الشعر

دمعة واحدة تكفي! – شعر

دمْعةٌ واحدةٌ تكفي!

«كفّ عنِ الشكوى.
فليس أدْعى للسخريةِ،
من إنسانٍ يشكو، إن لم يكنْ يبكي!»

شاعر المقاومة / لويس أراغون
==========

حاصرتْكِ الرّيحُ
والغيلانُ في بابكِ
لكنْ لا تبالي!
ساعةُ الشدّةِ تُعطيكِ قفاها
وصباحٌ أخضرُ الأعطافِ
يدعوكِ إليهِ، فتعالي
نطمُرُ الأوجاعَ في جٍّب عميقْ!
دمعةٌ واحدةٌ تكفي،
لكيْ ينْبُتَ في الصخرةِ ورْدٌ
ومن الصّحراءِ تنْثالُ الينابيعُ
وينزاحُ الصّقيعْ!
دمعةٌ واحدةٌ تكفي
ليرتاحَ على كفِّك نجمٌ
ينثرُ الضوءَ على سُجّادةِ العشبِ،
فنامي!
أعْرِفُ اللَحْنَ الذي يشجيكِ
والرَّوْعةَ في ليلِ بواديكِ
وفي سِحْرِ أحاجيكِ!
فكوني حيثما كانت أمانينا
وكوني مثلما الرّيحُ التي،
تطلِقُ للموجِ شراعاً
أسعدُ الأخبارِ أنّ الفجْرَ
في شُمّ روابيكِ يلوحْ
آخِرُ الأخبارِ قالت:
كلُّ من هبُّوا إلى بابِكِ
كيْ يغتصبوكِ
اغتصبُوا أوهامَهم!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الشاعر فضيلي جماع يبعث فينا روح الثبات على المبدأ رغم قساوة الظرف المحيط بنا ، ويمنحنا الأمل لغد أفضل . فبعد (حصار الريح والغيلان التي سدت الباب) ، يدعونا الشاعر لنطمر الأوجاع في غياهب جب سحيق بعد بزوغ صباح الأمل المرتجى انتظارا في أعطافه الخضر كشط نهر النيل أو السهوب الخضر في أرياف بلادنا الممتدة. استوقفتني مفردة (طمر،يطمر،طمرا) والتي منها اشتقينا مفردة مطمورة الغلال في بلادنا العزيزة. فالغلال تطمر لحين استرجاعها وقت الحاجة لاستنبات زرع جديد مونق الخضرة (التيراب)، أو في زمن يقل فيه الحب فيكون ذلك زاد الزارع لحين بزوغ سنبل الأمل في موسم الحصاد الجديد. فالمزارع دائما يأمل في غد أفضل ولو لا فسحة الأمل التي لديه لمات من الحسرة والقنوط. الشاعر بالتأكيد يدعونا لطمر الأوجاع وتناسيها فليس من نية لنا في استرجاع ما كابدناه من آلام .
    الشاعر لا يطلب نهرا من الدموع بل (دمعة) واحدة لا غير هو كل ما يطلبه لينبت لنا ورد في الصخرة الصماء ، ومن صحراء بلقع بيداء تماثل ما أبيد من آمالنا العراض بسبب (حصار الريح والغيلان) ، من صحراء كتلك يوعدنا الشاعر ويبشرنا بانهيال الينابيع بكل خير وأمل … وكم هو من أمل مرتجى من بعد يأس وقنوط كاد أن يميتنا حسرة.
    ثم ماذا عن من هبوا نهوضا صوب باب (عزة) بغرض اغتصابها ، هل يا ترى نالوا مبتغاهم وحققوا رغبتهم في هتك شرفها المصون؟… هلا بنا الى الصيغة المبدعة من لسان الشاعر لنتأمل ساخرين من خيبة أملهم:
    آخر الأخبار قالت:
    كل من هبوا الى بابك
    كي يغتصبوك
    اغتصبوا أوهامهم !
    آه من شعرك يا أستاذ … تـامل معي أخيالقارئ تعبير(اغتصاب الآمال)… كم هو نص أنيق و(فنجري) ، فأنت أيها الشاعر تتخير كلماتك وتنتقيها كما (تتخير لخطوك) موضعهامن فضاءات شعرك البليغ الفصيح…فاطمرنا في لجته لحين.

  2. صوت حبيب.
    ووجه مهيب.
    وصوت بالحب يلبي ويجيب.
    ياحبيناواستاذنا
    للكلمة منك دوي وايقاع عجيب.
    بدأنا نقرأ الشعر مرة اخرى بعدما علا الرأس المشيب.

    أدام الله صوتك ويبقي قلمك يبعث فينا الأمل والتآخي والتلاقي والوحدةبين ربوع البلد الحبيب.

  3. الأديب والشاعر المبدع الأستاذ فضيلي

    هذا الانتاج أرجو أن يجد طريقه للنشر عالمياوأنت تقدر على ترجمته وأن يجد طريقه إلى منابر الثقافة والأدب في اللفضائيات التي تهتم بذلك وألا تجعله حبيس الراكوبة فهي تستحق ذلك وزيادة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..