السودان : سؤال الهوية قناع للعجز

حيدر ابراهيم علي *
بعد انفصال الجنوب، اعتبر الرئيس السوداني وبعض رجال الدين بأن “عقبة الجنوب” التي كانت تقف في الطريق قد زالت. واضاف الرئيس صراحة، بأنه لا يوجد بعد الآن ما يسمى بالتعدد الثقافي، فهذا مجرد مبرر لتعطيل شرع الله!
تقوم الاشكالية الأساسية في السودان على حقيقة التعدد والتنوع الذي يميز تركيبة البلد، والفشل في ادارة هذا التنوع بطريقة تساعد على بناء دولة مدنية حديثة. وفي هذا أكثر من امكانية أو احتمال لتطور السودان. فعند الاستقلال عام 1956 كانت الآمال كبيرة في أن يكون ذلك رصيدا لدور استراتيجي وحضاري يمكن أن يلعبه السودان، وظهرت نظرية الجسر بين الثقافات، وتحديدا بين العربية والافريقية، أو بين الاسلام والمسيحية. وهذا ما جعل أرنولد توينبي، في كتابه “من النيجر الى النيل”، يبشر بدور نيجيريا والسودان في القارة. ولكن هنا يكمن التحدي: كيف يمكن للدولة الوليدة حديثا ولنخبتها السياسية أن تديرا هذا التنوع بكفاءة وعقلانية؟
تركز وجود النخبة التي قادت الحركة الوطنية حتى نيل الإستقلال واستلام السلطة في المنطقة النيلية الوسطية ـ الشمالية. وهي، جميعها تقريبا، مسلمة وعربية أو مستعربة. ورغم أن هذه المجموعات كانت تاريخيا صاحبة الوضع الأفضل من كل النواحي، الاقتصادية والسياسية والثقافية، إلاّ أنها عقب الاستقلال احتكرت السلطة والثروة مبعدة المجموعات الأخرى. وبدأ الحكم والاقتصاد يأخذان شكل ما يمكن تسميته هيمنة عربية ـ إسلامية، والإثنان شيء واحد في السودان.
ولم تكن هذه الهيمنة مجرد وهم أو حالة ذهنية لدى المجموعات غير العربية – المسلمة، بل ظهرت تجلياتها عقب الاستقلال مباشرة عند “سودنة الوظائف” أي إحلال السودانيين محل البريطانيين والمصريين. فقد حصل الجنوبيون على ست وظائف فقط مقابل 800 وظيفة عامة. يضاف الى ذلك احتكار الشماليين لمناصب رئيس مجلس السيادة، رئيس مجلس الوزراء، رئيس البرلمان، وقادة الجيش والشرطة. وكانت ردة الفعل الطبيعية للاحتجاج على هذه المظالم، هو تمرّد الفرقة الاستوائية في آب/اغسطس 1955، مدشّنة التاريخ الدامي للعلاقة بين عنصري السودان. وبدأ صراع بين مركز مهيمن وهامش يشكو من “التخليف” (بمعنى إلحاق التخلف به)، ومن وطأة الاستعلاء الثقافي. والسؤال هو: هل كان هذا الخيار حتميّا ووحيدا؟
عمل الاستعمار على توظيف التنوع الثقافي سلبيا لانجاح مشروعه الاستعماري بتكريس الانتماءات القبلية لخدمة سياسة “فرّق تسُد”. ومن البداية، شجعت الحكومة الاستعمارية نظام الادارة الأهلية، الذي يفوض بعض السلطات لشيوخ وعمد القبائل. وعلى الرغم من الشكل الظاهري لنظام لامركزي، كان الهدف الحقيقي هو وضع حواجز ادارية تصعِّب الاندماج القومي. ووصل الحد لدرجة اقرار قانون المناطق المقفولة عام 1922 والذي يمنع حركة الشماليين الى الجنوب. واستمر نظام الإدارة الأهلية بعد خروج الاستعمار، وذلك لأن غالبية قيادات هذه الادارة كانوا أعضاء في الحزبين التقليديين، الأمة والوطني الاتحادي.
