تقسيم الخرطوم ومنهج لو كل كلب عوى

(لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار).. هذا بيت شعر شهير للشاعر الأشهر المتنبئ، ومؤدى هذا البيت الفصيح يعظنا بأننا لو قررنا أن نرمي أي كلب إذا نبحنا بحجر، فسوف يؤدي ذلك في المحصلة إلى الارتفاع الجنوني في أسعار الحجارة لدرجة تعجز عن شرائها، وربما دخلت التموين والسوق الموازي، وأصبح نداء جوكية العملة في عرصات السوق الأفرنجي وفرنداته كالآتي (دولار، يورو، ريال، شيك سياحي، حجارة).. هذا البيت الشعري الشهير استدعاه إلى ذهني مقترح مدير هيئة المياه بتقسيم الخرطوم إلى ثلاث ولايات بدلاً من واحدة، ويبدو أن هذا المدير (الألمعي) بعد أن أعجزه حل مشكلة المياه المزمنة والمستفحلة بالعاصمة رغم أنها ترقد بين نيلين ويحتوي جوفها مياه وفيرة، استقبل من أمره ما استدبر ثم فكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر و(صنقع ودنقر)، ثم خرج علينا أخيراً ليقول لا فكاك من تقسيم العاصمة إلى ثلاث ولايات.. فتعجب.. وهذا لعمري هو ذات منطق لو كل كلب عوى، فلو أننا اعتمدناه وصرنا ننشئ لكل مشكلة يعجزنا حلها ولاية قائمة بكل زيطتها وزمبريطتها، لقامت في كل شبر في هذا البلد ولاية…
ويقيني أن هذا المدير المائي ما كان ليجرؤ على الخوض في شؤون الحكم الفيدرالي غير المختص فيها، لولا أنه وجد أن حكاية هذا الحكم (سايطة وجايطة)، ولا تثريب عليه إن جاط فيها مع الجائطين. ومن أبرز دلائل الجوطة والخرمجة والخمج التي ضربت مفهوم الحكم الاتحادي في مقتل، أنه أصبح عرضة للهوى السياسي والغرض الحزبي والرغبة القبلية، حتى لو أن سكان خمس قطاطي وثلاثة درادر وراكوبتين اجتمعوا وأبدوا رغبتهم في إقامة محلية لهم، وصادفت هذه الرغبة هوًى في نفس السلطة، وتساوقت مع تكتيكات الحزب لنالوا مرادهم، وبذا انداح الحكم الاتحادي فأصبح (سداح مداح)، يقوم على الكوار بالجملة لا الحساب الدقيق، وعلى المحاصصة والترضيات لا على العلم والحاجة الحقيقية، وهكذا ظل الحكم الاتحادي تكتيكاً سلطوياً تتبعه السلطة المركزية لتلقي بالتبعة كاملة على أهل الولايات ليتلهوا عنها بصراعاتهم البينية التي ستنفجر لتلعب بعد ذلك دور الحكيم المشفق الحادب الحنون، ولو كانت الحكومة حادبة حقاً وصدقاً على تجربة الحكم الاتحادي، كان عليها أن تشرع بأعجل ما تيسر في إعادة تقييم وتقويم التجربة برمتها، لتصحيح مسارها وتقويم اعوجاجها على أساس علمي وعملي، وليس على قسمة سياسية وقبائلية قد ترتد بالبلاد إلى عهود السلطنات والمشيخات…
[email][email protected][/email]
ثلاثه انهار وليست اثنان
يا المكاشفي
الزول دا كان فعلا مدير هيئة مياه الخرطوم لكن شالوهو بعد فضيحة ترعة الصرف الصحي بتاعة بحري ديك (ما متذكر اسمها).
بعدها نفس الزول الشالو (الخضر) جابو تاني مستشار ليهو!!!
حاليا في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم
هذا الرجل ورد اسمه في الصحف من ضمن المرشحين لمنصب والي الخرطوم – قبل تعيين الوالي الحالي .
الرجل صدم من عدم اختياره للمنصب “الأبهة” دا ولا زال يراوده حلم أن يكون واليا، ولكن ليس من سبيل لزحزحة (فردة الرئيس) من الولاية!
لذا طالب بتقسيم ولاية الخرطوم لثلاث ولايات عل وعسى أن تواتيه الفرصة لنولي إحدى الوايات الثلاث
ملحوظة: الرجل كان مجرد واحد من عدة مهندسين في الرئاسة العامة لتعليم البنات في الطائف (السعودية) – ومسئولياته لم تتعد مواسير وحنفيات يضع مدارس للبنات في مدينة الطائف . ولأنه كان من الكيزان “النشطين” جابوهو ومسكوهو مياه ولاية الخرطوم بملايينها الـ 8 – ولّا 10 – ما عارف!
وطبعا فشل!!!!