر لدعم العام الدراسي، والقيام بإحصاء ورعاية العاملات في البيع بالطرقات العامة ودعم تجارتهن والتصريح لهن بأماكن ثابتة، بجانب دراسة أوضاع الباعة المتجولين، وأشار البيان إلى ترك الغناء لمدة يومين بالفضائيات والإذاعات حزناً على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى دعم المرافق الصحية والدواء والكتاب الجامعي ورسوم القبول للطلاب المعسرين، وذلك من نثريات ومخصصات احتفالات الثلاثين من يونيو.”
لو تركنا المفكرين والمنظرين الإسلامويين ،جانبا لنتابع منظمات العمل الطوعي في المشروع وكيف تري الوطن؟نكتفي بمضمون هذا العمود للاستاذ(الطاهر ساتي):-” **
الأسبوع الفائت، كتبت فيما كتبت، أن اتحاد عمال السودان – وبتوجيه من وكيل وزارة الصحة المركزية – سحب عربة إسعاف مستشفى الصداقة بأم درمان، لصالح ما أسموه بـ(دعم قطاع غزة)، وكان ذلك في العام (2009).. وأن مستشفى الصداقة، منذ ذاك العام والى يومنا هذا بلا عربة إسعاف، بحيث يتم نقل المرضى والموتى بالبكاسي وغيرها من المركبات.. وبعد ثلاث سنوات من سحب عربة الإسعاف، اكتشفت إدارة مستشفى الصداقة أن تلك العربة لم تذهب الى قطاع غزة، بل تقبع في فناء مؤسسة تسمى بالمؤسسة الطبية الوطنية، فطالبت إدارة المستشفى القائمين بأمر تلك المؤسسة باسترجاع العربة، وخاصة أن المستشفى بحاجة إليها، بل أكثر حاجة من قطاع غزة.. ولكن ردت تلك المؤسسة على إدارة المستشفى برد فحواه: (صاح نحن ما قدرنا نوديها غزة، لكن عندنا النية نوديها الصومال).. وبهذا الرد، رفضت إرجاع العربة الى المستشفى.. فناشدت وزارة الصحة واتحاد العمال وتلك المؤسسة بإرجاع العربة الى مستشفى الصداقة، إذ أهل السودان بحاجة الى خدماتها أكثر من أهل فلسطين والصومال”.(السوداني 20/6/2012)..!!
عام2012 نهاية التاريخ
يقف السودانيون في الأشهر الستة المتبقية أمام إحدي خيارين لا ثالث لهما:سقوط النظام أو سقوط السودان (بالاصح ما تبقي منه).هذا عام مصيري ،لأن النظام تجاوز تاريخ صلاحيته خاصة بعد أن فرّط في الجنوب ثم غرق الآن في مستنقع الأزمة الاقتصادية. وأي تباطؤ أو تردد في اسقاط النظام بكل الوسائل الممكنة وحتي التي كانت غير ممكنة،يعني أننا انحزنا لخيار اسقاط السودان.خاصة وان التآكل الذاتي يفعل فعله بسبب سياسة التقشف.فقد اعتمد النظام علي المال السياسي في شراء الضمائر وكسب المرتزقة،بعد حل الحركة الإسلامية والتنكر للمشروع الحضاري.وسوف يهرب الكثيرون من المركب الغارق وقد بدأت القاهرة تشهد نازحين سمان يلحقون بشققهم في الرحاب والمدن الجديدة.لن يتحمل مرتزقة النظام ربط الاحزمة وهم الذين تعودوا علي ربط احزمة العربات الفارهة.
لذلك،لابد من استمرار الانتفاضة الشعبية،بغض النظر عن الاعداد.هذا النظام يجب الا يعرف الراحة والنوم في ايامه الاخيرة.وتعدد الوسائل والمعارك والميادين يرهقه ويشتت انتباهه ثم يفقده اعصابه.قد يفكر النظام في الطريقة السورية أو الليبية،وهذا خيار خطر ومهلك لان السودان ملئ بالسلاح.وقد تفكر المعارضة السلمية في التحالف مع الجبهة الثورية وتتحول ? مجبرة- الي انتفاضة شعبية محمية بالسلاح .وهذا شعار قديم للتجمع الوطني الديمقراطي. ولا نصيحة للنظام حتي لو توقفت الانتفاضة مؤقتا، الا: إرحل!
[email][email protected][/email]
والله دي حاجه غرية ناس احتكروا اي شي وبقينا فعلا في غابة!!وألفو في الدين زي ماعايزين
قبضوا الشعب من رقابهم بسلاسل عبودية ولمن الظلم فاض في ناس لسى مؤمنين بأفكار الأنجاس ديل!,,
بالجد غريب أمرك ياسوداني ربنا ميزك بعقل وانت معطله!!,,لكن مافي مشكلة ياكيزان نحن شباب شماسى مشردين يابشير! جايين على رجلينا خطوة خطوة وحتقع حتقع دي مشيئة الله الماعرفتو
شباب اتعلم بقرشه وماصرفت عليهو ولاتنكيله زيته طالع!!ويجي واحد زيك يقول شماسى,,والله انت الشماسي
وياالخبراء الأقتصادين الشباب والكبار داخل وخارج السودان ورونا ححصل شنو بعد ديل مايقعوا
بعد23سنه وسخ كيزان الناس بقت تفهم لغه واحدة لغة القرش!!فوعوا الشعب وطلعو دفاتركم وحسبوها لينا بالله,,الناس عايز تتنفس وديل خنقوها شدييييد…!
مقتبس …(:” سلم الداعية الإسلامي والمحاضر بجامعة الخرطوم الدكتور صديق الحاج أبو ضفيرة أمس الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني بواسطة مكتبه بالمركز العام، مذكرة أسماها (الربيع السوداني)، شعارها (الشعب يريد الحكم بالإسلام وإرشاد النظام) حوت على 14 مقترحاً قال إنها تعيد ثقة المواطن المفقودة في النظام لفترة طويلة وأشار أبو ضفيرة إلى أن هذه المقترحات محكمة وواجبة التنفيذ وأنها متمثلة في أن يقوم القادرون من أعضاء المؤتمر الوطني بترك وجبة الإفطار لمدة يومين، وأن يحولوا ثمنها لجملة طعام الأطفال المشردين وأمهاتهم، وأضاف من لا يتحمل الجوع يسلم مبلِغ الوجبتين إلى القائمين بأمر الحملة وأشار إلى ضرورة أن تقوم الحملة بحصرهم والكشف عليهم وكسوتهم، ودعا المؤسسات الحكومية للتبرع بنصف نثريات شهر لدعم العام الدراسي، والقيام بإحصاء ورعاية العاملات في البيع بالطرقات العامة ودعم تجارتهن والتصريح لهن بأماكن ثابتة، بجانب دراسة أوضاع الباعة المتجولين، وأشار البيان إلى ترك الغناء لمدة يومين بالفضائيات والإذاعات حِزناً على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى دعم المرافق الصحية والدواء والكتاب الجامعي ورسوم القبول للطلاب المعسرين، وذلك من نثريات ومخصصات احتفالات الثلاثين من يونيو.”)
هل جامعة الخرطوم تضم في هيئة تدريسها مثل هذا المخبول الأبلةالمعتوة الملقب بالدكتور ؟؟؟؟؟ خسارة ياجامعة وخسارة يادكترة وكان الله في عون السودان اذا كان مثل هؤلاء أساتذته!!!!!!!!
سؤال برئ ؟ هل عصابة المؤتمر الوطنى مخلوقات فضائية لأنو شفت رؤية غريبة . خير اللهم اجعله خير
لاينفع ضرب المصليين فى المساجد بعد ان انكسر حاجز الخوف فى جمعة لحس الكوع….فمتى انكسر هذا الحاجز فلاشئ يوقف الناس من الثورة …وعندما بدات انتفاضة الشعب التونسى بحادثة بسيطة ظن زين العابدين بن على انها حادثة وسوف تمر كما مر قبلها الكثير من الحوادث ولكنه لم يدر ان الحادثة كسرت جدار الصمت والخوف وهكذا كانت الامور فى مصر واليمن وليبيا وسوريا…لقد انكسر حاجز الصمت فى السودان والايام حبلى بالويلات لنظام الانقاذ.
اخى د. حيدر ابراهيم
اروع ما فيك انك تكتب بعمق وفكر مستصحبا معك مسيرةالتاريخ والعبر .. محللا ومنقبا ومرشدا .. فقد ذكرتنى بكتابات المرحوم محمد ابو القاسم حاج حمد .. والذى مات ولم يقرأ له حتى المثقفين السودانيين
ولكن نحن فى السودان نعتمد على شفافية القول والحدث .. فاجمل التاريخ ما كتب فى زمنه .. وانت تراجع مسيرة الاسلامين والانقاذ وتنقب فى دهاليزها ..وتذهب مراجعا لمذاهب المهدى بحثا ونقداوغيرها
وكانت رائعتك ( ختان العقل السودانى ) .. كدراسة نشاهدها الان مطبقة على جميع المناحى السودانية فانظر الى الصحافة لتجدها اكثر بروزا .
اننا فى حاجه الى فكر سياسى واجتماعى خلاق والى ابداع اقتصادى والى مراجعةلتاريخ السودان واعادة صياغة فقه الاقتصاد والاجتماع والسياسه حتى يخرج الوطن من ازماته المستفحله ويرتقى الى هامات البلدان الاخرى ..
التحية لك كاتبا ومفكرا واديبا وضع بصماته الرائعة فى مسيرة الوطن ..
ونحن نشاهد كثير من له درجة الاستاذية شغل نفسه بسفاسف الامور وابتعد عن البحث العلمى واتجه الى ما يدر له من المال عبر اسهل الطرق ولم يفد الوطن فى شئ ..
