موحدة العرب

حوارات وافكار
موحدة العرب
بقلم: حسن الطاهر زروق
الصب تفضحه عيونه
وتنم عن شوق شجونه
بي الذي بك ياتري
سري وسك من يصونه
“احمد رامي”
قد اعود الي بيتي احياناً عند منتصف الليل.. اعود اليه فرحاً او حزيناً، او اعود متعباً او اعود اليه متعباً او موفور النشاط ? وقد ارجع اليه في وضع “محايد”: لا هذا ولا ذاك ? مهما يكن الامر فلن يفوتني في تلك الساعة ان ادير جهاز الراديو، ولم تمض ثوانٍ قليلة حتي ؟ حجرتي صوت سيدة الغناء العربي، اسمعها من احدي محطات القاهرة الثلاث وهذا مفهوم ولكن اذا لم تكن احدي اغنياتها في برامج تلك اللحظة فان صوتها يجيئوني من محطات ارسال اخري كثيرة منها فيما اعلم: السعودية ? اسرائيل ? لبنان ? ايران ? العراق ? الاردن ? سوريا وغيرها. مستحيل الا التقي بها في اي لحظة بعد ان يتقدم الليل. وحتي اذا تركنا هذا الخليط العجيب الذي سبق ان اشرنا اليه فصوت ام كلثوم هو الشئ الوحيد الذي يجمع عليه العرب رغم مابينهم من خلافات وتناقضات ولكننا لا نريد ان نقف عند هذه الظاهرة، فلهذه الفنانة فضلٌ عظيم علي الادب العربي واعني منه الشعر بالطبع ? فقد انشدت قصائد لابرز شعراء اللغة العربية ومن هؤلاء ابوفراس الحمداني واحمد شوقي وحافظ ابراهيم كما غنت رباعية الخيام اضف الي هذا الشاعر احمد رامي الذي غنت له قصائد باللغة الفصحي وبصوتها اشتركت في فيلم رابعة العدوية الذي كانت احد مصادر اغنياته كتاب الاغاني ? ولعل قصيدة “الاطلال” من شعر المرحوم ابراهيم ناجي معروفة تماماً الان.. واخيراً غنت ام كلثوم قصيدة لشاعر لبناني هو الاستاذ جرداق. وبذلك تكون ام كلثوم قد بعثت واحيت فناً عربياً قديماً لمعت في سمائه اسماء توحيد وزرياب وطوليس وغيرهم قبل قرون بعيدة ? هذا الشعر الفصيح الرقيق بفضل ام كلثوم اصبح علي الالسنة وفي وجدان الملايين الذين مازال اكثرهم لا يستطيعون ان يقرءوا او يتذوقوا هذا الشعر الجميل في مراجعه ودواوينه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الحياة ? رئيس التحرير محجوب محمد صالح،
الجمعة 6 ديسمبر
العدد الخامس والستون
السنة الثانية.