البلد غَابة !

عدنان زاهر
حدثان تناولتهما الصحف فى اليومين السابقين، و التظاهرات تنتشر فى شوارع المدن مطالبة باسقاط النظام،تعكسان بشكل حقيقى ما وصل اليه حال البلد.
الخبر الأول، يقول أن طلبة مدرسة العرضة الابتدائية الحكومية بامدرمان و عند حضورهم الى المدرسة فى اليوم الأول بعد انقضاء العطلة الصيفية وجدوا أن المدرسة مقفولة و قد تم هدم جزءاً منها، قيل لهم ان المدرسة قد تم بيعها و حولت لمدرسة عثمان بن عفان النموذجية الخاصة! و أن على الطلبة الذهاب لمدارس فى مناطق أخرى متنافرة و بعيدة للالتحاق بها. عند ذهاب البعض لتلك المدارس تم استيعاب البعض منهم و رفض استيعاب آخرين، ذلك يعنى ان الطلبة الذين رفض قبولهم عليهم الالتحاق ب ” الشارع “!…..اعتصم بعض اولياء الأمور بالمدرسة مطالبين بتحديد مصير ابنائهم.
الخبر الثانى، يقول ان شاباً فى العقد الثانى من عمره توفى نتيجة لطعنات قاتلة سددها له أحد الاشخاص فى نادى ” للمشاهدة “! بمنطقة الكلاكلة.السبب الذى قاد لارتكاب جريمة القتل ان المجنى عليه قد وطأ ” عَفص ” الجانى بكرسى يجلس عليه. بدأت بينهم مشادة كلامية استل الجانى على أثرها سكينا كانت بحوزته و قتل المجنى عليه !
خبر بيع المدرسة يطرح أسئلة بديهية تطرأ بذهن القارئ دون دعوة أو جهد،
لماذا صُفيت المدرسة العريقة التى يقرأ فيها ابناء المنطقة و حولت لمدرسة خاصة كما قيل للطلبة و أولياء أمورهم؟ لمن بيعت المدرسة؟!..لماذا لم يبلغ أولياء الطلبة ببيع المدرسة قبل انقضاء العطلة ليفاجؤا بالقرار عند حضورهم؟ كم عدد المدارس الخاصة بالمنطقة و امدرمان عموما؟ لماذا تٌخصص المدارس الحكومية ليصبح التعليم الأولى لمن هو قادر على الدفع؟!
بالطبع حتى الصحف التى أوردت الخبر لم تجد اجابة لتلك الأسئلة و ذلك لرفض المسئولين مقابلتهم! لكن حسب ما ورد فى افادات بعض أولياء الامور فان المدرسة قد بيعت لمستثمر كويتى ليبنى فيها ” مولاً ” !!
الخبر
– يجسم الفساد الذى استشرى فى مؤسسات الدولة
– يعكس بشكل مكبر الجشع و التصرف الملتوى فى ممتلكات الشعب الذى بناءها بعرقه و جهده على مر السنين،يتم ذلك حتى و لو “ببيع ” مستقبل اطفال المحتاجين. قالت احد الامهات المعتصمات كما جاء بصحيفة حريات
(الناس البتعاين لينا من عرباتا، بتقرى اولادها فى ” القبس،البريطانية و منسورى “،الشارع ده مليان مدارس خاصة،ما محتاجين الى مدرسة خاصة زيادة،محتاجين لى مدرستنا دى،انحنا ما بنتحرك لو ما جانا مسئول مش يوقفوا لينا ناس الأمن ديل و الله ما بهمنا،ده مستقبل اولادنا ما لعب) !
– يعكس المستوى الذى وصل ازدراء المسئولين للناس وعدم احترامهم و المحاولات المستمرة لاذلالهم فى محاولات لاخضاعهم.
– يجسد انعدام الضمير و أى قيمة مانعة و كابحة للسلوك غير القويم.
الخبر الثانى بحق مدهش كما هو محزن، عندما يكتب الخبر بالعامية يصبح كأنه مُزحة كالمزح المتداولة هذه الايام،لكنها مزحة قاتمة ، مكلفة و غير مقبولة ( واحد كتل ليهو زول لأنو عفصو فى كراعو )!