بارك الله فيك الاخ حيدر ,,, بس انت اختصرت الموضوع كلوا في عنوان المقال وياأهلنا اذا اردتم ان تتحررو من رق وعبودية تجار الدين يجب انت تنتفضوا كلكم وهبه واحدة قويه تسقطهم عن بكرة ابيهم ,,,غيروا الحال دا واعقدوا العزم على ان تفعلوه ,,{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فالسودان امام خيارين لاثالث,, فالثورة ,, الثورة ياشعب السودان
احد الطلبة الفلسطينيين الدارسين في كلية الطب بجامعة الخرطوم قال لي السودانين شعب طيب وكريم وأنا لي اصدقاء أعزاء كثر من زملائي بالكلية احبهم ويحبوني ولكن ما استغرب له انهم يتجنبون الكلام في الطب والدراسة والتي تنتهي عندهم بأنتهاء الأستاذ من حصته ؟؟؟ وبعدها لا يحبون الا الكلام في أمور الدين التي يتبحرون فيها ويعرفونها أكثر من الطب ؟؟؟ حتي خيل لي انني ادرس بالأزهر ؟؟؟ طبعاً الكيزان قاموا بغسل عقول الكثيرين من الطلبة وغيبوهم دينياً ؟؟؟ ولا يهم ان يذهب المرضي الي الأردن او مصر للعلاج ؟؟؟ ولا يهم ان يبني لنا الأتراك والمصريين والشوام بيوتنا ؟؟؟ فلا تتعجبو ان يكون هنالك دكتور ومربي بجامعاتنا بهذا الجهل والخبل ويدعي التدين والدين بعيد عنه وتصرفه هذا يسمي بالبلدي دعوني أعيش وأربي عيالي وأخدم السلطان ؟؟؟
في استطلاعات رأي مع شرائح مغتربة مختلفة حول ما يدور من أحداث في الشارع السوداني توقع البعض سقوط النظام من خلال مفاجآت لا تخطر ببال المراقبين ، ويرى طرف ثان أن النظام من الصعب إسقاطه بهذه السيناريهات الهشة ، وتعجب آخرون من عقار وعرمان وهما يجوبان دول الاستعمار لتأليبها ضد النظام – وهما في هذا المحك عملاء لا غير فحتى وإن سقط النظام فلن يقبل بهما شعب يعرف معنى جلب الأعداء ومصيرهما مصير ل عميل عاون الأعاء على قادة بلادهم …فأين الذين أدخلوا الأمريكان العراق ..هل نالوا شيئًا من المناصب ؟ وفئة تعيب على المسؤولين التهكم بالشعب الثائر ، وتراهن على عدم قدرتهم على الانتصار …وثمة أناس يرون أن الله غلب ، وأن الحكم مهما طال زائل بحجة : لا أمان للدهر ولوصفا ، والحاكم ولو قرب منك …. الاستطلاع ميداني لم يسأل فيه الموالون للنظام لأن إجاباتهم معروفة ….عقلاء لا ينكرون الصراع ، لكنهم ينادون على أصحاب المنتديات : الراكوبة تحديدًا البعد عن التجريح ، والسب ، والشتم ، وذكر الحقائق بالموضوعية ، والأدلة ، والبراهين لأن من أدب الخصومة الإقناع بالحجج …..
الدكتور عمر القراى كان أول من تنبه إلى خطر هؤلاء الجهلة على عقول أبناءنا وبناتنا له التحية والتقدير والشكر للدكتور حيدر إبراهيمعلى مقاله الرائع.
من محن الوطن
أشياخ التكفير.. أساتذة جامعات؟! *
د. عمر القراي
(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم)
صدق الله العظيم
اطلعت مؤخراً، على كتيب بعنوان “فتاوي العقيدة والمذاهب”، مؤلفه هو د. عبد الحي يوسف. ولقد لفت نظري في البداية أن كاتبه مشار إليه بلقب “الدكتور” بدلاً من “الشيخ”! كما أن الكتاب ليس فيه اسم الجهة التي أصدرته، أو دار النشر التي طبعته، ووزعته، الأمر المخالف لكل نظم المسؤولية، في التوثيق العلمي. وحين اطلعت على الكتيب، وجدت انه ملئ بالفتاوي المتطرفة، التي تجنح للتكفير، والإثارة، والتحريض، والاستعداء على فئات مختلفة من الشعب السوداني؛ مما يعد جهلاً بحقائق الدين، واستهتاراً بالدستور، وباتفاقية السلام، التي ارتضت التباين الديني، والفكري، والثقافي، والسياسي؛ وأقرت مبدأ الحق في العيش الكريم، لأبناء الوطن الواحد، رغم اختلاف أديانهم، ومعتقداتهم.
ولقد افتتح الكتاب، بكلمة للناشر ـ الذي لم يورد اسمه ـ جاء فيها “وهذه المجموعة تمثل نماذج منتقاة لبعض الأسئلة التي وردت إلى موقع شبكة المشكاة الإسلامية وأجاب عليها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم”! ولم يوضح لنا الكتيب لماذا قدمت هذه الأسئلة لذلك الموقع بالذات، ولا عن أي جماعة إسلامية يعبر ذلك الموقع، الذي يفخر بنشر فتاوى التكفير، ولماذا قدم الموقع الأسئلة للشيخ عبد الحي، دون سائر الفقهاء والوعاظ الذين درجوا على إصدار الفتاوى قبله.
ولقد كان من الممكن أن نتجاوز عن هذه الفتاوى الجاهلة، الحاقدة، البعيدة عن واقع العصر، لو أنها صدرت من شيخ عادي، بسيط، لا يتجاوز علمه “متن العشماوية”، أو “ألفية ابن مالك”، وما شابهها من الحواشي والمتون. ولكن أن تأتي الفتاوى المتطرفة من شيخ بلقب “دكتور” في جامعة الخرطوم، ثم هو، رغم هذه العقلية، المسؤول عن الثقافة الإسلامية، في هذه المؤسسة العريقة، فأمر لابد من الوقوف عنده. ذلك أن هذه الظاهرة الغريبة، إنما تشير إلى أمرين خطيرين: أولهما انتشار التيارات الدينية المتطرفة، التي تسيء إلى الإسلام أبلغ الإساءة، بما تعكسه من ممارسات إرهابية، تخالف جوهر الدين، وتشوه صورته، في نظر العالم. ثم هي منسوبة بصورة أو أخرى لحكومة الإنقاذ، التي سمحت بها، رغم أن الحكومة تحاول جاهدة تبرئة ساحتها من تهم الإرهاب، وتصرح مراراً بأنها تسعى لإقرار السلام في دارفور كما أقرته في الجنوب، علها بذلك تمحو تهمة الإرهاب، وتدفع شبح تدخل القوات الدولية، الذي لا يبرره شيء مثل الإرهاب والعنف.
أما الأمر الآخر فهو تسرب هذه الاتجاهات الإرهابية، التكفيرية، إلى مؤسسات التعليم العالي، دون كفاءة علمية، ودون اعتبار للوائح، والنظم، ومعايير التعيين في هذه المؤسسات؛ مما أسقط هيبة الجامعات، وحد من قدرتها على المنافسة في التقييم العالمي، وأثر سلباً على تربية وتأهيل النشء وأكد ما ظلت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان تردده، من أن ما حدث للتعليم العالي، في السودان، يرقى إلى حد الانتهاك لحقوق الإنسان.
داعية الفتنة.. كيف يفكر؟
والشيخ عبد الحي يوسف، لم يبدأ الفتنة بهذه الفتاوى العجيبة، وإنما درج على تصدر كافة المناسبات العامة، التي تتعلق بأي موقف سياسي، أو فكري، ليحولها إلى مأساة، بزرع بذور الفتنة، والفوضى، وتهديد أمن المواطنين. فقد قاد مجموعة من الشبان، تهتف “الحد الحد للمرتد” أمام قاعة المحكمة التي برأت المرحوم محمد طه محمد أحمد من تهمة الردّة، التي حاول جاهداً أن يلصقها به! وسبق أن هاجم معرض الأخوة المسيحيين بجامعة الخرطوم، وحرض عليه، واستنكر وجوده، مما أثار سخط المتطرفين، فقاموا بحرقه، وأهدروا بذلك حق أولئك المواطنين في التعبير عن معتقداتهم، وعرضوا أرواحهم للخطر، واتلفوا ممتلكاتهم! ولقد كانت تلك الفتوى الجاهلة مخالفة واضحة لقوله تبارك وتعالى “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم إن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”، ولقوله تعالى “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن”. ثم إنها مخالفة للدستور، واخذ للقانون في اليد، وكل ذلك لا يليق بالطالب الجامعي، فأعجب أن يقوم به الأستاذ الجامعي، داخل الحرم الجامعي! ثم لا يساءل عما اقترف من جريمة التحريض! لقد كان أجدر بالشيخ عبد الحي أن يعرض للأفكار التي يختلف معها فيبين حقها من باطلها، ويمكن أن يحاور أصحابها فيهدي الله لنوره من يشاء، ولكن أسلوب التكفير والإثارة وتحريض البسطاء، ليقوموا هم نيابة عنه، بما يدعي انه واجب ديني، حتى يكون هو بمعزل عن المساءلة القانونية، إنما هو عمل ينقصه الصدق، وتنقصه المروءة!
ولم يكن سبب تحريض عبد الحي، ضد المسيحيين، غضب مفاجئ، لم يستطع تمالكه، وإنما يرجع إلى إيمانه الراسخ بعدم التقارب بين الأديان المختلفة!! فقد سأله أحدهم “كثر الحديث هذه الأيام عن التقارب بين الأديان فما صحة هذا القول؟” فأجاب عبد الحي “… فإن الدعوة إلى التقارب بين الأديان يراد من ورائها التسوية بين الحق والباطل والهدى والضلال والكفر والإيمان… فالتقارب بين الأديان بدعة ضلالة تولى كبرها الماسون ومن خدع بهم أو باع آخرته بدنياه” (فتاوى العقيدة والمذاهب – الجزء الأول صفحة 20). ولو كان الشيخ عبد الحي، يعرف أقل القليل عن الأديان، لعرف أنها متقاربة لأن مصدرها واحد، وأصلها واحد، وغايتها واحدة. أما مصدرها فهو الله سبحانه وتعالى، وأما أصلها فهو كلمة التوحيد “لا اله إلا الله”، وأما غايتها فهي تجسيد كلمة التوحيد، في الخلق.. قال تعالى عن وحدة الأديان “شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب”، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله”. ولو كان الشيخ عبد الحي يعرف، لعرف أن من أسباب التقارب بين الأديان، إن ما جاء به القرآن، هو ما ورد في الكتب المقدسة قبله، قال تعالى “ان هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى”.. وأن الاختلاف وقع في الشرائع، قال تعالى “لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجاً” لاختلاف الزمان، وحاجة كل زمان لما يناسبه من التشريع. فالتقارب إذاً هو الأساس، والاختلاف فرعي، وهو لا يبرر التباعد، الذي افتعله الجهلاء، من اتباع الأديان، وليس أدل على ذلك من هذه الفتوى!