كما تتطابق في نظام الدوائر الجغرافية البرلمانية الدائرة الجغرافية مع سكن كل قبيلة. وهكذا أبقت الحكومات الوطنية على عوامل الفرقة والتجزئة التي ابتكرها الاستعمار لتحقيق أغراض محددة، تغيرت على يد الحكام السودانيين الى أغراض حزبية بحتة. ولم تحاول النخب السياسية التي حكمت بعد الاستقلال العمل لبناء دولة وطنية مدنية حديثة، تقوم على حق المواطنة، وتعترف بالتنوع الثقافي ثم تقوم بإدارته على أسس ديمقراطية وعلمانية، بما يعني فصل الدين عن السياسة. وهذا كان هدفا صعبا إن لم يكن مستحيلا، لأن هذه الأحزاب – أصلا- أحزاب دينية وطائفية. وكان من الطبيعي أن يتقدم الدين، وما يعنيه ذلك من تداعيات أخرى، ليحتلّ موقعا أساسيا وفعّالا في تحديد طبيعة الدولة وعمل أجهزتها.
تبلورت الأزمة واستدامت وتركبت. وأقصد بالأزمة هنا، الفجوة بين الممكن والواقع. فقد عجزت النخب الحاكمة عن إدارة التنوع بكفاءة، واصطنعت واقعا وحاولت أن تجعل منه قدَرا. وتمثل سيطرة النخب السياسية التي حكمت معظم فترات ما بعد الاستقلال، انتصارا بيّنا للقوى التقليدية على القوى الحديثة في المعركة التي بدأت منذ القرن الماضي، أي مع دخول الاستعمار. وهذا الانتصار يعني أنها فرضت رؤاها وتصوراتها وأسئلتها على الواقع السوداني. فقد شهد السودان مع دخول الاستعمار تغييرات تطويرية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية كان الهدف منها جعل احتلال البلاد مجزيا اقتصاديا وإداريا. ولكن كان لهذه الانجازات آثارها الجانبية التي لم يحسبها الاستعمار، وهي ظهور نخبة من القوى الحديثة ستقود الكفاح ضده. فحين أدخل البريطانيون التعليم الحديث والسكك الحديدية والمشروعات الزراعية الممكننة والمستشفيات، لم يدركوا أنهم أنبتوا نقيض وجودهم، وعدو الإدارات الأهلية التي خلقوها. وتشكلت ثنائية التقليدية والحداثة في كل مجالات الحياة، ليس فقط في السياسة والفكر والثقافة، بل طالت الاقتصاد التقليدي مقابل الحديث، والزراعة، وحتى الطب.
ولكن وبالمقابل، نجحت القوى التقليدية في اجبار الجميع على الانشغال بالإجابة عن سؤال الهوية: من نحن؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ وأزاح هذا السؤال كل القضايا الاستراتيجية الأخرى مثل التنمية، الوحدة الوطنية، بناء الدولة الوطنية وإدارة التنوع الثقافي. وأصبحت هذه القضايا تابعة ومشروطة بسؤال الهوية. توصلت القوى التقليدية الى بناء ايديولوجيتها على قناعة أو معتقد يقول بأننا عرب ومسلمون. وعملت على تأكيد الهوية الإسلامية ? العربية، رغم ما يحمله ذلك من اقصاء وتهميش، واحيانا عنصرية. ولم يتوقف أثر هذا الخيار عند القوى التقليدية، بل مالت اليه فئات مختلفة بدرجة أو أخرى. وهذا الخيار الأيديولوجي للهوية وجد قوته في التلاعب العاطفي بالعقيدة الدينية. فاتخذت القوى التقليدية من العروبة والإسلام أسلحة لتكريس سطوتها، وحماية امتيازاتها، وشرعنة اضطهادها للمجموعات الثقافية المختلفة عنها. ونشأت أزمة ضاربة في عمق النظام الاجتماعي القائم على بنية مركّبة، تتسم العلاقات فيها بعدم المساواة بين عناصرها الرئيسية، وتقف على رأسها طبقة مهيمنة واقصائية. وهكذا، اقتضت “ميكانيزمات” التمايز والامتياز والإقصاء أن يأخذ مفهوم العروبة بُعدا عرقيا وعنصريا في السودان. ولم يظهر فيه البعد الثقافي للعروبة إلاّ مؤخرا، مع نشوء التيارات القومية، كالناصرية والبعث.
اصرار الشماليين على تطبيق الشريعة الإسلامية كان واحداً من الأسباب الدافعة للانفصال. ومن الملاحظ أن أبناء الفئات الهامشية هم من تُطبَّق عليهم الأحكام الاكثر قسوة، ليس بسبب عقيدتهم، بل لأنهم الأكثر فقراً، وإذ يسرق واحدهم تقطع يده. كما أن قيام جبهة الدستور الإسلامي مؤخراً كمجموعة ضغط مؤثرة تحظى بتأييد النظام، أضعف امكانية وضع دستور مدني يحترم التنوع الثقافي. وهذا يعني ببساطة استمرار المسار التفتيتي بما يتعدى جنوب السودان، لأن الدستور الإسلامي المقترح – وحسب التجارب السابقة في السودان- يقصي الثقافات غير العربية.
