الوطن لا يسع الجميع والرزق للولاء قبل الخبرة والمعرفة

كذوب من يقول أن في هذا الزمن رجولة لبطل أو كرامة لزاهد ورع قام الليل ووقدم كل العطايا والقرابين وهل هكذا يكون مخض البداية أو لا تكون ما يدور من أحداث مشتتة مرت خلال الأسبوع عمليات أستقطاب ومحاولات تجيير أرادة شباب لتكون مع الحق والوطن أكره مأزق البدايات العسيرة لمسار الانتقال الثوري قررنا الانسسلاخ من المجلس الموقر جلسنا جلستان سريتان هكذا قيل واحدة لإعادة النظر في إقصاء الزعماء الذين فشلوا في أقامة دولة القانون المؤسسات وكذلك الذين سقطوا في الضعف الانساني من أجل عرض الدينا وبعض المنافع
كم من الرفاق يعاني العطالة والمرض وأخرون في المواخر يعاقرون الخمر وبعضهم جمع قليل من الكتب وأشتري بنطال جينز وتي شرت للذهاب مقاتلا في معركة ما ! تعرفون الكل ممزق لدرجة الجنون ! لإ وقت لاعادة النظر في امتيازات السادة النواب في برلمان الغفلة ولا أحد يتحدث عن قيام دولة بواجبات الدولة ولكنها حكومة من شلل تعرف كيف يكون مال الشعب حلالا طيبا لهم وفي المطار مظاهرة سلفية ولكنه ينقل كل من يود أن يمارس الحرية الشخصية كما يود وعلى غير منوال معتاد في مكان ما من العالم وتغيرت لديهم نبرة خطاب الجهاديين الي حد حب الدنيا والى الدرجة الزوجات الاربعة وكذلك زيارة مكة في العام كذا مرة وعلى الأطراف بهذه العاصمة يموت الفقراء من الجوع والعطش والمرض وفي أغلب الاحيان يسلبك المتشردين جنيهات معددة بكل فوضي وأهانة للنظام والامن تحدثت استباقا عن استحالة التقيد بوعد الذي قال الحرية متاحة للجميع ولا سجون للراي ولا حجر علي الحق الابلج أما وعد هذا فيبدو أنه لم يجد حسن القبول من الحلفاء قبل الفرقاء فللساحة لغة أخرى غير لغة التركيع المتعارفة، وللسياسة منطق آخر غير منطق التوافقات المعلنة أما هناك، في جهات الحرمان التي أججت شرارة سبتمبر فهناك حديث كبير عن مشاريع التنمية المستقبلية وحديث أكبر عن الأحلام المؤجلة الى ما بعد استواء الطبخة السياسية وبين هذا وذاك، يعتصم العاطلون والعاملون، وأعوان الكبير وكل عمال القطارات، وأعوان الأمن فيما يكمن المهربون وباعة الممنوعات في انتظار ممر آمن الى الجريمة وأشئاء أخري أين أنت أيها المهدي في أخر الزمان !؟!
إذن أن مر هذا أسبوع بحرية هذا نصر لنا نحن عبيد الداخل عشنا ربع قرن من الاقصاء والتنكيل وهل يعرف الذين يتحدثون عنا وعن حقوقنا ما حل بنا ولا نريده وكأنه نسخة من الأيام الأولى لما بعد الانقلاب ورغم أنه لم يحدث الضجيج المعتاد فإن صخب كواليسه يكاد ينطق بأوجاع البداية ألم نقل أنه أسبوع سياسي بمفعول رجعي؟ يعود بنا للوراء للوجع الاليم والحنين لايام الخرطوم ما قبل 1989 حيث كان للانسان علي هذه الارض قيمة وللوطن أيضا مقام في قلوب الجميع تعلمون أنهم ساحرة يجيدون فنون التضليل وسرقت العقول والعيون الوقت وما تبقي من قوت هؤلاء الفقراء
لو بدأنا الحديث عن المفعول الرجعي من أعلى نقطة في قصرغردون القديم نبدأ لاكتشفنا فعلا أن شيئا ما يحدث ليذكرنا بالذي مضى، فبعد أن سمعنا أناشيد الوطنية التي تتغني بالتضحية والفداء تضطرم في قاعة جلسات الحوار تناهى الى المسامع والعهدة على من روى ـ أن 7+7 اختلوا بأنفسهم في جلسة سرية، وطالبوا رئيس مجلسهم بتوضيحات حول ما وعد به من استكمال لنقاش في الدستور يوم 23 أكتوبر 2015، وإجراء للانتخابات في مارس 2016 قالت الألسن الثرثارة على سبيل الاحتمال والترجيح، أن النواب لا يرغبون في ترك مقاعدهم