ملأت زمانك يا تهراقا الفن!

فضيلي جمّاع
شعر
(إلى روح أسطورة الغناء محمد وردي..
في الذكرى الرابعة لرحيله)
———————————
1
تصدَحُ يا كروانَ زمانِك بالألحانِ
فتُزهِرُ بين الآهة والترنيمةِ
خُضْرُ أمانينا!
يتموّجُ صوتُك حُرّا
عند ضفافِ النيلِ ، وفي الغاباتِ
ويسري في جلمودِ الصخْرِ وفينا!
تصدحُ ، يحملُنا الإيقاعُ
ندورُ ، ندورُ ولا ندري
من أيّ دِنانِ الخمْرِ سُقِينا!
تصدحُ يا كروانُ فيرقُصُ موجُ الشطِّ
تبوحُ بعذبِ اللّحْنِ فتصعدُ سلّمَ صوتِكَ
حورياتُ الجنّة!
2
ملأْتَ زمانَكَ حتى فاض!
فكنتَ إذا غنّيْتَ
تناثرَ لؤلؤُ لحنِكَ خبزاً للفقراءِ !
ونسمةَ ليلٍ للعشّاقِ
وشمسَ صباحْ!
وكنْتَ إذا أنشدْتَ تفجّر غضبُ الشارعِ
دوّتْ في الساحاتِ حناجرُنا
حتى نطوي الليلَ الكالحَ
نُسقطَ من حاضِرِنا
كلَّ مراراتِ المنفى،
و”بيوتَ الأشباحْ!”
3
ملأتَ زمانَكَ حتى طفحَ الكيلُ
وفات الحدْ
وحملت بلادَكَ يا تِهْراقا الفنِّ
إلى شُرُفاتِ المجدْ !
فضيلي جماع
مسقط – 22 / 02 / 2012
[email][email protected][/email]
كلمات وفاء جميلة من شاعر كبير مقيم (اطال الله في عمره واسعدنا بحلو نظمه) لفنان و موسيقار عملاق رحل عنا جسده ولكن ستخلد روحه و أغانيه ونغماته (التي تسكن خلايانا وتجري في مسالك الدماء منا) لآلاف سنين قادمة، طالما وجد السودان _ والسودانيون _ عل سطح هذه البسيطة. فشكرا استاذ فضيلي جماع.