ومن نماذج الفتاوى التي تنطوي على النفاق، تحريم الشيخ عبد الحي العمل في الأمم المتحدة!! فقد سألته إحدى النساء “بحكم عملي أخالط كثيراً من النصارى، نتناول الطعام سوياً أثناء العمل، أشاركهم في بعض الدعوات والحفلات في منازلهم وبعض الأماكن العامة فما مدى حرمة ذلك؟ مع العلم بأني التزم بالزي الإسلامي حتى في هذه الحفلات.” فكانت إجابة عبد الحي “فالحكم على عمل ما بالحل أو الحرمة يتوقف على معرفة ماهية ذلك العمل، وهل يندرج تحت التعاون على البر والتقوى أم التعاون على الإثم والعدوان؟ وها هنا أسئلة تستطيعين من خلال الجواب عنها معرفة حكم عملك في تلك الهيئة: هل الأمم المتحدة تنتصر لقضايا المسلمين أم العكس؟ هل هي، في أحكامها ونظمها، تخضع لما أنزل الله أم العكس؟ أما مخالطتك لهم وأنت أنثى فما ينبغي لك ذلك بل المطلوب من المسلمة أن تلزم حدود الإسلام بألا تخالط الرجال إلا لضرورة أو حاجة، وحسبك أن تعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال بالنساء حتى في المسجد وفي الصلاة، فاتقي الله في نفسك ودينك” (المصدر السابق ص 22-23). فهل كان الشيخ عبد الحي صادقاً في هذه الفتوى، وهل هو مطبق لها في الجامعة، حيث الطلاب والطالبات في المعمل، وفي المكتبة، وفي الفصل، وفي فناء الجامعة، في حالة اختلاط؟ وهل يطلب الشيخ عبد الحي، من أي طالبة تسأله في الجامعة سؤالاً، أن تخاطبه من وراء حجاب؟! وهل ركب عبد الحي يوماً المواصلات العامة، أو ركب الطائرة، وجلست بقربه امرأة، فترك المركبة في الحال؟! وإذا كانت الأمم المتحدة، لا تخضع في أحكامها، ونظمها، لما أنزل الله، فمن أولى بأن يقال له ذلك، موظفة بسيطة، أم حكومة السودان، التي تتعامل، وتتعاون، وتستلم المعونات من الأمم المتحدة؟
تكفيره للحركة الشعبية
لقد ورد السؤال كالآتي: “ما رأي الشرع في انضمام رجل مسلم إلى الحركة الشعبية كتنظيم سياسي مع العلم أن قيادتها لم يكونوا مؤمنين؟” فأجاب الشيخ عبد الحي “فلا يجوز لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينضم لحركة تعادي الإسلام وأهله سواءً كانت الحركة الشعبية أو غيرها من الأحزاب الإلحادية والعلمانية التي تجاهر بعداوة الإسلام أو تكون برامجها مشتملة على الدعوة إلى إقصاء الدين عن الحياة… والحركة الشعبية على وجه الخصوص لم تخف في يوم من الأيام عداوتها للإسلام وأهله وأعلنت مراراً عن نيتها وسعيها لإقامة ما يسمونه بالسودان الجديد يعنون بذلك سوداناً علمانياً لا مكان للدين فيه، كما أنهم قد بدت البغضاء من أفواههم تجاه كل ما يمت للعروبة بصلة، وما فتئوا ينادون بأن سكان السودان الأصليين هم الزنوج وأن العرب الجلابة ليسوا إلا غزاة إلى غير ذلك من الترهات التي يبثونها ويدندنون حولها مراراً وتكراراً، وان المرء لا ينقضي منه العجب حين يرى منتسبين إلى الإسلام يسارعون فيهم لنيل عرض من الدنيا قليل يبيعون من اجله دينهم ويوادون من حاد الله ورسوله فإذا عوتبوا يقولون “نخشى أن تصيبنا دائرة” وهم يجهلون حكم القرآن الواضح “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم أن الله لا يهدي القوم الظالمين” (فتاوى العقيدة والمذاهب، د. عبد الحي يوسف صفحة 24-25).
إن فتوى الشيخ عبد الحي لا عبرة بها من حيث الفهم الديني السليم. ذلك أن الحركة الشعبية قد حاربت بشرف، وحين جنحت للسلم، حق على محاربيها أن يجنحوا له أيضاً، نزولاً عند قوله تبارك وتعالى “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله أنه هو السميع العليم”. ولأنه في أصل الدين، فإن الإنسان حر أن يختار الإسلام أو يختار غيره. قال تعالى في ذلك “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”! ومن احترام الإسلام لإنسانية الإنسان، بغض النظر عن معتقده، فقد أمر بحسن معاملة غير المسلمين، قال تعالى “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين”، وقال جل من قائل “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون”! فإذا قال الشيخ عبد الحي أن هذه الآيات منسوخة، وإن الآيات المحكمة هي آيات القتال، فليسأل نفسه لماذا أنزل الله هذه الآيات الإنسانية الرفيعة إذا كانت لن تطبق مطلقاً؟ لقد أنى للمتصدرين لأمر الإسلام، أن يعلموا أن النسخ إنما هو إرجاء، وليس إلغاء، وأن الآيات التي تدعو للسلام، والمودة، والحسنى بين المسلمين وغير المسلمين، هي أصل الدين، وهي صاحبة الوقت اليوم، ولا بد من بعثها، ومعيشتها، حتى لا يتناقض ديننا مع حياتنا، فيقبل الشيخ عبد الحي أن يكون زعيم الحركة الشعبية نائباً لرئيس الجمهورية، ومسؤول عن كل البلد في حالة غياب الرئيس، ومسؤول عن المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية، بما فيها مجمع الفقه، الذي يعمل عبد الحي موظفاً فيه، ثم هو وكل أعضاء تنظيمه يعتبرون مع كل ذلك، في نظر عبد الحي، كفاراً! أما كان الأجدر بعبد الحي أن يستقيل أولاً، عن كل مؤسسات الحكومة، ويعلن معارضته لها، لأنها والت الكفار، ولم تتبع الآية التي أوردها لنا، في حديثه أعلاه، وهي قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين”، قبل أن ينصرف عن هذا الواجب المباشر، إلى تكفير الذين انضموا للحركة الشعبية؟!
ولو ترك الشيخ عبد الحي أمر التكفير جانباً وفضل تقبل الفهم، لشرحنا له كيف أن الآية التي أوردها ومثيلاتها، آيات فروع، تنزلت عن الأصل، مناسبة لطاقة المجتمع في الماضي، حيث العرف السائد قد كان القتال. وأما العرف اليوم، فهو السلام، ونحن مأمورون بإتباع العرف، إذا لم يخل بغرض من أغراض الدين. قال تعالى “خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين”. هذا العرف، إنما يدعونا إلى إحسان معاملة المسيحيين، التزاماً بآيات الأصول، مثل قوله تعالى “ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لايستكبرون”! ولو انشغل الشيخ عبد الحي بالتفكير عن التكفير، لدعوناه ليتأمل قوله تعالى “إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”!
أما من حيث الفهم الإنساني، فان هذه الفتوى جريمة نكراء، لأنها مخالفة تبلغ حد الاستهزاء بالدستور، وباتفاقية السلام، ثم هي خطيئة لا تغتفر في ميزان الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث حرية الاعتقاد حق راسخ نصت عليه كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ثم انها بالإضافة لكل ذلك إثارة للبسطاء، والمضللين باسم الدين، ليأخذوا القانون في أيديهم، فيثيروا الفوضى ويقتلوا زعماء الحركة الشعبية، أو المتعاونين معهم! ولقد حدثت مثل هذه الفتن، من قبل، في يوم الاثنين المشؤوم، وأزهقت فيها أرواحاً بريئة، فلماذا يريد عبد الحي أن يكررها؟! ثم ان الدعوة لعدم التعاون مع الحركة الشعبية، بعد توقيع الاتفاق معها، نكوص عن العهد، وخيانة للاتفاق (وان الله لا يهدي كيد الخائنين)! ومن هنا، يجب عدم السكوت على هذه الفتوى الحمقاء، أو قبولها باعتبارها مجرد رأي ديني، من حق الفقهاء إشاعته بين الناس.
وحين حرض الشيخ عبد الحي المواطنين المسلمين على عدم موالاة أعضاء الحركة الشعبية، أورد الآيات التي تحذر من ذلك، وتعتبر المسلمين الموالين للنصارى مثلهم، كقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين”! والمواطنين الذين يحذرهم الشيخ عبد الحي، لم يوقعوا اتفاقية السلام، وإنما وقعها قادة الحكومة، الذين أوقفوا الحرب. فهل يقصد الشيخ عبد الحي ـ بإيراده لهذه الآية ـ بأن قادة حكومة الإنقاذ خرجوا عن الدين، وأصبحوا مثل النصارى؟! وإذا كان هذا هو رأيه الخفي، في قيادات الحكومة، فلماذا يتعامل معهم، ويأتمر بأمرهم، وهم في رأيه قد خرجوا على أمر الله؟! أليس في هذا نفاقاً، لا يبقي لأحد ديناً ولا يذر؟! إن خطورة مثل إشاعة هذه الفتاوى الجاهلة، هي أن يسمعها بعض البسطاء، المضللين، فيعتدوا حتى على من كانوا قادتهم في الجماعة الإسلامية، من رموز حكومة الإنقاذ، بحجة أن عبد الحي قد قال أنهم مثل أهل الكتاب، لأنهم موالين لهم وشركاء معهم في حكومة واحدة!!
