شن عرفني؟؟؟!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
شن عرفني؟؟؟!!!
ب/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
24/8/2015م
جاءتني عدة رسائل فيديو عبر الوسائط أصابتني (بالدهشة والخوف والغضب). (الدهشة) لأننا في القرن الواحد وعشرين ويحكمنا ويتحدث عن المشروع الحضاري من يدعي الاسلام، وأنهم لم يأتوا لدنيا، وان كل شيء لله، وأنهم أتوا لإنقاذنا واعادة صياغتنا، اضافة الي توفر كل سبل الاتصال وسهولتها ومناسبتها لكل الأغراض. أما (الخوف) فهو من الله سبحانه وتعالى أولا واخيرا حيث أننا قصرنا تقصيرا شديدا في حق الله وحق الانسان السوداني وحق الانسان المسلم. أما (الغضب) فأسبابه كثيره، وأهمها كيف نفشل في توصيل رسالة ائتمننا عليها سيد الخلق أجمعين ولم نستطيع توصيلها الي من لا يبعدون عنا الا ببضع كيلومترات، ولا تحتاج لجهاد وسفر وذات الشوكة. كل المطلوب منا أن (نغبر) أرجلنا أو اطارات الفارهات فقط. أين مشروع هجرتكم الي الله؟ واي الطرق تسلكون خلال هجرتكم هذه؟
ماذا جاء بأشرطة الفيديو هذه؟ قام أحدهم بالتسجيل مع ثلاثة (اناث) من ثلاثة أجيال مختلفة. شابة في منتصف العقد الثاني، وامرأه في العقد الرابع، وثالثة في نهايات العقد الخامس تقريبا، وهن من سكان (شمال ولاية الخرطوم)، عاصمة البلاد التي يحكمها دهاقنة السياسة المتأسلمين والذين بادعاءاتهم هذه جعلوا كل العالم الاسلامي وغير الاسلامي يقاطعنا ويحاربنا حتى في أرزاقنا وصحتنا وتعليمنا وأسفارنا، بل قام بفصل جنوب البلاد الذي يبعد عن عاصمتهم بمئات الكيلومترات لآنهم يجاهدون فيه لنشر الاسلام ومحاربة الكفر والكفار، في حين أن المسلمين الجاهلين بالإسلام علي مرمى حجر منهم.
سأل السائل الشابة الأولى: هللا أنت مسلمة؟ كانت الاجابة نعم. سألها هل تؤدين الصلوات؟ الاجابة كانت لا. هل تصومين رمضان؟ الاجابة أيضا بلا. السؤال الرابع؟ لماذا؟ الاجابة سااااكت!!! السؤال الخامس: هل تعرفين اسم الرسول؟ الاجابة (لا).
جاء الدور على المرأة متوسطة العمر. فهي أيضا لا تصلي ولا تصوم والسبب (نحن عرب سااااكت)!!! هل تعرفين اسم الرسول؟ الاجابة (شن عرفني). يعني ما سمعتي بيهو؟ سمعت بيقولوا ليهو (صلى الله عليه وسلم). طيب اسمه شنو؟ يا أخي شن عرفني؟ يعني الرسول رسله منو؟ عشان يعمل شنو؟ لا اجابة غير (شن عرفني ياولدي). عندك شيخ؟ أي عندنا شيخنا وبنمشي ليهو طوااالي. أقرب شيخ ليكم منو؟ قامت بتسميته وحددت مكانه.
أما المرأة العجوز فكانت اجاباتها مماثلة، كما أنها لا تحفظ أي من سور القرآن او التشهد، ولم تصلي أو تصوم طيلة حياتها، وأيضا لا تعرف اسم سيد خلق آدم اجمعين. أكرر مرة أحرى انهن يقمن داخل ولاية الخرطوم محل الرئيس بينوم والطيارة بتقوم، عاصمة تحكم بحزب وحكومة ادعت أنها جاءت من أجل الاسلام قبل أن تولد هذه الشابة وعندما كانت المرأة الثانية طفلة والثالثة في عز شبابها، وجميعهن (مسلمات) ومحسوبات علينا!!!
أليس من حقي أن أندهش وأخاف وأغضب؟ ماذا سنقول لربنا يوم القيامة؟ كيف سنواجه مولانا وسيدنا رسول الله وهو من نطلب منه الشفاعة؟ كيف يعرف ما نزعم بأنهم كفار ووثنيين اسم أفضل خلق الله أجمعين، بل يضعونه في المرتبة الأولى عند كتاباتهم عن المشاهير العالميين و(العظماء) عبر القرون والذين كان لهم أكبر الأثر في تاريخ البشرية، ولا يعرف أسمه بعض أتباعه الذين يعيشون داخل دولة تدعي بأنها اسلامية ومدافعة ومنافحة عن الاسلام، وأن الاسلام خط أحمر، وأن الدستور لابد وأن ينص على أن السودان دولة اسلامية؟
هل ولاية الخرطوم كبيرة لدرجة أن اللاندكروزرات الفارهات ومشابهاتها التي يمتطيها كبارات الدولة الاسلامية لا تستطيع أن تصل عدة كيلومترات من حدود مكاتبهم الفاخرة، وتتفقد الرعية التي وجدت نفسها مسلمة ولا تعرف اسم نبيها ورسولها عليه أفضل الصلاة والتسليم؟ أم أن زمن المسؤولين غال جدا وأهم من مقابلة الرعية وتفقدها وتوعيتها؟ أم أن أمور الدنيا التي لم يأتوا من أجلها، أصبحت هي همهم الأول والأخير!!!!!! وضح لكل فرد من أفراد الشعب الفضل أنكم تحبون الدنيا حبا جما، وتتعاملون مع شعبكم بدونية مرفوضة وخداع يتسم بالغباء.