وصل عدد سكان السودان اليوم الى اكثر من 38 مليون نسمة، إلا أن تعداد 1955/1956 هو الأساس المعتمد، مع استخدام الاسقاطات وتوقعات زيادات النسب (2،8 سنويا)، ذلك أن الاحصاءات السكانية لا تتجدد بصورة دورية. وتتكون النسب الاثنية كما يلي: العرب 39%، الجنوبيون 30 % ومن ضمنهم 1 % من الدينكا، غرب دارفور 9 %، البجا ? شرق السودان 6 %، مهاجرون من غرب أفريقيا 6 %، النوبة 6 %، الفونج 1،7% . ويقابل هذا التنوع الاثني أو العرقي، تنوع آخر في تعدّد اللغات. فاللغة العربية هي اللغة الرسمية ويتحدث بها 52 %، بينما تورد المصادر وجود 115 لغة، منها 26 لغة حيّة يتحدث بكل منها أكثر من مئة الف شخص. ويستخدم عدد من الجنوبيين لغة هجينة يصطلح على تسميتها “عربي جوبا”. ويضاف الى هذا التنوع الديني المتمثل في الاسلام والمسيحية، الأديان الأحيائية (أو ما اسماه، احتراماً، دستور 1973 بعد اتفاقية السلام، “كريم المعتقدات”).
تاريخيا، كان الشماليون السودانيون يستخدمون “أشجار النسب” لإثبات صلتهم بالعترة النبوية أو بالعباس والحسين، ما يمنحهم مكانة لا يمكن لغيرهم من السودانيين مضاهاتها. ومن جانب ثان، وعلى الرغم من تحريم تجارة الرقيق في اتفاقية الحكم الثنائي عام 1899، إلا أن مفعول العنصرية الناتج عنها لم يتوقف. واعتبر الشماليون، المسلمون والعرب، أنهم تضرروا من قرار”النصارى” ذاك ولم يتعاملوا معه بجدية. كما أن كثيرا من الفقهاء المسلمين لم يقولوا بحرمة الرقيق واكتفوا بامكانية العتق وحسن المعاملة. ولكن القوانين الصارمة التي سنها البريطانيون انتهت الى تحويل الرقيق الى عمال وفلاحين وعاهرات وصانعات خمور محلية، أي العمل مقابل نقود. وتمّ تحطيم الرق كمؤسسة إجتماعية، ولكن بقي في صلب الثقافة الشمالية. إذ لم تسقط صفة “عبد” و”عبيد” من قاموس التصنيف والتعامل مع الجنوبيين والنوباويين والانقسنا وحتى المسلمين من الفور والبرقو والفلاتة والزغاوة وغيرهم من سود البشرة. وتبلغ الوقاحة درجة كبيرة لدى بعض الشماليين، حين تجادلهم بأنهم هم أيضا سود البشرة مقارنة بعرب آخرين، ويكون الرد “لنر شكل الأنف وتجعد الشعر”. يضاف الى ذلك ادعاء الشماليين الانتماء الى الدين الخاتم وأنهم ايضا “خير أمة اخرجت للناس”.
* * أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم
السفير
الاستاذ حيدر اذا كان الترابى استخدم النسب والفكر الاسلامى كاقرب طريق لنجوميه يصبوا لها فى المجتمع فمثقفى الدارفوريين سلكوا نفس النهج كانوا هم الانقاذ الاولى اسال ادم وخليل , سرد التاريخ مهم الوضوح فيه حتى نصحح ما نحن فيه .
