الخرطوم اليوم عاصمة من الكوش والقمامة …!!

لامرحبا بمكان تصبح القمامة فيه مظهرا يكاد لايترك مجالا للبهجة وراحـــة النفس… انها للاسف السمة الغالبة على تفاصيل وجه الخرطوم تلك الملامح الكئيبة التى اصبحت تشكـل هذه طرق المدينة العاصمة للاسف فقد سكنتها الكوش …فصبر جميل والله المستعان…
متى تنهض القيمة الجادة متى نتحدى التقاعس والتهاون والفوضى ومتى نصبح شـــعب نضاحك بالارادة معنى التحضر ونملك معايير الرقى والسمو الى الاعلى بدل الركـــون الى الفشل والانتكاس …
متى نتشرب المسؤلية فى حياتنا اليومية ….ونسترد ايماننا الراسخ ان البقـــاء للاصلــــح … ونحن حقيقة شعب قادر وفاعل ونستحق الاكثر والافضل …
ان ما نملكه فوق ما نستكين له …فلماذا ننساق له كالانعام… حكــــومة قيادتـــــها غائبة الحضور.. القول عندها اكثر من الفعل…. حكومة يقتل شعبها عطش الاحتيــــــاج والماء فوق ظهرها محمول…
لقد ولد الفيل فارا وطن عظيم التاريخ والماضى انجب الافذاذ من العلماء لكنه يظل الافقر الى الحكمة والتنظيم والترتيب وفاقد الشى لا يعطيه… وطن متفكك الاطراف لا تكـــــــــاد تسترعورته الا الاهمال واستعباط راعى على الرعية المخزولة فى كل منعطف وزاوية ومنحنى…
ترتقي كل المدن بجمال نظافتها وهيبة روعتها وسماتها الناجحة التى تجعلها رقـــــما في مصاف العواصم ليحسب لها الف حساب بين العواصم الاخرى….
لكن لماذا تظل عاصمتنا واجهتنا الحضارية دون خط الصفر من الفوضي تتكدس فيـــــها وحولها الاوساخ لاتستشعر الا عدم النظام وسوء التخطيط ورداءة الادارة لا تكـــــاد تنظر الي زاوية الا يرتد اليك بصرك بالحزن والالم علي حالنا البائس..
انا لا اهول ولا انتقد من اجل نقد من اجل الانتقاص ولكن واقع الحال في الخرطوم اصبح شهادة موثقة توضح ما وصلت اليه الاحوال وفى الجانب الاخر شلل السلطة الولائية فى الخرطوم….
مضت عهودوسنوات عجاف شربنا فيها وخلالها الوعود ونحن بين عسي ولعل الا ان فقدت ( لعلعة )الخطب الجوفاء معناها…
الخرطوم اليوم تحتضر تحت ضغط الاهمال بعد ان وصلت ( قطوعات الكهرباء) ذروتها وكذلك المياه السؤال هنا….والي متي…..الى متي ستظل الخرطوم كوشة كبيرة المــعنى والمبنى تسكنها اطنان للنفايات.. فالله المستعان…..
[email][email protected][/email]
عدت من الخرطوم قبل شهر لم أر شيئاَ يسر مطلقاً . حقاً ما تقول فالخرطوم تتوسد القمامة ليلاً ونهاراً والله المستعان .
لا تنسى أن إنتفاضة اللبنايين كان سببها الأساسى هو تكدس القمامة أمام منازلهم وفى الشوارع …..
الرز في النص والرد سد
فى ظل غياب النظام والقانون والدولة منذ عهد المرحوم نميرى مارس الكثيرون هواية الاستيلاء على الارض بوضع اليدحتى صار منهجا مقننا سار عليه اللاحقون وصارت العاصمة جاذبة نسبة لسهولة الحصول على الارض وبيعها ثم الانتقال الى اخرى وهكذا امتدت دونما تخطيط حضرى مسبق او خدمات مصاحبة وما تراه من عشوائية وتناثر اكوام القمامة والكوش وتجمعات المياه الاسنة فى كل خريف وتردىصحة البيئة نتيجة طبيعية للمقدمات العشوائية.واخرخطط اسكانية كاملة الدسم هى الصحافات واركويت والشجرةبالخرطوم والثورات حتى الحارة العاشرة بامدرمان وكل ماتلاها بنيت على مناطق عشوائية تم تخطيطها على عجل فيما بعد وكل سكانها تقريبا من الارياف السودانية ومن دول الجوار الذين نقلوا سبل حياتهم القروية الى العاصمة حتى اصبحت الخرطوم قرية كبيرة …. فلك ان تتخيل كم هى نسبة العشوائى الى النظامى وبالتالى نسبة الريفى الى الحضرى وينطبق ذلك على معظم مدن البلاد وعواصم الولايات … وليتك رايت بام عينيك كيف كانت الخرطوم فى الستينات وكيف كانت بورتسودان وعطبرة و مدنى وكسلا ودنقلا فى ذلك الزمان وكيف كانت الشوارع الترابية تكنس قبل طلوع الشمس وكيف تغسل ارضيات المراكز الصحية والمتشفيات وتطهر بالديتول قبل بداية موعدالعمل وترش الارض امام المحلات التجارية والمطاعم بالماء لتثبيت الغبار قبل ورود الزبائن فيا ليت ايام الصفاء جديد ودهر تولى يابثين يعود …. انهيار الخدمة المدنية تبعه انهيار كل حياتنا المدنية والانتاجية وحتى الثقافية والرياضية والفنية ولن تستقيم الابعودتها قوية كما كانت …وكما نراها فى الدول المواكبة للحضار فلا حضارة بدون نظام وقانون صارم يحتكم اليه الجميع .
تسلم يا الوجيع من الوجع .