روحية .. قصة قصيرة

روحية .. قصة قصيرة

قصة قصيرة..
الاستاذ القاص صديق الحلو

روحية.. كحبة قمح ندية …تأتيني باندفاع وحيوية…تنفرج شفتاها التي بلون الشفق بالتحية ..فستانها البنفسجي المزين بفراشات ملونة . .وجهها المغسول بالغسق..وحنينها الدفاق..تحتضنني نظراتها كمهر جامح..فتهتز تحصيناتي.اندس خلف ساق شجرة في حدائق ابريل..تستهويني المغامرة..ونلتقي تذوب روحينا..تعرف روحية…متي تغلق الباب ومتي تفتح النافذة.. ونما الشجن علي نهر جاري…..لم تعد تثيرني المرتفعات والانخفاضات ولا الريح التي ترفع التنانير…سفني لم تغادر النهر باساليب روحية… المدهشة وتصميمها لتجاوز العقبات .
وقررت ان التهم السمك حارا قبل ان يبرد..الخرطوم الان في حالة انحطاط تام.كل شئ وسخ بدأ بالسياسة وحتي الاقتصاد..ورائحة الفساد تزيد الكابة…والناس كأنما علي رؤوسهم الطير..الجاك بأفعاله البائسة اوصلنا الي هذا الجنون…كنت كلما انظر لعيني روحية تستحضرني ضحكتها التي بلون الارجوان واسنانها التي كالبرد….يعتدل مزاجي رغم تعكر ليل الخرطوم..وزامر الحي الذي لا يطرب ..لابد من معجزة حتي يتغير الحال .. قالت روحية. والجاك كلما اعتبرناه راشدا عاد طفلا يساوم علي الكومشن….ويغرق في ملذاته الصغيرة..وانا اتجاوز كل ذلك بالرسم. احس نبض القلب وبتدفق الموسيقي وروح روحية تملؤني بالود. .ارمم الذاكرة الحاضر منها والغائب..
الجاك المتهور يتعامل بعقلية السوق حيث الشك لايؤدي لليقين..ورغم مرضه الا ان إيماءاته الوقحة وحركات جسده قادرة علي ايصال حديثه دون فذلكة . ها هو يداري خيباته بصرامة وحزم في عواصف لاتنتهي…..محاولا ترميم حياته بغراميات متعددة ..وكان دائما ما يظن انه علي صواب والاخرين علي خطاء…روحية تركض في دماي ..تمتلئ احاسيسي بها…ونشيد معا عشا للحنان والدفء.. وتأتي اللمسات كخفقان الموج تتري…تثري ايامي بايقاعها…تركت علي قلبي وشم فيه زهرة وفراشة…قلت لها لنتزوج…قالت لي بعد موت الجاك الذي سيكون قريبا…!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1. ابهرني جمال اللغة _ سلاسة اندياح العبارة تلو العبارة والجملة بعد الجملة _ في هذه القصة القصيرة، التي تركتني بنهايتها ? ظمئا؛ ولا ادري اذا هذا الشعور منقبة ام منقصة للقصة: اذ اذا قصد كاتبها ترك ذات هذا الشعور عند القارئ ليوازي ويكثف من شعور الظما وعدم تحقق الاشباع والارتواء العاطفي عند بطليها الراوي وروحية، فقد نجح باقتدار: عندها يجدر بنا اعتبار هذا الشعور منقبة، ومثالا لمطابقة الشكل للمضمون في فن السرد القصصي.
    2. شكرا للقاص صديق الحلو، ونعشم في المزيد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..