قَوَاصِدُ البَشِيْرِ تَوَارِكْ الرُّؤَسَاء

كثاثة الشارب و الزحف الصلعي و لا حتى الاجتفاف الركبي بقادرة على خلع ثوب الرعونة الطفولية و المراهقة الشبابية عن البشير. للبشير غاية واحدة يحرص على تحقيقها مهما كلفه الأمر ألا و هو قبول التحدي خشية أن تشير إليه سبابات الإعلام بالخوف و هو الذي رقص لأهزوجة أنه أسد افريقيا فلا يرى في قرارة نفسه أن يتضأن بعد الأسودية و لكن أهم الأسباب هو خلق جلبة بسفره ثم عودته و في انتظاره الهتيفة و الرقاصة أما ما الذي يستفيده السودان و السودانيين فصفر كبير بينما البشير و حزبه يستفيدان انصراف الناس عن القضايا الملحة و الأساسية إلى الانصرافية الهامشية.

كان الرئيس السابق صدام حسين أقل الرؤساء سفرا إلى خارج بلاده و إن فعل فهو لا يجعلها علنية بل يتفاجأ الناس بعودته فقط و لكنه بنى دولة قوية ارتكزت على العلم و القوة الحربية بدليل أن التحالف حرص على تدميرهما بعدما كلفهما الغالي و النفيس. نسمع كثيرا عن رؤساء قطعوا رحلات سفرهم لخطب ما في بلادهم حدث بعد إقلاع طائراتهم و لكن البشير استأجر طائرة للسفر إلى إيران لمباركة رئيسها بمنصب الرئاسة تاركا الخرطوم غارقة في فيضان ضارب و لم يتفقد فقط عندما تم ارجاعه بواسطة السلطات السعودية لعدم التزامه بألف باء البرتكول الدولي في هذا الشأن.

ما ذاك الذي يحرص البشير على تحقيقه بسفره إلى الخارج؟ بل إن السفر يخصم سلبا من مكانته العالمية إذ أن كل الوكالات العالمية تتناوله على نحو سلبي و حتى المحكمة الدولية لا يوقظها من سباتها إلا أزيز طائرة البشير و السودان منذ تولي البشير ظل منغلقا على صعيد العلاقات الخارجية كدليل على أن سفره إلى الخارج لا يأتي بخير فوق أنه غير مبني على أسس دبلوماسية مدروسة فالدولة الإيرانية التي حرص رئيسها السابق أحمد نجاد على زيارة السودان كان منبوذا خارجيا و الخرطوم إحدى العواصم القليلة التي أذنت له بدخولها و لم يكن بين دخول الرئيس الإيراني و المد الشيعي و انتشاره في السودان إلا سويعات كدليل قائم على الثمن الذي قبضه البشير من الزيارة الإيرانية و كانت العلاقات السودانية الخليجية في ذلك الوقت على أسوأها و لكن ما إن استعانت السعودية بالبشير في حربها ضد الحوثيين باليمن حتى نبذ البشير علاقته بايران و أغلاق مراكزهم كدليل آخر على التخبط و التعامل برد الفعل و لكن بغض النظر عن كل شيئ كان قرارا صائبا.

مصطفى عثمان اسماعيل بكل بلاهة يعلن للملأ عن الضمانات التي ستعطيها قمة أبوجا للرئيس البشير بعدم القبض عليه كأنما يراها انجازا و لكن لا نذكر أن رئيسا تم التعامل معه تحفظيا و على نحو استثنائي مثل البشير الذي يأمل من حضور الخمة إرخاء حبل خنقة المطاردة له من المحكمة الدولية لن يؤوب ? إن سافر ? إلا بصغار و هوان سيما أن المؤتمر سيناقش قضايا المحكمة الدولية و تقصدها للزعماء الأفارقة.

إن المتاوقة التي يفعلها البشير و أنصاره كلما تحتم سفره قضية طفولية التعامل و أكرر أن لا ضرورة من سفره فهو لم يدفع ضررا و لم و لن يجلب خيرا و قد رأينا كيف أنه يخطب و الناس منصرفة عنه في شرم الشيخ و رأينا العزلة المضروبة عليه من زيارة الرؤساء للخرطوم و طريقة مقابلته إن هو طار إلى الخارج و لكن ميت القلب قليل الحيلة يرضى بتوارك غيره كما قال المتنبي في شأن كافر: قواصد كافور توارك غيره و من ركب البحر استقل السواقيا. و صدق أحد الراكوباب عندما كتب معلقا أن مجرد مناوشة البشير أشد من القبض عليه لأنه قلق دائم لا يبرح.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “كثاثة الشارب و الزحف الصلعي و لا حتى الاجتفاف الركبي”
    لم أكمل المقال. أي لغة هذه؟
    أعوذ بالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..