نظام الاجرام هو أكثر نظام حكم في تاريخ البلاد يكرس مفاهيم العنصرية والجهوية ويعمق مشكلات الهوية ، ويكفي أن رأس النظام يسب الجنوبيين ويهجوهم بأشعار المتنبي عن العبيد والعصا ويصفهم بالحشرات ، وبفضل سياسات هذا النظام انفصل الجنوب وفي الطريق دارفور وجنوب كرفان وجنوب النيل الأزرق وربما الشرق
الدكتور حيدر السؤال الذى نبحث عن اجابه له هذه ال800 وظيفه بالتأكيد كانت لها معايير وشروط معينه…. فسؤالى هو هل كان هناك كفاءات جنوبيه ينطبق عليها الشروط والمعايير لشغل هذه الوظيفه؟؟؟؟وماعدد هذه الكفاءات؟؟؟؟؟
كيف يمكن للدولة الوليدة حديثا ولنخبتها السياسية أن تديرا هذا التنوع بكفاءة وعقلانية؟
هذا التساؤل وحده هو الذي هزم الشماليين الذين أعتبر أغلبهم نوبة زنوج والدم العربي يختلط مع جزء يسير منهم لكن خصلة الاستعلاء العربي الممزوجة مع بعض المفاهيم الدينية المشكوك فيها جعلهم يستبدلون حسنات أول حضارة في التاريخ بجلافة عربية جاهلية كانت في الزمن الغابر سبباً لظهور الاسلام الذي سمي بهم في الآفاق وعادوا متهاوين إلي الحضيض بسرعة يحسدها عليهم مكوكات الفضاء والسقوط علي الرغم من أنه كان منذ فترة إلآ أنه بدأ يتسارع في السودان وعلي أيدي قوم سود ذو ثقافة بيضاء كما وصفهم د. الباقر عفيف والذي سوف يكون سبباً في قيام القيامة .
يقول الكاتب
(عمل الاستعمار على توظيف التنوع الثقافي سلبيا لانجاح مشروعه الاستعماري بتكريس الانتماءات القبلية لخدمة سياسة “فرّق تسُد”. ومن البداية، شجعت الحكومة الاستعمارية نظام الادارة الأهلية، الذي يفوض بعض السلطات لشيوخ وعمد القبائل. وعلى الرغم من الشكل الظاهري لنظام لامركزي، كان الهدف الحقيقي هو وضع حواجز ادارية تصعِّب الاندماج القومي)
ونقول : مهما اجتهدنا فى ايجاد المبررات للنخب الشمالية فيما يتعلق بسوء ادارة التنوع ، فلا يمكن تحميل الاستعمار البريطانى مسؤولية الفشل والمآلات التى وصلنا اليها ، فلم نكن البلد الوحيد المستعمر واقرب مثال لنا هو الهند الذى تمكن من ادارة تنوعه بمنتهى المهارة واضحت اليوم دولة يشار اليها بالبنان فلم نجح الهنود وفشلنا نحن ؟ الم يتبع الاستعمار نفس السياسات هناك ، وكيف كان يمكن ادارة هذه التنوعات ان لم تسلم ادارتها للذين كانوا يتولون ادارتها قبل مجيئ الاستعمار.
الم تسأل ايها الكاتب وانت ترمى بالتهم على الاستعمار عن كيف كان الحال قبل مجيئ الاستعمار ؟
دعنى اساعدك .
قبل الاستعمار لم تكن هناك مشاريع انتاجية ، والاستعمار اتى بتلك المشاريع التى تعمل ويستفاد منها الى اليوم.
قبل الاستعمار لم يكن هناك تواصل بين القبائل ، بل حروب مستمرة وفقر ، والاستعمار هو الذى ساعد على تواصل هذه القبائل.
قبل الاستعمار كان الرق تجارة ناجحة فى كل انحاء السودان وتورط فيها حتى القبائل الزنجية ، اى نعم رق بين القبائل وكان الشماليين اشبه ما يكونوا بتجار الجملة للترحيل الى الشمال والتصدير الى الحجاز وتركيا والدول الاخرى .. الاستعمار عمل على منع ذلك ، بالحد من دخول الشماليين الى تلك المناطق حتى لا يشجع الوكلاء المحليين فى جمع العبيد وممارسة السوق السوداء فى هذه التجارة ، والتى استمرت بصور متقطعة من خلف ظهر الاستعمار ، اذن قفل بعض المناطق كان الغرض منه الحد من الرق … نعم للحد من الرق وليس لبذر الفرقة والشتات ومنع التواصل والاندماج كما ذهب اليه الكاتب ،،، وهنا ارى انك دخلت فى تناقضات واضحة فى هذا المقال ،،، فمن جهة تقول انها قفلت مناطق لمنع التواصل ،،، ومرة اخرى تقول انه مدد من السكك الحديدية والطرق واضيف اليهما النقل النهرى الذى ساعد على التواصل بشكل ملموس … اذن ايهما تختار !!! هل منع التواصل ؟؟ ام ساعد علي تحقيقه؟
وقولك : (وصل الحد لدرجة اقرار قانون المناطق المقفولة عام 1922 ) كان لمنع تنامى السوق السوداء لتجارة الرق الذى اقرت ان آثارها باقية لليوم – 19 يوليو 2012
ويقول الكاتب :
(كما تتطابق في نظام الدوائر الجغرافية البرلمانية الدائرة الجغرافية مع سكن كل قبيلة. ) وانت تعلم جيدا ان كل قبيلة تستولى وتملك مساحة جغرافية واسعة ، وهى تقسيمات طبيعية املتها ظروف الامن والدفاع والاقتصاد لكل قبيلة ، فهل حسنا ،، اتعتقد انه كان يجب على الاستعمار تفتيتها ،،، بقطع مراكز قريبة لاضافتها لدوائر بعيدة ام ماذا ،،، على كل حال هذا ما فعلتها الحكومات الوطنية وبرعت فيها ،، وزادت عليها بتكبير دوائر لسجن الاصوات المناؤئة فى دوائر كبيرة ، وابتكار دوائر صحراوية قليلة السكان ، وتقسيم دوائر حلفائها وتصغيرها لحصد اكبر لجلب اكبر عدد من النواب كما يحدث فى ولايات نهر النيل وجنوب دارفور والخرطوم .
