هَيْئَةُ كِبَارُ العُلَمَاء: هَلْ البَشِيْرُ مَعْصُوْمٌ؟!؟!

سؤال نوجهه إلى هيئة ما يسمى بكبار العلماء في السودان:

هل البشير معصوم عندكم؟ إن يكن ردكم نعم فنكون رجعنا بفهم صمتكم عن أفعاله و إن كان ردكم لا فما أدلة و شواهد عدم عصمته على لسانكم و أرجو أن تكون شهادتكم لله الذي أمر بعدم كتمانه.

علاقة الدين بالدولة في الحكومة الحالية علاقة معدومة فعليا و إن وُجِدتْ فلن تتعدى علاقة مصالح متبادلة بين الطرفين ترتكز بأكملها على مكتسبات دنيوية بحتة، استمرارية في سلطة السلطان من جانب مقابل صمت (العلماء) عن أية مخالفات دينية واضحة النصوص مع وعد بعيش في بحبوة و أمان من غضب و سطوة السلطان.

رغم المصائب الجسام التي مرت بها البلاد نجد أن هيئة كبار العلماء أقزاما معقودة اللسان مسلوبة الإرادة حيال تلك القضايا العظام و إثباتا لوجودهم ككيان يثيرون جدلا هائلا و زوابع في فنجان في قضايا ختان البنات و استخدام الواقي من عدمه و جواز جلد الفتيات اللائي يلبسن ملابس فاضحة و حتى هذه الأخيرة تتم بانتقائية عالية و فرز واضح.

طوال الخمس و عشرين سنة الماضية و التي تساوي ثلاثمائة شهر أُقيمت فيها حول ألف و مائتين صلاة جمعة في مساجد السودان المترامية لم نسمع من أمثال عصام و الكاروري إلا خطبا هلامية لا تمس السلطان و فساده و لا الغلاء و لا الربا و لا القتل و التقتيل و لا المخدرات و لا مساءلة قتلة شهداء رمضان أو طلاب العيلفون أو شهداء سبتمبر و القائمة بلا انتهاء. و ذات العلماء تنتفخ أوداجهم و تهدر أصواتهم حين ينادي المنادي أن السلطان يستنصركم فلا يملكون غير لبيك لمجرم تطالبه المحاكم. الكاروري لا ينفك يحدثك عن اسرائيل و عصام يشمر سواعده و يحشد بيانه من أجل جمع ملايين لليمنيين كأنما لا عوز و لا حاجة بين السودانيين.

ظلت الحكومة منذ مجيئها المشؤوم في انقلاب 1989 ترفع الشعار الديني لعلمها أنه أداة فعالة في تحريك الشعب الذي رجحت به كفة العاطفة على العقلانية و قد بدا ذلك تماما كبند أساسي في أيما دستور تجد أن الشريعة الاسلامية تعتبر مرتكزا أساسيا و لكن على الصعيد العملي لم تتعدى التعبدات الحياتية اليومية من صوم و صلاة و أنكحة أما الأركان المتعلقة بالزكاة و تحريم الربا و تطبيق الحدود على الضعيف و الشريف على حد سواء تجدها معطلة تماما على المستوى الرسمي بل إن القضاء الذي هو جهاز مستقل في أغلب الدول نجد أن الحكومة تهيمن عليه هيمنة كاملة و أن الرئيس هو المنوط به تعيين و تسريح من شاء من القضاة و تنفيذ أو تعطيل ما شاء من قضايا و أحكام بينما هو يظل معصوما بفرية الحصانة الممنوحة له.

غلب الطابع الديني على الخطاب الجماهيري للحكومة و أصبح مألوفا أن نسمع و نشهد تهليلات و تكبيرات جوفاء على نحو راتب و يحرص القياديون بالمؤتمر الوطني على إيراد أنهم مستهدفون لأنهم متمسكون بالشريعة بل إنهم نسبوا فشلهم في كافة الأصعدة إلى هذا الاستهداف الغربي المزعوم للسودان بسبب توجهه الديني. إنها عصابة عملت و لا تزال بسياسة أصنع عدوا وهميا ثم هاجمه بغية أن تكون بطلا في عين الشعب.
قبل إنفصال الجنوب، كانت هناك ازدواجية واضحة في تصنيف الحرب الدائرة هناك. يشير خطاب الحكومة الظاهري و التعبوي إلى أنها حرب جهادية بدءا بالتجهيزات، مرورا ببرنامج ساحات الفداء و انتهاء بالاستشهاد و لكن القوات المسحلة التي كانت مؤسسة حكومية يتقاضى منسوبوها راتبا من الدولة، ما كان يُسمّى قتلاها بالشهداء أسوة بقوات الدفاع الشعبي حتى لا يثور عليهم المسيحييون في الغرب على أنها حرب عقائدية. و لذا رأينا زفاف شهداء الدفاع الشعبي كما رأينا موتى و قتلى القوات المسلحة مع أن الحرب واحدة مثلما كانت القضية واحدة.

أجيبونا يا أيها الذين تسمون أنفسكم بكبار العلماء .. فيم علمكم؟ لماذا أنتم صامتون عن الحق؟ ناطقون عند باطل السلطان بالاستحسان؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هل تطلب فتوى حول السلطان من علماء (السلطان )؟ هولاء كعلماء فرعون الذين أقنعوه بأنه يلبس أجمل ثوب فخرج على الناس عاريا مما حدا بأحد الاطفال للقول انظروا الى هذا الرجل العريان

  2. مقال فى الصميم.

    انهم جهلاء المسلمين عندما يتعلق الامر بالسلطان والجاه علماء عندما يتعلق الامر بالشعب المغلوب على امره.

  3. كل من مات او قتل في مناطق العمليات فهو شهيد سواء كان فردا يتبع للقوات النظامية اوالدفاع الشعبي وفق قوانين القوات النظامية وقانون الدفاع الشعبي.

  4. فقد نسيت المتأسلم دفع الله حسب الرسول الذي أزكم انوفنا وأصم آذاننا بصراخه في القنوات مناديا بضرورة تعدد الزوجات وكأننا نعيش في الدول الاسكندونافية وفي رقد من العيش .فرحم الله زمنا كان العلماء فيه ربانيين لا يخشون في الحق لومة لائم

  5. البشير معصوم عند هيئة علماء السلطان طالما ظل يدفع لهم ويترفهون مما يرشوهم به من أموال.. فإن توقف عن ذلك فسيصبح البشير فاسقاً كافراً، الخ!

  6. البشير معصوم عند هيئة علماء السلطان طالما ظل يدفع لهم ويترفهون مما يرشوهم به من أموال.. فإن توقف عن ذلك فسيصبح البشير فاسقاً كافراً، الخ!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..