تكفيره للجمهوريين
ولقد كفر الشيخ عبد الحي الجمهوريين، دون أن يناقش أفكارهم، ودون أن يحاورهم فيها، وظن من الشذرات، التي بترها عن قصد، من هنا وهناك، أن أمر تكفير الأستاذ محمود، والجمهوريين، بداهة لا تحتاج حتى أن يتردد في إطلاقها، ولذلك يقول: “فإن الفكر الجمهوري الذي كان داعيته والمنظر له الهالك المذموم “محمود محمد طه” فقد حوى جملة من المصائب والطامات تجعل الحكم عليه بيناً… إنكاره لأمور قد علمت من دين الإسلام بالضرورة كوجوب الحجاب على المرأة ووجوب الزكاة وإباحة تعدد الزوجات…. سوء أدبه مع الله وأنبيائه ورسله ودينه وقد طفحت بذلك منشوراته ومؤلفاته… بلغ من زندقته وفساد عقله أن ظن أن أحكام الإسلام موقوتة وأن اختلاف الزمان يأتي على أصلها…. وإذا تبين مروق هذه الفرقة من دين الإسلام فانه لا يحل لمسلم أن يتزوج من نسائهم لقوله تعالى “ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم” ولو استبان لزوج أن امرأته تعتنق هذا الفكر لوجب عليه فراقها إن لم تتب، لقوله تعالى “ولا تمسكوا بعصم الكوافر” ولا يحل لمسلمة كذلك أن تتزوج رجلاً يعتنق هذا الفكر، لقوله تعالى “ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم”(المصدر السابق ص 28-33).
ولو كان الشيخ عبد الحي، يملك من الورع، ما يجعله ينقل من كتب الجمهوريين، نقلاً صحيحاً، غير مبتور، لناقشنا الحجج التي أوردها، في فتواه البائسة. ويمكن لمن اطلع، على كتب الأستاذ محمود، أن يدرك دون عناء، أن معظم ما أورده عبد الحي، مزور، ومحرف، ومبتور بقصد، حتى يعطي فهماً معاكساً. ونحن هنا، نكتفي بمثال واحد، مما أورد، لندلل على كذب هذا الشيخ! فقد كتب عبد الحي “رابعاً: سوء أدبه مع الله وأنبيائه ورسله ودينه وقد طفحت بذلك منشوراته ومؤلفاته حيث وصف رب العالمين جل جلاله بالحقد حين يخلد الكفار في النار فقال في كتابه الرسالة الثانية ص78 “وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخله الجنة حين تستوفي كتابها من النار وقد يطول هذا الكتاب وقد يقصر حسب حاجة كل نفس إلى التجربة ولكن لكل أجل قدر ولكل أجل نفاد، والخطأ كل الخطأ في ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود وما هو بذلك، وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة” (المصدر السابق صفحة 30).
أما النص الحقيقي فهو كالآتي “وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخلة الجنة، حين تستوفي كتابها في النار، وقد يطول هذا الكتاب، وقد يقصر، حسب حاجة كل نفس إلى التجربة، ولكن، لكل قدر أجل، وكل أجل إلى نفاد. والخطأ، كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً، فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود، وما هو بذاك. وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة، لا مكان فيها للحكمة، وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً” (الرسالة الثانية صفحة 104-105 ).
وحذف الشيخ عبارة (وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً)، وإنهاء النص عند كلمة “حاقدة”، ليصل إلى غرضه المبيت، في اتهام الأستاذ بما ذكر، بالإضافة إلى دلالته على ضعف الأخلاق، والكذب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يكذب المؤمن”، إنما يدل أيضاً على عدم الأمانة العلمية، وضعف التدريب في مجال البحث العلمي، الذي يقتضي الرجوع إلى المراجع، ودقة التوثيق. وهو ما يفترض أن يكون الشيخ قد حصل فيه على درجة الدكتوراة، التي يفضل أن يوصف بها، دون أن يملك أبجديات مقدماتها!!
إلى مجلس أساتذة جامعة الخرطوم
إننا نسأل مدير جامعة الخرطوم، ومجلس أساتذتها، هل بلغ الهوان بهذا المؤسسة العريقة، أن تقبل أن يكون أحد أساتذتها منذور الحظ من الأمانة العلمية، لدرجة بتر النصوص، التي يفترض أن يناقشها ويقيم على أساسها أفكاراً مكتوبة؟! وهل يصح أن يكون مثل هذا الشخص، مسؤولاً عن الثقافة الإسلامية في الجامعة؟! وإذا كان الأستاذ الجامعي، مجرداً من أبسط شروط الحياد الفكري، فكيف يشرف على بحوث طلابه، بل كيف استطاع أن يحصل على درجته العلمية؟!
ولعل ما يدعو للتشكيك في الدرجات العلمية، التي تمنحها الجامعات السودانية، وفي مقدمتها جامعة الخرطوم، ما لحق بالتعليم من خراب، في الآونة الأخيرة. حيث تدخلت السلطة السياسية، حتى في المستويات والنظم الأكاديمية، بغرض كسر مقاومة الجامعة السياسية، وإحكام السيطرة عليها، وترفيع الحكومة للموالين لها، من عديمي الكفاءة. فقد كتب أستاذ جامعي عريق هو الدكتور محمد سعيد القدال “فتحولت الجامعة من مؤسسة قومية أكاديمية إلى حظيرة خلفية لحزب سياسي حيث يتم التعيين والترقيات فيها بالولاء الحزبي” (الصحافة العدد3927 بتاريخ 5/5/2004). ولقد كان سبب نقد د. القدال لجامعة الخرطوم، هو منحها لدرجة الماجستير والدكتوراه لأحد رموز الجماعات الإسلامية، وهو لا يعرف حتى كيف يرتب مراجع البحث، بل أنه يشتم الأشخاص الذين يتعرض إليهم في رسالته الدراسية بألفاظ تشبه شتائم الوعاظ وخطبهم التكفيرية، ولكنها لا تقبل في مضابط لغة البحث العلمي! ولقد استغرب د. القدال، كيف تجاز رسالة دكتوراة بهذا الضعف، والخلل، فذهب يبحث عن الأستاذ المشرف، فوجد أنه أيضاً من رموز الحركة الإسلامية، وأنه هو نفسه، لا يملك درجة علمية تؤهله ليمنح الدرجات العلمية للآخرين!! كتب د. القدال “أشرف على الرسالتين الأستاذ حافظ الشيخ الزاكي. وأمر هذا الأستاذ مع جامعة الخرطوم مثير للعجب. فبعد أن تخرج من جامعة الخرطوم عمل بالمحاماة والسياسة… ولكنه لم يمارس أي نشاط أكاديمي سواء كان نظرياً أو عملياً إلا حصوله على درجة الماجستير. وفي بداية حكم الجبهة عام 1989 استدعي من منزله وعين عميداً لكلية القانون أمام دهشة الوسط الجامعي. ولقي تعيينه معارضة قوية ولكن السلطة القابضة على زمام الأمور والمدير فرضوه فرضاً… ولم يمر الأستاذ حافظ بمعاناة التحضير للدكتوراه ولا بمشقة البحث العلمي… ثم أصبح الأستاذ الزاكي يشرف على رسائل الدكتوراه والماجستير فما هي النتيجة؟ النتيجة هي هذه الرسائل التي تفقد أغلب مقومات البحث الأكاديمي” (المصدر السابق).
لقد هدد أساتذة جامعة الخرطوم بالإضراب في مواجهة القرار الجائر الذي يقضي بإحالة الأستاذ الجامعي للمعاش في سن الستين. ووقفوا موقفاً محترماً خلف نقابتهم الشرعية، فيجب ألا تنتهي ثورتهم عند هذا الحد، وإنما تستمر لتشمل إصلاح الجامعة. وأول خطوات الإصلاح مراجعة مؤهلات الأساتذة، لتقدم الكفاءة والخبرة على الولاء السياسي، ومراجعة المناهج، لتقدم الأفكار العلمية على المفاهيم المتخلفة. فإذا تم ذلك، فإن أمثال الشيخ عبد الحي لن يجدوا مكاناً في الجامعة!! كيف يكون عبد الحي يوسف، بهذا المستوى، مسؤولاً عن الثقافة الإسلامية في الجامعة؟! وما هي الثقافة الإسلامية التي يعرفها، إذا استثنينا دعاوى التكفير التي يطلقها هنا وهناك؟!
إلغاء حكم الردّة
ومن عدم الأمانة العلمية، وعدم الحياد، واتباع الهوى، والغرض، أن يكتب الشيخ عبد الحي: “وصدر الحكم بردة محمود من المحكمة الشرعية يوم 27 شعبان 1388هـ الموافق 18/11/1968م ثم صدر حكم آخر من المحكمة الجنائية رقم 4 بأمدرمان بتاريخ 8/1/1985م ثم قرار محكمة الاستئناف الجنائية بالخرطوم الصادر في 15/1/1985م” (فتاوى العقيدة والمذاهب ص 32). ذلك أن الفتوى تقوم على النصيحة وليس على إخفاء جزء من الحقيقة وإخبار السائل بما يروق للمفتي! فرغم أن حكم قضاة نميري، وفقهائه، قد أدين سياسياً بواسطة الشعب السوداني الذي اسقط النظام بعد 76 يوماً من تنفيذ الإعدام على الاستاذ محمود، إلا أنه كان لابد من إدانة الجريمة قانونياً، لأنها ارتكبت باسم القانون. فلماذا لم يورد الشيخ عبد الحي أن المحكمة العليا قد أبطلت ذلك الحكم؟! ألا يطعن في صدق الفتوى إخفاء هذه الحقيقة الهامة؟!
في 25 فبراير 1986، رفعت الأخت الأستاذة أسماء محمود، والأخ الأستاذ عبد اللطيف عمر، عريضة دعوى تطالب بإعلان بطلان إجراءات المحاكمة، التي تمت للأستاذ محمود محمد طه، وأربعة من الإخوان الجمهوريين. ولقد رفعت الدعوى ضد حكومة جمهورية السودان إلى المحكمة العليا، الدائرة الدستورية، وتم نظرها بواسطة السادة القضاة:
السيد محمد ميرغني مبروك رئيساً، السيد هنري رياض سكلا عضواً، السيد فاروق أحمد إبراهيم عضواً، السيد حنفي إبراهيم محمد عضواً، السيد زكي عبد الرحمن عضواً، السيد محمد حمزة الصديق عضواً، والسيد محمد عبد الرحيم عضواً.
وكانت هيئة الدفاع، التي تولت رفع الدعوى، مكونة من السادة المحامين:
د. بيتر نيوت كوك، الأستاذ عبد الله الحسن، الأستاذ عابدين إسماعيل، الأستاذ طه إبراهيم، الأستاذ جريس أسعد، والأستاذ محمود حاج الشيخ. وبعد تقديم هيئة الدفاع مرافعتها طلبت المحكمة، من النائب العام، السيد عمر عبد العاطي، باعتباره ممثل الحكومة، ان يرد على مذكرة الادعاء المرفوعة بواسطة المحامين، فجاء ردّه كالآتي:
1- نعترف بأن المحاكمة لم تكن عادلة ولم تتقيد بإجراءات القانون.
