أخبار السودان

فعلاً إنها حركات بايخة جداً ..!

وكأن كاسات المرارات التي سقوها سرابا ً لم يبلل تشقق شفاه من إنتظروا ما ظنوه عذوبة نضالهم .. لم تكفهم مع مآلات الخيبة التي حصدوها إنكساراً تحت طاولات العطايا البخسة وقد حُملت لهم في حقائب إسالة اللعاب عند كل جولات التفاوض الذي كان من جانب واحد هو فقط صعيد من يُعطي ولا يترك لمن يتلقى بأكف الذلة ..إلا إستحقاقه للقب صاحب اليد السفلى !
هاهم بعد أن قسمت أيد الدسائس شتاتهم الى شظايا لاهبة في عيون المكتوين بنار القضية وقد باعوا مبادي الكفاح في المزادات التي أنستهم زمالة الميادين مقابل وهم السلام المفقود .. نجدهم ينقلون الحرب الى قاعات الفنادق في قلب الخرطوم وربما يلعلع صوت رشاشاتهم يوماً ما في شوارعها وكل ظروف تلك الفرضية قد تتهيأ لهم مجدداً من طرف ذات الجهات التي أشعلت فتنة دارفور بإنقسامها الذي كان غبناً خاصاً دفعته العامة فاتورة لصمتها تجاه تغول القلة على مقدرات الأغلبية !
كيف لا وهم أهل المقهى الذين باعدت بينهم المقاعد عقداً من الزمان ونيف يحاولون الآن لم شعثهم المتنافر مجدداً عند مسارب صراع البقاء ومشارب المحافظة على إمتلاء نهرالمصالح من منطق تأبى الرماح التكسر إذا ما أجتمعن في كف النظام اليمنى .. بينما الذي ينثره من فتات الحركات التي حطمها بيسراه تذروه رياح الإحن التي تأخذ في أجنحتها كل نسمة قد تهب على الوجوه التي أحرقها لهيب النزوح في جفاف الديار و أطراف جحودها أو إسودت عند أبواب التسول الخارجي التي ُتغلق حيالها تارة و تُفتح مواربة حيناً بمزاليج الضجر ونظرات العبوس !
ما أسعد الذين يتحزمون بشالات الشماتة وهم رقصاً على إيقاعات التلاكم الداوية كمؤثرات خناقات الأفلام الهندية .. وقد توفرت لهم ذريعة وسانحة.. اللهم أشغل أعدائي
بانفسهم عني !
وأبشر بطول البقاء يا مربع وتمهل على سرج الولاية التي لن تكُ الأخيرة .. ولن يخب ظن بلة الغائب وإن كذب المنجمون .. فمعارضوك منقسمون بين من تركوا خشونة ملبس النضال في إنبطاحات الفصال والتي كانت ستراً وغطاءاً لهم في ساحات الوغى ..!
وأجادوا تبادل ضربات التنازع الضيق الأفق تحت الأحزمة وهم يرتدون بذلات المناصب الفضفاضة عليهم والتي زادتهم تعرياً في ظلال القاعات المكيفة.. وحجازهم ذاته من أضعف تلك القبضات حينما كانت موجهة نحو وجهه وهو يبتسم الآن في دواخله لروعة المشهد وإن بدأ متجهم الملامح تظاهراً باستنكار المسلك المشين .!
وهناك في المهجر إمامٌ حالم ٌ بأن تأتيه ضالته على طبق المسالمة وهو مستلقٍ على القفا يقضي إستراحة مُهادن نضالاً بنظرية حش الذقون..!
أوخليفة صامت في مصيف كل المواسم إستبدل تسليم أمانة الشعب من سارقها باستلام ما يعبي جيبه وعباءات أنجاله بما يفي لرفاه إقامة الخارج الدائمة !
ويسارٍمتنافر الخطوط في كل مسارات الفهم لواقع الحياة المستجد و قد فقد بوصلة التمدد في دواخل النفوس التي خربتها إرباكاً هتافات وشعارات النفاق الديني الجوفاء فباتت مشروخة ومنقسمة بين قناعات هشة خوفاً من المجهول و ريبة تجاه البديل لن تمحوها همسات الحنين لغسل الأرجل الحافية في مجريات نضال الطبقة العاملة التي غطت عليها كثافة الطفيليات المنتفعة وركامات الطحالب التي كتمت على أنفاس كل الحياة !
فبات الشارع خلف ظهورها خانعاً.. ينتظر الجنة من على جلسة بروش ..شيوخ خلط الجكسي ويتلمظ طعم محايتهم الببسي .. و أهل اللحى الكثة قد كنسوا الأسواق التي دخلوها في غفلة المخدرين بحثاً عن الروح التائهة عن ذاتها الحميمة وصفاتها القديمة!
حقاً إنها حركات بايخة .. من قيادات دائخة كالفئران وهي تلاعب قطاً حويطاً قد سد عليها كل دروب العودة الى نقطة البدايات التي كانت توافقاً بمواثيق متعة الشرف .. فاضحت حقاً.. تقاذفاً بمفردات أوجاع الترف !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اتمنى ان اكون قد فهمت ما تقصده في مقالك التعارك الذي تم بين د. السيسي والوزير بحر ابو قرده .

  2. اتمنى ان اكون قد فهمت ما تقصده في مقالك التعارك الذي تم بين د. السيسي والوزير بحر ابو قرده .

  3. ما ابدعك!!! لكن لا حياة لمن تنادي، فقد اختلطت الرؤى و تداخلت مسارات الافكار فلم يعد يرجى ضوء في اخر النفق. لله درك يا شعب السودان الممكون و ما قادر على الصبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..