بهذه السرعة ورددت ألسن أخرى أنهم طالبوا على سبيل الاحتياط وتأمين الذات ببضع امتيازات كالسيارات والاراضي السكنية وتعيين العاطلين منهم في الوظائف الحكومية و للسلطة فعلها وسحرها ولوجاهة المنصب إغراء لا يقاوم هذه جينة وراثية يشترك فيها أغلب ساسة السودان علي هذه الأرض والمشكلة ليست هنا بل في سياق آخر عندما تكلم السيد عن أجندة المواعيد القادمة هل تلكم بالفعل أن التسوية الدولية قادمة ومن كان يدرك ما يقول فقد سبق وأن أعلن أن الحوار هو بدايات لمرحلة جديدة يتغيير فيها لجلد الانقاذ الي اللون الابراك والاكثر أخضرار لكي يرضي عنه ساكن البيت الابيض وكل عواصم القرار في الدنيا
وقد سبق قبل ذلك أن صيغ التزام أخلاقي مكتوب وموثق أشرف عليه السيد المعجزة لكي يحقق للكل مكاسب ومصالح ولاضرر ولا ضرار مبدأيعشقه أهل الاسلام السياسي وسوف نظل نجرب الاحلام من الأحلام الليالية الحزينة الي أحلام اليقظة
إذن ما الذي أتاه بن سودان حتى يثير غضب السادة الكبار والصغار في الداخل والخارج لعله أفصح بمسؤولية وطنية عن الذي سكت عنه قانون تنظيم الحوار وحتى تعود الأمور الى نصابها السياسي المنطقي يجدر التذكير بأن السودانيين على اختلاف مشاربهم تعاملوا مع حديث رئيس أنطلاقة الحوار كقرار ملزم صادر عن شخص ذي مصداقية وذي صفة قيادية تخول له تمثيل باقي أهل الحزب الحاكم فإن رأى هؤلاء عكس ذلك فإنهم سيضربون هيبة مؤسستهم وهذا أمر لا يستقيم مع ما أبدوه من حماس في خدمة أهداف الحوار
أما ما تردد عن إعادة إحياء مباديء الحرية والممارسة السياسية الراشدة أيضا بمفعول رجعي وإقصاء الوطنيين الذين يتحدثون عن بناء الدولة لا في الانتخابات القادمة بل اليوم فإنه لن يكون بالمناسبة سوى مخاتلة لروح العدالة الانتقالية ولمنظومة حقوق الإنسان، ومن الأجدر أن لا يترك جماعة الحوار وصمة استبداد قد تضرب في العمق ما تحقق من مكاسب على درب الانتقال للمشروع الدولي لسودان يحكمه الاسلاميين مع معارضة تبيع الوطن ومصالح شعبه بحفنة كراسي حتي ولو مناصب عادية في الولايات
إنها الى الآن أقصد الحوار أحجية سياسية بامتياز رغم أن ما حدث موكب حضره الكبار وشركاءهم
فالرجل احتجّ تعرفونه هوالعراب صاحب التاريخ العجيب أحتج على عدم استشارته في تفاصيل مشروع الحوار الجديدة بل ألمح الى استحالة انجاز هذا المشروع بدونه في الموعد الذي حدده رئيس الحوار في مارس العام القادم وهنا فتح المجال للتأويلات والتخمينات وترددت الأحاديث عن سيناريوهات تطبخ في الكواليس.
قد يكون هنالك من مارس استباقا صلاحيات منصب قادم بناء على وعود ترددت اصداؤها ببقائه على رأس كل شيء مع الابقاء على فريق معاونيه او تعديله وتطعيمه بشخصيات جديدة وفي هذه الحالة يكون الرجل قد فعل مثلما فعل من قبل مع اي طالب قام بتأجيله لاستكمال الاستعدادات التقنية واللوجستية وما الى ذلك
تظلّ هناك حقيقة غير قابلة للطعن وهي ان مصير الحوار معروف هو المدخل للمشروع الدولي في السودان لماذا البكاء علي سودنة الحوار والاصرار علي ذلك ومحكومة بكتلة اغلبية حاكمة ستكون صوتا مرجحا لفائدة هذا او ذاك وخاصة داخل الحوار لمصلحة الكبير
أن اوجاع الحوار وصخب كواليس الحوار ينتجان شيئا من الاستفهامات حول المستقبل و لكن لا بأس من الأمل أن المشروع الدولي أبرك وفرصة لمشاركة الجميع في السلطة !#
بعد أن نزل بنا يقين أن هذا الوطن لا يسعنا والرزق لا صحاب الولاء قبل الخبرة والمعرفة معلوم هذا معلوم !.
[email][email protected][/email]