في اي اكتوبر نحن ..؟!

تهب علينا الان انسام اكتوبر “الثورة الظافرة” بعد ان ذبحوها وباعوا مبادئها ومزقوا شعاراتها فباتت ثورة منسية لا بواكي لها ولم يتبقي من ايام الغضبة “الاكتوبرية” مجرد ذكري اليمة تبعث الاسي والاحباط في وجدان السودانيين كل شي تبدد تباعدت الاطراف واطل الشقاق بين المكونات السودانية وتشظت الساحة السودانية ..ولم يعد الشارع هو ذاك الشارع الذي حمل القرشي شهيد الثورة علي الاكتاف , وقياداتنا السياسية والفكرية من يمينها الي يسارها فقدت كل ذلك الالق والبريق والالهام السياسي ..كانما عقمت المنابر والحناجر فلم تعد قادرة علي الضجيج ولا علي صناعة الافكارة ولا قيادة الجماهير فلم تعد هي القائدة ولكنها تهرول باكثر من رجلين ناحية ذاتها ومكاسبها الخاصة .
ثورة لم تكن كغيرها من ثورات ذلك الزمان ولكنها كانت ربيعا عربيا “باكرا” نالت فيه الجماهير السودانية كامل حظوظها .
والان وبكل اسف تمر الذكري عابرة لا تجد الا بقايا “وريقات” قديمة ومبعثرة مخطوط عليها “هنا كانت اعظم ثورة لاعظم شعب” وكذلك بقايا شخوص “وشيوخ” يحاولون في كل اكتوبر يحل بهم اجترار الاحزان وسكب العبرات ولكنهم جميعا بلا اعتبار وبلا تدبر فهم لا يتعظون ولا يتعلمون من تجاربهم خاصة وان والسودان تحاصره الاحزان والمشكلات الجسام من كل الاتجاهات .
كم من الحقب والسنوات تاهت في دروبها قوانا السياسية والفكرية وحتي العسكرية تبحث عن الصيغة التي ترضي السودانيين في حكم بلادهم وفي تقسيم ثرواته وبسط العدالة فيه لكنهم لازالوا في ذلك التيه والضلال السياسي الذي عاشوه قديما وتوارثوه حديثا جلسوا كثيرا علي منصات التفاوض وموائد الحوار وسودوا باحبارهم اطنان من الاوراق والوثائق في سبيل التسوية كم من الوعود والالتزامات التي قطعوها علي انفسهم بليل ثم عادوا واجهضوها بصبح عشرات الاتفاقيات النظرية التي لا يمكن تكون يوما عملا حقيقيا وواقعيا مبسوطا بين الناس ومجملا لحياتهم .
وذات المائدة الحوارية التي تحلقنا حولها مرارا في تاريخنا القريب والبعيد طبخت بذات السيناريوات القديمة والساسة هنا يبحثون الان في شهر الثورة عن تلك الارادة المفقودة واللحمة الغائبة والحكم المتنازع حوله والهوية المبعثرة والاقتصاد المنهك والسلام المنكوب ولهذا ومن اجل كل هذه القضايا فليتهم يصلوا الي الشواطي الامنة وليتهم يجعلوا من اكتوبر اسما ظافرا ينمو في ضمير الشعب ايمانا وبشري ويلبسون الغابة والصحراء وشاحا وسندسا ومن الصخر ينتجون زرعا وخضرا .
فنسألكم بالله ايها المتحلقون حول هذه المائدة ان تشعلوا الحقول قمحا ..ووعدا .. وتمني ! واخرجوا من باطن الارض كنوزها ومن البحار والشواطئ لآليها وجواهرها فبلادنا ذات ثراء لا يدانيه ثراء في منطقتنا العربية والافريقية .
فالشعب خلف اكتوبر امة صامدة ..صابرة علي احزانها تنتظر وعدها القديم وصبحها الآتي فعزرا يا اكتوبر ومهلا لا تطوي مسافات الزمان قبل ان تكتمل التسوية وتفكك ازماتنا وتذهب احزاننا ..!
حكاية عمدة وقبيلة ..!
في ولاية بحر ابيض تحاول قبيلة الشنابلة ذات التمدد الواسع في جغرافية الولاية باكثر من 183 قرية طبقا لافادات احد ابرز زعماء القبيلة وهو الشيخ برير الامام هجو ,تحاول هذه القبيلة ومنذ اكثر من اربعة اشهر الانتفاضة علي ذاتها وضخ دماء جديدة في اوصالها وصلخ جلدها وعمادتها القديمة وابدالها باخري تكون ذات نفع وخير وفكرة ورؤية جديدة تستوعب تماما مطلوبات المرحلة وطموحات القبيلة واشواقها وتلبي كذلك احتياجات القري المنضوية تحت لوائها حيث تشهد قري ومناطق الشنابلة بولاية بحر ابيض هذه الايام حركة دوؤبة تدفع في اتجاه سحب الثقة من العمدة احمد النورالذي ورث هذه العمودية منذ العام 1992 دون شرعية مكتسبة من القبيلة حسبما يعتقد الشيخ برير في حديثه “للانتباهة” .