والملخص : اعتدنا على اجراء المقارنات بين الاستعمار والاستقلال ورمينا البريطانيين بكل القاذورات الناتجة من فشلنا ،،، فلنجرب اجراء الامقارنة بين ما قبل الاستعمار والاستعمار والاستقلال ،،، وسترون حجم الاكاذيب رأى العين.
اهل النيل الوسط و الشمال و قبائلهم كمؤسسات لم يكن لهم ذنب في ما حدث و يحدث في السودان
بل هم اناس طيبون احتضنوا الاخرين بكل اريحية و لا تحملوهم ما بداخلكم من اشكاليات
و الذين اثروا في تعطيل النمو السياسي و الديمقراطية و التمية هم اهل العقائد المستوردة يمينين و يسارين الذين دعموا الانقلابات و هي تنظيمات مستوردة اغلب منسوبيهم ليسوا من ابناء القبائل المشار اليها بل كثير من قواعدهم هم من المناطق التي تسمونها مهمشة
كل النظم التي حكمت السودان على مستوى القيادة كانت دائما تبتعد عن مشروع الجهوية والعنصرية وتعتبر هذا نقطة حمراء واللعب عليها خطر إلا الانقاذ حللت هذا الملف بل وجعلته تيمة لحكم السودان .. مع سياسة الضغط الاقتصادي التي عادة ما يتنامى فيها مثل هذه الامراض .. بيدا أن صراع الهوية في السودان يجب أن يحسم .. بجمل بسيط أننا سودانيون فقط .. عروبة ولا افريقية .. نحن سودانيون ولا نقبل غير ذلك .. انتماءنا للدول العربية بحكم الموقع والدين والثقافة .. وانتماءنا لافريقيا بحكم الموقع والثقافة .. تيمة الثقافة هي الهوية السودانية ننتمي للثقافتين هما عمق هذا الانسان السوداني .
ألم يكن سيدنا اسماعيل نتاج لهذه الثقافة الافرواسيوية ..
الموضوع خطير خطورة طرحة وطريقة الكاتب في تناوله
نعم فإن السودان ينتمي للقارة الأفريقية. كما لاننكر بأن مكونات المجتمع السوداني تندرج في :
1- عرب حافظوا علي أنسابهم من غير إختلاط بالمكون المحلي للقبائل الأفريقية أو القبائل المختلطة الأنساب
2- عرب إختلطوا بالمكون المحلي الأفريقي وأنتجوا ما يعرف بالسحنة السودانية المميزة (إنصهرت في داخل مكوناتهم ثقافة المكون الأفريقي وطغي عليها الطابع العربي من اللغة واللبس والثقافة)
3- عرب إختلطوا بقبائل أفريقية وأنتجوا نفس السحنات السابقة (السحنة السودانية) لكن طغت عليهم الثقافة الأفريقية للمكون المحلي الأفريقي (وصارت لغتهم الرطانة) مع الإلمام باللغة العربية المكسرة ذات لكنة الرطانة
4- قبائل أفريقية أصلية غير مختلطة بالعرب (حافظوا علي ثقافاتهم ولهجاتهم المحلية)
6- قبائل حميرية (البجة والهدندوة وأمرار والبشاريين) لا تنسب للقبائل العربية ولا الأفريقية لها طابعا الخاص برغم بعض الإختلاط بالمجموعات السابقة عدا المجموعة الأولي.
وهذه حقائق كعين الشمس لايمكن للضباب أن يغيبها مع العلم بأن الدين الإسلامي دين الغالبية العظمي وأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد.
إذن الخلاف فقط حول إنتماء السودان.