أين (ناس الدعوة)؟ أين ناس الرعاية الاجتماعية؟ أما ناس الحج والعمرة، وحجاج الحكومة، اليس من الأولى أن تقوموا بهداية الناس، خاصة القريبين منكم بدلا من تصبحوا أمراء للحج أو أنى تحجوا على حساب من لا يعرفون اسم من ذهبتم الي المدينة المنورة لزيارته، والتبرك به وبصلواته التي تعادل الف صلاه.
أقول للجميع، تخيلوا شخص أو مجموعة أو أسرة أو عائلة أو قبيلة أو حلة أو فريق من الفرقان يعيش على مرمى حجر منا، ويدعي أنه مسلم وبالميلاد ولا يعرف ما هو الاسلام، ومن هو سيد الخلق أجمعين، ولماذا أرسل الينا ، ولا يعرف القرآن ولا الأحاديث ولا السيرة، ولا يصلي ولا يصوم، وبالتأكيد لا يزكي ولا يتصدق، ولم يذهب واحد منهم الى المدرسة ليأتي وينور أهله، ويحكي لهم عن ما درسه بحصة الدين من قرآن وسنة و وأحاديث وفقه ..الخ. لماذا لا يكون لديهم مسجد أو زاوية ترعاها الدولة تعلمهم أصول دينهم؟ يا ترى من هو المقصر؟ هم أم نحن. نحن المواطنين ؟ أم الحكومة التي يوجد 90% منها الآن بالأراضي المقدسة، ناسين أن هنالك بشر على مرمى حجر منهم لا يعرفون اسم نبيهم الذي أتى ليكمل مكارم الأخلاق وينقذهم من الجهل والشرك. أين أخلاقنا نحن؟ أين نحن من اسلامنا ومن ايماننا.؟
الرعاية الاجتماعية يجب أن يكون لها القدح المعلى، وعليها وضع خطة عمل واضحة ومفصلة لرفع أمية هذا الشعب. آما المساجد والمدرسين والمدرسات والجمعة لهما دور في رفع الوعي عند ضعاف المواطنين. كلنا راع، وكلنا مسؤول عن رعيته. وهم جيراننا وأوصنا سيد الأولين والآخرين بالجار، وفي بعض الأحاديث كاد أن يورثه.
ليس أمامنا الا أن نطلب العفو من الله وسوله ومن أمثال النسوة أعلاه نتيجة تقصيرنا في حقهم جميعا. كما ناله اللطف بنا جميعا (آمين).
نعم لقد شاهدت انا وغيرى ايضا هذا التسجيل ووالله لم اعرف ماذا اقول من الصدمة التى اصابتنى؟ معقول فى اطراف العاصمة يوجد مواطنين مسلمين لا يعرفون اسم النبى ولا اى سورة من القرآن ولا يصلون ولا يزكون الخ … من شعائر الأسلام ؟ على كل حال الذنب الكبير يتحمله أولا : راعى هذه الأمة وهو البشير وكل بطانته ورجال الدين وعلى رأسهم الضلالى الكبير الترابى وكل من يتحدث بأسم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
– هناك تقصير من جانب الجهات المختصة و التي لم تقم بدورها في توعية هؤلاء المواطنين و رفع مستوي معيشتهم.
– و هناك تقصير من هؤلاء المواطنين و هم يعانون من حالة إنهزام نفسي بقولهم (نحنا عرب ساكت).ليست المشكلة في الجهل و إن كان يعد عيبآ في هذا الزمن,و إنما المشكلة في الإنسان الذي يرضي أن يعيش علي هذا النحو من البؤس و هو ينمتي إداريآ إلي عاصمة البلد.
نعم أن الصحراء و ليس الإستعمار هي السبب تالرئيسي في تخلف الشعوب العربية و ليس الإستعمار كما قرأت لأحد المفكرين العرب.لكن علينا أن نقهر هذه الصحراء العنيدة لنتيح سبل التواصل بين أطراف البلد و ساعتها ستهدأ الأصوات التي تشكو من عدم توفر الخدمات و ساعتها سيسكت السلاح عن القعقعة.
كل الجيوب,أي القبائل التي تقطن في الصحراء(الخلا) و في الشريط الممتد شمالآ من أم درمان و إلي مناطق دنقلا و المحس يعيشون حياة بائسة و إن كانوا أحسن حالآ من هؤلاء الذين ما زالوا يعتقدون في من يرقدون في القبب.
كل هؤلاء و أولئك في حاجة إلي توعية.
السلام عليكم يا بروف
والله لقد كاد أن ينفطر قلبي من هول ما ذكرت .. ولا أجد إلا دموعي لترثي حالنا في زماننا الأغبر الأشتر هذا
المشكلة ليست في الارشاد والدعوة بمثلما صيغ هذا الفيديو كليب واراد من بثه. المشكلة الاساسية هي الأمية التي تشل اكثر من 70٪ من الشعب السوداني. والأمية اول ماتعطل في الانسان تعطل ثقته في نفسه وفي فهم الاخرين بصورة واضحه وتجعله دائما خائفا من المعرفة.
ولذا لااعتقد ان هؤلاء النسوة لايعلمن من هو الرسول ولو سئلهن قريب منهن في الفهم والبيئة لاجابن بدون وجل.
ومحو الأمية التي اعنيها ليست قراءة وكتابة فقط لكنه وعي بطرق التعلم.