ادركوا المنتحرين… منع من النشر بصحيفة الصيحة

كشفت وزارة الداخلية في تقريرها أمام مجلس الوزراء الأسبوع المنصرم عن معلومة خطيرة جداً انتظرت زهاء الأسبوع على أمل أن يعلق عليها أي مسؤول حكومي، وليتني ما انتظرت، إذ أن الحكومة عادةً ما تصمت في مثل هذه الحالات صمت القبور، وتترك المشكلة لتسقط بالتقادم.
المعلومة الصادمة التي حملها التقرير هي ازدياد جرائم الانتحار خلال الفترة من 30 أغسطس العام الماضي وحتى نهاية أغسطس من العام الحالي، وهي معلومة تعني أن درجة الياس وصلت بأعداد مقدرة من المواطنين مرحلة جعلتهم يصلون إلى قناعة بأن لا جدوى من حياتهم وفضلوا وضع حد لها بأنفسهم.
السؤال الذي يجب أن يُطرح هنا ما هي الأسباب التي تدفع مسلماً لإزهاق روحه في دولة تؤكد أنها تسوس الناس بالشريعة الإسلامية وتعاليمها التي تأمر بالعدل والإحسان.. والإجابة عن السؤال يا سادتي يختزلها ذلك الرجل الذي ذبح نفسه أمام مباني ديوان الزكاة بالخرطوم بعد أن (قنع من خيرٍ فيها).
جل أسباب الانتحار تعود إلى عوامل اقتصادية فشل معها رجل في توفير لقمة العيش لأطفاله أو فشل فيها شاب في تحقيق أحلامه في ظل مؤسسات هلامية تخدم الولاءات الحزبية والشخصية رغم لافتتات القومية التي تتلفح بها وخير مثال لذلك الاتحاد الوطني للشباب السوداني الذي لم يجد في ترتيب الحروف كلمة أفضل من (نفسي) ليتخذها شعاراً له وكأنه يرسل رسالة للشباب بأنك لست منا ما لم تدخل من بوابة المؤتمر الوطني، فالتجربة تؤكد أن المستفيدين من الاتحاد هم عضوية المؤتمر الوطني دون غيرهم تحقيقاً لشعار الاتحاد.
كم من شاب أقدم على الانتحار لأنه لم يجد فرصة في التوظيف في ظل سياسة التمكين التي أعلن رئيس الجمهورية عن نهايتها ولم تنته بعد، وهي السياسة التي تفضل أصحاب الولاء ذوي المؤهلات الصفرية على أصحاب الشهادات والمؤهلات التي تؤهله لشغل الوظيفة، وكم من رجل أقدم على الانتحار وهو يرى سياسات المؤتمر الوطني التي تحرمه من نيل معاشه حتى بعد إحالته للصالح العام.
نسبة الانتحار ارتفعت لأن ديوان الزكاة يصرف على بند العاملين عليها أضعاف ما يصرفه على بقية المصارف السبع بل وأضاف مصرفاً جديداً لم يذكره الله عز وجلّ في محكم تنزيله وهو بند الأصول التي يصرف عليها الديوان أكثر من بعض المصارف الشرعية.
ينتحر الرجال لأن العلاج المجاني أضغاث أحلام يهزمها تحويل الإمدادات الطبية لصندوق يعمل في (البزنس) ويتاجر في الدواء برأس مال الشعب،
وينتحر الناس بعد أن فعل بهم الفقر ما فعل في ظل غياب كامل لوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي التي تركز على الاستثمار بأموال الضمان الاجتماعي أكثر من التركيز على دورها المنوط بها في حل المشكلات الاجتماعية التي تعترض المجتمع.
ينتحر المسلم لضعف في إيمانه وهذا دليل كافٍ على فشل المشروع الحضاري الذي جاءت به الإنقاذ وكان نتاجه بعد ربع قرن فساد أقرت به الحكومة واختلاسات تتصدر تقرير المراجع العام سنوياً
نحتاج بالفعل لسياسات حقيقية لخفض الفقر فما حمله تقرير الداخلية ناقوس يدق ويدعو للانتباه إلى أن المجتمع ما عاد عنده ما يخسره فمع علم المسلمين بعقوبة الانتحار في الآخرة ها هم يقدمون عليه أكثر وأكثر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان الذين يستطيعون الفرار من هذا الجحيم الممرض الداعر الذي صنعه الاخوان المسلمين في السودان ووقفوا عليه زبانية شداد غلاظ لا رحمة و لحظة ضمير و قد اسكرتهم ما يعبون به بطونهم من الطعام و ياكون من افخاذ جواي يشترونهن بمال منهوب من اليتامى و المساكين.ويسمونهن زوجات و ماهن كذلك. من يستطيع الانتحار و الفرار لله يكون قد نجا من عذاب الاخوان الى رحمة ربه الكريم.

  2. أنا إن عجزت عن إطعام أولادي والعيش معهم ومع زوجتي بسبب سياسات البشير والطغمة المجرمة التي يسمونها مسئولي الحكومة فهل أنتحر وأنا أراهم جميعاً يعيشون مع زوجات مثنى وثلاث ورباع ويترفهون بمشقتي ومشقة الملايين من أمثالي؟والله ما أنتحر إلا بتفجير نفسي في البشير نفسه وعشرة من كبار زبانيته، ولو كان أكثر من عشرة لكان أفضل لي وللشعب السوداني كلو، لا بل وللعالم الإسلامي بأكمله! آل أنتحر آل!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..