نحن لا نعرف ما قيل فى المشاجرة و لكن مهما قيل فذلك لا يصبح مدعاة لقتل أحد و سلبه الحياة،كنا قد كتبنا مقالا سابقا عن تمدد الجريمة فى المجتمع و الدوافع لها و لا نريد التكرار، و لكن ما حدث يعنى
– ان القانون أصبح يأخذ باليد و أن المواطن أصبح لا يحترم و لا يبالى بالأجهزة المناط بها تحقيق العدالة لتدنى الاداء ولسيطرة السلطة عليها.
– ان العنف أصبح ثقافة تمارس.
– تدنى قيمة النظر الى الحياة.
ما حدث و يحدث ليس صدفة و هو غير معزول عن مجمل سياسات هذه السلطة و ذلك،
– لأن الفساد أصبح سلوكا عاديا تمارسه أجهزة الدولة و المنضوين تحتها و المنتفعين من سياساتها، ” قوة العين و بياضها” كما يقول أهلنا و الاعتداء على اموال الدولة و حقوق المواطن أصبحت هى عنوان للقوة و السلطة و المباهاة.
– العنف و القتل المجانى الذى تمارسه الدولة بكل أرجاء الوطن فرض ظلاله و تبعاته فى المجتمع،عندما يتدنى الوعى و تنعدم العدالة بين المواطنين يصبح العنف و انتهاك القانون سلوكا عاديا.
هل نحن الآن فى حاجة لتعريف عنوان المقال بأن ( البلد ” بقت ” غَابة ) فى ظل حكومة المؤتمر الوطنى ، ان شوارع الوطن أصبحت ” تقدل ” فيها ثعالب و ذئاب السلطة ! هل نحن فى حاجة لنردد ان هذه السلطة أصبحت غير قادرة و غير مؤهلة لحل قضايا الوطن المتشابكة ؟!
ما دام حاميها حراميها – وما دام من يفسد لا يجد من يحاسبة – ومادام البشير فتح الابواب للابالسة لينهبوا دون خوف من الله او من قانون – ماذا تسمي رعاية الدولة للفساد والمفسدين – واسكات كل المخالفين بقوة السلاح – فلا عدل ولا حق – في ظل هذا النظام الفاقد للشرعية الذي يتحكم على رقابنا بامكانيات الدولة وحول الدولة لدولة حزب واحد – نحن في غابة لاينهب فيها بقوة عضلات وانما بقوة قانون – يعدمون الناس في اقتناء الدولار ويحولون بيوتهم الى صرافات متحركة – مالكم كيف تحكمون
انا اعرف ان كلامي عن فسادهم يدعوهم للسخرية فقد بلغ فسادهم عنان السماء – ولكن المهم ان الله حرم الظلم على نفسه – وان نهبهم لاموال الدولة لن يعود عليهم الا بالهلاك – ومن سذاجتهم ان لم يتعظوا بمن هلك من قبلهم وهويظن انه لن يغلب وهو يمتلك كل هذه القوة الامنية والاقتصادية
نعم استاذ عدنان زاهر, وارى ان تنقض سياسة اقتصاد السوق من اساسها.
فهي ولو اتت مبراة من كل عيب, ناهيك من الفوضى والفساد فى عظم الانقاذ نفسها, فهي سياسة تكدس الثراء لقلة والفقر للاغلبية الساحقة.
فى الشق الاخر: اصلا,لم يخرج الرجل من بيته مسلحا بسكين.؟
يا اخوانا اولا سلام
وتاني شنو الايام دي الجو هادي كدي ومافي مظاهرات ولا حركه الناس زهجت ولا شنو
وثالثا مافي جمعه ولا شنو شايفه مافي ليها اي تحركات لا اسم لا غيرو دي جمعه ساده ولا شنو
عليييييييييييييييييكم الله واصلو املنا كبير في التغيير لا تحبطونا
وربنا يعينكم وينصركم ونحن معكم قلبا وقالبا