هل هو عربي
أم هو أفريقي
فمن وجهة نظري الخاصة (أن السودان حالة مميزة من بين دول أفريقيا يحوي بعدين عربي وأفريقي) مما يتيح له الريادة وأخذ دور عظيم في توحيد القارة الأفريقية (بوحدة السودان) وإستخدام علاقاته الأفروعربية في تمهيد جسر التواصل القاري بما يخدم مصالحه أولا ومن ثم المصالح الأفريقية.
ولكن بدخول العهد الكيزاني أصبحت هنالك نعرات قبلية واضحة بمفهوم سياسة فرق تسد خلقت نوع من الفجوة العميقة التي كان نتاجها إنفصال الجنوب وحركات التمرد المطالبة بحقوق المهمشين (مع العلم يقينا بأن كل من لاينتمي للنظام)
إما مهمشا
أو مهجرا
أو معتقلا
أو مقتولا (في حالات نادرة من لمن يهددون وجود النظام بما فيهم راكبي الطائرات)
إذن المشكلة لا تكمن في الهوية (المشكلة مشكلة كيف يدار البلد بدستور متفق عليه ملزما لكل الأطراف وحرية ممارسة ديمقراطية يكفلها الدستور تضمن حقوق الأقليات العرقية تحت مظلة وطن واحد بمختلف الأعراق والثقافات دون نعرات قبلية أو جهوية)
وللوصول لهذه الغاية لابد من الدستور أولا بمشاركة جماهرية عريضة للإستفتاء علي دستور دائم يرضي به الجميع. ومن ثم إنتخابات برلمانية تراعي تكوين دوائر إنتخابية جغرافية تضمن تشكيل حكومة وطنية من مختلف الأطياف بما فيها الأقليات والشباب والمرأة. ودعونا من الأغلبية المطلقة التي أثبتت فشلها في كل الحقب التي مر بها السودان منذ الإستقلال وحتي الإستغلال الأن.
يتحثون عن الطهاره و الطغى وهم اساتذة الجريمه في الوراء اخالهم قد علمو قابيلا هم قادة الانقاذ ارباب اللحاء جائو وقد صحبوا الغراب دليلا ما انقذو السودان بل القوا به صوب الهلاكي و اسرعو بأسم الشريعتي يبتغونا وصولا
وفى نفس الوقت لم يشهد وطن فى منطقتنا العربية الافريقية بروزا لمفاهيم التعددية مثل ما شهد السودان. حتى ان اشد خصومها تملقوها. نذكر مثلا شعار التلفزيون وحدة فى تنوع, لسنوات.طبعا تخلصوا منه لاحقا اذ راوه رجسا ودغمسة من وحي الشيطان.
ولم تبرز هذه القيم ثمرة لتأمل المتأملين, ولكن مهرت بدماء وتضحيات معلومة غالية جسام.ولازالت.
كان جهدا عظيما , وحان اوان قطافه قيمة عليا فى الثورة المتصاعدة المنتصرة.
ولو منحنا هذه الثورة المتصاعدة عنوانها الحق فهي ثورة التعددية.ان كانت الوحدة الوطنية قيمة عليا.
لذا اكرر الاقتراح بدخول المثقفين والتنظيمات فى التفاصيل التى تحيل النداء بالتعددية واقعا ملموسا ممارسا.
كيف يعكسها ويؤكدها:
الدستور.
مناهج التعليم, حتى ما يدرس بالتفصيل داخل الفصل الدراسي, وفى مختلف المراحل.
وسؤال اللغات.
والمؤسسات الثقافية معاهد الموسيقى والمسرح والسينما.
والاقتصاد. و دراسة دور اقتصاد السوق فى تعميق التهميش.
الى التفاصيل اخوتى .
وضحت الفكرة جدا من جهة الطرح المعمم.فالى التفصيل والتفاصيل.
سينال مهمشي السودان حقوقهم كاملة رغم انف كل من يتطاول عل حقوقهم .