2- أن المحاكمة إجهاض كامل للعدالة والقانون.
3- لا نرغب في الدفاع إطلاقاً عن تلك المحاكمة.
وبعد المداولات، جاء قرار المحكمة العليا، الذي أبطل الحكم الجائر، وانتصر لمصداقية القضاء السوداني، بصورة مطولة، ودقيقة، نقتطف منه هنا ما يأتي:
“إن محكمة الاستئناف، وفيما نوهنا به، اشتطت في ممارسة سلطتها على نحو كان يستحيل معه الوصول إلى حكم عادل تسنده الوقائع الثابتة وفقاً لمقتضيات القانون. ويبين ذلك جلياً مما استهلت به المحكمة حكمها حين قالت:
“ثبت لدى محكمة الموضوع من أقوال المتهمين ومن المستند المعروض أمامها وهو عبارة عن منشور صادر من الإخوان الجمهوريين أن المتهمين يدعون فهماً جديداً للإسلام غير الذي عليه المسلمون اليوم… الخ”. وبمراجعة المستند المشار إليه وأقوال المتهمين التي أدلوا بها أمام المحكمة الجنائية لا نجد سنداً لهذه النتيجة الخطيرة التي نفذت إليها محكمة الاستئناف مما يكشف عن حقيقة واضحة هي أن المحكمة قد قررت منذ البداية أن تتصدى بحكمها لفكر المتهمين وليس لما طرح أمامها من إجراءات قامت على مواد محددة في قانون العقوبات وأمن الدولة وأدى إلى تحريكها منشور محرر في عبارات واضحة لا تقبل كثيراً من التأويل.
وسرعان ما انكشف أمر المحكمة حين وقعت عينها على ما ورد في حكم المحكمة الجنائية من إشارة إلى “التوبة” فاعتبرت ذلك “إشكالاً” لا بد لها من أن توجد له حلاً “لأن التوبة ليس منصوصاً عليها في العقوبة المذكورة (تعني عقوبة الإعدام التي أصدرتها المحكمة الجنائية) ولعل محكمة الموضوع جعلتها من قبيل المسكوت عنه الذي يجوز الحكم به وفق المادة (3) من قانون أصول الأحكام لما لاحظت في المنشورات (هكذا بالجمع) موضوع البلاغ من العبارات الموجبة للردّة فحكمت عليهم بالعقوبة الشاملة لحد الردّة مع إعطائهم فرصة التوبة والرجوع إلى الصراط المستقيم”. واستطردت المحكمة بقولها: “ولكي نقوم هذا القرار التقويم الصحيح لا بد من الإجابة على سؤالين: الأول، هل الردّة معاقب عليها في القانون؟ والثاني، هل كان فعل محمود ومن معه يشكل ردّة وخروجاً على الدين؟”
وفي السؤال الأول خلصت المحكمة إلى أن المادة (3) من قانون أصول الأحكام “تعطي حق الحكم في الأمور المسكوت عنها” وأن الردّة جريمة ثابتة بالكتاب والسنة والاجتهاد، وأن المادة 458 (3) من قانون العقوبات تبيح توقيع العقوبة الشرعية ولما كانت الردّة حداً شرعياً فانه يلزم توقيع عقوبتها.
أما بالنسبة للسؤال الثاني، فقد استهلت المحكمة الإجابة عليه بقرار جازم بأن “المحكوم عليه محمود محمد طه (هكذا وحده) مرتد بأقواله وأفعاله في يومية التحري التي أقر بها أمام المحكمة وأقواله المدونة المعروفة لدى الناس عامة وأفعاله الكفرية الظاهرة فهو تارك للصلاة لا يركع ولا يسجد..الخ”
ثم استشهدت المحكمة بحكم محكمة الاستئناف الشرعية بالخرطوم الذي صدر عام 1968 بإعلان ردّة محمود محمد طه واستعرضت بعضاً مما جاء في كتب الجمهوريين وما صدر من المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي من تأييد لحكم عام 1968 وما صدر من مجمع البحوث الإسلامية بجمهورية مصر العربية من وصف لفكر محمود محمد طه “بالفكر الملحد” وخلصت محكمة الاستئناف الجنائية من كل ذلك إلى أنه “مما تقدم يتضح أن محمود محمد طه مرتد عن الدين ليس فقط ردّة فكرية فردية، وإنما هو مرتد بالقول والفعل داعية إلى الكفر معارض لتحكيم كتاب الله…”
ولعلنا لا نكون في حاجة إلى الاستطراد كثيراً في وصف هذا الحكم فقد تجاوز كل قيم العدالة سواء ما كان منها موروثاً ومتعارف عليه، أو ما حرصت قوانين الإجراءات الجنائية المتعاقبة على النص عليها صراحة، أو انطوى عليه دستور 1973 الملغى رغم ما يحيط به من جدل.
ففي المقام الأول أخطأت محكمة الاستئناف فيما ذهبت إليه من أن المادة (3) من قانون أصول الأحكام لسنة 1983 كانت تبيح لها ـ أو لأي محكمة أخرى ـ توجيه تهمة الردّة.على أن محكمة الاستئناف لم تكن عابئة فيما يبدو بدستور أو قانون إذ أنها جعلت من إجراءات التأييد التي ظلت تمارسها المحاكم المختصة في سماحة وأناة وبغرض مراجعة الأحكام مراجعة دقيقة وشاملة، محاكمة جديدة قامت المحكمة فيها بدور الخصم والحكم مما حجبها عن واجبها حتى بفرض صحة توجيه تهمة جديدة في هذه المرحلة في أن تعيد الإجراءات مرة أخرى لمحكمة أول درجة لإعادة المحاكمة بموجب التهمة الجديدة وذلك فيما تقضي به المادة (238) (هـ) من القانون أو أن تتجه إلى سماع المحكوم عليهم بنفسها وفاءً بواجبها في ذلك بموجب المادة (242) من القانون ذاته، التي، وإن كانت ترد في صيغة تقديرية، إلا إنها تأخذ شكل الإلزام عندما يكون السماع ضرورياً. ولا نرى ضرورة توجب السماع أكثر من أن يكون الحكم الذي تقرر المحكمة إصداره بالردّة التي عقوبتها الإعدام.
وقد كان منهج محكمة الاستئناف اكثر غرابة، حين استندت في حكمها على مسائل ليس من شأنها أن تقوم مقام الأدلة التي يجوز قبولها قانوناً. ومن ذلك ما أشارت إليه تلك المحكمة من الأقوال “المعروفة للناس عامة” والأفعال “الكفرية الظاهرة” في ترك الصلاة وعدم الركوع والسجود. وما إلى ذلك مما لا يتعدى في أحسن حالاته الأقوال النقلية والعلم الشخصي وليس في أي منهما ما يرقى إلى الدليل المقبول قانوناً (راجع المادتين 16 و35 من قانون الإثبات لسنة 1983).
ولم تكتف المحكمة في مغالاتها بهذا القدر، وإنما تعدته إلى الاستدلال بقرارات وآراء جهات لا سند في القانون للحجية التي أضفتها المحكمة على إصداراتها، أما حكم محكمة الاستئناف الشرعية العليا التي عولت عليه محكمة الاستئناف الجنائية كثيراً، فإنه يستوقفنا فيه أنه حكم وطني يلزم استبيان حجيته نظراً إلى ما يمكن أن تثيره طبيعته الوطنية من تساؤل حول تلك الحجية. والحكم المشار إليه صدر في 18/11/1968 في القضية 1035 /68 حيث قضت محكمة الاستئناف الشرعية العليا بالخرطوم بإعلان محمود محمد طه مرتداً. وأول ما تجدر ملاحظته في شأن ذلك الحكم انه صدر حسبة كما وقع غيابياً، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان في ذلك ما يقوم مقام الحكم الجنائي بالردّة؟
وفي تقديرنا أن الإجابة القطعية أن ذلك الحكم لا يستحق هذه الصفة وذلك لأن المحاكم الشرعية ـ ومنها محكمة الاستئناف الشرعية العليا في ذلك الوقت ـ لم تكن تختص بإصدار أحكام جنائية، بل كانت اختصاصاتها مقتصرة على مسائل الأحوال الشخصية للمسلمين من زواج وطلاق وميراث وما إلى ذلك مما كانت تنص عليه المادة الخامسة من قانون المحاكم الشرعية لسنة 1967 الساري وقتئذ (وليست المادة 6 من قانون 1902 فيما تشير إليه هيئة الإدعاء).
وأبلغ دليل على عدم اختصاص المحكمة الشرعية فيما أصدرته من حكم أن ذلك الحكم جاء غيابياً فما نحسب أن محمود محمد طه كان حصيناً من سلطة الإجبار التي كانت تتمتع بها المحكمة فيما لو كانت محكمة ذات اختصاصات جنائية. كما يقف دليلاً على عدم الاختصاص أن المحكمة لم تجد سبيلاً لتنفيذ الحكم لا في ذلك الوقت ولا في أي وقت لاحق وهو ما لم يكن يحول دونه غياب المحكوم عليه خاصة وأن للحكم عقوبة مقررة شرعاً هي أعلى مراتب العقوبات المدنية…. على أن الآثار المترتبة على حجب الإجراءات عن المحكمة العليا وحصرها في محكمة الاستئناف الجنائية، اتخذت شكلها المأساوي حين تم تنفيذ حكم الإعدام على محمود محمد طه، بإغفال تام لنص المادة (247) من قانون الإجراءات الجنائية، رغم انه كان من الثابت انه جاوز السبعين من عمر وقتئذ. ولعلنا لا نتجنى على الحقيقة لو أننا قلنا أن تنفيذ الحكم ما كان ليتم لولا أن محكمة الاستئناف أضافت الإدانة بالردّة، وهو ما لم يكن ليصدر أصلاً فيما لو كانت الإجراءات قد عرضت على المحكمة العليا بدلاً من أن تستقل محكمة الاستئناف بإجراءات التأييد لتنتهي إلى ذلك الحكم من خلال المخالفات القانونية والدستورية التي تناولناها فيما تقدم.
