الشيوعيون والرأسمالية.. من آمال عباس وإلى إحسان فقيري

ما ذكرته القيادية الشيوعية د. إحسان فقيري للزميلة الصحافية فاطمة غزالي (طرف الغراء التيار) في حوارها معها المنشور قبيل العيد بقليل، حول أن الشيوعي لا يأخذ تمويلاً من منظمات رأسمالية ولا ينقطع عن الحركة الجماهيرية، وأن الشيوعي ما بشيل تمويل من الرأسمالية، وأن أي شخص يتعاطى مع الرأسمالية، ما شيوعي وإن كان عضواً في الحزب.. هذا الذي ذكرته هذه القيادية الشيوعية واعتبره البعض بادرة نادرة وتصريح من العيار الثقيل وهو فعلاً كذلك، لم يكن بالنسبة لي قولاً جديداً أو ثقيلاً، إذ إنني كثيراً ما سمعت الأستاذة القامة والصحافية المخضرمة الأستاذة آمال عباس تردده، وما أعلمه شخصياً عن أستاذة الأجيال آمال ويعلمه آخرون أنها لم تعد عضواً في الحزب الشيوعي الذي كانت إحدى قياداته النسوية البارزة منذ سنين عديدة، ولكن الذي لا يعلمه عنها الكثيرون أنها لازالت على قناعتها ووفائها للماركسية، هذا الوضع الذي عليه الأستاذة آمال بخروجها عن الحزب رغم تمسكها بالماركسية وربما هناك آخرون كثر على موقفها هذا، لعله يقف مؤشراً على أن هناك شيوعيين ماركسيين ليسوا أعضاء في الحزب الشيوعي، مثلما أن هناك أعضاء في الحزب الشيوعي ولكنهم ليسوا شيوعيين على قول الدكتورة إحسان فقيري القيادية الحالية بالحزب.
من الأقوال الجريئة والجهيرة أيضاً للدكتورة إحسان فقيري في ذلك الحوار المثير للجدل، قولها إن بعض الذين دخلوا الحزب افتقدوا لعملية طويلة من التربية الحزبية، هذا القول أعاد الى ذاكرتي موقفين شهدتهما بنفسي، إحدهما للأستاذ والكاتب الصحافي الجاد والمجود بالغراء صحيفة “الأيام”؛ تاج السر مكي، أحد كبار الشيوعيين ومخضرميهم، والآخر أيضاً للأستاذة آمال عباس، فقد سمعت مرة الأستاذة آمال توبخ بعنف أحد المحررين بصحيفة “الصحافة” على استخدامه كلمتي (عب وخادم)، حينها تذكرت موقفاً مشابهاً لأستاذنا تاج السر الذي استشاط غضباً وبحث عن شيء على الطاولة التي كان يجلس عليها يضرب به أحد الزملاء بصحيفة “الأيام” عندما أتى على ذكر كلمة (عب) في وصف من كان ينتقده، ولكن ربك قدّر ولطف بالزميل؛ حيث لم تكن أمام الأستاذ سوى كومة من الأوراق. سألت أستاذة آمال عن سر هذه الحساسية المفرطة منها ومن أستاذ تاج السر من استخدام كلمتي (عب وخادم)، ردت بعبارة جامعة ومانعة ومختصرة (إنها تربية الحزب الشيوعي)، ثم أفاضت في ذكر الكثير من الأمثلة على صرامة الحزب في تربية كوادره وخاصة في أوساط نسائه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليست تربية الحزب و إنما هي البيئة التي يعيش فيها الإنسان و و تطبع سلوكه بطابع معين .لا علاقة لي بالشيوعية و نشأت في القرية و تعلمت حتي الثانوي هناك و إن كنت قرأت كثيرآ عن الماركسية و االفكر الإشتراكي.لكني و سائر أهلي لا نشعر بشعور كذا و كذا نحو الآخرين.نبادلهم الحب والإحترام و نلقي منهم كذلك هذا التقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..