تصحيح الصفة
مدير مركز الدراسات السودانية – الخرطوم
اها وين برنامج مظاهرات الجمع اخر واحدة كانت (الكنداكة ) ولا خلاص الثورة انتهت بتوزيع السكر بسعر مخفض ؟؟؟ والله العظيم نحنا فعلا مفروض تانى ما نزعل من سخرية العرب شعب كسوووووووووووووووول بس الحقيقة المش معروفة ليهم حتى الان (نحن شعب يتفوق على نفسة فى درجة الجبن ) والزعلان من كلامى دا يسال (الشعب المدلل الليبى الذى يخرج المظاهرات وهو راكب سيارات الدفع الرباعى ويحملون معهم الشيشة و(المارلبورو الاحمر والابيض والونستن ) وبرضو اسالو الشعب السورى الذى تنعدم فى بلادهم بيةت الطين والقطاطى حتى فى (الضيعات ) رغم ذلك الترف مقارنة بحالنا قدمو الشهداء الواحد تلو الاخر وبالالاف وما ذالو يقدمون المزيد حتى دخلو معقل الدكتاتورية البتهز وترز (ابدلوجيا حزب البعث ) الجبارة والليبيون الشعب الوحيد فى الكرة الارضية العايش مجان دمرو كتائب القزافى الايدلوجية الخضراء ودخلو طرابلس رغم (الالفبائية السياسية مقارنة بنا ) نحنا الراسطات فى السياسة ؟؟؟؟ اما نحن لا حولا ولا قوة الا بالله كل عيوبنا فضحوها (الكيزان بشوية (شماسة تم الزج بهم فى قوات الشرطة اثارو الرعب فينا لدرجة اننا لم نستطع ان نسير مظاهرة مقدارها 2000 شخص ؟؟ وفى عاصمة مميزة وكانها صممت لقيام المظاهرات ؟؟ يعنى انا واثق لو كان وضعنا دا لقو السوريين لازالو عصابات الاسلاميين فى ساعة واحدة فقط من يراهن ؟؟؟ وفى راى المتواضع السبب :
اننا شعب متعالى طبعا فى الفاضى ومنفوخيين عونطة مثل ريسنا العجيب والغريب ..
ثانيا شعب اتكالى وكسول فى ان واحد
ثالثا شعب مشوه نفسيا لا يعرف يتفق على ماذا ويؤجل ماذا؟
رابعا اننا شعب جبان جدا جدا جدا ولو ما مصدقيين كلامى دا اتاملو منظر المتظاهرين عندما (يلاوز ليهم مجموعة من عصابات الفقد التربوى بتاعيين الحكومة ؟ وشوفو (الجرى الدقاق )
خامسا : طيب لو افترضنا انو نظام الكيزان دا نظام استثنائى واساليبو كتييرة او نظام شرير كما يتهيا للاغلبية من الشعب الغضب وما بمشى باخوى واخوك الا بندية او بالطريقة البفهمها صااااح وهى القوة ؟ طيب عندكم ناس بقاتلو بنفس الفهم الاسا انتو طالغيين عشانو دا ومنذ زمن ؟؟ حركات دارفور + حركات جنوب كردفات والنيل الازرف واخيرا سموها ليكم (الجبهة الثورية عشاان يقربو ليكم الفهم ؟؟ بس منو الراجل العايز يشيل السلاح مع الرجال ديل عشااان الهدف واحد وهو هذة العصابة المجرمة ؟ او انة هؤلا مقاتلى الجيهة الثورية ديل كلهم ما عندهم اهل او او لاد او اخوان فى الجامعات او اسر بعيلوها او موظفييين خايفين على وظايفهم ؟؟ تفتكرو كدا ؟ الناس الفى الخلا ديل عندهم نفس ظروف انسان الخرطوم وغيرة من المناطق التى تغتبر بعيدة عن مناطق القتال .. لكن السب واضح جدا وهو الانانية + الجبن + الاتكالية + الغباء احيانا..
لكن صدقوووووووووووونى نحن شعب يستحق ان يحكمة حتالة البشر مثل الكيزان واشباههم من السلفيين والموتوريين والعنصريين امثال خال الريس لاننا (يشر لا يغرفون ماذا يريدون للاسف )
وعزرا وعزرا وعزرا وااااااه
احد المعلقين يقول اكثر الكفاءات من علم ونزاهة واخلاق في الشمال . الكفاءة من حيث التعليم فقط لانهم هم من ساعد الاستعمار وكانو العين التى يرى بها واليد التي يبطش بها اما حكاية النزاهة والاخلاق دي غير صحيحة والتاريخ هو الفيصل .
في مذكرات بابكر بدري بعد هزيمة ود النجومي . وبابكر بدري يرجع نسبه الي الرباطاب . كان التعامل معه معاملة عبد “سلم علي أبوك” أي سيدك .وبعض الأحيان المعني يكون طفل . ففي كتاب آخر الفراعنة تعامل الباشا مع أهل شندي كعبيد وطلب من المك نمر ان يجهز نصف عدد سكان شندي لكي يرسلهم كعبيد وحينها كان عدد سكان شندي وريفها يبلغ الأربعة وعشرين ألف . إحتج ذات مرة المرحوم حسن ساتي من معاملة المصريين له في المطار رغم ان جوازه البريطاني كما معاملتهم مع النوبيين في مصر أي عثمان البواب .