وعلى هدى من ذلك تقرر هذه الدائرة ما يلي:
1ـ إعلان بطلان الحكم الصادر في حق المواطنين محمود محمد طه والمدعي الثاني في هذه الدعوى من المحكمة الجنائية ومحكمة الاستئناف.
2ـ إلزام المدعين برسوم وأتعاب المحاماة في هذه الدعوى (حيثيات المحكمة في قضية أسماء محمود وآخرين ضد حكومة السودان) .
هذا هو حكم المحكمة العليا، على بطلان حكم محكمة الردّة، ومحكمة المهلاوي، ومحكمة المكاشفي. ولإن كان د. عبد الحي يوسف، كمثقف سوداني، قد أعجب بأحكامهم، فإن المثقفين الحقيقيين لهم رأي آخر. يقول د. منصور خالد “أنا ما عندي أدنى شك في ان الذين حكموا على الأستاذ محمود لا يساوي أي واحد منهم أخمص قدمه في العلم، ناهيك عن الخلق”! (حديثه لقناة أبو ظبي في برنامج بين زمانين ـ فبراير 2003).
شيوخ الأزهر أئمة عبد الحي
ولقد اعتمد الشيخ عبد الحي، في تكفيره للجمهوريين، بالإضافة إلى سوء الفهم، وسوء التخريج، وخلل النقل من الكتب، وبتر النصوص، ثم حكم محكمة الردّة، ومحكمة المهلاوي، ومحكمة المكاشفي، التي كشفت المحكمة العليا خلل إجراءاتهم، وأبطلت أحكامهم، إلى فتوى رابطة العالم الإسلامي والأزهر. فقد قال “فصدرت فتوى المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في 5 ربيع أول 1395هـ بردته وانه يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين وصدرت كذلك فتوى مجمع البحوث بالأزهر الشريف بتاريخ 5/6/1972 بأن كلام محمود كفر صراح لا يصح السكوت عليه” (فتاوى العقيدة والمذاهب ص 32).
ونحن لا نحتفل بفتاوى هذه المؤسسات، لأنها مؤسسات سلطانية، درجت على ممالاة الحكام، وإخراج الفتاوى التي ترضيهم على حساب الحق. فهل يعتبرهم الشيخ عبد الحي، أساتذته، وأئمته، والمرجع الذي يؤيد دعاواه؟! لقد درج الأزهر على تملق الحكام، فلقد كان مثلاً، يحتفل سنوياً بعيد ميلاد الملك فاروق! ومما جاء في وصف أحدى مشاركاتهم في تلك المناسبة “فنهض الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر فألقى خطبة جمعت فأوعت في مناقب حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق” وكان مما قاله شيخ الأزهر في تلك الخطبة عن فاروق “أنه مثال من مثل الخير العليا وصورة كاملة من صور الفضيلة المحببة للنفوس”!(مجلة الأزهر ـ مايو 1939). وكتبت مجلة الأزهر، أيضاً، بقلم رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات، قبل شهرين فقط من الإطاحة بفاروق “وبهدى صاحب الرسالة محمد صلوات الله عليه لسان الوحي ومنهاج الشرع ومعجزة البلاغة وبعطف صاحب الجلالة الفاروق ناصر الإسلام ومؤيد العروبة وحامي الأزهر، أعز الله نصره وجمل بالعلوم والآداب عصره”!(مجلة الأزهر – مايو 1952). ولما قامت ثورة يوليو 1952 وأطاحت بنظام فاروق، كتب أحمد حسن الزيات نفسه، في مجلة الأزهر نفسها، عن فاروق “وكان آية من آيات إبليس في الجرأة على دين الله، انه كان كما حدثني أحد بطانته المقربين إليه انه إذا اضطرته رسوم الملك أن يشهد صلاة الجمعة خرج إليها من المضجع الحرام وصلاها من غير غسل ولا وضوء، وأداها من غير فاتحة ولا تشهد. وكان يقول أخوف ما أخافه أن يغلبني الضحك وأنا أتابع الإمام في هذه الحركات العجيبة. وبلغ من جرأته على الحرمات انه كان يغتصب الزوجة ويقتل الزوج ويسرق الدولة”!!(مجلة الأزهر ـ يوليو 1960).
ولم يكتف علماء الأزهر، بتملق الحكام، وإنما اشتهروا بتكفير المفكرين فقد كفروا د. طه حسين، و كفروا أيضاً الشيخ علي عبد الرازق، وهو من خريجي الأزهر، وطالبوه بإرجاع شهادة “العالمية” التي منحوها له، فأرسلها لهم وقد كتب معها “الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني”!! كما كفروا الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار. واتهم الشيخ التفتنازي وبعض علماء الأزهر عمر لطفي المحامي بالإلحاد لدعوته لإقامة الجمعيات التعاونية!! واتهم جماعة منهم على رأسهم الشيخ عليش الشيخ جمال الدين الأفغاني بالإلحاد لأفكاره العلمية، كما كفروا قاسم أمين، بسبب دعوته المناصرة للمرأة!! واتهموا محمد عبده بالزندقة لأنه أفتى بان لبس “البرنيطة” حلال!! (أحمد أمين: زعماء الإصلاح ص111). ولقد ندم الشيخ محمد عبده على السنوات التي قضاها يدرس في الأزهر، فقد نقد مرة أسلوب التعليم في الأزهر، فقال له أحدهم “ألم تتعلم أنت في الأزهر؟ وقد بلغت ما بلغت من طرق العلم وصرت فيه العلم الفرد؟ فأجاب الإمام: إن كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر، فإنني لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس من دماغي ما علق فيه من “وساخة” الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريده له من النظافة!” (محمد عمارة: الإمام محمد عبده ص 55ـ56) بهذه العبارات القوية، شهد الإمام محمد عبده على الأزهر، وهو من خريجيه، بالتخلف، والفساد، الذي يبلغ حد الوسخ.
ولم يكن مستغرباً، ضمن هذا التاريخ الحافل، أن يكفر الأزهر الجمهوريين، ولكن الغريب، أن يعطي نفسه الحق بالتدخل في شئون السودانيين، فيوجه المسئولين الرسميين في الوزارات، لا ليناقشوا الفكر الجمهوري وإنما ليحرضوا السلطة لإيقافه! ولو كان علماء الأزهر، قد أقاموا الدين في مصر، فخلت من كافة المفارقات، وطبق حكامها الإسلام، لبرئ انشغالهم بالسودان من النفاق.
فساد العقيدة
ونحن نتهم عبد الحي يوسف، بإتباع عقيدة الوهابية الفاسدة، التي تعادي السادة الصوفية، وتسيء إلى كبار أئمتهم، ومشايخهم، دون ورع، ودون أدب. وتخالف بذلك، كل موروث الشعب السوداني وأعرافه، وقيمه، التي قدها له الله من لحمة وسداة التصوف. فقد أورد من أسباب تكفيره للأستاذ محمود قوله “وهو في ذلك سارق لأفكار من قبله من الغلاة من أمثال محي الدين ابن عربي”. والشيخ أبو بكر محي الدين بن عربي، من أكبر أئمة التصوف، ويسميه الصوفية الشيخ الأكبر، ويعتبرونه “مقرر” والمقرر عندهم أكبر من “العارف”. يقول الشيخ عبد الغني النابلسي القادري النقشبندي:
وقد قال محيي الدين وهو المقرر
لنا دولة في آخر الدهر تظهر
وتظهر مثل الشمس لا تتستر
وفي السودان، احتفل الصوفية بكتب ابن عربي، وأشعاره العرفانية، وجاراه بالتخميس السادة السمانية خاصة الشيخ عبد المحمود نور الدائم، والسادة الختمية، وانشدوا أشعاره المليئة بالمعرفة، وبالتسليك، وليس في المسلمين من لا يحترم الشيخ الأكبر غير الوهابية أنصار الملوك!! ولفساد اعتقادهم يشككون في الكرامة، وما يتعلق بها من غيبيات، ويصورون الإسلام وكأنه فكرة مادية لا علاقة لها بالغيب. ولهذا يرفض عبد الحي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ويقول “من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم جهرة يبين له فساد قوله بالحكمة والموعظة الحسنة وما قاله أهل العلم الثقاة في ذلك وتقام عليه الحجة، فإن أصر على مقالته فلابد من تحذير الناس من شره” (د. عبد الحي يوسف: فتاوي العقيدة والمذاهب ص 52). لكن أهل السودان، يرون أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام من دلائل السلوك الديني القويم، ورؤيته في اليقظة من إشارات الترقي الروحي. ويتحدثون عن ذلك في مدائحهم، وذكر كرامات شيوخهم. ومن عجب أن عبد الحي، قد ندد بفساد رأي من ادعى الرؤية، رغم إثباته الحديث المشهور، الوارد في البخاري، وهو قوله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي) وبدلاً من أن يقف عند هذا الحديث، الذي خطه بنفسه، في كتابه، انصرف عنه، إلى عقيدة الوهابية المنكرة!
إن حكومة الإنقاذ، إنما تراهن على الجواد الخاسر، حين تغض الطرف عن جرائم عبد الحي، وتصر على حمايته من نتائج أعماله التي اتسمت بعدم احترام الدستور، والتحريض، والتكفير، والسعي بالفتنة بين المواطنين المسلمين والمسيحيين. ولأن كانت الحكومة وحزبها، ينتظران الانتخابات، ويعولان كثيراً، على تغيير نهجهما، إلى التسامح، والتفاوض بغرض تحقيق السلام، كإستراتيجية ذكية، لدرء خطر التدخل الأجنبي، فان أمثال الشيخ عبد الحي، لا يخدمون هذا الغرض. بل يحرجون الحكومة، لو حاولت الدفاع عنهم، أو استمرت في الصمت عنهم، في مناخ دولي يراقب السودان، ويرفع في وجهه تهم الإرهاب، التي يمثل عبد الحي أبلغ نماذجها!
