من” يسعف” قسم الطوارئ بمستشفى الخرطوم

*سئم الناس من الاستماع للتصريحات التي يدلي بها بعض المسؤولين عن جوانب القصور في مجالات عمل تقع تحت سمعهم وبصرهم دون أن يقدموا على عمل يعالجون به مواطن القصور هذه.

*لعل أكثر مجالات العمل جسدت المفارقة بين التصريحات الناقدة وبين واقع الحال مجال الخدمات الصحية والعلاجية? خاصة المستشفيات التي كانت ملء السمع والبصر مثل مستشفى الخرطوم “التعليمي” قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال تحت مظلة نقل الخدمات الصحية والعلاجية للأطراف.

*لسنا ضد أهمية نقل الخدمات الصحية والعلاجية للأطراف بل نؤيد هذا التوجه الإيجابي? لكننا ضد أن يتم ذلك على حساب الخدمات الطبية والعلاجية في المركز الذي كان يستقبل المرضى من جميع أنحاء العاصمة وضواحيها بل ومن خارجها.

*أقول هذا بمناسبة التحقيق الميداني المأساوي الذي جسدته لنا الصحفية مشاعر أحمد في الصفحة الرابعة ب”السوداني” أمس الاول الجمعة من داخل قسم الطوارئ والإصابات بمستشفى الخرطوم وهي تصحب زميلتها التي تعرضت ل”أزمة” استدعت نقلها للعلاج بالمستشفى.

*الصدمة الاولى التي حدثت لها منذ الوهلة الأولى لدخولها قسم الطوارئ والإصابات بالمستشفى أنها لم تجد “نقالة” أو حتى “كرسي متحرك” للمريضة? واستمعت لتعليق محبط في صيغة سؤال مربك ” هسي دي يقعدوها وين”!!؟.

*الصدمة الثانية التي صدمتنا معها عندما أرادت صرف دواء الأزمة ” الفانتولين” من صيدلية الطوارئ ذكرت لها الصيدلانية أن هذا الدواء غير موجود لديهم? وأن عليها شراءه من الصيدلية المركزية? لكن بعد شرائه أوضحت لهم الممرضة أن الدواء موجود بقسم الطوارئ وفعلاً أحضرت لها الجرعة المطلوبة.

* كانت هناك صدمة اخرى في انتظارهما? وهي عدم وجود جهاز أكسجين للمريضة لان الجهازين الموجودان بالطوارئ مشغولان? وعندما تساءلت الصحفية: لماذا ؟ قال لها الطبيب: النقص ده أساله منه الوزير.

*لم ينته هذا المسلسل الدرامي فقد فوجئت الصحفية بمشهد آخر عندما وضع الطبيب”كيس نايلون” على رأس المريضة وطلب منها أخذ نفس عميق? وبعد ساعتين توفر للمريضة جهاز الأكسجين لكنه لم يكن يعمل بالطريقة المطلوبة.

*إنتظروا.. لم تكتمل حلقات مسلسل ازمة المريضة ولا أزمة قسم الطوارئ .. فقد حدث هبوط مفاجئ للمريضة لنكتشف مع الصحفية نقص أجهزة قياس الضغط في قسم الطوارئ الذي يتردد عليه عشرات المرضى يوميا.

*أكتفي بهذا السرد الذي جسدته الصحفية مشاعر أحمد لأزمة قسم الطوارئ بمستشفى الخرطوم الذي كان عريقاً قبل محاولة الاغتيال التي شلت حركته.

*وبعد.. واضح من هذا التحقيق الميداني أن قسم الطوارئ والإصابات في مستشفى الخرطوم في حاجة إلى ” إسعاف” سريع نخشى ألا يكون متوفراً هو أيضا.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يتوفر بعد ان يذهب من دمر ..هؤلاء ثقلاء لدرجة تخانة الدم عليهم ان يستقيلوا حتى يحفظوا ماء وجوههم لو كان لهم ماء وجه

  2. الاستاذ نور الدين مدني لك التحية. عندما وقف الاطباء ضد سياسات مامون حميدة وكتبوا المذكرات في هذا الخصوص وبينوا ان نقل الخدمات للاطراف كلمة حق اريد بها باطل لم يجدوا من كثير من الصحفيين غير التجريح والاساءة وشخصنة الامر . الان بعد ان تبين ان الاطباء كانوا علي حق فما تكتبون اليوم جاء متاخرا ولن يفيد. ترك الكثير من الاطباء السودان بعد ان جاء بروفسور مامون حميده لوزارة الصحه وبدا من اليوم الاول في العمل لهدم المستشفيات العامه وكل مافي وسعه لتحطيم مستشفي الخرطوم ظنا منه بان ذلك سوف ينعش سوق الزيتونه ولكن ذلك لم يحدث . اطلب منك زيارة المستشفي الاكاديمي لترى كيف تمت صرف اموال وزارة الصحه علي مستشفي يتبع لجامعه خاصه وكيف تم الاستيلاء علي ممتلكات م ااخرطوم ولتقف على الهدف الحقيقي لنقل ااخدمات للاطراف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..