فالرق بقايا عصور قديمة يجب نبذه. المجتمع الشمالي السوداني وعبر التاريخ هم اكثر مجموعة سودانية تعرضت للرق .فنجد ذلك في رسومات الفراعنة المصريين كيف يتم استرقاق النوبيين بالمناسبة كل عرب السودان هم نوبيين ماعدا العرب العرب كالكبابيش والزبيدية وغيرهم
كل عام وانتم بخير ايها الشعب السوداني الطيب , كل عام وانتم واعدائكم في جحورهم بالف خير
بصراحه ادهشني ما قرأته في المقال السابق وفاجئني ما قرأته من تعليق القارئين للمقال السابق , من قال أن السودان عربي ؟ السودان دولة افريقية بكل المقاييس وسكانها كما قال البروف مضوي الترابي هم خليط من الاثيوبيون والصوماليون والكينيون والتشاديين وباقي دول غرب افريقياحتى ان العرب في جزيرة العرب يضحكون بشكل هستيري عندما يثار موضوع يتناول السودان والمغتربين من شمال السودان شهود عيان على ما اقول, وفي كتاب عن التعدد العرقي والاثني في البسودان يقول فيه مؤلفه “كاذب من يقول ان العرق العربي متواجد في السودان كاذب” , يبقى سؤالي هو هل انتهت مشاكل السودان حتى يركز اهلها على البحث عن هويه عربية مزعومه؟
39% دي اظنها كتيييرة جدا على نسبة العرب في السودان حيث انهم يعيشون في وسط البلاد وكمان ما براهم في اعراق تانية كثيرة غير عرب في الوسط ايضا … الشمال البعيد غير عربي الغرب معظمهم غير عرب الشرق كذلك وكمان الجنوب يبقى وين العرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكمان لو سمحت لي عايز اسال سوال .. وين العرب في السودان هل هم الذين يتحدثون العربية فقط؟ وهل التحدث بالعربية تكفي لكي تكون عربيا !!!!!!!!!!!
هنالك مثل انجليذي بيقول (اذا كانت هي كالبطة وتمشي كالبطة وريشها كالبطة ولونها كالبطة وتصدر اصوات كالبطة فهي بطة) واما واما اذا كانت فقط تصدر اصوات كالبطة فهي حاجة تانية ماعندها هوية. فكم نسبة الجماعة التي تنطبق عليهم المثل عشان نقدر نقول عليهم عرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أول مره يقف أحد إنتلجنسيا الشمال ليكتب ما كتب الدكتور حيدر .. وسبب عدم تناول هذا الموضوع من مثقفي الشمال بالتحديد الشايقية والمجموعة الجعلية كما يسميهاالمؤرخ بروفيسور يوسف فضل هو عقدة النقص التي يعانون منها كونهم يدعون عرقاً لا يعترف به أحد بل لا يقتنع به هم أنفسهم مما يوطن في دواخلهم الهزيمة وإضطراب الشخصية .. وكل من يقول أنه عربي ففي عروقه يجري دم من النوبة .. والمضحك أن بعض من هؤلاء يدعون نسب آل البيت .. قلت لأحد شيوخ الأشراف في عمان أن هناك ثمة أشراف في السودان .. فقال لي أنهم لم يسمعوا بأن أحداً من آل البيت عبر البحر الأحمر إلى بلاد النوبة!!
أنا عندي يقين راسخ أن السودانيين الشمالية بالذات الجعلية والشايقية هم نوبيون عرقاً وثقافةً ولا يربطهم بالعروبة إلا اللغة والدين اللتان على أهميتهما لا يشكلون هوية الإنسان .. وفارق الشخصية الواضح بين السوداني والعربي من سكان الجزيرة العربية تؤكد نوبيتهم لا عروبتهم .. والنوبية حضارة يفاخر بها كل نوبي سواء في الشمال أو في جبال النوبة أو الميدوب في دارفور .. بل هي حضارة عالمية تطاول أرقى الحضارات المعروفة .. فلماذا ينبذ هؤلاء هذا المجد التي هم دونه كما هم دون العرب؟؟
وأنا عندي يقين أيضاً أن السودان سيظل يقبع خلف الأمم إلى أن يعترف هؤلاء الحكام بما فيهم من دم نوبي ويفاخروا به غيرهم فينزاح عنهم عقد الدونية التي تموج في نفوسم ..