د. عمر القراي
ديسمبر 2006
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين ولاعدوان إلاعلي الظالمين. أما بعد… فإن الرسول (ص) قال(اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فشقَّ عليهم ،فاشقُق عليه،و من ولي من أمر أمتي شيئاً،فرفق بهم،فارفق به). وإنه لايخفي علي أحد في السودان المشقه والظلم وشظف العيش الذي يعانيه السواد الأعظم من المواطنين الشرفاء الأحرار من جراء السياسات الظالمة والرعناء التي جُبل عليها نظام “الإنقاذ”البغيض, والطامة الكبري أن كل ذلك الظلم يمارس بإسم الإسلام , والدين منه براء . وعليه فإنه يكون متوجباً علي من يدّعون حماية الدين من علماء الأمه أن يتصدوا لهذة الشرزمة بفضح كذبهم علي الملأ حتي لا يغتر بهم العوام ,مع العلم أن كذبهم وتدليسهم باتت رائحته النتنه تزكم الأنوف وبانت عورته حتي لم يعد سترها ممكنا, ولكننا نحث أهل العلم- إبراءاً لذمتهم – أن يطالبوا هذه الشرزمة بالكفِ عن المتاجرة بالدين وعدم إتخاذه مطيةً لأعمالهم الإجراميه التي يمارسونها في حق الشعب الأعزل من إغتيالات و إعتقالات وتعدي علي الأعراض و محاربةً في الأرزاق وفصلٍ من العمل ومصادرةً للحريات وتكميم للأفواه وإستباحة المال العام . وليعلم العلماء أنهم مسوؤلون أمام الملك الجبار يوم الحساب , لم لم تناصحوا أولي الأمر وتأخذوا بأيديهم الي الحق,ناهيك عن أن تكونوا-ونربأُ بكم-أبواقاً لتبرير وتسويق جرائمهم بحجة الإنتصار لشرع الله الذي يدّعون زوراً وبهتاناً أنهم جاءوا لتطبيقه وتمكينه, فإذا بهم يمكنون لأنفسهم بمال الشعب الذي جعلوه دُولة بينهم من دون الناس وبلغ بهم الحال أن صاروا يمتنون علي الشعب بأنهم يطعمنوه من جوعٍ و يؤمنوه من خوفِ, أو كما وصف بعضهم الشعب بأنه عالةً يتكفف الناس. نقول لعلماء الأمه الأطهار الذين لم يدنسهم رجس الأكاذيب التي يبثهاالنظام عن تحكيم شرع الله, بينما هو يهاجم المساجد والمصلين ويسوم عامة المسلمين سوء العذاب فيقّتّل أبنائهم ويستحي نسائهم ويهتِكُ أعراضهم, نقول لهم إنكم مسوؤلون عن كل نقطة دمٍ تسيل وعن كل عرضٍ ينتهك وعن كل معتقل تهان كرامته وعن كل كهلٍ تُزل شيبتهُ وعن كل طفلٍ ينام ومعدتهُ خاويه. وإنها لأمانه ويوم القيامةِ خذيٌّ وندامه. فبادروا قبل أن تُبادروا فالطريق طويل والزاد قليل وإن الظلم لظلماتٍ يوم القيامه وإنّ كتم العلم عقابهُ وخيم, وقولُ الحق في وجه السلطان الظالم أجره عظيم, فسددوا وقاربو وأتقوا الله في ماجعلكم مستخلفين فيه ,فالعلماءُ ورثةُ الأنبياء حملةُ مشعلِ الحق والعدل, والعلم نور والظلم ظلماتٌ يوم القيامه, والله نورالسماوات والأرض ولايرضي إلاّ الطيب من القول والفعل, ونحن نتنسّم نفحات الشهر الكريم نسأل الله أن يفرج الهم والكرب وأن يأخذ علي يد الظلمةِ الفجرة المتاجرين بالدين وأن يرينا فيهم يوماً أسوداً كيومِ عادٍ وثمود,اللّهم إنّانجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم,اللّهم من شق علي أمة محمدٍ(ص) فأشقق عليه,اللّهم إقتص لنا منهم فإنهم لايعجزونك, اللّهم بدد جمعهم وشتت شملهم, اللّهم إرنا فيهم عجائب قدرتك,وحسبنا الله ونعم الوكيل, وصلي اللّهم وبارك علي نبينا محمدٍ وعلي آله وصحبه وسلم تسليما,…
والله يا دكتور حيدر بعد تأمينى على كل ما قلت وقاله الاخوة المعلقين ، اكثر ما يحيرنى ويجعلنى اضرب اخماساً فى اسداس ثم ارد البصر كرََتين خائباً بلا إجابة … هو تفكير وتصرف هؤلاء الاسلامويين البراقماتيين ، فهؤلاء وبعد كل النهب الذى نهبوه ، ثم بعد ان خارت قوى البقرة الحلوب واصابها الهزال والأنيميا، لم يشرعوا او يفكروا مجرد تفكير فى ضخ جزء من تلك الاموال التى نهبوها ، ليس لانقاذنا او إنقاذ البلد ، ولكن لإنقاذ انفسهم اولاً ومن ثم إنقاذ بقرتهم الحلوب …!!! بل الأدهى والأمر انهم ما زالوا فى نهبهم مستمرون ولا استغرب من هذا …. فلا رابط بينهم إلا المصلحة وفى هذا هم مثل افراد العصابات المهم عندهم الكسب الشخصى اكثر من المنظومة .. خاصة فى لحظات الإنهيار الآخيرة
حسبى الله ونعم الوكيل
يا اخ حيدر ابراهيم انقاذ السودان الحقيقى يكون بوضع هيكل للحكم يتوافق عليه اهل السودان من خلال مؤتمر جامع حتى يحصل استقرار سياسى والذى بدوره يؤدى الى تنمية بشرية ومادية!! اما الحكم الديكتاتورى عسكرى او مدنى فانه يدمر الوطن حتى لو عمل بعض الطرق او الجسور او السدود او غيرها مع اهميتها لكنه لا يحقق اى استقرار سياسى !!! انتو الانقاذ دى ما فيها زول درس اقتصاد او علوم سياسية او ادارة؟؟؟ ولا فى لكن ما همهم البلد او اهله بس نفسهم وتنظيمهم؟؟؟ من اين اتى هؤلاء؟؟؟ هذا سؤال المليون دولار!!! لكن انا عارف انهم اتوا من رحم الحركة الاسلاموية التافهة القذرة الحثالة التى تستاسد على شعوبها وزى النسوان امام اعداء الامة والسودان ويتحججوا بانهم لا يقدرون على قتالهم بس فالحين امام شعوبهم !!!بالله شقتوا اقذر واتفه منهم؟؟؟انا غايتو ما شفت وما اظن ح اشوف!!!!
اصبت عين الحقيقة اخ حيدر فاما سقوط هؤلاء او سقوط السودان وقد كتب مرار ان هؤلاء (وكل اصحاب الاسلام السياسي) هم على فقه معاوية بن ابي سفيان قاتل آل البيت الكرام مؤسس الدولة الاموية ولم يرى الاسلام خيرا مذاك اليوم حيث حكم بالسيف لا الشورى المحمدية وورث الحكم ملكا عضوضا وآوى لديه من علماء السلطان من ناصره رهبة ورغبة (الباقين بقوا اهل علم من ائمة المذاهب واهل تصوف سااااي) وبقى في خليفة في القصر وشعب مدجن بالسلاح حتى الصحابة الما عاجبهم الحال اضبحوا وفي الادفن حي وارجعوا لكتب الطبري واحاديث سيدنا مالك بن انس وشهادات كبار الصحابة والعلماء في الرجل (يعني لا كلام شيعة لا شي).. وزاد الطين بلة انتشار مذاهب السروريين والوهابية وآخر المتشددين سيد قطب والاباني من ارباب المناهج المتطرفة عند الاخوان… الخلاصة… كيزان اليوم هم ابناء هذه المدارس مجتمعة ولن تجد في فقههم ما يخرج عن هذه المذاهب واعلاها عندهم فقه الحاكم (وان كفر وان فسق حتى لاتكسر شوكة المسلمينّ!)والحاكمية (طبعا لله ولكنهم بغلوهم عمموا كلمة الحكم على حتى شؤون الحياة التي قال فيها المصطفى انتم اعلم بامور دنياكم ويصرون على ان الحاكم يحكم بأمره فاصبح الحاكم اله يحكم وله قدسية – البشير مثالا: يمين يمين شمال شمال واياك تعترض حتى على الاعلى منك في اللجنة الشعبية! واخرجوا مبدئ السمع والطاعة عن محتواه الطبيعي ليجردوا الانسان من حريته وقدرته على الاعتراض فيصير الناس قطعانا تحكم) واخيرا فقه الخروج (البقول بغم ياخد طلقة: انت ما داير الشريعة ولا شنو – الارهاب العقدي)… قاتلهم الله افسدوا على الناس عقائدهم
ياخوانا ان اكبر خدمة نقدمها للدين والوطن هو اجتذاذ هؤلاء الشرذمة اصحاب العقائد الباطلة والمتسلقين المنافقين… ان الشعب السوداني بل العالم الاسلامي كله محتاج توعية عشان نفوق من خطر الاسلامويين… كيف نكون دعاة للدين والامة مغيبة اصلا… كيف يصلح الفرد المسلم وحريته مصادرة اصلا… ستظل المجتمعات متخلفة لاتشتغل الا بالفتاوى التافهة ولن نسوق الاسلام كجزء من مكوننا الانساني وكتجربة حضارية بمعناه الحقيقي الكامل مادمنا نخضع للفقه السياسي. هم يريدوننا منقادين مشتتين بين الحلال والحرام والجنة والنار ونترك امر الدنيا للحاكم الذي بأتمرون بأمره ويعملون لديه.. لكن ان تكون مفكرا بل حتى ان تعترض على ان يكون امر الامة مرتهن بعصبة قليلة فانت اما خائن او عميل او سفيه. الموتى يسبون على المنابر ولايصيح فيهم احد كصيحة الرجل في خطبة عمر لما شك في طول ثوبه. الجموع البائسة تحشد ليستمعوا الوعود الجوفاء والشعارات المستهلكة ولايجدون من جهلهم وشدة مسكنتهم الا الهتاف الاهبل والتاييد الاعمى. اااخ على بلدي الذليل. لكن لمتين؟ّّّ
فلنستعيد وطننا ونبني الانسان السوداني بالعلم والتربية الصالحة ليكون عونا لهذه الارض لا سببا في افقار انسانها واراقة دم مواطنيها قربانا لصنم الذات المستتر بدثار التدين الزائف ولنتذكر ان القفز على الاساسيات (تقديم التشدق بمعاداة “الشيطان الاكبر امريكا” و معاداة اسرائيل على حساب العطشى الجوعى وعلى حساب علاج المرضى وايواء المشردين) لن يعفينا امام الله من مسؤولياتنا المباشرة في شأننا اليومي.. ياخي سيدنا عمر على عظمته بخاف من حساب الله في غنمايه يعترها الدرب واحنا الناس بتموت في الشوارع السفرية كل يوم من الزلط المقرقر ومافي اسلامي واحد اعترض خلى الناس البتموت بالامراض العادية في الشرق والغرب لا موية لا بيت لا زرع… الكلام لا ينتهي بس نقول الثورة دي هي مخرج امتنا الوحيد للحرية والتقدم والعيش الكريم… شدو الهمة الموضوع اكبر من مجرد طرد هؤلاء.
