بالتزامن مع جهود الإنفتاح الحثيثة..لمملكة العربية السعوديَّة تستضيف أوَّل معهد قيادة عالمي للمرأة

في إطار الجهود الكبيرة التي يبذلها الملك عبد الله بن عبد العزيز للانتقال ببلاده نحو المزيد من التطور والرقي، تستضيف المملكة العربية السعودية أول معهد قيادة عالمي للمرأة، وهو المشروع الذي يعتبر من بنات أفكار ميشيل سترونز، الأستاذ في كلية سانت جوزيف في الولايات المتحدة.

القاهرة: في ظل انتقال المملكة العربية السعودية نحو آفاق أكثر رحابة وتحررًا تحت قيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لم يكن مستغربًا أن يتم اختيار مدينة جدة لاستضافة أول معهد قيادة عالمي للمرأة، ذلك المشروع الذي يعتبر من بنات أفكار ميشيل سترونز، الأستاذ في كلية سانت جوزيف للأعمال في الولايات المتحدة، والتي قررت إقامته كل صيف، وأن تكون بدايته خارج البلاد، على أن يعود كل سنتين إلى أميركا.

ومع الأخذ في الاعتبار ما قد يخطر للوهلة الأولى في بال البعض بأن المملكة العربية السعودية ليست على ما يبدو ذلك المكان الذي يمكن استخدامه للترويج لشغل المرأة أدوارًا قيادية، من منطلق أن أقل من 15% من السيدات السعوديات يعملن خارج المنزل، (وهي النسبة الأقل في العالم العربي)، بالإضافة إلى عمل 5% فقط منهن في مجال الأعمال التجارية، ومزاولة أغلبية السعوديات العاملات لمهنة التدريس، إلا أن سترونز كان لها رأي مغاير، حيث قالت: "في رحلاتي الثلاث عشرة التي قمت بها إلى المملكة، التقيت سيدات يشغلن مناصب بارزة جدًا في مجال الأعمال التجارية، والتعليم، والحكومة، حيث أصبحت البلاد أكثر ليبرالية في عهد الملك عبدالله. وقد قطع جلالته في هذا الاتجاه خطوات كبرى على مدار السنوات الخمس الماضية".

وهنا، تشير صحيفة "هارتفورد كورانت" الأميركية إلى أن الملك سبق له أن حدد هدفًا يتمثل في زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 5% قبل ستة أعوام إلى 15% عام 2009، وهو ما استطاع أن يحققه إلى حد بعيد. كما قام بتأسيس أول جامعة مختلطة في المملكة، حيث سيتم عقد فعاليات معهد القيادة العالمي للمرأة. وفي عام 2008، أعطت وزارة العمل المرأة خيار اختيار العمل. حيث كان يتوجب قبل ذلك على المرأة أن تحصل على الإذن أولاً من أحد أقاربها الذكور. وفي العام نفسه، حصلت المرأة على حق التفاعل مع الرجل في بيئة الأعمال التجارية.

ولا تزال تواصل النخبة المثقفة الليبرالية ضغطها من أجل منح المرأة الحق في قيادة السيارات، وكذلك حقها في التصويت بالانتخابات البلدية. وهنا، تعاود سترونز لتقول: "لن يمضي وقت طويل حتى تصبح المرأة شريكا كاملا ومتكاملا في المجتمع".

في غضون ذلك، تفيد الصحيفة بأن الحكومة السعودية سوف تدفع أموالاً للمعهد، بما في ذلك معظم تكاليف السفر للمشاركين الأميركيين. لكن لم يتوافر لدى سترونز تقدير خاص بالتكلفة الإجمالية للبرنامج. وتتابع الصحيفة بلفتها إلى أن تريزا يانغر، المدير التنفيذي للجنة الدائمة المعنية بوضع المرأة في ولاية كونيتيكت، ستكون إحدى الطالبات في المعهد. وتمضي لتنقل عنها قولها: "نفكر أحيانًا في القيادة حين يقف الشخص أمامك. لكن عند شغل النساء مناصب قيادية، فتلك هي الطريقة التي نحقق من خلالها الأمور في ما وراء الكواليس. وكذلك الطريقة التي ننشأ من خلالها".

ثم تلفت سترونز إلى أن الفجوة الواسعة في الثقافتين الأميركية والسعودية ستكون تجربة تعليمية للمشاركين من كلا البلدين. وتقول ميغان توري، مدير البرامج في مجلس كونيتيكت للشؤون العالمية: يوجد لدى المرأة الغربية الكثير من الأفكار المسبقة حول المرأة في هذا الجزء من العالم. لكنِّي أتوقع أن تتكون لديّ وجهة نظر مختلفة تماماً عند عودتي لوطني".

وتفيد الصحيفة في نهاية حديثها بأن ما يقرب من 30 سيدة قد تقدمن بطلبات للحصول على فرصة للسفر إلى جدة، وأن سترونز قد اختارت الحضور.

ومن بين السيدات الأخريات اللواتي سيقمن بتلك الرحلة كل من: لوسيل جاناتكا، الرئيس التنفيذي لمركز ميدستيت الطبي؛ ميليندا برايتون، من جمعية إعانة الحرفيين؛ جودي أوتون، من منظمة القرارات المتقدمة؛ إيلين حسون، من شركة كمبيوتر؛ آن إيفانز، من وزارة التجارة الأميركية. هذا ويُنتظر أن تحكي السيدات عن تجربتهنّ في صورة مدونات

ايلاف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..