ويقول برير ان قبيلتهم اقدمت علي خطوة سحب الثقة من العمدة احمد النور واسقاط شرعيته لانها وبحسب قوله تري في حقبته ضياعا لحقوق ومكاسب القبيلة وعجز في تقديم الخدمات للمواطنين كما ان العمدة النور استاثر بكل المناصب السياسية والدستورية والتشريعية وحتي الشعبية باسم القبيلة ,وتفيد المتابعات لهذه القضية ان مجموعة كبيرة من نظار واعيان الشنابلة قادوا تحركات عديدة خلال الاربعة اشهر الماضية واوصلوا شكواهم وصوتهم وغضبتهم الي كافة الجهات الرسمية وتحديدا معتمد محلية الدويم والاجهزة الامنية والشرطية وكان اخرها مقابلتهم للدكتور عبد الحميد موسي كاشا والي النيل الابيض وسلموه مذكرة في الخصوص وابلغوه كذلك بانهم غير راغبين في ان يكون الشيخ احمد النور عمدة عليهم وهم الان بصدد تصعيد هذه القضية الي رئاسة الجمهورية حيث تجري الترتيبات واللقاءات والاتصالات لصياغة مذكرة حاسمة ورفعها للسيد رئيس الجمهورية حال فشل حكومة الولاية في معالجة القضية واعلان خليفة جديد للعمدة احمد النور, غير ان العمدة وبحسب تاكيدات المذكرة التي حصلت عليه الصحيفة رفض التنازل ولم يستجب للجنة الصلح التي شكلها معتمد الدويم حمدتو مختار ولكن اهل القضية لازالوا ينتظرون متي وكيف تكتب هذه اللجنة تقريرها او تقول كلمتها بشان مذكراتهم واحتجاجاتهم ضد العمدة احمد النور ويبدو ان اكثر ما يقلق الشنابلة ويثير حنقهم انهم يعتقدون ان حكومة النيل الابيض ومؤتمرها الوطني ظلت تقف وتساند استمرار العمدة احمد النور وتتهم الوالي السابق يوسف الشنبلي بانه هو الذي اعد وانتج كل هذا السناريو هكذا كان يتحدث الشيخ برير الامام هجو.
تغيير الوجهة و”الوجوه” ..!
تفيد المتابعات من داخل قبة قاعة الصداقة ان تيارا قويا بدأ يتشكل ويفرض رؤيته من خلال مناقشات الحوار الوطني عبر محاوره الست ..هذا التيار شرع في صياغة موقفه القوي للضغط والتاثير علي مخرجات الحوارلتحقيق مبدأ ” تغيير الوجه والوجوه” لارساء دعائم دولة بملامح وقيم جديدة فيها رشد الحكم وعدالته الاجتماعية وتطهير اجهزة الدولة من المفاسد والمهالك وبهذه الرؤية كان يتحدث “للصحيفة” المحامي والقيادي الاسلامي القديم امين بناني نيو فهو يعتقد انه لا جدوي من مشاركتهم من هذا الحوار ان لم تكن نتيجته تغيير وجهة الدولة ووجوهها الحاكمة والمكرورة ومضي بناني في حديثه : (انه ان لم تحترم مقترحاتهم او لم يؤخذ بها اثناء المناقشات فانهم سيقفذون من قطار الحوار في اقرب محطة ) ويعلنون انسحابهم .
ويؤكد بناني انهم جاؤا للحوار بقلب وعقل مفتوحين ليس بحثا عن سلطة وانما لوحدة واستقرار السودان ارضا وهوية وحكما وقال انهم حريصين علي اقرار صيغة جديدة لحكم اقليمي يقسم السودان الي 7 اقاليم يتمتع كل اقليم بحكم ذاتي و50% من موارده وثرواته الذاتية علي ان يتاسس هذا الاقليم علي حكم محلي حقيقي يدعم من المركز واهم ما ندعو له هو محاربة الفقر والفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية .
واخطر ما حذر منه الاستاذ امين بناني ان العالم باثره يشهد مرحلة التسويات الدولية الكبري ولو لم تفلح القوي السياسية السودانية من تسوية هذا الملف فانه سيكون ملفا دوليا تماما كما الملف السوري والليبي واليمني ولو لم تشارك المعارضة في هذه التسوية ستكون خاسرة كما خسرت من قبل كل “المعارضات” قضيتها في حقبة الربيع العربي كما ان النظام الحاكم الان في الخرطوم ان لم يتجاوب مع الارادة الوطنية فانه ايضا سيخسر قضيته ولذلك الحكومة عليها بالتعجيل بهذا الحوار حتي لو كانت مخرجات هذا الحوار خصما علي رموزه وعلي توجهاته القديمة وان لم يتجاوب “النظام” معنا سنتركه لوحده وبالتالي سيكون مجبرا لقبول الخيارات الدولية .