( جرائم المشعوذين )

* إن الأموال القذرة كما يسمونها هي التي تكتسب من أنشطة غير مشروعة وبإيداع هذه الأموال في أصول أو أوعية مالية إستثمارية فإنها ستبدو في مظهر الأموال المكتسبة من أنشطة أو مصادر مشروعة، ما يعني أن غسل الأموال هو النشاط الذي يلي نشاطا آخر نتج عنه كسب كمية من الأموال غير المشروعة. هناك ثلاثة مراحل تمر بها عملية غسل الأموال وتبدأ بمرحلة التوظيف وهي تحويل الأموال القذرة إلى نوع مختلف من أنواع الثروة أو تسكينها في أطر أخرى بمنأى عن مصدرها الرئيسي، وهذا قد يتم عن طريق الإيداع المصرفي أو التملك العقاري أو شراء المعادن الثمينة وغيرها من طرق التحويل والتسكين.
* تلي هذه المرحلة مرحلة ثانية وهي مرحلة التمويه وتعني اللجوء إلى أنشطة وأشكال متعددة ومتنوعة تهدف إلى تغيير الأوعية التي جرى فيها المال. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الإندماج وهي مرحلة تطهير الأموال القذرة أو غسلها وذلك بدمج هذه الأموال في الإقتصاد المحلي أو الخارجي ومن ثم تسخيرها بحرية دون هاجس المحاسبة أو المصادرة.
* غسل الأموال يتخذ أشكالا مختلفة وصورا متعددة تتمحور في التحويل والإيداع عن طريق النظام المصرفي وهذه صورة تقليدية لغسل الأموال القذرة وذلك بتحويلها من دولة إلى أخرى غير أن غاسلي الأموال القذرة لجأوا لصور أخرى بعد ظهور القيود المصرفية وذلك بالنفاذ عبر النظام المالي غير المصرفي كشراء الأسهم والسندات المالية والمضاربة فيها أو الدخول في فضاء الإستثمار عن طريق الشركات والمؤسسات التجارية أو الولوج إلى السوق المشروعة وذلك بالإتجار في البضائع المشروعة أو المشاركة في المشروعات الإقتصادية أو إنشائها أو شراء المنقولات والعقارات. المؤسف أن هذه الجريمة الخطيرة التي تعرض الإقتصاد للخطر لا تأبه بها بعض الدول بل قد تتخذ بعض رجال أعمالها وشركاتها جسورا لإرتكاب مثل هذه الجريمة.
* أصحاب العشرات من المليارات الذين يعيشون بيننا ويتخلصون من عقدهم المستعصية على حساب المجتمع ويبحثون لهم عن أدوار تبقيهم على الدوام في دائرة الضوء ويساعدهم في ذلك المنافقون واصحاب المصالح لا تصدقون إلا من يقول لكم: هذه أموال غسيل..هي بالفعل كذلك (وما دايرة ليها درس عصر) فقد نجمت عن الفساد والإحتيال والدجل والشعوذة التي أضحت دولية في أيامنا هذه وبعض مرتكبي جرائم الشعوذة صاروا مطلوبين في مخافر عربية ومنهم من قبض عليه بالفعل..!