موتى أحياء ومواليد جدد بأسنانهم

* كيف يشكو بعض أهل دارفور من التهميش بينما حتى بعض موتاهم يتقاضون رواتبهم عداً نقداً؟ جرت العادة في كل أنحاء السودان، بمنح الموتى حق التصويت في الانتخابات عن طريق وكلاء، وها نحن نكفل حقوق الموتى، ونمنحهم رواتب شهرية وعلاوات وبدلات وترقيات، وبهذا يكون حالهم أفضل من حال الفراعنة المساكين الذين كان نصيبهم بعد الموت، شوية ثوم وفول وأواني فخارية يتم دفنها معهم.
* لا أقرأ صحيفة سودانية بحثاً عن خبر، ولكنني أتوقف أحياناً عند التحقيقات والحوارات، وأتوقف معظم وقتي مع ?الأعمدة?، فهناك كتاب لا تشيخ أقلامهم، ويملكون القدرة على الإتيان بالجديد حتى وهم يلوكون موضوعات مستهلكة، ولكنني أبحث دوماً في تلافيف الصحف عن أصوات جديدة، وأعثر على العديد منها، وأضع معظمها في القائمة السوداء، بمعنى أنني أحفظ أسماء الكتاب الذين ينبغي أن ?أختاهم?، ولكنني اكتشف بين الحين والآخر كاتباً تهزني وترجني كلماته.
عثرت بين أضابير صحيفة (التغيير) على كاتب فذ اسمه عثمان شبونة، يحرر عموداً يحمل اسم ?أصوات شاهقة?، وقرأت له واقتنعت تماماً أنه اختار لما يكتب اسماً يليق بما يكتب، وبقدراته الهائلة على التعبير الجزل الباسل الشاهق الشامخ، وتمعنت في صورته وسعدت لأنه ?شاب?، وهذه محمدة لـ?التغيير?، لأن صحفنا عادة لا تفتح أبوابها إلا لمن ?شاب?، اي من جماعة ?هرِمنا?.
عثمان شبونة يملك ناصية اللغة، ومرتب الذهن وجسور، آخر ما قرأته له نقد حاد لما أسماه ?طُفيل الحركة الإسلامية?، ولم يترك للنظام ?الخالف? و قرينه ?الواعد? جنباً يرقد عليه، ولكن دون أن تصدر عنه كلمة نابية، وهذا ميسم الكتابة الموضوعية، ولهذا يضيق كل ذي حس سليم بالنقد السوقي سواء أكان موجها للساسة أو طلال الساته.
يا بلد احفظي اسم هذا الولد
* وفي الزميلة ?السوداني? اكتشفت سرقة ?أدبية? ارتكبها د. عبد الرحيم عبد الحليم محمد، وكنت أنا من تعرضت ?فكرته? للسرقة، فقد ظلت مرارتي مفقوعة على مر السنين لأننا نمارس ?مضغ الصباح والظهيرة التاريخي لأمجاد خلت? كما قال عبد الرحيم، الذي لا يعجبه أيضاً ?اجترارنا الماضي القديم كما تفعل الإبل في الزمن الماحل?.
فهمت من مقال له في عدد (السوداني) ليوم السبت الماضي، يستنكر فيه وقوفنا الطويل أمام الأطلال متغنين بالماضي العريق، أنه مغترب، بدليل أنه اندهش عندما عزف صنبور الماء في بيته أغنية هوائية.
عافي ليك السرقة يا دكتور، لأنك أثبتّ أنك أقدر مني على طرح الفكرة بأسلوب رشيق ودقيق، وأرجوك اغترب لأطول مدة ممكنة، بس لا تحرمنا من قلمك.
* من يتابع ما يكتب عن تراجي مصطفى، يتوصل إلى واحد من استنتاجين: إما هي منقذ الحوار الوطني، وعادت إلى الوطن حاملة بوصلة خارطة الطريق (والأستاذ كمال عمر حقو راح)، وستنجز خلال عشرين يوماً ما عجز أكثر من 80 حزباً و23 حركة مسلحة عن إنجازه طوال أكثر من شهرين.
وإما الاحتفاء بها خير دليل على أن الحوار الوطني، كان يراد له منذ البداية أن يكون ?إبراء ذمة، وسوينا العلينا?، ويسير إلى منتهاه بمن حضر، والمخرجات جاهزة وكل ما هناك أنه تم اكتساب ?بصمة? إضافية.
الراي العام

تعليق واحد

  1. يا ابو الجعافر اذا ما جيت معاهم في الخط ودخلت ببابهم فانت لا محال اهبل وفاقد الموضوعية

  2. ابو الجعافر قام على الهبالة والبياخة
    ما صدق انو وجد تشجيع من بعض القراء
    استحي يا جعفر وانت شيخ ثمانيني
    ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..