رد على مريود.الاخ مريود
دعوتك لى فى عمومها مقبولة لأننا جميعآ نحتاج للهداية والحقيقة ولو أنها أتت من باب التعالى شأنك شأن من يعتقدون بإمتلاك الحقيفة المطلقة بدليل أنك حمدت الله على صحتك من مرض أبتليت به أنا ومئات بل آلوف المعلقين الذين لهم رأى فى شيوخ التكفير ..
على كل حال أنت لم تكتب أى شىء يمكن الأستفادة منه للرد عليك سوى حمدك لله ودعوتك لى بالهداية نسبة لجهلى بالإسلام … وأنا بدورى يمكننى أن أرد عليك بنفس نص رسالتك فأحمد الله على معافاتى وأدعو لك بالهداية … لكن بصراحة لا أدرى لآى إسلام أدعو لك بالهداية … !!! إسلام أنصار السنة ؟ أم أسلام السروريين ؟ أم إسلام ألانقاذيين ؟ أم إسلام الوهابيين ؟ أم إسلام المتصوفة ؟ أم إسلام طالبان ؟ أم إسلام إيران ؟ أم إسلام شباب الصومال ؟ أم .. أم … بالتأكيد لن أستطيع العد لآصل للإثنين وسبعين فرقة كل واحدة منها تدعى بأنها الفرقة الناجية … لذالك أخى مريود عنما تعرف من هى الفرقة الناجية أدعو الله لى لآن أكون معك ..
الأخ مريود والأخ الفهد الأسود أنا خلوا موضوعى شوية وردوا على واحد من علماء السعودية الطلعنا كلنا…!!! GMT 23:45:00 2012 الخميس 5 يوليو أثار جدلاً فقهياً ومناطقياً .. ووجد بعض التأييد
رجل دين سعودي يصف أهل “نجد” بالفرقة الناجية
أثار رجل دين سعودي يعمل كإمام وخطيب لأحد جوامع الرياض الجدل، بعد حكمه بأن “الفرقة الناجية” التي ستدخل الجنة هي من تعتنق السلفية تحديدًا في منطقة نجد السعودية، وأن قرن الشيطان هو “نجد العراق”.
________________________________________
الرياض: كانت شبكة “تويتر” في مستوى الخطابات الدينية بين البعض من المغردين تحمل وجه صراع بين السنة والشيعة، لكن حتى الأمس؛ بدأت الموجة تأخذ مدًا لا نهاية له حتى الآن، فهناك من جاء ليجعل عدّاد متابعيه في خانة الأربعة أرقام، عاكسًا مسيرة الخلاف ليكون بين المذاهب السنية، بل المناطقية في السعودية وخارجها.
سعد الدريهم، حمل سياط كهنوته ليشعل التصنيف ويحمل أوراق اعتماد دخول “الجنة” لأهل منطقة نجد السعودية، التي تمتد جغرافيتها من شرق العاصمة السعودية الرياض حتى حدودها الغربية، ومن شمال منطقة حائل حتى جنوب منطقة الرياض الكبرى.
وقال الدريهم الأكاديمي الذي يعمل كذلك “إمامًا وخطيبًا” لأحد جوامع الرياض، أن ما أسماه بـ”الفرقة الناجية” التي ستدخل “الجنة” ليست سوى منطقة نجد التي غادرت حتى التسمية بها حاليًا، حيث قال في تغريدتين ” النبي بين أن الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وعندما سئل بين ماهيتها فقال هم من كانوا على مثل ما أنا عليه وأصحابي، والمقصود الوصف وليس المكان، لكن أهل السنة هم من تنطبق عليهم الصفة، وأهل نجد هم من تنطبق عليهم الأوصاف ، وقد أخذ بنهجهم بعض الناس في بعض الدول”.
الدريهم أقصى النسبة العظمى من المسلمين في تغريدته التي انطلقت في وقت متأخر من مساء الأمس، ولم تشفع شمس الصيف سوى أن تزيدها اشتعالاً مع يقظة كبرى من رجال الدين الذين لم يحركوا كتاباتهم التويترية بالرد أو القبول في ما يتعلق بتغريدات الدريهم، بل لم تجد سوى أطياف أيدت ما قاله مع اتحاد أطياف أخرى معبرة باستهزاء على ما ذكره، وحمله “صكوك الغفران” التي منحها.
ولم يقف الدريهم حتى ساعة إعداد هذا الخبر عن ترديد ذلك، حيث اعتبر أن “السلفية” هي الوجه الصحيح للإسلام، وأضاف في إحدى تغريداته: “لا يدخل الجنة من الألف إلا واحد، ومن المليار إلا مليون، فالكثرة ليست معتبرة في معرفة الصحيح من الخطأ” مضيفًا أن “الفرقة الناجية” قائمة إلى قيام الساعة، لا تكاد تخلو منهم أرض، لكن “أكثرهم متوافرون في هذه البلاد” ويقصد السعودية.
المغردون التويتريون انقسموا في ذلك، فهناك من جمع يديه وصفق ثناء على الدريهم وشجاعته التي أوضحت سر السلفية.
بينما كان آخرون وهم الغالبية يحملون ألوان الاستهزاء بما قاله الدريهم، وأنه ليس من الإسلام في شيء، وأن هذه التفرقة اعتبرها كثيرون ليست إلا “عنصرية” ومحاولة للتفرد على أرض يشاركه العديد ممن يدينون بالإسلام بمذاهب متعددة.
وحاول الدريهم إزالة الكثير من تراكيب الأسئلة التي وردته حول حديث النبي وأن “المشرق فيها أرض لقرن الشيطان” ووفق تفسير الرواة للحديث أنها نجد، قال الدريهم وهو من نجد، أن المقصود هو “نجد العراق” وليست نجد السعودية.
المثير للجدل أن الدريهم ليست هي المرة الأولى التي يطلق أحكامه وفتاويه، بل هو من سبق له بأن وصف المرأة ذات الميول الرياضية أنها “لا تستحق الاحترام”.
ويعيش الجو العام بتويتر السعودي، حالة من الاختناق نظير تغريدات رجال الدين الذين تتجاوز تغريداتهم حدود الآيات القرآنية، بل والتشبيه بها، مما حدا بالبعض المطالبة بأن يتساوى أولئك في مصائرهم مع مصير المغرد الشهير حمزة كاشغري المسجون حاليًا جراء بعض تغريداته التي قيل إنها أساءت للنبي محمد.
بارك الله فيك يا أستاذ حيدر
تعليق علي ما كتب الدكتور حيدر
عجيب امر السودان والأعجب امر السودانيين الذين ينصبون انفسهم حكاما ويتمنون ان يكونوا قادة
هذا البلد … ولا ادري هل هذا الحيدر هو من نعرف وكنا نعتقد انه موسوعة … وانه مع السودان
ان كان حيدر الغير حيدرنا الذي نسمعه في بعض التعليقات فتلك مصيبة وان كان حيدر الذي نعني فالمصيبة اكبر …
مشكلة السودان باتت تتمثل في بعض مثقفيه الذين هم علي علم ودراية تامة بمجريات الأمور ليس في
السودان فحسب بل في كافة ارجاء المعمورة فالكل يعلم وهذا بديهي منذ الخليقة اذا وجدت الحرب فان الأختلاف قائم وان المتحاربين علي نقيض تام .. الم تسأل نفسك لماذا يحارب الجنوبيين مدة 50 سنة الم يمت او يستشهد منهم عدد كبير .. لماذا كانوا يحاربون وقد ظهر جليا في فترة ما قبل الانفصال ومن خلال شعارهم المرفوع والذي يردده حتي من ولدوا في الشمال وتبوأوا المناصب .. وكان الشعار هل تريد ان تعيش مواطن من الدرجة الأولي ببلدك أو مواطن من الدرجة الثانية بالشمال ألم تر الحريق والقتل والتعذيب لكل من قال انه يريد الوحدة … اذا ليس هذه الحكومة هي التي فصلت الجنوب وقد كان مصيره ان ينفصل عاجلا ام آجلا وللعلم في مؤتمر جوبا نوقشت هذه القضية وقد إقتنع المجتمعون بفصل الجنوب الذي يتباكون عليه الآن …
هل أنت ما زلت تعتبر فصل الجنوب جريمة .. اتحداك ان تذهب الي الجنوب الآن وتذكر ان فصل الجنوب جريمة .. وسوف تري ما يحدث لك … ولعلمي أن المثقفين امثالك من يريدون موطئ قدم في قطار الحكم هم من يتمشدقون بمثل هذا القول ولا مانع لديهم ان يصل السودان مرحلة تعادل ما يحدث في الربيع العربي الذي اتحفظ ان اذكر كيف بدأ وكيف الآن ومآله بين الحروب الأهلية والتقسيم …
يكفيكم … أن تصمتوا حتي لاتبين عوراتكم للجميع فالسودان سجل كبير لكل شخص .. ونحن نعرف كل شخص مااضيه وحاضره وأمانيه المستقبلية …
نرجوكم أن لا تركبوا الموجة … حاولوا ان تقرأوا التاريخ قراءة صحيحة … حاولوا ان تقرأوا مخطط برنارد لويس … ومخطط ليفي برنارد … وحاولوا ان تغرسوا في نفوسكم ذرة من الوطنية علها تبصركم بما هو آت …
لنحتكم الي العقل … فقد سمعت ان هنالك محاولة لأعلان حكومة يرأسها الصادق المهدي …
والسؤال الآن .. بالله عليكم كم مرة رأس الصادق الحكومة .. ومن معه هو الشيخ حسن وهو من أتي بالأنقاذ الذي تحاربونه الآن …
ارجوكم عودوا الي قراءة التاريخ … ولتكن لكم نظرة ذات بعد وعمق .. قبل ان يكون السودان
سوريا أخري …